قال ابن سيرين احب الاخذ من الموتى ولا اعطيهم، وبالجملة كلما راى الانسان ان ميتا
اعطاه شيئا فهو خير ما لم يكن ذلك الشيء من جنس الهوام اللوادغ، واما الاعطاء
من جميع الوجوه فليس بمحمود الا اذا كان يكرهه وهو من جنس ما تقدم فهو
زوال هم وغم.
من راى ان ميتا ناوله شيئا من الماكل والمشرب ولم ياكله فانه ينقص من ماله
بقدره وان اكله فهو خير ومنفعة وان ناوله شيئا من متاع الدنيا فهو حصول خير
ووصل امل ومن راى ميتا ناوله شيئا من ملبوسه ويلبسه فانه حصول غم ومرض وان
لم يلسه وتركه حتى اخذه الميت ولبسه فانه دليل على رحلته من الدنيا عاجلا وقال
ابن سيرين من راى ان ميتا ناوله ثوبين مغسولين فانه حصول غنى ومن راى ان
ميتا قد اعاره ثوبه ثم طلبه منه فانه دليل على فقه ذلك الميت من الخير
ومن راى ان ميتا ناوله ثوبا عتيقا فيدل على افتقار الرائي وان كان الثوب جديدا
فيدل على غناه وعلو قدره، ومن راى انه اعطى الميت قلنسوة فانه نقص في ماله
او مرض يصيبه ولكن يشفى.
من راى ان ميتا ناوله شيئا من القران او كتب الفقه وما اشبه ذلك فانه
دليل على حصول توفيق الطاعات ومن راى انه قد باع للميت شيئا فانه دليل على
غلاء ذلك الشيء ومن راى انه قد وهب للميت شيئا ورده عليه فانه حصول مضرة
ونقص وقال بعضهم من راى ان الميت اعطاه شيئا من محبوبات الدنيا فهو خير يناله
من حيث لا يحتسب ومن راى ان الميت يعلمه علما فانه يصيب صلاحا في دينه
بقدر ذلك ومن راى انه نزع ثيابه والبسها للميت فانه لاحق به هذا ان علم
انها خرجت من ملكه ولا يضره ذلك وكل شيء يراه الحي انه اعطاه لميت فليس
بمحمود الا في مسالتين اذا راى انه اعطى عمه او عمته شيئا فانه يصيب ميراثا
ورؤية العم والعمة على اي وجه كان سلامة من عدم ومن راى ان ميتا اشترى
طعاما فانه يكون قليل الوجود وان باعه يكون كسادا ومن راى انه يلقن الموتى فانه
يعظ ويرجع ضالين عن ضلالتهم.