احلى مواضيع جديدة

ريا وسكينة القصة الحقيقية

ريا وسكينة القصة الحقيقية 44A415Cb2Af0B0A269E8C3Bfca6Cc7Ae

ريا وسكينة القصة الحقيقية 44A415Cb2Af0B0A269E8C3Bfca6Cc7Aeبداية تلقي البلاغات :
نحن الان في منتصف شهر يناير 1920 حينما تقدمت السيدة زينب حسن وعمرها يقترب من
الاربعين عاما ببلاغ الي حكمدار بوليس الاسكندرية عن اختفاء ابنتها نظله ابو الليل البالغة من
العمر 25 عاما!..كان هذا هو البلاغ الاول الذي بدات معه مذبحه النساء تدخل الي الاماكن
الرسمية.وتلقي بالمسؤولية على اجهزة الامن..قالت صاحبه البلاغ ان ابنتها نظله اختفت من عشرة ايام بعد
ان زارتها سيدة تاركه (غسيلها) منشورا فوق السطوح.. تاركه شقتها دون ان ينقص منها شيء!
وعن اوصاف الابنة التي اختفت قالت الام انها نحيفة الجسد ..متوسطه الطول..سمراء البشرة..تتزين بغوايش ذهب
في يدها وخلخال فضه وخاتم حلق ذهب !.وانتهي بلاغ الام بانها تخشي ان تكون ابنتها
قد قتلت بفعل فاعل لسرقة الذهب الذي تتحلي به !..وفي 16 مارس كان البلاغ الثاني
الذي تلقاه رئيس نيابة الاسكندرية الاهلية من محمود مرسي عن اختفاء اخته زنوبه حرم حسن
محمد زيدان.
الغريب والمثير والمدهش ان صاحب البلاغ وهو يروي قصه اختفاء اخته ذكر اسم ريه وسكينه
..ولكن الشكوك لم تتجه اليهما !وقد اكد محمود مرسي ان اخته زنوبه خرجت لشراء لوازم
البيت فتقابلت مع سكينه واختها ريه وذهبت معهما الى بيتهما ولم تعد اخته مرة اخري
!وقبل ان تتنبه اجهزة الامن الي خطورة ما يجري او تفيق من دهشتها امام البلاغين
السابقين يتلقي وكيل نيابة المحاكم الاهلية بلاغا من فتاة عمرها خمسه عشرة عاما اسمها………..(ام ابراهيم)
عن اختفاء امها زنوبة عليوة وهي بائعة طيور عمرها36 عاما ..ومرة اخرى تحدد صاحبه البلاغ
اسم سكينه باعتبارها اخر من تقابل مع والدتها زنوبه!في نفس الوقت يتلقي محافظ الاسكندرية بلاغا
هو الاخر من حسن الشناوي..الجنايني بجوار نقطه بوليس المعزورة بالقباري..يؤكد صاحب البلاغ ان زوجته نبويه
علي اختفت من عشرين يوما!ينفلت الامر وتصحبه الحكايات علي كل لسان وتموج الاسكندرية وغيرها من
المدن بفزع ورعب غير مسبوقين فالبلاغات لم تتوقف والجناة المجهولون ما زالوا يخطفن النساء.

