اماه انقذيني من بحور الحيرة والاحزان ، كلما التفت حولي لم اجدك بجانبي تواسيني وتضميني
الى صدرك ولا اجد منك سوى الزجر والردع ، كم حاولت البوح لك عما يدور
في خلجات نفسي لا اجد سوى طيفك الذي اناجيه لعله يوصل اليك شكاتي ..
هل تظنين انني مازلت تلك الصغيرة التي تلعب في كنفك وتستمع الى هدهداتك ، لقد
كبرت يا امي ولربما لم تستشعري ذلك ، فالسنون تمر مر السحاب ، وانا الان
في امس الحاجة اليك ، احتاج الى نصحك وتوجيهك ، وانت لاهية عني في التهافت
وراء خطوط الموضة وكل ما هو جديد ..
سئمت من نظرات الذئاب البشرية التي تحاول ان تنال مني ومن شرفي فاداس
تحت الاقدام ..
قد برزت مفاتني حاولت ان استر تلك المفاتن ، لكنك ابيت ذلك فانا في نظرك
ما زلت صغيرة كيف لي ان انغمس في تلك العباءة ، مالي ولها لم احاول
نفض غبار الماضي عنها ، وقد هجرتها الكثيرات .. لم اود ان اعيد سيرتها الاولى
لاتركها وشانها للعجائز فما وضعت الا لهن ليسترن تلك الخطوط التي تفنن الدهر في رسمها
على وجوههن البائسة ..
وكيف لي ان البسها وانت بجانبي ماذا سيقول الناس عنك وبجانبك تلك الفتاة اليانعة وقد
اذهب ببهاء شبابك!!! كما تقولين..
تلك حجج واهية التي تتحجين بها يا امي لن تشفع لي عند رب العالمين حين
اطوى بنار جهنم ومن سيستمع لصرخاتي في ذلك الوقت..ان لم تصغي الي الان ..
ليس كل ما تفعله بعض الفتيات الان من تفسخ وتحلل وسفور يسمى تحضرا لربما فهم
الكثيرين التحضر بمفهوم خاطئ ونظروا اليه بمنظور ضيق
فالتحضر هنا ليس بالملبس والاسراف الفاحش والتخلي عن العادات والتقاليد
وركن الدين جانبا.. من الذي قال بذلك سوى دعاة الرذيلة والفجور تلك الافكار ليست منا
ولا من ديننا انما هي معلبات استوردناها من الغرب كما استوردنا كل ما نحتاجه في
حياتنا اليومية ..
اماه لن اكف عن الرجاء منك حتى تلتفتي الى ابنتك التي تطلب منك ان تحتويها
وفي داخلي رغبة جامحة بان تنظري الي بعين المتامل المتدبر قبل ان يضيع حلم حياتك
وراء مغريات الحياة ..
اخواني هذه المراهقة التي ادركت ان عفافها لن يكون سوى بستر نفسها عن اعين الوحوش
الضارية التي تجول في الاجواء في البحث عن فريسة يلتهمها ويتركها اشلاء ممزقة .. فلا
نجعل بناتنا هن تلك الفريسة ولنحافظ عليهن بسترهن وضمهن والاستماع اليهن والتحاور معهن فما اجمل
واروع تعانق الاجيال والتفاهم الودي بينهما..