الحب من خلال السنة النبوية :
خلقين يحبهما الله ورسوله: الاناة والحلم
ايها الاخوة الاكارم، لا زلنا في موضوع الحب، والحب ثلث الانسان، لان الانسان عقل يدرك،
وقلب يحب، وجسم يتحرك، وغذاء العقل العلم، وغذاء القلب الحب، وغذاء الجسم الطعام والشراب، لكن
المؤمن يعرف من ينبغي ان يحب، وكيف يحب.
وفي اللقاء السابق تحدثنا عن الحب من خلال القران الكريم، واليوم الحديث عن الحب من
خلال السنة النبوية الصحيحة المطهرة، من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:
(( ان فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله قال: ما هما يا رسول الله؟ قال: الاناة
والحلم ))
[اخرجه ابو يعلى عن الاشج العصري ]
كاد الحليم ان يكون نبيا، الحلم سيد الاخلاق، والاناة التؤدة والتاني، في التاني السلامة وفي
العجلة الندامة، فالحلم والاناة صفتان يحبهما الله عز وجل ورسوله.
(( ان فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله قال: ما هما يا رسول الله؟ قال: الاناة
والحلم ))
المؤمن هو من كان الله في قرانه والنبي في سنته احب اليه من اي شيء
اخر :
حديث اخر: يقول عليه الصلاة والسلام :
(( لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين ))
[ اخرجه البخاري ومسلم والنسائي عن انس بن مالك ]
مقياس ايمان الانسان ان يكون الله ورسوله احب اليه من ولده ووالده، والناس اجمعين
الحقيقة ان هذه الاحاديث اولا مقياس وثانيا هدف، مقياس ايمانك ان يكون الله ورسوله احب
اليك من ولدك، ووالدك، والناس اجمعين، هذه علامة الايمان.
سيدنا عمر كان واضحا جدا مع رسول الله قال له: يا رسول الله انت احب
الي من اهلي، وولدي، والناس اجمعين، الا نفسي التي بين جنبي، فقال له: عندما يكمل
ايمانك يا عمر، بعد حين قال: يا رسول الله انت احب الي من اهلي، وولدي،
والناس اجمعين، ونفسي التي بين جنبي، فقال: الان يا عمر.
هذا مقياس ، ما معنى ان يكون الله ورسوله احب اليك ممن سواهما؟ ككلمة سهلة
جدا، لو سالت مليار وخمسمئة مليون مسلم، الا تحب الله ورسوله اكثر من اي شيء؟
لقال الجميع: نعم، حينما تتعارض مصلحتك القريبة المتوهمة مع النص الشرعي، مع القران ومع السنة،
مع امر الله في القران وامر النبي في السنة، وتلزم النص الشرعي، ولا تعبا بمصلحتك
المتوهمة، فانت تحب الله ورسوله اكثر من اي شيء اخر، اي قضية ان تحب الله
ورسوله اكثر من اهلك، وولدك، والناس اجمعين، ككلمة سهلة، اما كتطبيق، احيانا له زوجة ويحبها
لكنها متفلتة، وسوف ينعكس هذا على الاولاد، فلابد من تقويمها، لابد من اخذ موقف منها،
اما معظم الناس ما دام مصالحه محققة من خلال هذه الزوجة لا يعبا بدينها، ولا
بتربيتها لاولادها.
فما دام هناك رغبة ان يكون الله في قرانه، والنبي في سنته، احب اليك من
اي شيء اخر فانت مؤمن ورب الكعبة.
على الانسان ان يعامل الناس كما يحب ان يعاملوه :
الان يقول عليه الصلاة والسلام :
(( لا يؤمن احدكم ))
من علامة الايمان ان تحب للاخرين ما تحب لنفسك، وان تكره لهم ما تكره لنفسك
دائما وابدا حينما يربط الامر بالايمان فهو شيء خطير جدا.
(( لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ))
[ اخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن انس بن مالك ]
قال شراح الحديث: المطلق في القران والسنة على اطلاقه، اوسع معنى للاخوة الاخوة الانسانية، فمن
علامة الايمان ان تحب للاخرين ما تحب لنفسك، وفي بعض الروايات: وان تكره لهم ما
تكره لنفسك، اما الذي ياخذ ما يوافقه ويدع للناس ما لا يوافقه، فهو لا يحب
لهم ما يحب لنفسه.
والحقيقة ايها الاخوة: هناك مقياس دقيق جدا، ضع نفسك مكان الاخر، انت موظف امامك مواطن،
له حاجة تنتهي بدقائق، لكنك تدير حديثا ممتعا مع صديقك، قلت له: تعال غدا، وقد
يكون بلده في مكان بعيد، وسوف يضطر ان ينام في الفندق، لو كنت مكانه هل
تقبل؟.
لذلك القاعدة الرائعة التي تؤكدها نصوص كثيرة: عامل الناس كما تحب منهم ان يعاملوك، هل
ترضى ان تعامل ابنتك في بيت اهل زوجها كما تعامل انت زوجة ابنك في البيت؟
هل ترضى ان تسخر الزوجة من امك كما تسخر من امها؟ انا اقول: اما ان
تكون انسانيا، او ان تكون عنصريا، فالزوج الذي يسخر من ام زوجته فاذا تكلمت زوجته
بكلمة عن امه اقام الدنيا عليها، هذا انسان غير منطقي، عامل الناس كما تحب ان
يعاملوك.
التوحيد ان يتحرك الانسان وفق ما يرضي الله عز وجل :
ايها الاخوة:
(( لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ))
صدقوا ولا ابالغ لو طبق هذا المبدا، او هذا الحديث، لكنا في حال غير هذا
الحال، ينبغي الا تقبل للناس الا ما تقبله انت.
حدثني مرة اخ قال لي: انا عندي معمل مياه غازية لا اذوقه اطلاقا، لانه سيئ
جدا، اذا لماذا تبيع الناس شيئا انت تترفع عن شربه؟ هذا خطا استراتيجي، في كل
المصالح، بالحرف الشيء الذي تقدمه للناس ينبغي ان يكون مقبولا عندك، اما تطعم الناس طعاما
لا تاكله انت، ليس هذا من الدين اطلاقا.
ومن احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( من احب لله، وابغض لله، واعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الايمان ))
[ اخرجه ابو داود عن ابي امامة الباهلي ]
هناك روايات كثيرة:
(( من احب لله، وابغض لله، واعطى لله ومنع لله، ووصل لله، وقطع لله ورضي
لله، فقد استكمل الايمان ))
اي المؤمن نحى رغبته الشخصية جانبا، وتحرك وفق ما يرضي الله، فان غضب لله، وان
رضي لله، وان وصل لله، وان قطع لله، وان اعطى لله، وان منع لله، هذا
هو التوحيد، ان تتحرك وفق ما يرضي الله .
صفات التاجر الذي يرضي الله عز وجل :
ايها الاخوة، ومن احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( ان الله يحب سمح البيع ))
[ اخرجه الترمذي عن ابي هريرة ]
ان الله يحب سمح البيع
هناك تساهل بالبيع، هناك تشدد، احيانا امراة فقيرة ليس معها ثمن الدواء الكامل ينقص نصف
ليرة، يسحب الدواء من يدها ائتني بالمبلغ الكامل، نصف ليرة احيانا، لا يوجد سماحة، هناك
تشدد احيانا بالبيع والشراء لا يحتمل .
