احلى مواضيع جديدة

خطبة الجمعة عن الامانة

خطبة الجمعة عن الامانة Bdf68A7171D566Cc18040325E5Ae827B

خطبة الجمعة عن الامانة Bdf68A7171D566Cc18040325E5Ae827B

خطبة الجمعة عن الامانة 468D1A305Ef70Cb79D23E768B322D8E0

ن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ،
من يهده فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد ان لا
اله الا الله ، وحده لا شريك له ، واشهد ان محمدا عبده ورسوله ،
صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى اله واصحابه ، والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم
الدين . . . اما بعد :
فاتقوا الله عباد الله ، واعلموا انكم ملاقوه ، ولن تعجزوه ، فمن الارض خلقكم
وفيها يعيدكم ومنها يخرجكم تارة اخرى ، قال تعالى : ” يا ايها الذين امنوا
اتقوا حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ” ، وقال تعالى : ” يا
ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا
كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا ، ”
وقال تعالى : ” يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم
اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ” .

معاشر المسلمين : جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسال عن الساعة
. . . قال صلى الله عليه وسلم : ” اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة
، قال : وكيف اضاعتها ؟ قال : اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر
الساعة ” [ رواه البخاري ] . وهذا معنى عظيما يرشد اليه النبي صلى الله
عليه وسلم بان كل شيء لا بد وان يوضع في مكانه المناسب ، فلا يسند
العمل ولا المنصب الا لصاحبه الجدير به ، والاحق به من غيره ، دون محاباة
لاحد ، والا فقد ضاعت الامانة واقتربت الساعة . وضياع الامانة دليل على ضياع الايمان
ونقص الدين ، قال صلى الله عليه وسلم : ” لا ايمان لمن لا امانة
له ، ولا دين لمن لا عهد له ” [ حديث صحيح ، واسناده جيد
رواه الامام احمد والبيهقي ] . فالامانة من الاخلاق الفاضلة وهي اصل من اصول الديانات
، وعملة نادرة في هذه الازمنة ، وهي ضرورة للمجتمع الانساني ، لا فرق فيها
بين حاكم ومحكوم ، وصانع وتاجر ، وعامل وزارع ، ولا بين غني وفقير ،
ولا كبير وصغير ، ولا معلم وتلميذ ، فهي شرف للجميع ، وراس مال الانسان
، وسر نجاحه ، ومفتاح كل تقدم ، وسبب لكل سعادة ، وليست الامانة محصورة
في مكانها الضيق الذي يعتقده كثير من الناس ، فالامانة ليست مقصورة على اداء الودائع
التي تؤمن عند الناس ، بل هي اشمل من ذلك بكثير ، فالصلاة والصيام والزكاة
والحج وغيرها من شعائر الدين امانة ، من فرط في شيء منها او اخل به
فهو مفرط فيما ائتمنه عليه ربه تبارك وتعالى ، وتشمل الامانة كذلك كل عضو من
جسد الانسان ، فاليد والرجل والفرج والبطن وغير ذلك امانة عندك ، فلا تاتي الحرام
من قبل ذلك ، والا اصبحت مفرطا فيما ائتمنت عليه ، واحذر ان تكون هذه
الجوارح شاهدة عليك يوم القيامة ان فرطت فيها ، يقول الحق تبارك وتعالى : ”
يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون ” ، فمن معاني الامانة وضع
كل شيء في مكانه اللائق به ، قال ابو ذر رضي الله عنه : رسول
الله : الا تستعملني يعني الا تجعلني واليا او اميرا او ريئسا لك على احدى
المدن قال : فضرب بيده على منكبي ثم قال : ” يا ابا ذر انك
ضعيف ، وانها امانة وانها يوم القيامة خزي وندامة ، الا من اخذها بحقها ،
وادى الذي عليه فيها ” [ اخرجه مسلم ] .

ايها المسلمون : امر الامانة عظيم ، وخطرها كبير ، فلقد استهان كثير من الناس
اليوم بامر الامانة حتى اضحوا لا يلقون لها بالا ، ولا يقيمون لها وزنا ،
وذلك ناتج عن سوء فهم لمعنى الامانة وما يترتب على تضييعها والتفريط فيها من العذاب
والعقاب ، ومن اسباب التفريط في الامانة عدم تذكر ما سيحدث لمن فرط في الامانة
من العذاب والنكال في قبره من سؤال الملائكة له عما فرط فيه من الامانة ،
الا وان من اسباب التفريط في الامانة ضعف الوازع الديني لدي كثير من الناس ،
فلو كان هناك وازع من الدين يردع صاحبه ويزجره كلما هم بالتفريط فيما اوكل اليه
من امانة لعاشت الامة في خير عظيم وامن وارف ، ومن اسباب التفريط في الامانة
دافع الانتقام سواء من رئيس او صاحب عمل ، ولا شك ان هذا الامر لن
يضر اولا واخرا الا من فرط في الامانة لعظم قدرها وكبير خطرها ، فمهما حصل
من سوء تفاهم بين الرئيس والمرءوس ، والعامل وصاحب العمل ، والزوجة وزوجها ، فليس
معنى ذلك ان يفرط هذا او ذاك فيما انيط به من امانة ومسؤولية ، فليحذر
المسلم من عاقبة ذلك فالعاقبة وخيمة والخاتمة سيئة والعياذ بالله .