بلاغ اخر يتلقاه محافظ الاسكندرية من نجار اسمه محمد احمد رمضان عن اختفاء زوجته فاطمة
عبدربه وعمرها50 عاما وتعمل (شيخه مخدمين) ويقول زوج فاطمة انها خرجت ومعها 54 جنيها وتتزين
ب18غويشه وزوج (مباريم) وحلق وكلها من الذهب الخالص- ويعط الرجل اوصاف زوجته فهي قمحية اللون
طويلة القامة فقدت البصر بعينها اليمني ولهذا ينادونها بفاطمة العوراء كما انها ترتدي ملاءة (كوريشه)سوداء
وجلباب كحلي وفي قدميها تلبس صندل!ثم كان بلاغ عن اختفاء فتاة عمرها 13عاما اسمها قنوع
عبد الموجود و بلاغ اخر من تاجر سوري الجنسية اسمه الخواجة وديع جرجس عن اختفاء
فتاة عمرها 12 عاما اسمها لولو مرصعي تعمل خادمه له خرجت لشراء اشياء من السوق
ولم تعد .. البلاغات لا تتوقف والخوف يسيطر علي كل البيوت وحكاية عصابة خطف النساء
فوق كل لسان بلاغ اخر عن اختفاء سليمة ابراهيم الفقي بائعه الكيروسين التي تسكن بمفردها
في حارة اللبان ثم بلاغ اخر يتلقاه اليوزباشي ابراهيم حمدي نائب مامور قسم بوليس اللبان
من السيدة خديجة حرم احمد علي الموظف بمخازن طنطا قالت صاحبه البلاغ وهي سودانية الجنسية
ان ابنتها فردوس اختفت فجاة وكانت تتزين بمصاغ ثمنه 60 جنيها وزوج اساور ثمنه 35
جنيها وحلق قشرة وقلب ذهب معلق بسلسلة ذهب وخاتمين حريمي بثلاثة جنيهات هذه المرة يستدعي
اليوزباشي ابراهيم حمدي كل من له علاقة بقصه اختفاء فردوس وينجح في تتبع رحله خروجها
من منزلها حتى لحظه اختفائها وكانت المفاجئة ان يقفز اسم سكينه من جديد لتكون اخر
من شوهدت مع فردوس!ويتم استدعاء سكينه ولم تكن المرة الاولي التي تدخل فيها سكينه قسم
البوليس لسؤالها في حادث اختفاء احدي السيدات ومع هذا تخرج سكينه من القسم وقد نجحت
ببراعة في ابعاد كل الشبهات عنها وابطال كل الدلائل ضدها!عجزت اجهزة الامن امام كل هذه
البلاغات وكان لابد من تدخل عدالة السماء لتنقذ الناس من دوامه الفزع لتقتص للضحايا وتكشف
الجناة وهنا تتوالي المفاجات من جديد حينما تحكم عدالة السماء قبضتها و تنسج قصة الصدفة
التي ستكشف عن اكبر مذبحه للنساء في تاريخ الجريمة في مصر كانت البداية صباح 11
ديسمبر 1920حينما تلقى اليوزباشى ابراهيم حمدي اشارة تليفونيه من عسكري الدورية بشارع ابي الدرداء بالعثور
علي جثه امراة بالطريق العام وتؤكد الاشارة وجود بقايا عظام وشعر راس طويل بعظام الجمجمة
وجميع اعضاء الجسم منفصلة عن بعضها وبجوار الجثة طرحه من الشاش الاسود وفردة شراب سوداء
مقلمه بابيض ولا يمكن معرفه صاحبه الجثة ينتقل ضباط البوليس الى الشارع وهناك يؤكد زبال
المنطقة انه عثر على الجثة تحت طشت غسيل قديم وامام حيره ضابط البوليس لعدم معرفه
صاحبه الجثة وان كانت من الغائبات ام لا. يتقدم رجل ضعيف البصر اسمه احمد مرسي
عبده ببلاغ الى الكونستابل الانجليزي جون فيليبس النوبتجي بقسم اللبان يقول الرجل في بلاغه انه
اثناء قيامه بالحفر داخل حجرته لادخال المياه والقيام ببعض اعمال السباكة فوجئ بالعثور علي عظام
ادميه فاكمل الحفر حتى عثر علي بقيه الجثة التي دفعته للابلاغ عنها فورا يتحمس ملازم
شاب بقسم اللبان امام البلاغ المثير فيسرع بنفسه الى بيت الرجل الذي لم يكن يبعد
عن القسم اكثر من 50 مترا يري الملازم الشاب الجثة بعينيه فيتحمس اكثر للتحقيق والبحث
في القضية المثيرة ويكتشف في النهاية انه امام مفاجاة جديدة لكنها هذه المرة من العيار
الثقيل جدا اكدت تحريات الملازم الشاب ان البيت الذي عثر فيها الرجل علي جثه ادميه
كان يستاجره رجل اسمه محمد احمد السمني وكان هذا السمني يؤجر حجرات البيت من الباطن
لحسابه الخاص ومن بين هؤلاء الذين استاجروا من الباطن في الفترة الماضية سكينه بنت علي
وصالح سليمان ومحمد شكيرة وان سكينه بالذات هي التي استاجرت الحجرة التي عثر فيها الرجل
