مساء الخير .. اشكر موقع جود نيوز على اتاحة هذه الفرصة لي.. وارجو الا يكون
الرد قاسيا لانني اعلم جيدا انني اخطات في حق الجميع لكنني افتخر بما فعلته، بالرغم
من اني مقتنعة انه خطا!
لقد احببت شخصا حبا لا يمكن وصفه في اثناء دراستي باحدى الكليات العملية، التي تسمى
كليات القمة، وهو ايضا احبني جدا، وتقدم لي، وتمت الخطوبة، لكن بعد الخطوبة مباشرة، تبدلت
مشاعره، وبعد نحو شهرين، فسخ الخطبة، دون اي اسباب! فتحطمت بعدها معنوياتي ونفسيتي جدا، وكان
باقيا على الامتحانات ما يقارب الشهر، ولكن حالتي النفسية السيئة تسببت في دخولي المستشفى، وعدم
اتمامي امتحاناتي،وبقيت في المستشفى ما يقارب 3 شهور، اعاني من بعض الامراض المصاحبة للحالة النفسية
التي كنت اعانيها، وفوجئت فور خروجي من المستشفى بعد حوالي 4 شهور، انه خطب اختي
التي تصغرني بسنتين، فتركت المنزل واقمت عند خالتي في الاسكندرية.
وفي هذه الاثناء كان الاهل يحاولون الاصلاح بيني وبين اختي وافهامي ان كل شيء نصيب،
وبعد عام ونصف، تقدم لي عريس مناسب، فقبلته بعد ان كنت قد حققت نجاحا في
حياتي العملية، وصالحت اختي بعد وفاة والدي، الا ان زوج اختي (الحبيب القديم) كان يقترب
مني بشكل ملحوظ.
وبسبب ظروف زوجي التي تؤدي لسفره مدد طويلة خارج مصر، وصعوبة سفري معه، كنت الجا
الى هذا الحبيب كثيرا، لحل اي مشكلة اواجهها، الي ان اوقعني في شراكه، و ضعفت
معه في لحظة شوق للحب القديم والمشاعر التي كانت بيننا، فحدث بيننا ما يحدث بين
الازواج!
واستمرت علاقتنا نحو 6 اشهر، ثم ابتعدت عنه تماما، الا انني كنت اساند اختي ضده،
وفي يوم اتصل بي في ساعة متاخرة، ليخبرني ان حادث سيارة مروعا وقع له، وانه
يحتاجني بشدة، فذهبت مسرعة للمكان الذي وصفه لي، الا انني اكتشفت انها خدعة منه ليقابلني،
وعادت علاقتنا مرة اخرى، وبدرجة اكبر من اي وقت مضى، وشعرت لاول مرة في حياتي،
بالاستمتاع الجسدي معه.
وانا الان حامل منه في الشهر الثالث، وزوجي مسافر منذ ما يقارب 6 اشهر، وكنت
ارفض لقاءه في الفراش بسبب حالتي النفسية، ولا ادري ماذا افعل!
بالطبع لا استطيع سؤال احد يعرفني على الاطلاق، لانني سيدة في الثانية والثلاثين من العمر،
واعمل في مكان مرموق، لذلك لجات اليكم، لايجاد حل لمشكلتي، مع العلم انه لا يعلم
انني حامل حتى الان، واشكر موقع جود نيوز على سعة صدوركم، واعتذر عن الاطالة.
ولكاتبة هذه الرسالة اقول:
الله سبحانه وتعالى وضع بداخل كل منا يا صديقتي بوصلة فطرية، ترشده للخير، وتناى به
عن الشر، وتكون بمثابة الجدار العازل الذي يحول بينه وبين تحميل نفسه ما لا طاقة
لها به، ولا تقع المشاكل الكبيرة في حياتنا الا عندما تختل هذه البوصلة بالفعل، فنعجز
عن التمييز بين الخير والشر، والحلال والحرام، ولا نكون قادرين على الاحساس بالندم عندما ينبغي
علينا ذلك!
وانت في واحدة من حالات الخلل هذه يا صديقتي، لدرجة انك لا تشعرين بالمصيبة التي
ورطت نفسك واسرتك فيها، المصيبة الدنيوية والاخروية!