عباد الله : ان من اعظم الامانة ، الامانة التي انيطت بالرئيس او صاحب العمل
: ويتمثل ذلك في حسن المعاملة مع من هم تحت امرته وسلطته ، ومن هم
تحت ولايته وكفالته ، ومن هم خدم عنده ، او يعملون لديه ، وليتق الله
تعالى في العدل بينهم دون محاباة لاحد دون الاخر ، فالمؤمنون اخوة ، ولا فرق
بين احد منهم الا بالتقوى والعمل الصالح والاخلاص في عمله ، فيجب على المسؤول ان
لا يمنع هذا من ترقية او مكافئة او دورة تدريبية ، او اجازة استحقاقية ،
بدافع الاضرار والتفريط في الامانة ، ويحرم على صاحب العمل ان يؤخر رواتب العمال عن
موعد استحقاقها ، لحديث ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ” ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة ، ومن كنت خصمه خصمته
يوم القيامة : رجل اعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرا فاكل ثمنه ،
ورجل استاجر اجيرا فاستوفى منه ، ولم يوفه اجره ” [ اخرجه البخاري واحمد وابن
ماجة واللفظ له ] ، واخرج ابن ماجة بسند حسن عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم : ” اعطوا
الاجير اجره ، قبل ان يجف عرقه ” ، فيحرم بخس الناس حقوقهم من اجل
خلافات يمكن ان تزول وتذهب وتضمحل ، فالانسان لا ينتقم لنفسه ، بقدر ما ينتقم
ويتمعر وجهه اذ انتهكت محارم الله ، او اخل موظف بعمله ، وقبل ان ينشا
الخلاف يجب ان يوجه المخطئ ، فربما كانت هناك شبهة او امرا فهم خطا وبالتالي
يمكن ان نتجاوز تلك العقبة ، لا سيما بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة ، والتوجيه السليم
، وعدم التوبيخ او السرعة في اتخاذ القرارات مما قد ينتج عنه نتيجة عكسية غير
متوقعة ، من ظلم وتعسف وسوء فهم ، ثم يصب كل ذلك في قالب التفريط
في الامانة .
ايها المسلمون : وان مما يتعلق بامانة المسؤول ، امانة تولية المسؤولية لمن هو اهل
لها من اهل الخير والصلاح والاستقامة ، ومن الناس المشهود لهم بحسن السيرة والاخلاص في
العمل ، حتى تتهيا فرص الانتاج المثلى التي يستفيد منها الفرد والمجتمع ، وليحذر المسؤول
ان يولي زمام الامور لمن ليس باهل لها اما محاباة لاحد ، او لاجل حصول
منفعة دنيوية ما تلبث ان تزول ثم يقاسي اتعابها والامها ، ولهذا قال عليه الصلاة
والسلام : ” ما من امير يلي امور المسلمين ثم لم يجهد لهم وينصح لهم
الا لم يدخل معهم الجنة ” ، وقال صلى الله عليه وسلم : ” من
غشنا فليس منا ” [ اخرجهما مسلم في صحيحه ] ، فتلك الاعمال من خيانة
المسلمين ، وهي من صفات اليهود والنصارى الحاقدين ، وليست والله من الاسلام في شيء
، فالاسلام دين النزاهة والامانة ، قال تعالى : ” يا ايها الذين امنوا لا
تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون ” ، فامانة المسؤول امانة عظيمة ، لاختيار
الاصلح لكل عمل ، دون مراعاة لاحد ، ولا محاباة لفرد من الافراد ، ودون
تقدير لشعور قريب او صديق ، فلن يجادل عن المفرط احد يوم القيامة ، بل
سيقاسي الوان العذاب بسبب تفريطه في الامانة وتضييعه لها ، وسيكون جلساؤه خصماؤه ، وشهداء
عليه ، عن ابي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ” ويل للامراء ، ويل للعرفاء ، ويل للامناء ، ليتمنين اقوام يوم
القيامة ان ذوائبهم كانت معلقة بالثريا ، يتذبذبون بين السماء والارض ، ولم يكونوا عملوا
على شيء ” [ اخرجه احمد بسند حسن ] ، وفي الحديث : ” ايما
رجل استعمل رجلا يعني امره وولاه على عشرة انفس علم ان في العشرة افضل ممن
استعمل ، فقد غش الله ورسوله ، وغش جماعة المسلمين ” ، والمتامل في هذا
الزمن ، والناظر في واقع المسلمين اليوم ، يجد ان كثيرا من الاعمال يتولاها اناس
لا يصلون كفرة فجرة ، لا يخافون الله ولا يهابونه ، فكيف تسير سفينة الحياة
مع تلك الفئة من الناس ، روى الحاكم من حديث ابي بكر الصديق قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من ولي من امر المسلمين شيئا
فامر عليهم احدا محاباة ، فعليه لعنة الله ، لا يقبل الله منه صرفا ولا
عدلا ، حتى يدخله جهنم ” فتفكروا رحمكم الله في حال المسلمين اليوم ، والواقع
الاليم الذي تعيشه الامة في هذا الزمن ، من توسيد الامر لغير اهله من العصاة
والفسقة والمجرمين والظالمين ، والمنافقين العلمانيين ، والشيعة الرافضة ، بل وحتى من الكفرة الفجرة
، الذين يستغلون مناصبهم لاستغلال المسلمين ، والذين لا يابهون باكل الرشوة بالباطل ، وتاخير
معاملات المسلمين ، والذين لا يتورعون عن الظلم والعدوان ، ومع ذلك تجدهم قد تسنموا
قمم المراتب ، واعالي المناصب ، واهل الخير والصلاح ، اهل القران والسنة ، اهل
الله وخاصته ، لا يقام لهم وزن ، ولا يقدر لهم قدر ، ولا حول
ولا قوة الا بالله ، لقد انقلبت الامور ، وانتكست المفاهيم ، وتغيرت الاوضاع ،
ونكست الطباع ، فاين العزة والفلاح ، واين الرفعة والصلاح ، التي ينشدها المسلمون في
كل مكان مع هذا التفريط في الامانة .