علي الجثة تحت البلاط واكدت تحريات الضابط المتحمس جدا ان سكينه استاجرت من الباطن هذه
الحجرة ثم تركتها مرغمه بعد ان طرد صاحب البيت بحكم قضائي المستاجر الاصلي لهذه الغرف
السمني وبالتالي يشمل حكم الطرد المستاجرين منه من الباطن وعلى راسهم سكينه وقال الشهود من
الجيران ان سكينه حاولت العودة الى استئجار الغرفة بكل الطرق والاغراءات لكن صاحب البيت ركب
راسه واعلن ان عودة سكينه الى الغرفة لن تكون الا علي جثته والمؤكد ان صاحب
البيت كان محقا فقد ضاق كل الجيران بسلوك سكينه والنساء الخليعات اللاتي يترددن عليها مع
بعض الرجال البلطجيه !اخيرا وضع الملازم الشاب يده علي اول خيط لقد ظهرت جثتان احدهما
في الطريق العام وواضح انها لامراة والثانية في غرفه كانت تستاجرها سكينه وواضح ايضا انها
جثه امراة لوجود شعر طويل علي عظام الجمجمة كما هو ثابت من المعاينة وبينما الضابط
لا يصدق نفسه بعد ان اتجهت اصابع الاتهام لاول مرة نحو سكينه كانت عدالة السماء
مازالت توزع هداياها علي اجهزة الامن فيتوالي ظهور الجثث المجهولة استطاعت ريا ان تخدع سكينه
وتورطها واستطاعت سكينه ان تخدع الشرطة وتورط معها بعض الرجال لكن الدنيا لم تكن يوما
علي مزاج ريه او علي كيف سكينه ومهما بلغت مهارة الانسان في الشر فلن يكون
ابدا اقوي من الزمن وهكذا كان لابد ان تصطدم ريا وسكينه بصخرة من صخور الزمن
المحفور عليها القدر والمكتوب

ادلة الاتهام:
بعد ان ظهرت الجثتان المجهولتان لاحظ احد المخبريين السريين المنتشرين في كل انحاء الاسكندرية بحثا
عن اي اخبار تخص عصابة خطف النساء لاحظ هذا المخبر واسمه احمد البرقي انبعاث رائحة
بخور مكثفه من غرفه ريا بالدور الارضي بمنزل خديجة ام حسب بشارع علي بك الكبير
واكد المخبر ان دخان البخور كان ينطلق من نافذة الحجرة بشكل مريب مما اثار شكوكه
فقرر ان يدخل الحجرة التي يعلم تمام العلم ان صاحبتها هي ريه اخت سكينه الا
انه كما يؤكد المخبر في بلاغه اصابها ارتباك شديد حينما سالها المخبر عن سر اشعال
هذه الكميه الهائلة من البخور في حجرتها وعندما اصر المخبر علي ان يسمع اجابة من
ريه اخبرته انها كانت تترك الحجرة وبداخلها بعض الرجال اللذين يزرونها وبصحبتهم عدد من النساء
فاذا عادت ريا وجدتهم انصرفوا ورائحة الحجرة لا تطاق اجابة ريا اشعلت الشك الكبير في
صدر المخبر السري احمد البرقي الذي لعب دورا كبيرا فاق دور بعض اللواءات الذين تسابقوا
فيما بعد للحصول علي الشهرة بعد القبض علي ريا وسكينه بينما تواري اسم المخبر السري
احمد البرقي . لقد اسرع المخبر احمد البرقي الى اليوزباشي ابراهيم حمدي نائب مامور قسم
اللبان ليبلغه في شكوكه في ريا وغرفتها ،على الفور تنتقل قوة من ضباط الشرطة والمخبرين
والصولات الى الغرفة ليجدوا انفسهم امام مفاجاة جديدة لقد شاهد الضابط رئيس القوة صندرة من
الخشب تستخدم للتخزين داخلها والنوم
فوقها ويامر الضابط باخلاء الحجرة ونزع الصندرة فيكتشف الضابط من جديد ان البلاط الموجود فوق
ارضية الحجرة وتحت الصندرة حديث التركيب بخلاف باقي بلاط الحجرة يصدر الامر بنزع البلاط وكلما
نزع المخبرون بلاطه تصاعدت رائحة العفونة بشكل لا يحتمله انسان تحامل اليوزباشي ابراهيم حمدي حتى
تم نزع اكبر كميه من البلاط فتطهر جثة امراة تصاب ريا بالهلع ويزداد ارتباكها بينما
يامر الضابط باستكمال الحفر والتحفظ علي الجثة حتى يحرر محضرا بالواقعة في القسم ويصطحب ريا
معه الى قسم اللبان لكنه لا يكاد يصل الى بوابة القسم حتى يتم اخطاره بالعثور
علي الجثة الثانية بل تعثر القوة الموجودة بحجرة ريا علي دليل دامغ وحاسم هو ختم
حسب الله المربوط في حبل دائري يبدو ان حسب الله كان يعلقه في رقبته وسقط
منه وهو يدفن احدي الجثث لم تعد ريا قادرة علي الانكار خاصة بعد وصول بلاغ
جديد الى الضابط من رجاله بالعثور علي جثه ثالثة.

