فالايمان له حقائق وله حلاوة:
(( ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما، وان يحب المرء لا يحبه الا
لله، وان يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في النار ))
[ متفق عليه عن انس بن مالك ]
معنى ذلك انك حينما تصل الى حلاوة الايمان تعيش حياة اخرى، تكون شخصية اخرى، تتمتع
بقرب من الله، ومع القرب سعادة، تتمتع بتوازن نفسي، تتمتع بقوة، تتمتع بشجاعة، تتمتع بعزة،
تتمتع بنظرة مبدئية، لا تحابي، ولا تماري، ولا تجاري، من ذاق حلاوة الايمان عرف لماذا
الصحابة الكرام بذلوا النفس والنفيس والغالي والرخيص، حينما تذوق حلاوة الايمان تعرف كيف وصلت رايات
المسلمين الى مشارق الارض ومغاربها، حينما تذوق حلاوة الايمان تعلم علم اليقين انه من سابع
المستحيلات ان تفرط بهذه الحلاوة من اجل شهوة طارئة، فلذلك الانسان يتالق بحلاوة الايمان، يتالق
بحلاوة الايمان التي تملا قلبه سعادة، اما حقائق الايمان معلومات دقيقة، مؤيدة بايات واحاديث متسلسلة،
لكن لا تعيشها، فرق كبير بين ان تعيش حلاوة الايمان وبين ان تذوق حلاوة الايمان،
بين ان تدرك معنى الايمان فقط، وبين ان تذوق حلاوة الايمان.
حلاوة الايمان اعظم ما في الدين:
لذلك النبي عليه الصلاة والسلام يبين ان هذه الحلاوة لها ثمن وثمنها باهظ.
(( الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله غالية ))
[اخرجه الحاكم عن ابي هريرة ]
هذه السلعة ثمنها:
(( ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما))
بمعنى ان يكون الله في قرانه، والرسول صلى الله عليه وسلم في سنته، اي الامر
القراني والنهي القراني، والامر النبوي والنهي النبوي، اذا تضاربت هذه الاوامر والنواهي مع مصالحك فاثرت
طاعة الله عز وجل ورضوانه على مصلحتك تكون قد دفعت جزءا من حلاوة الايمان، عندئذ
يسمح الله لك ان تذوق حلاوة الايمان، الثمن باهظ لكن النتائج ممتعة ومسعدة ورائعة، والحياة
هكذا كل شيء له ثمن، مثلا حتى يقال لك: دكتور، وتاخذ عدة ساعات في الجامعة
جهد قليل واجر كبير ومكانة كبيرة، درست ثلاث وثلاثين سنة، قدمت فحوصا بثلاثة وثلاثين سنة،
تعبت كثيرا حتى وصلت الى هذه المكانة، كل شيء له ثمن في هذه الحياة، فحلاوة
الايمان اعظم ما في الدين، اجمل ما في الدين، انسان سعيد متوازن، واثق من نفسه،
راض لربه، انسان جريء، شجاع، يتالق سعادة.
من علامات الوصول الى الله:
1 ان يكون الله ورسوله احب اليك مما سواهما:
ابدا بعقد صلح مع الله واجعل حياتك وفق منهج الله لتصل الى حلاوة الايمان
(( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان: ان يكون الله ورسوله احب اليه مما
سواهما))
حين التعارض، حينما تتعارض مصالحك المادية المتوهمة القريبة مع النص الشرعي، مع الامر الالهي، مع
النهي الالهي، عندئذ تذوق حلاوة الايمان، هذا ثمن اول لحلاوة الايمان، ومن ذاق عرف، انا
لا اقول جرب لكن اقول لك ابدا، ابدا بعقد صلح مع الله، وابدا بضبط جوارحك،
ضبط عينك، واذنك، ولسانك، ودخلك، وعلاقاتك، اجعلها وفق منهج الله، وعندئذ قل لي بماذا شعرت
؟ الايمان في اساسه حال عال، حال القرب من الله.
2 الولاء و البراء:
الثمن الثاني :
(( وان يحب المرء لا يحبه الا لله ))
ان تحب لله وتبغض لله، وتصل لله وتقطع لله، وترضى لله وتغضب لله، من فعل
هذا فقد استكمل الايمان، علاقاتك كلها اساسها الله عز وجل، تحب لله وتبغض لله، تصل
لله تقطع لله، ترضى لله لا ترضى لله:
(( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان: ان يكون الله ورسوله احب اليه مما
سواهما ))
حين التعارض ان يكون الله في قرانه، والرسول صلى الله عليه وسلم في سنته، احب
اليه من تحقيق مصالحه المادية في الدنيا، لذلك المؤمن لا يعبا بالدنيا ولو فاتته.
يروى ان سيدنا الصديق يؤثر عنه ما ندم على شيء فاته من الدنيا قط.
(( وان يحب المرء لا يحبه الا لله))
هذا بالمصطلح المعاصر اسمه الولاء والبراء، ان توالي المؤمنين وان كانوا فقراء وضعفاء وان تتبرا
من الكفار والمشركين ولو كانوا اغنياء واقوياء.
3 ان تكره ان تعود في الكفر كما تكره ان تقذف في النار:
المؤمن يبقى مؤمنا في كل الظروف والاماكن
البند الثالث:
(( وان يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في النار ))
اي دخل في الاعماق مستحيل والف الف الف مستحيل ان يتمنى ان يرجع الى ما
كان، لا يعبد الله على حرف يعبد الله وهو في الاعماق، عاهدنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، في اقبال الدنيا، وفي ادبارها، والمؤمن
مؤمن في الفقر والغنى، وقبل الزواج وبعد الزواج، وفي نجاحه في الحياة وفي عدم نجاحه،
وفي الصحة والمرض، هذا هو المؤمن، اصبح الحديث:
(( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان: ان يكون الله ورسوله احب اليه مما
سواهما، وان يحب المرء لا يحبه الا لله، وان يكره ان يعود في الكفر كما
يكره ان يقذف في النار ))
ان تحب لله وتبغض لله، وتصل لله وتقطع لله، وترضى لله وتغضب لله، من فعل
هذا فقد استكمل الايمان، علاقاتك كلها اساسها الله عز وجل، تحب لله وتبغض لله، تصل
لله تقطع لله، ترضى لله لا ترضى لله:
(( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان: ان يكون الله ورسوله احب اليه مما
سواهما ))
حين التعارض ان يكون الله في قرانه، والرسول صلى الله عليه وسلم في سنته، احب
اليه من تحقيق مصالحه المادية في الدنيا، لذلك المؤمن لا يعبا بالدنيا ولو فاتته.
يروى ان سيدنا الصديق يؤثر عنه ما ندم على شيء فاته من الدنيا قط.
(( وان يحب المرء لا يحبه الا لله))
هذا بالمصطلح المعاصر اسمه الولاء والبراء، ان توالي المؤمنين وان كانوا فقراء وضعفاء وان تتبرا
من الكفار والمشركين ولو كانوا اغنياء واقوياء.