ايها الاخوة الفضلاء : على الموظف والمرءوس ، وعلى العامل والخادم ، ان يؤدي كل
منهم العمل المناط به على اكمل وجه واحسنه ، فذلك من الامانة ، ولا بد
ان يستنفد جل وقته ، وكل جهده في اكمال عمله وتحسينه ، اما من فرط
في اداء عمله المنوط به ، كمن يسرق من مال كفيله ، او يبيع سلعة
رخيصة بثمن باهض ، وياخذ الباقي دون علم صاحب العمل ، او من يقوم باستخدام
الات العمل واجهزته ومعداته من اجل مصالحه الشخصية ، او من ياخذ شيئا من عمله
لبيته او لغيره دون اذن مسبق ، او يسرق الات الحرب ومعداته من عمله ،
او يؤخر معاملات المسلمين من اجل حفنة قذرة من اوساخ الدنيا ، فتلك الاعمال وغيرها
من السرقة والغلول والعياذ بالله ، قال تعالى : ” ومن يغلل يات بما غل
يوم القيامة ” ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من استعملناه
منكم على عمل ، فكتمنا مخيطا فما فوقه ، كان غلولا ياتي به يوم القيامة
” ، فقام اليه رجل اسود من الانصار ، فقال يا رسول الله اقبل عني
عملك قال وما لك قال سمعتك تقول كذا وكذا قال وانا اقوله الان من استعملناه
منكم على عمل فليجئ بقليله وكثيره فما اوتي منه اخذ وما نهي عنه انتهى ”
[ اخرجه مسلم ] .
امة الاسلام : من الغش الواقع اليوم ، وهو اعظم الغش ، واضره على الانسان
والمجتمعات والبيوتات ، التفريط في امانة الاسرة ، من زوجة واولاد ، فهذه هي الخيانة
التي حذر منها الشرع ، وهذا هو الغش المحرم الذي اشار اليه الدين الحنيف ،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ” ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت
يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة ” [ متفق عليه ]
، فكم هم الاولياء الذين خانوا الله ورسوله ، وخانوا اماناتهم وهم يعلمون ، وذلك
بادخال وسائل الفساد الى بيوتهم ، من اطباق فضائية وانترنت ، ومجلات خليعة ماجنة فاضحة
، الا وان موضوع الفضائيات والانترنت لهو موضوع جدير بان يوضع نصب الاعين ، ويكون
اطروحة العلماء ، ومناقشة الدعاة والاولياء ، لما تسببه من تفش للجريمة ، ووقوع في
الرذيلة ، والاحداث والوقائع شاهدة على تحريم الفضائيات والانترنت ، فكم من اسرة مزق عفافها
، وذهب حياؤها ، وكم من بيت تفككت روابط المودة بين اهله ، وكم هم
صرعى الانترنت الذين نشاهدهم اليوم ، وكم هي الماسي والالام ، والاحزان والاسقام ، التي
تحيط بمجتمعات المسلمين من جراء تلك الفضائيات والانترنت ، فهي وسائل هدامة ، لا خير
فيها ، ولا جدوى منها ، لقد خطط الاعداء كثيرا ، ودرسوا مليا ، من
اجل ايقاع المسلمين في قاع الخنا ، وفاحشة الزنا ، وياعجبا لامر المسلمين اليوم ،
عرفوا الباطل فاتبعوه ، وادركوا الخطر فاقتحموه ، انهم كالجنادب تتهافت على النار ، فسبحان
الله العظيم الحليم ، هل من عودة صادقة للدين ، وهل من تمسك بالكتابين .
فالويل للاولياء من رب الارض والسماء ، قال صلى الله عليه وسلم : ” اذا
جمع الله الاولين والاخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء يعرف به ، فيقال هذه
غدرة فلان ” [ رواه البخاري ] .

