قال ابن عباس: نزلت في العاص بن وائل، وذلك انه راى رسول الله صلى الله
عليه وسلم يخرج من المسجد وهو يدخل، فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا واناس من
صناديد قريش في المسجد جلوس، فلما دخل العاص قالوا له: من الذي كنت تحدث؟ قال:
ذاك الابتر، يعني النبي صلوات الله وسلامه عليه، وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله
ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من خديجة، وكانوا يسمون من ليس له
ابن: ابتر، فانزل الله تعالى هذه السورة.
واخبرنا محمد بن موسى بن الفضل، اخبرنا محمد بن يعقوب، اخبرنا احمد بن عبد الجبار،
اخبرنا يونس بن بكير عن محمد بن اسحاق قال: حدثني يزيد بن رومان قال: كان
العاص بن وائل السهمي اذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوه فانما
هو رجل ابتر لا عقب له، لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه، فانزل الله تعالى
في ذلك: ( انا اعطيناك الكوثر ) الى اخر السورة.
وقال عطاء عن ابن عباس: كان العاص بن وائل يمر بمحمد صلى الله عليه وسلم
ويقول: اني لاشنؤك وانك لابتر من الرجال، فانزل الله تعالى: ( ان شانئك هو الابتر
) من خير الدنيا والاخرة.