(( رحم الله عبدا سمح البيع، سمح الابتياع، سمح القضاء ، سمح التقاضي ))
[ اخرجه اسحاق بن راهوية عن عثمان بن عفان ]
(( ان الله يحب سمح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء ))
[ اخرجه الترمذي والحاكم عن ابي هريرة ]
مر معي:
((اطيب الكسب كسب التجار))
[الاصبهاني عن معاذ بن جبل]
الذين اذا حدثوا لم يكذبوا، واذا وعدوا لم يخلفوا، واذا ائتمنوا لم يخونوا، واذا باعوا
لم يطروا لم يمدحوا واذا اشتروا لم يذموا، واذا كان لهم لم يعسروا، واذا كان
عليهم لم يمطلوا، سبع صفات للتاجر الذي يرضي الله عز وجل.
رب معصية اورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة اورثت عزا واستكبارا :
رب معصية اورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة اورثت عزا واستكبارا
وهناك ايضا حديث قد يلفت النظر لكنه في البخاري: رجل من القوم يشرب الخمر، لعنه
الصحابة، فقال عليه الصلاة والسلام:
(( لا تلعنوه، فوالله ما علمت الا انه يحب الله ورسوله ))
[ اخرجه البخاري عن عمر بن الخطاب ]
لئلا نقع في فهم خاطئ، احيانا الانسان يعصي ربه كبرا، وتابيا، كما عصى ابليس، واحيانا
يعصي الانسان ربه غلبة، غلبته شهوته، ضعف امام نفسه، هذا يعصي ويبكي، فهذا الذي يعصي
غلبة لا تعامله كما تعامل انسانا يعصي الله كبرا واستعلاء، هذا نوع وذاك نوع اخر،
وقد قال بعض العلماء: رب معصية اورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة اورثت عزا واستكبارا
.
حاجة المسلمين اليوم الى ان يحبوا بعضهم بعضا حاجة اساسية :
ايضا ايها الاخوة يقول عليه الصلاة والسلام:
(( والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ))
[ اخرجه مسلم وابو داود والترمذي عن ابي هريرة ]
لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا
ما الذي ينقصنا الان؟ مساجد رائعة، ابنية فخمة، مؤتمرات جيدة، ندوات رائعة، هناك كل شيء،
الا ان هذا الحب الذي كان بين الصحابة نفتقده، هذا الحديث:
(( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ))
نحتاج الى الحب، الى ان يحب بعضنا بعضا، اما التحريش بين المؤمنين، وتراشق التهم .
﴿ كل حزب بما لديهم فرحون ﴾
[ سورة المؤمنون ]
هذه تضعضع مكانة المؤمنين عند الله عز وجل، المؤمنون اذا تعاونوا ارتقوا جميعا عند الله،
وعند من حولهم، اما اذا تنافسوا، وتراشقوا التهم، سقطوا جميعا من عين الله، ومن عين
من حولهم.
(( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ))
المحبة اساس الايمان :
المحبة اساس الايمان
الحب من اين ياتي ؟
(( ما تواد اثنان فيفرق بينهما الا بذنب يحدثه احدهما ))
[ اخرجه الامام احمد عن عبد الله بن عمر ]
افتراض، لو انك مستقيم تماما، وانا مستقيم تماما، يجب ان يحب بعضنا بعضا، الحب حتمي،
الحب نتيجة طبيعية، والدليل حينما ننسى ما ذكرنا به تكون العداوة والبغضاء، وكان هذه الاية
تشير الى قانون العداوة والبغضاء:
﴿ فنسوا حظا مما ذكروا به ﴾
[ سورة المائدة الاية : 14 ]
اذا .
(( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنون حتى تحابوا، الا ادلكم على ما تتحابون
به؟ افشوا السلام ))
[ اخرجه الترمذي عن الزبير بن العوام ]
احب الناس الى رسول الله و ابغضهم اليه :
ومن احاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: احب الناس لرسول الله احاسنهم اخلاقا،
وابغضهم اليه الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون
(( ان من احبكم الي، واقربكم مني مجلسا يوم القيامة: احاسنكم اخلاقا ))
[ اخرجه الترمذي عن جابر بن عبد الله ]
لذلك الايمان هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الايمان.
