من الأكيد أن مدينة الأندلس يكون من أجمل البقع المدهشة في العالم بكلّ ما تمتلك
من جمال وسحر، وهي مصدر بحث الكثير من المهتمّين بأصول الحضارات القديمة والتّاريخ القديم.
الفتوحات الإسلامية يُطلق مصطلح الفتوحات الإسلامية في التاريخ الإسلامي على سلسلة
الحروب التي شنَّها المسلمون بعد أن توفِّيَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وبعد أن تولَّى
الخلافةَ أبو بكرٍ الصديق -رضي الله عنه-، فبدأت في تلك الفترة حروب المسلمين ضدَّ الدولة
الفارسية والدولة البيزنطية والقوط وغيرهم من الأقوام والدول المجاورة للمسلمين والذين كانوا
يهدِّدون قيام الدولة الإسلامية، ومن أهم تلك الفتوحات التي خاضها المسلمون فتح الأندلس
، واستمرَّت الفتوحات على مرِّ العصور حتى انتهاء الخلافة بسقوط الدولة العثمانية، وفي هذا
المقال ستم الإجابة عن سؤال: أين هي الأندلس الآن، كما سيتحدّث حول فتح الأندلس والدول
التي قامت فيها وسقوط الأندلس.[١] أين هي الأندلس الآن في الإجابة عن سؤال: أين هي
الأندلس الآن، لا بدَّ من القول بأنَّ هذه التسمية هي تسميةٌ عربيّة جاءت بعد أن
فتحَ المسلمون
تلك المنطقة، حيثُ أطلقَ العرب المسلمون على شبه الجزيرة الإيبيرية اسم الأندلس، وأحيانًا
كان يُطلق عليها اسم إيبيريا الإسلامية أو إسبانيا الإسلامية، وهي المنطقة الواقعة في أوروبّا
الغربية أو جنوب غرب أوروبّا، ولمعرفة الإجابة عن سؤال: أين هي الأندلس الآن سيُشار إلى
الدولتين اللتين تَشغلان هذه المنطقة في العصر الحديث، حيثُ تقع الأندلس على أراضي
كلٍّ من إسبانيا والبرتغال وهما من الدول الأوربية، وقد امتدَّت أراضي الأندلس في ذروة مجدها
إلى سبتمانيا الواقعة جنوب فرنسا، لكنَّ الأندلس تشير إلى أراضي شبه جزيرة إيبيرياو التي
فتحها المسلمون، ورغم ذلك فإنَّ أراضي الأندلس دائمًا ما كانت تتمدَّد وتتقلص حسب نتائج
المعارك التي كان يخوضها كلٌّ من الإفرنج والمسلمون، أمَّا كلمة الأندلس فإنَّ أصلها بربريٌّ
كما ورد في قاموس المعاني واقتبسها العرب من الأمازيغ وأطلقوا تلك التسمية على شبه
الجزيرة الإيبيرية بعد فتحها.[٢] فتح الأندلس بعد الإجابة عن سؤال: أين هي الأندلس الآن
سيُشار في هذه الفقرة إلى فتح بلاد الأندلس على أيْدي المسلمين، فبعد أن ولَّى الخليفة
الأموي عبد الملك بن مروان أحد ولاته وهو موسى بن نصير على بلاد المغرب العربي
قام
بفتح مدينة طنجة في المغرب، وتركَ بها مجموعة من الجنود كانَ يُطلقُ عليهم لفظ “حامية”
بقيادة أحد أهمّ القادة في التاريخ الإسلامي وهو القائد طارق بن زياد، ومنذ ذلك الوقت
بدأ
طارق بن زياد يطمَحُ لفتح بلاد الأندلس التي كانت على الجهة المقابلة لمدينة طنجة بينهما
مضيق صغير، فأرسلَ موسى بن نصير إلى الخليفة عبد الملك بن مروان يستأذنه في فتح
الأندلس، فأشار عليه أن يُرسلَ مجموعةً صغيرة لتستطلع تلك المنطقة ثمَّ يغزوها بجيش
المسلمين وهذا ما فعله.[٣] فأرسل 100 فارس و400 راجل يقودهم رجل يدعى طريفًا فخاضَ