اعترافات:
وهنا تضطر ريا الى الاعتراف بانها لم تشترك في القتل ولكن الرجلين كانت تترك لهما
الغرفة فياتيان فيها بالنساء وربما ارتكب جرائم قتل في الحجرة اثناء غيابها هكذا قالت ريا
في البداية وحددت الرجلين بانهما عرابي واحمد الجدر وحينما سالها الضابط عن علاقتها بهما قالت
انها عرفت عرابي من ثلاث سنوات لانه صديق شقيقها وتعرفت علي احمد الجدر من خلال
عرابي وقالت ريا ان زوجها يكره هذين الرجلين لانه يشك في ان احدهما يحبها القضية
بدات تتضح معالمها والخيوط بدات تنفك عن بعضها ليقترب اللغز من الانهيار تامر النيابة بالقبض
علي كل من ورد اسمه في البلاغات الاخيرة خاصة بعد ان توصلت اجهزة الامن لمعرفه
اسماء صاحبات الجثث التي تم العثور عليها في منزل ريا، كانت الجثث للمجني عليهن فردوس
وزنوبه بنت عليوة وامينه بعد القبض علي جميع المتهمين تظهر مفاجاة جديدة على يد الصول
محمد الشحات هذه المرة جاء الصول العجوز بتحريات تؤكد ان ريا كانت تستاجر حجرة اخرى
بحارة النجاة من شارع سيدي اسكندر تنتقل قوة البوليس بسرعة الى العنوان الجديد وتامر السكان
الجدد باخلاء حجرتين تاكد الضباط ان سكينه استاجرت احداهما في فترة وريا احتفظت بالاخرى كان
في حجرة سكينه صندرة خشبية تشبه نفس الصندرة التي كانت في غرفه ريا تتم نفس
اجراءات نزع الصندرة والحفر تحت البلاط ويبدا ظهور الجثث من جديد!
لقد اتضحت الصورة تماما جثث في جميع الغرف التي كانت تستاجرها ريا وسكينه في المنازل
رقم 5 ش ماكوريس و38 ش علي بك الكبير و8 حارة النجاة و6 حارة النجاة
ولاول مرة يصدر الامر بتشميع منزل سكينه بعد هذا التفتيش تتشجع اجهزة الامن وتنفتح شهيتها
لجمع المزيد من الادلة حتى لا يفلت زمام القضية من يدي العدالة ينطلق الضباط الى
بيوت جميع المتهمين المقبوض عليهم ويعثر الملازم احمد عبدالله من قوة المباحث علي مصوغات وصور
وكمبيالة بمائه وعشرين جنيها في بيت المتهم عرابي حسان كما يعثر نفس الضابط علي اوراق
واحراز اخرى في بيت احمد الجدر وفي هذا الوقت لم يكن حماس الملازم الشاب عبد
الغفار قد فتر لقد تابع الحفر في حجرة ريا حتى تم العثور علي جثة جديدة
لاحدى النساء بعدها تطير معلومة الى مامور قسم اللبان محمد كمال بان ريا كانت تسكن
في بيت اخر بكرموز ويؤكد شيخ الحارة هذه المعلومة ويقول ان ريا تركت هذا السكن
بحجه ان المنطقة سيئة
السمعة وتقوم قوة من البوليس باصطحاب ريا من السجن الى بيتها في كرموز ويتم الحفر
هناك فيعثر الضباط علي جثه امراة جديدة!