(( وان ابغضكم الي، وابعدكم مني مجلسا يوم القيامة: الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون ))
(( الثرثارون ))
الذين يكثرون القول الباطل .
(( والمتشدقون ))
المتوسعون في الكلام .
(( والمتفيهقون ))
المتكبرون بالعلم، هؤلاء من ابغض الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الامام العادل احب الناس الى الله يوم القيامة :
الامام العادل احب الناس الى الله يوم القيامة
ومن احاديث النبي صلى الله عليه وسلم :
(( احب الناس الى الله يوم القيامة وادناهم منه مجلسا امام عادل، وابغض الناس الى
الله تعالى وابعدهم منه مجلسا امام جائر ))
[ اخرجه الترمذي عن ابي سعيد الخدري ]
الامام ممكن في الارض، والانسان اذا مكن في الارض، وعمل صالحا، اجره مضاعف، اجر استقامته
ومن قلده في الاستقامة، والممكن في الارض اذا اخطا عليه وزران، وزر خطئه، ووزر من
قلده بخطئه، اي منصب قيادي، معلم صف، مدير دائرة، مدير مستشفى، مدير جامعة، اي منصب
قيادي ان احسن هذا الذي يتسلم هذا المنصب له اجر مضاعف، واذا اساء عليه وزر
مضاعف.
ما دامت الشعائر تؤدى فيجب على الانسان الا يفعل شيئا يشق الصفوف :
ايها الاخوة، حديث دقيق جدا يحتاجه المسلمين اليوم، يقول عليه الصلاة والسلام:
(( خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم، ويصلون عليكم وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم، ويبغضونكم،
وتلعنونهم، ويلعنونكم ))
[ اخرجه مسلم عن عوف بن مالك ]
(( اذا كانت امراؤكم خياركم، واغنياؤكم سمحاءكم، واموركم شورى بينكم فظهر الارض خير لكم من
بطنها، واذا كانت امراؤكم شراركم، واغنياؤكم بخلاءكم واموركم الى نسائكم، فبطن الارض خير لكم من
ظهرها ))
[اخرجه الترمذي عن ابي هريرة ]
ما دامت الشعائر تؤدى فيجب على الانسان الا يفعل شيئا يشق الصفوف
لكن هذا الحديث له تتمة خطيرة جدا ، قلنا: يا رسول الله:
(( افلا ننابذهم ))
اي نجاهرهم بالعداء:
(( قال: لا، ما اقاموا فيكم الصلاة ))
[ اخرجه مسلم عن عوف بن مالك ]
ما دامت الشعائر يمكن ان تؤدى وانت مرتاح، لا يجوز ان تنابذهم العداوة:
(( ما اقاموا فيكم الصلاة الا من ولي عليه وال، فراه ياتي شيئا من معصية
الله فليكره ما ياتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا من طاعة ))
[ اخرجه مسلم، عن عوف بن مالك ]
لئلا تقع حرب اهلية، ما دام الشعائر تؤدى في اخطاء، يجب ان تبقى من دون
ان تفعل شيئا يشق الصفوف، ويؤدي الى منكرات كنا في غنى عنها.
الدعاء مخ العبادة :
ايها الاخوة، يقول عليه الصلاة والسلام :
(( سلوا الله من فضله، فان الله يحب ان يسال، وافضل العبادة انتظار الفرج ))
[ اخرجه الترمذي عن ابي مسعود الانصاري ]
الدعاء مخ العبادة
اي الدعاء مخ العبادة، بل الدعاء هو العبادة، ان الله يحب الملحين في الدعاء.