بهم البحر بمساعدة يوليان حاكم سبتة، والذي كان على عداوة مع لوذريق الإمبراطور البيزنطي
وحاكم طليطلة، فنزلَ طريف على سواحل الأندلس، وسُمِّي المكان الذي نزلَ فيه جزيرة طريف
نسبةً له، وقام بالعديد من الغارات المستعجلة وغنمَ فيها غنائم كثيرة ورجَع إلى الأندلس،
فتشجَّع موسى بن نصير لفتح تلك المنطقة.[٣] عند ذلك أرسل موسى بن نصير جيشَ
المسلمين بقيادة طارق بن زياد لهذه المَهمة في عام 711م، وكان عدد الجيش يبلغ سبعة
آلاف مقاتل أكثرهم من الأمازيغ، ورسَت سفنُ المسلمين عند جبل على الساحل ما زال يُدعى
حتى اليوم بجبل طارق، وسُمِّي المضيق بمضيق جبل طارق، وعندما علمَ لوذريق بنزول
المسلمين في الأندلس جمع جيشًا عظيمًا وتوجَّه لقتالهم، فأرسل طارق يطلب المؤازرة من
موسى بن نصير فأرسل إليه خمسة آلاف مقاتل، وقد ساعدهم يوليان في التجسس
لحسابهم، والتقى الجيشان في معركة نهر لكة في معركة استمرت ثمانية أيام انتصر
المسلمون فيها، وبعد ذلك بدأ طارق بفتح مدن الأندلس الواحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى
طليطلة فأتاه أمر من موسى بن نصير بالتوقف، ودخلَ موسى بن نصير إلى الأندلس جيش
عظيم، وأكمل فتح المدن التي لم يقم طارق بن زياد بفتحها.[٣] الدويلات في الأندلس كانت
الأندلس بعد أن فتحها المسلمون تحت حكم الخلافة الأموية التي كانت تسيطرُ على حكم
الدولة الإسلامية بالكامل، وبقيَت كذلك حتى سقوط الدولة الأموية على أيدي العباسيين في
عام 750م حيثُ هربَ أحد أمراء الأمويين من دمشق ودخل إلى الأندلس فسمِّيَ عبد الرحمن
الداخل وأسس خلافة أموية أخرى مستقلة عن الدولة الإسلامية التي أصبحت تحت حكم
العباسيين، وبلغت أوجها في عهد عبد الرحمن الناصر الذي أطلق على نفسه لقب خليفة،
ثمَّ بعد ضعف الخلافة الأموية سيطرَ العامريون على الحكم تحت الغطاء الأموي والبعض أطلق
عليها الدولة العامرية، ثمَّ دخلت البلاد في فتنة عظيمة تصارع فيها الأمويون والبربر والحموديون
على السلطة وانتهت بسقوط الخلافة الأموية وانقسام الأندلس وبداية عصر ملوك الطوائف
حيثُ حكمَ كل مدينة طائفة ومن أهم تلك الدويلات: دولة بني جهور في مدينة قرطبة
وما
حولها، دولة بني عباد في مدينة إشبيلية، دولة بني ذي النون في طليطلة، دولة بني
زيري
في غرناطة ومالقة، دولة بني هود في سرقسطة، دولة بني عامر في بلنسية ومرس.[٢]
سقوط الأندلس أكملَ الأمويون سيطرتهم على الأندلس في عام 718م غيرَ أنَّ منطقةً صغيرةً
في شمال غرب شبه الجزيرة الإيبيرية بقيَت خارج سيطرة المسلمين، فقام الأمير القوطي
بيلايو بتأسيس مملكة أشتورية عام 718م فيها، واستطاع أن ينتصر على المسلمين في معركة
كوفادونغا عام 722م وصدَّ تقدمهم، فلجأ إلى مملكته جميع المسيحيون الذين رفضوا حكم
المسلمين، ولذلك تعدُّ إسبانيا عام 718م بداية حروب الاسترداد التي استردَّ فيها الغربيون بلاد
الأندلس من المسلمين، وقد كان سقوط مدينة غرناطة عام 1492م بعد حصارها من قبل جيش
الملك الكاثوليكي هو نهاية وجود المسلمين في الأندلس بعد أن أقاموا فيها ثمانية قرون تقريبًا.