احلى مواضيع جديدة

تعذيب الصحابة

تعذيب الصحابة 147Bc879B316C9322231F7667E4428Ff

تعذيب الصحابة 147Bc879B316C9322231F7667E4428Ff

صور من تعذيب المشركين لصحابة الرسول صلي الله عليه وسلم
الحلقة 21

لهذا استحقوا فعلا ان يكونوا صحابة رسول الله.

كان عم عثمان بن عفان يلفه في حصير من ورق النخيل ثم يدخنه من تحته‏.‏

ولما علمت ام مصعب بن عمير باسلامه منعته الطعام والشراب، واخرجته من بيته، وكان من
انعم الناس عيشا، فتخشف جلده تخشف الحية‏.‏

وكان صهيب بن سنان الرومي يعذب حتى يفقد وعيه ولا يدرى ما يقول‏.‏

وكان بلال مولى امية بن خلف الجمحي، فكان امية يضع في عنقه حبلا، ثم يسلمه
الى الصبيان، يطوفون به في جبال مكة، ويجرونه حتى كان الحبل يؤثر في عنقه، وهو
يقول‏:‏ احد احد،

وكان امية يشده شدا ثم يضربه بالعصا، و يلجئه الى الجلوس في حر الشمس، كما
كان يكرهه على الجوع‏.‏ واشد من ذلك كله انه كان يخرجه اذا حميت الظهيرة، فيطرحه
على ظهره في الرمضاء في بطحاء مكة، ثم يامر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم
يقول‏:‏ لا والله لا تزال هكذا حتى تموت او تكفر بمحمد، وتعبد اللات والعزى،

فيقول وهو في ذلك‏:‏ احد،احد، ويقول‏:‏ لو اعلم كلمة هي اغيظ لكم منها لقلتها‏.‏

ومر به ابو بكر يوما وهم يصنعون ذلك به فاشتراه بغلام اسود، وقيل‏:‏ بسبع اواق
او بخمس من الفضة، واعتقه‏.‏
وكان عمار بن ياسر رضي الله عنه مولى لبني مخزوم، اسلم هو وابوه وامه، فكان
المشركون وعلى راسهم ابو جهل يخرجونهم الى الابطح اذا حميت الرمضاء فيعذبونهم بحرها‏.‏ ومر بهم
النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون فقال‏:‏ ‏(‏صبرا ال ياسر، فان موعدكم الجنة‏)‏،

فمات ياسر في العذاب، وطعن ابو جهل سمية ام عمار في قبلها بحربة فماتت، وهي
اول شهيدة في الاسلام، وهي سمية بنت خياط مولاة ابي حذيفة بن المغيرة بن عبد
الله بن عمر بن مخزوم، وكانت عجوزا كبيرة ضعيفة‏.‏

وشددوا العذاب على عمار بالحر تارة، وبوضع الصخر الاحمر على صدره اخرى، وبغطه في الماء
حتى كان يفقد وعيه‏.‏ وقالوا له‏:‏ لا نتركك حتى تسب محمدا، او تقول في اللات
والعزى خيرا،

فوافقهم على ذلك مكرها، وجاء باكيا معتذرا الى النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

فانزل الله ‏:‏ ‏{‏من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان‏}‏الاية
‏[‏ النحل‏:‏ 106 ‏]‏‏.‏
وكان ابو فكيهة واسمة افلح مولى لبني عبد الدار، وكان من الازد‏.‏ فكانوا يخرجونه في
نصف النهار في حر شديد، وفي رجليه قيد من حديد، فيجردونه من الثياب، ويبطحونه في
الرمضاء، ثم يضعون على ظهره صخرة حتى لا يتحرك،

فكان يبقى كذلك حتى لا يعقل، فلم يزل يعذب كذلك حتى هاجر الى الحبشة الهجرة
الثانية، وكانوا مرة قد ربطوا رجله بحبل، ثم جروه والقوه في الرمضاء وخنقوه حتى ظنوا
انه قد مات، فمر به ابو بكر فاشتراه واعتقه لله‏.‏