ومع ذلك، فانا احسب انك مدركة تماما لما فعلت، وما الفخر الذين تدعين احساسك به،
الا كبر، ومحاولة مكشوفة منك لايهام نفسك بالتماسك والقوة، والقدرة على عبور هذه المصيبة دون
خسائر، كالذي يغني ليلا، ليطرد خوفه، وليس حبا في الغناء!
فقد ارتكبت جملة من المعاصي والمفاسد، التي اتعجب من قدرتك على تحمل وزرها! حينما وقعت
في جريمة الزنا، وليس الزنا العادي حتى، وانما زنا المحارم، الذي تقشعر لذكره الابدان، ويحول
المصيبة الى مصيبتين، فزوج اختك محرم عليك، مادامت هي على ذمته، لكنك طبعا امام نداء
الجسد، وخيالات الحب القديم، نسيت – او تناسيت- هذه الحقيقة، ولم تفكري في غير اللحظة
الراهنة، حتى لو كانت جهنم في نهايتها!!
بل لعلك وانت تفعلين هذا، كنت تشعرين – حتى ان لم تصارحي نفسك بذلك!- بلذة
الانتقام من اختك، فها انت ذا تعاقبينها على ارتباطها بفتاك، وفوزها به دونك، غير مدركة
انك – يا مسكينة!- لم تعاقبي الا نفسك، ولم تهزمي الا نوازع الخير بداخلك!
ومهما كانت السعادة واللذة التي تشعرين بها الان، فعمرها محدود، ولاشك سوف ياتي الوقت الذي
تنتهي فيه، ويكون عليك تسديد الحساب كاملا، وبمفردك، فسوف يتخلى عنك حبيب القلب في اول
ازمة، ويتنكر لكل شيء!!!
اما زوجك المسكين، الذي ترك كل نساء الارض، واختارك انت بالذات من بينهن، فذنبه في
رقبتك اكبر، فانت لم تراعي تعبه وسفره من اجل توفير حياة كريمة لك، وانتهكت عرضه،
ولوثت شرفه الذي امنك عليه، وخنت الامانة التي وضعت في عنقك، بمجرد زواجك منه!
ولو كنت عاقلة، لادركت ان الانسان لا يمكن ان ياخذ اكثر مما قدر له، مهما
عافر مع الدنيا، وتطلع، وحلم، وترقب، ومادام فتاك قد تركك، فلان ذلك مقدر ومكتوب، ولانه
في النهاية سوف يعود عليك بالخير.
فكان اولى بك ان تكملي حياتك، وتتواصلي مع زوجك، لتجدي الاف الاشياء الرائعة التي يمكنها
ان تدخل البهجة على قلبك، ولكن هذا ما يحدث عندما نتحدى المشيئة الالهية، ونصر ان
نختار لانفسنا بخلاف الخطة الربانية، فتزل منا الاقدام، ونصبح على شفا حفرة من جهنم!
والحل، ان كنت بالفعل تبحثين عن حل، في التوبة الحقيقية، والاقلاع عن الذنب، والندم على
ما فات، والاكثار من فعل الخيرات، والمساهمة في بناء المساجد، حتى يقبلك المولى سبحانه بين
التائبين، وهو ولي ذلك والقادر عليه.
فالله جل شانه، يغفر الذنوب جميعا الا الشرك به، وهو قادر برحمته على تنقية الانسان
من الخطيئة، كما ينقى الثوب الابيض من الدنس، فهو القائل سبحانه، مبشرا عباده المذنبين: “قل
يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب
جميعا انه هو الغفور الرحيم” (الزمر – 53)، التي قال عنها ابن مسعود انها اكثر
اية في القران فرحا.
وهو القائل جل شانه: “واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان
فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” (البقرة – 186)
وهو الذي طمان القلوب واراح النفوس الحائرة حين قال: ” ان الله لا يغفر ان
يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ” (النساء – 48)
كما بشر عباده في حديثه القدسي قائلا: “انا عند حسن ظن عبدي بي”
وفي الانجيل، ان السيد المسيح قال “يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من
تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون للتوبة” (لوقا7:15)
فطريق التوبة ممهد لمن يريد ان يسير فيه بالفعل، وباب الرحمة لا يغلق في وجه
مذنب -مهما فعل- ولا مواعيد للدخول منه ولا يوجد حجز مسبق، او تمييز بين الداخلين.