امة الاسلام : شباب الارصفة والمخدرات ، اطفال التسكع والسهرات ، البنات الخراجات والولاجات ،
النساء اللاتي يسرحن ويمرحن في الشوارع والاسواق ، اليس لاولئك الناس رجالا واباء يقومون على
مصالحهم ، ويخطمون زمام امورهم ، ام انهم خلقوا بلا راع ولا مسؤول ، فاتقوا
الله ايها الاباء في امانة الابناء والبنات والزوجات ، فانتم عنهم مسؤولون ، وبشانهم يوم
القيامة موقوفون ، قال تعالى : ” وقفوهم انهم مسؤولون ” ، فاحذر ايها الاب
العاقل ان تتفاجا يوم القيامة بان اهلك خصماؤك ، الم تسمع قول الله تعالى :
” يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم والادكم عدوا لكم فاحذروهم ” ، فسيقفون
خصما وندا لك يوم القيامة ، اذا وقفت بين يدي الجبار سبحانه ، يقولون :
لم يامرنا ، ولم ينهنا ، ولم يمنعنا ، فماذا عساك تقول في لحن القول
، وبماذا سترد في يوم تنكشف فيه الاستار والسرائر .

ايها المسلمون : وان من اعظم الامانة ، الامانة التي تكون بين الرجل وزوجته ،
فلا تفشي له سرا ، ولا يطلع لها مخفيا ، قال صلى الله عليه وسلم
: ” ان من اعظم الامانة عند الله يوم القيامة : الرجل يفضي الى امراته
وتفضي اليه ، ثم ينشر سرها ” [ رواه مسلم ] ، فيحرم على الزوج
والزوجة ان ينشرا سرهما وما يجري بينهما من علاقات زوجية لغيرهما ، ولو على سبيل
المزاح . فقد سد الشارع الكريم هذا الباب ، درءا لما قد يحصل فيه من
شرور وفتن ، وبلايا ومحن .
معاشر المسلمين : الا وان من اعظم الامانة ، تلك الامانة التي انيطت بالقضاة والمعلمين
، من القيام بها اجمل قيام ، ورعايتها اعظم رعاية ، فالخصوم امانة في اعناق
القضاة ، والطلاب امانة في رقاب المعلمين ، فليرع كل امانته ، وليحذر من الخيانة
، او الغدر والنكوص على الاعقاب فالويل ثم الويل لمن فرط في امانته ، فقد
اخرج الامام احمد في مسنده من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” لياتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة
يتمنى انه لم يقض بين اثنين في تمرة قط ” ، فاعدلوا بين الخصوم ،
وارعوا حقوق الطلاب ، بكل صدق وامانة ، فالامر اخطر مما يتصور ، وافظع مما
يتوقع .
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ، ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر
الحكيم ، اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه
انه هو الغفور الرحيم .