**

وكان خباب بن الارت مولى لام انمار بنت سباع الخزاعية، وكان حدادا، فلما اسلم عذبته
مولاته بالنار، كانت تاتى بالحديدة المحماة فتجعلها على ظهره او راسه، ليكفر بمحمد صلى الله
عليه وسلم، فلم يكن يزيده ذلك الا ايمانا وتسليما، وكان المشركون ايضا يعذبونه فيلوون عنقه،
ويجذبون شعره، وقد القوه على النار، ثم سحبوه عليها، فما اطفاها الا ودك ظهره‏.‏

**

وكانت زنيرة امة رومية قد اسلمت فعذبت في الله ، واصيبت في بصرها حتى عميت،
فقيل لها‏:‏ اصابتك اللات والعزى،

فقالت‏:‏ لا والله ما اصابتني، وهذا من الله ، وان شاء كشفه، فاصبحت من الغد
وقد رد الله بصرها، فقالت قريش‏:‏ هذا بعض سحر محمد‏.‏

**

واسلمت ام عبيس، جارية لبني زهرة، فكان يعذبها المشركون، وبخاصة مولاها الاسود بن عبد يغوث،
وكان من اشد اعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن المستهزئين به‏.‏

**

واسلمت جارية عمر بن مؤمل من بني عدى، فكان عمر بن الخطاب يعذبها وهو يومئذ
على الشرك فكان يضربها حتى يفتر، ثم يدعها ويقول‏:‏ والله ما ادعك الا سامة، فتقول‏:‏
كذلك يفعل بك ربك‏.‏

وممن اسلمن وعذبن من الجوارى‏:‏ النهدية وابنتها، وكانتا لامراة من بني عبد الدار‏.‏

وممن عذب من العبيد‏:‏ عامر بن فهيرة، كان يعذب حتى يفقد وعيه ولا يدرى ما
يقول‏.‏
واشترى ابوبكر رضي الله عنه هؤلاء الاماء والعبيد رضي الله عنهم وعنهن اجمعين، فاعتقهم جميعا‏.‏
وقد عاتبه في ذلك ابوه ابو قحافة

وقال‏:‏ اراك تعتق رقابا ضعافا، فلو اعتقت رجالا جلدا لمنعوك‏

.‏ قال‏:‏ اني اريد وجه الله ‏.‏ فانزل الله قرانا مدح فيه ابا بكر، وذم
اعداءه‏.

‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏فانذرتكم نارا تلظى لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب وتولى‏}‏ ‏[‏الليل‏:‏14‏:‏ 16]‏

وهو امية بن خلف، ومن كان على شاكلته ‏

{‏وسيجنبها الاتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه
ربه الاعلى ولسوف يرضى‏}‏ ‏[‏الليل‏:‏17‏:‏ 21]‏
وهو ابو بكر الصديق رضي الله عنه‏.‏

**

واوذى ابو بكر الصديق رضي الله عنه ايضا‏.‏ فقد اخذه نوفل بن خويلد العدوى، واخذ
معه طلحة بن عبيد الله فشدهما في حبل واحد، ليمنعهما عن الصلاة وعن الدين فلم
يجيباه، فلم يروعاه الا وهما مطلقان يصليان؛ ولذلك سميا بالقرينين،

وقيل‏:‏ انما فعل ذلك عثمان بن عبيد الله اخو طلحة بن عبيد الله رضي الله
عنه‏.‏
والحاصل انهم لم يعلموا باحد دخل في الاسلام الا وتصدوا له بالاذى والنكال، وكان ذلك
سهلا ميسورا بالنسبة لضعفاء المسلمين، ولا سيما العبيد والاماء منهم، فلم يكن من يغضب لهم
ويحميهم،

بل كانت السادة والرؤساء هم انفسهم يقومون بالتعذيب ويغرون الاوباش، ولكن بالنسبة لمن اسلم من
الكبار والاشراف كان ذلك صعبا جدا؛ اذ كانوا في عز ومنعة من قومهم، ولذلك قلما
كان يجتريء عليهم الا اشراف قومهم، مع شيء كبير من الحيطة والحذر‏.‏

ولكن ماذا كان موقف المشركين من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ما سنعرفه
في الحلقة القادمة ان شاء الله

السابق
كلمات من ذهب عن الحياة
التالي
صور سوداء جميلة