(( ليسال احدكم ربه حاجته او حوائجه كلها حتى يساله شسع نعله اذا انقطع وحتى
يساله الملح ))
[ اخرجه البزار في مسنده ، عن انس بن مالك ]
من لا يدعني اغضب عليه، معاذ بن جبل رضي الله عنه يروي ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
(( اخذ بيده، وقال: يا معاذ، والله اني لاحبك ))
[اخرجه ابو داود والنسائي عن معاذ بن جبل ]
شيء لا يقدر بثمن ان يحبك رسول الله:
(( فقال: اوصيك يا معاذ، لا تدعن في كل صلاة ان تقول: اللهم اعني على
ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ))
[اخرجه ابو داود والنسائي عن معاذ بن جبل ]
بعد الصلاة:
(( اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ))
كل انسان ممتحن في شيئين :
ايها الاخوة، ومن ادعية النبي صلى الله عليه وسلم:
(( اللهم اني اسالك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك
احب الي من نفسي، ومالي، واهلي، ومن الماء البارد ))
[ اخرجه الترمذي عن ابي الدرداء ]
والماء البارد في البلاد الحارة شيء ثمين جدا، و ان لم يكن هناك ثلاجات فهذا
شيء ثمين جدا، لكن هذا الدعاء الاخر يلفت النظر، اي الواحد منا احد امرين، اما
انه اراد شيئا فاصابه، او اراد شيئا فلم يتح له، وانت ممتحن في شيئين؛ فيما
اعطاك، وفيما زوى عنك، اعطاك صحة نعمة كبيرة، تتمنى زوجة غير هذه الزوجة تقول: لم
اوفق في اختيارها مثلا فانت امام امتحانين كل يوم، شيء تتمناه وقد اكرمك الله به،
وشيء تتمناه وقد زوي عنك، من ادعية النبي صلى الله عليه وسلم :
(( اللهم ما رزقتني مما احب فاجعله قوة لي فيما تحب ))
[اخرجه الترمذي عن عبد الله بن يزيد الخطمي ]
الذي احببته المال فرضا، يا رب اجعل هذا المال في سبيلك، اجعل هذا المال انفقه
في مرضاتك:
(( ما رزقتني مما احب ))
الزوجة الصالحة، الاولاد الابرار:
(( فاجعله قوة لي فيما تحب ))
دقق الان:
(( وما زويت عني مما احب فاجعله فراغا لي فيما تحب ))
[اخرجه الترمذي عن عبد الله بن يزيد الخطمي ]
مرة احد الاخوة الاكارم اثناء الدرس سال سؤالا قال: ما الحكمة ان الزوجة احيانا لا
تكون كما يتمنى الانسان؟ قلت له: حتى نراك في المسجد، هي حكمة كذلك، احيانا الانسان
ينطلق الى عمل، الى عبادة، الى طاعة، احيانا يؤثر ان يقبع في البيت، فاذا كان
مرتاحا لدرجة غير معقولة ينسى العمل الصالح، طبعا هذه طرفة.
من نصر الضعيف نصره الله على من هو اقوى منه :
ومن ادعية النبي صلى الله عليه وسلم:
(( اللهم اني اسالك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، واذا اردت بقوم فتنة فاقبضني
اليك غير مفتون ))
[ اخرجه مالك عن بلاغ مالك ]
من نصر الضعيف نصره الله على من هو اقوى منه
اي هؤلاء المساكين الضعاف، يقول النبي الكريم:
(( فانما ترزقون وتنصرون بضعفائكم ))
[اخرجه ابو داود والترمذي والنسائي عن ابي الدرداء ]
هذا الضعيف اذا اطعمته ان كان جائعا، كسوته ان كان عاريا، عالجته ان كان مريضا،
اويته ان كان مشردا، علمته ان كان جاهلا، انصفته ان كان مظلوما، سوف تكافا في
نصرته لان الله سبحانه وتعالى ينصرك على من هو اقوى منك.
(( فانما ترزقون وتنصرون بضعفائكم ))
في الحقيقة حينما نعتني بالضعيف تتماسك الامة، لا تخرق، اما اذا كان هناك فجوة كبيرة
بين الاغنياء والفقراء، والاغنياء لم يهتموا بالفقراء، والاقوياء لم يهتموا بالضعفاء، ينشا شرخ بالامة، هذا
الشرخ يسبب ان تخترق.