——————–

الحمد لله ناصر المستضعفين ، وقاهر الظالمين ، واشهد ان لا اله الا الله وحده
لا شريك له ، ولي المؤمنين الصادقين ، ولا عدوان الا على المجرمين ، واشهد
ان محمدا عبده ورسوله النبي الامين ، صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الغر المحجلين
، وعلى التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين . . . اما بعد :

فاتقوا الله عباد الله ، واعلموا ان الامانة من ابرز اخلاق الرسل عليهم الصلاة والسلام
، فنوح وهود وصالح ولوط وشعيب يخبرنا الله عز وجل في سورة الشعراء ان كل
واحد منهم قد قال لقومه : ” اني لكم رسول امين ” ، ورسولنا محمد
صلى الله عليه وسلم امين الله في الارض على الرسالة ، فهو الذي يبلغ عن
ربه هذا الدين العظيم ، وقد كان مشهورا بالامانة في قومه قبل الرسالة ، فقد
كانوا يلقبونه ( محمد الامين ) ، وجبريل عليه السلام امين وحي السماء ، فقد
وصفه الله بذلك في قوله تعالى : ” وانه لتنزيل رب العالمين * نزل به
الروح الامين * على قلبك لتكون من المنذرين ” ، فامر الامانة عظيم ، وخطر
التفريط فيها جسيم ، فعن ابي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ” اية المنافق ثلاث : اذا حدث كذب ، واذا وعد
اخلف ، واذا ائتمن خان ” [ رواه البخاري ومسلم ] ، فاي فوز ،
واي نجاة ، واي نصر يرجوه المسلم عندما يتعامل مع اخوانه المسلمين ، بالخيانة ،
وعدم الامانة ، بل بالكذب والغش والتدليس والسرقة ، ان التفريط في الامانة ، وصمة
عار في جبين المفرط ، ووسام ذل وخيانة ، يحيط بعنقه ، واي خسارة اعظم
من ان يكون المسلم في عداد المنافقين ، لقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم
الى ان المفرط في الامانة ، والخائن فيها هو في عداد المنافقين الذين توعدهم الله
تعالى باقسى العقوبة ، واسفل مكان في النار ، فقال تعالى : ” ان المنافقين
في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ” فاحذروا عباد الله من سوء
العاقبة ، وخطر الخيانة والكذب على المسلمين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ” اد الامانة الى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك ” [ اخرجه
ابو داود وصححه الارنؤوط في جامع الاصول ] .

عباد الله : ان الله تعالى امركم بامر بدا فيه بنفسه المتعالي بعظمته ومجده ،
وثنى بملائكته الكرام مسبحة بقدسه ، وثلث بكم معاشر المسلمين من جنه وانسه ، فقال
جل من قائل سبحانه : ” ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين
امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” ، اللهم صل وسلم وزد وبارك على صاحب الوجه
الانور ، والجبين الازهر ، والقلب الاطهر ، نبينا وحبيبنا وقدوتنا الى الخير محمد ابن
عبد الله ، وعلى خلفائه الاربعة الراشدين المهديين ، ابي بكر وعمر وعثمان وعلي ،
وعن سائر الصحابة اجمعين ، والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ، وعنا معهم
بمنك وكرمك يا اكرم الاكرمين ، اللهم اعز الاسلام والمسلمين ، واذل الشرك والمشركين ،ودمر
اعداء الدين ، واجعل هذا البلد امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين ، اللهم ارنا الحق
حقا وارزقنا اتباعه ، وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، اللهم حبب الينا الايمان وزينه
في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين ، اللهم اغفر لنا
ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم
، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان ، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم
يا ذا الجلال والاكرام يا ذا الطول والانعام ، اللهم يا قوي يا عزيز ،
يا جبار السموات والارض ، اللهم قاتل الكفرة الفجرة من اليهود والنصارى والشيوعيين والرافضة والعلمانيين
الذي يحاربون اولياءك ، ويدينون بغير دينك ، اللهم ادر الدائرة عليهم ، واجعل تدبيرهم
تدميرا عليهم ، اللهم اجعل كيدهم بينهم ، اللهم انزل عليهم باسك الذي لا يرد
عن القوم المجرمين ، اللهم اهلكهم بالقحط والسنين ، يا من لا يعجزه شيء في
الارض ولا في السماء ، اللهم انا نسالك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل
، ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل ، اللهم وفق ولي
امرنا بتوفيقك ، وايده بتاييدك واجعل عمله في رضاك ، اللهم ارزقه البطانة الصالحة الناصحة
التي تدله على الخير وتعينه عليه ، اللهم افضح بطانة السوء الخائنة لديه ، يا
رب العالمين ، ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ،
وادخلنا الجنة مع الابرار ، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا ، وما اعلنا
وما اسررنا ، وما انت اعلم به منا ، انت المقدم وانت المؤخر ، لا
اله الا انت . سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ،
والحمد لله رب العالمين ، واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله
اكبر والله يعلم ما تصنعون .

السابق
كيف احسن علاقتي مع زوجي
التالي
صور السحلب