كانت الادلة تتوالي وان كان اقواها جلباب نبويه الذي تم العثور عليه في بيت سكينه
واكدت بعض النسوة من صديقات نبويه ان الجلباب يخصها ولقد اعترفت سكينه بانه جلباب نبوية
ولكنها قالت ان العرف السائد بين النساء في الحي هو ان يتبادلن الجلاليب وانها اعطت
نبويه جلبابا واخذت منها هذا الجلباب الذي عثرت عليه المباحث في بيت سكينه نجحت سكينه
كثيرا في مراوغه المباحث لكن ريا اختصرت الطريق واثرت الاعتراف مبكرا قالت ريا في بداية
اعترافها انها امراة ساذجة وان الرجال كنوا ياتون الى حجرتها بالنساء اثناء غيابها ثم يقتلون
النساء قبل حضورها وانها لم تحضر سوي عمليه قتل واحدة وانفردت النيابة باكبر شاهدة اثبات
في القضية بديعة بنت ريا التي طلبت الحصول علي الامان قبل الاعترافات كي لا تنتقم
منها خالتها سكينه وزوجها وبالفعل طمانوها فاعترفت بوقائع استدراج النساء الى بيت خالتها وقيام الرجال
بذبحهن ودفنهن ورغم الاعترافات الكاملة لبديعة الا انها حاولت ان تخفف من دور امها ريا
ولو علي حساب خالتها سكينه بينما كانت سكينه حينما تعترف بشكل نهائي تخفف من دور
زوجها ثم تعلن امام وكيل النيابة انها غارقة في حبه وتطلب ان يعذروها بعد ان
علمت سكينه ان ريا اعترفت في مواجهة بينهما امام النيابة قالت سكينه ان ريا هي
اختها الكبيرة وتعلم اكثر منها بشؤون الحياة وانها ستعترف مثلها بكل شيء وجاءت اعترافات سكينه
كالقنبلة المدوية قالت في اعترافاتها لما اختي ريا عزلت للبيت المشؤم في شارع علي بك
الكبير وانا عزلت في شارع ماكوريس جاءتني ريا تزورني في يوم كانت رجلي فيه متورمة
وطلبت ريا ان اذهب معها الى بيتها اعتذرت لعدم قدرتي علي المشي لكن ريا شجعتني
لغاية ما قمت معها..واحنا ماشيين لقيتها بتحكيلي عن جارتنا هانم اللي اشترت كام حته ذهب
قلت لها (وماله دي غلبانه) قالت لي(لا..لازم نز علوها ام دم تقيل دي) ولما وصلنا
بيت ريا لقيت هناك زوجي عبد العال وحسب الله زوج ريا وعرابي وعبد الرازق الغرفة
كانت مظلمة وكنت هصرخ لما شفت جثة هانم وهي ميتة وعينيها مفتوحة تحت الدكه الرجالة
كانوا بيحفروا تحت الصندرة ولما شعروا اني خايفه قالوا لي احنا اربعه وبرة في ثمانية
واذا اتكلمت هيعملوا فيا زي هانم !..كنت خايفه قوي لكني قلت لنفسي وانا مالي طالما
الحاجة دي محصلتش في بيتي وبعد ما دفنوا الجثة اعطوني ثلاثة جنيهات رحت عالجت بيهم
رجلي ودفعت اجرة الحلاق اللي فتحلي الخراج بس وانا راجعه قلت لنفسي انهم كدة معايا
علشان ابقي شريكه لهم ويضمنوا اني مافتحش بقي وتروي سكينه في باقي اعترافاتها قصه قتل
17 سيدة وفتاة لكنها تؤكد ان اختها ريا هي التي ورطتها في المرة الاولى مقابل
ثلاثة جنيهات وبعد ذلك كانت تحصل علي نصيبها من كل جريمة دون ان تملك الاعتراض
خوفا من ان يقتلها عبد العال ورجاله!