(( فانما ترزقون وتنصرون بضعفائكم ))
انت امام عدو قوي جدا، كيف تنتصر عليه؟ اذا نصرت من هو اضعف منك، تكافا
مكافاة من جنس عملك، انت نصرت من هو اضعف منك، فالله سبحانه وتعالى يكافئك بان
ينصرك على من هو اقوى منك.
من اذكار النبي صلى الله عليه وسلم :
ايها الاخوة:
(( كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان الى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان
الله العظيم ))
[ اخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن ابي هريرة ]
من اذكار النبي صلى الله عليه وسلم:
(( ان الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما
لا يعطي على ما سواه ))
[اخرجه مسلم وابو داود عن عائشة ام المؤمنين ]
ومن اقوال النبي الكريم:
(( علموا ولا تعنفوا، فان المعلم خير من المعنف ))
[اخرجه الحارث عن ابي هريرة ]
على الانسان ان يعمل عملا صالحا يلقى الله به يوم القيامة مضيفا الى محبته لرسوله
:
ايها الاخوة، جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( يا رسول الله، والله اني لاحبك، فقال: انظر ما تقول، قال: والله اني لاحبك
ثلاث مرات قال: ان كنت تحبني فاعد للفقر تجفافا ))
[ اخرجه الترمذي عن عبد الله بن مغفل ]
كان المعنى الدقيق ان حبك لي وحده من دون عمل لا تنتفع به يوم القيامة،
الحب وحده من دون عمل، الان المسلمون يمدحون النبي ليلا نهارا، شيء رائع جدا، من
دون اتباعه لا ينتفعون بهذه المحبة، محبتك لي من دون عمل تلقى الله به يوم
القيامة وهذا الحب لا ينفعك.
(( انظر ما تقول، قال: والله اني لاحبك – ثلاث مرات ))
ان كنت صادقا فيما تقول، هناك رواية اخرى:
(( للفقر اليك من شرك عليك ))
لكن هذه الرواية:
(( فاعد للفقر تجفافا ))
اي اعمل عملا صالحا تلقى الله به يوم القيامة مضيفا الى محبتك لي، اما حب
وحده فلا يقدم ولا يؤخر.
مثلا: جاء ابن غير متعلم وله اب عالم كبير، مهما اثنى الابن على ابيه هذا
الثناء لا يقدم ولا يؤخر، الذي يقدم ويؤخر ان يسلك مسلك ابيه في طلب العلم،
المحبة والمديح لا تكفي.
مكارم الاخلاق التي يحبها الله ان تكون سخيا تداوم على عملك :
ايها الاخوة :
(( السخي قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد من النار، والبخيل
بعيد من الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار، ولجاهل سخي احب
الى الله تعالى من عابد بخيل ))
[اخرجه الترمذي عن ابي هريرة ]
السخي قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة
معنى هذا ان مكارم الاخلاق التي يحبها الله عز وجل ان تكون سخيا، وكان عليه
الصلاة والسلام يقول:
(( ان احب الاعمال الى الله ادومها وان قل ))
[اخرجه البخاري ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي ومالك عن عائشة ام المؤمنين ]
اي الفت درس علم حافظ عليه، الفت صلاة نافلة حافظ عليها، الفت صدقة شهرية حافظ
عليه.
(( احب الاعمال الى الله ادومها وان قل ))
الحب كما قلت لكم ثلث الانسان، هو عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، والحب في
القران وفي السنة له ضوابط، وله مضامين، وله اتجاهات، فينبغي ان نتاكد من اننا نحسن
الحب في الله، ونجتنب الحب مع الله، فرق كبير بين ان تحب في الله، والحب
في الله عين التوحيد، وبين ان تحب مع الله، والحب مع الله عين الشرك.