والاقتراح الاول الذي اقترحه عليك، ان تطلبي من فتاك الانفصال عن اختك، وتنفصلي انت الاخرى
عن زوجك، وتتزوجان، دون ابداء اسباب، ودون كشف النقاب عن السر الخطير الذي بينكما، لتربيا
ابنكما بينكما، وهو الحل الذي ارى ان فتاك لن يوافق عليه ابدا، لانه سيدفعه لتحمل
مسئولية نزقه وطيشه، ويهدد امن اسرته وبيته، وهو الذي تركك في الحلال، واتاك في الحرام،
لكي يستمتع دون دفع شيء، ويروي غروره الذكوري، دون ان يتضمن ذلك تحمل مسئولية تصرفاته!
ولو رفض ذلك، وهو ما اتوقعه على اي حال، فلن يكون امامك الا الحل الثاني،
الذي يستلزم ذلك منك، ان تقلعي عن رؤية زوج اختك، في اي مناسبة، خاصة على
انفراد، بل يستحسن الا تزوريها في بيتها بعد اليوم، الا في اضيق الحدود، ولتكن صلتك
بها عن طريق التليفون، او خارج منزلها.
في نفس الوقت الذي ينبغي عليك فيه، ان تلتحقي بزوجك، فاما ان تسافري معه، وتسكني
حيث يسكن، واما تقنعيه بالبحث عن عمل في مكان قريب من المنزل، يتيح له المبيت
في بيته، ولم شمل العائلة.
وحاولي يا صديقتي، ان تتقربي اليه، وتكفري عن خطيئتك في حقه، بمزيد من الحنان في
معاملته، ومحاولة ايجاد ارضية مشتركة، تتيح لكما البدء من جديد، واستكمال الحياة باقل قدر ممكن
من المشقة.
ولتكن قراءة القران، وكثرة الصلاة، والصوم، والصدقات، رفقاء دربك منذ اللحظة، ورسلك الى ربك، حتى
يرفع مقته وغضبه عنك، وينزع من قلبك سم المعصية، ويعيد الى روحك الهائمة سلامها وامنها.
اما عن الطفل الذي ينمو في احشائك، فحذار من اسقاطه، حتى لا تضيفي جريمة القتل
الى مجموع جرائمك، ونسبه انما يكون لزوجك، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول “الولد للفراش،
وللعاهر الحجر”، واستدل الفقهاء من هذا الحديث على ان المراة المتزوجة، اذا جاءت بولد، واشتبه
حاله من جهة اتهامها بالزنا، او حتى قد تحقق منها الزنا فعلا، فان الولد يلحق
بزوجها، اذا كان زوجها حاضرا عندها، بحيث يمكنه وطاها، او كان قد وطاها في ذلك
الزمان، الذي قد علق به الولد.
اما ان لم يكن بند التوبة مطروحا اصلا على مائدة مقترحاتك، فلتنعمي اذن بدنياك، ولتقترفي
مزيدا من الذنوب، بشرط ان تنسي الاخرة، ولا تضعي املا في دخول الجنة، لان الاصرار
على الذنب يورث الكفر، ويغلق مسام القلب عن رؤية نور الله، وينزل بمكانة الانسان بين
ليلة وضحاها الى مرتبة اقل من الحجر، الذي -على الرغم من جموده- تتفجر منه المياه،
التي هي سر الحياة!
لكني احسب ان ارسالك هذه الرسالة، بشرى طيبة، ودليل على ان قلبك لا يزال ينبض،
ويبحث عن الخلاص من حمل الذنب الضخم الذي يحمله، ويتمنى ان يتطهر، لذا فانك -كما
اتمنى- سوف تعيدين التفكير في كل ما قرات اكثر من مرة، وتقيمين موقفك، قبل ان
تقرري اي شيء.
واسال الله ان يهديك يا صديقتي، لما فيه الخير، وييسر لك رؤيته، واتباعه، ويهون عليك
صعوبة ما ينتظرك.