وتتوالي اعترافات المتهمين عبد العال الشاب الذي بدا حياته في ظروف لا دخل لارادته فيها
طلب منه اهله ان يتزوج ارمله اخيه فلم يعترض ولم يدري انه سيتزوج اكبر سفاحه
نساء في تاريخ الجريمة وحسب الله الشاب الذي ارتمي في احضان سكينه اربع سنوات بعيدا
عن امه التي تحضر فجاة للسؤال عن ابنها الجاحد فتكتشف انه تزوج من سكينه وتلتقي
بها ام حسب الله فتبكي الام وتطلب من ابنها ان يطلق هذه السيدة فورا لكن
حسب الله يجرفه تيار الحب الى سكينه ثم تجرفه سكينه الى حبل المشنقة ليتذكر وهو
امام عشماوي انه لو استجاب لنصيحة امه لكانت الحياة من نصيبه حتى يلقي ربه برضاء
الوالدين وليس بفضيحة مدوية كانت وراء كل متهم حكاية ووراء كل قتيله ماساة
مرافعة رئيس النيابة تنهي حياة السفاحين :
ووضعت النيابة يدها علي كافه التفاصيل ليقدم رئيس النيابة مرافعة رائعة في جلسه المحاكمة التي
انعقدت يوم 10 مايو عام 1921 وكان حضور المحاكمة بتذاكر خاصة اما الجمهور العادي الذي
كان يزدحم بشده لمشاهده المتهمين في القفص فكان يقف خلف حواجز خشبية وقال رئيس النيابة
في مرافعته التاريخية :
هذه الجريمة من افظع الجرائم وهي اول جريمة من نوعها حتى ان الجمهور الذي حضرها
كان يريد تمزيق المتهمين اربا قبل وصولهم الى القضاء هذه العصابة تكونت منذ حوالي ثلاث
سنوات وقد نزح المتهمون من الصعيد الى بني سويف ثم الى كفر الزيات وكانت سكينه
من بنات الهوى لكنها لم تستمر لمرضها وكان زوجها في كفر الزيات يدعي انه يشتغل
في القطن لكنه كان يشتغل بالجرائم والسرقات بعد ذلك سافر المتهمان حسب الله وعبد العال
واتفقت سكينه وريا علي فتح بيوت للهوي وكان كل من يتعرض لهما يتصدي له عرابي
الذي كان يحميهما وكان عبد الرازق مثله كمثل عرابي يحمي البيت اللي في حارة النجاة
وثبت من التحقيقات ان عرابي هو الذي اشار على ريا بفتح بيت شارع علي بك
الكبير اما عن موضوع القضية فقد حصل غياب النساء بالتوالي وكانت كل من تغيب يبلغ
عنها وكانت تلك طريقه عقيمة لان التحريات والتحقيقات كانت ناقصة مع ان البلاغات كانت تحال
الى النيابة وتامر الادارة بالبحث والتحري عن الغائبات الى ان ظهرت الجثة فعدلت الداخلية طريقه
التحقيق عمن يبلغ عنها واخر من غابت من النساء كانت فردوس يوم 12نوفمبر وحصل التبليغ
عنها يوم 15نوفمبر واثناء عمل التحريات والمحضر عن غيابها كان احد الناس وهو المدعو مرسي
وهو ضعيف البصر يحفر بجوار منزل ريا فعثر علي جثه بني ادم فاخبر خاله الذي
ابلغ البوليس وذهب البوليس الى منزل ريا للاشتباه لانها كانت تبخر منزلها لكن الرائحة الكريهة
تغلبت علي البخور فكبس البوليس علي المنزل وسالت ريا فكانت اول كلمه قالتها ان عرابي
حسان هو القاتل بعد ان ارشدت عن الجثث وتم العثور علي ثلاث جثث واتهمت ريا
احمد الجدر وقالت ان عديله كانت تقود النساء للمنزل واتضح غير ذلك وان عديله لم
تذهب الى بيت ريا الا مرة واحدة وان اتهامها في غير محله واعترفت سكينه ايضا
اعترافا اوضح من اعتراف ريا ثم احضر حسب الله وعبد العال وامامهما قالت ريا وسكينه
نحن اعترفنا فاعترف كل منهما اعترافات لا تشوبها اي شائبة وعندما بدا رئيس النيابة يتحدث
عن المتهمة امينه بنت منصور قالت امينه انا مظلومة فصاحت فيها سكينه من داخل قفص
الاتهام ازاي مظلومة وفي جثه مدفونة في بيتك دي انتي اصل كل شيء من الاول
ويستطرد رئيس النيابة ليصل الى ذروة الاثارة في مرافعته حينما يقول :ان النيابة تطلب الحكم
بالاعدام علي المتهمين السبعة الاول بمن فيهم (الحرمتين)ريا وسكينه لان الاسباب التي كانت تبرر عدم
الحكم بالاعدام علي النسوة قد زالت وهي ان الاعدام كان يتم خارج السجن..اما الان فالاعدام
يتم داخل السجن ..وتطلب النيابة معاقبه المتهمين الثاني والتاسع بالاشغال الشاقة المؤبدة ومعاقبه الصائغ بالحبس
ست سنوات. هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراي محكمة الاسكندرية الاهلية في
يوم
الاثنين 16 مايو سنة 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339).
رئيس المحكمة
ملاحظة
هذه القضية قيدت بجدول النقض تحت رقم 1937 سنة 38 قضائية وحكم فيها من محكمة
النقض والابرام برفض الطعن في 30 اكتوبر سنة 1921

السابق
اهم معالم دبي
التالي
تناسق الالوان في التصميم