ان سن المراهقة من اشد مراحل العمر خطورة، فبه يتحول الانسان من طفل الى ناضج،
وتتغير رؤيته للحياة، ويعني من تغيرات جسمية وفكرية كثيرة تنمو معه من سن الحادية عشرة
وحتى الواحد والعشرين، وهو طوال هذه الفترة بحاجة الى توجيه وارشاد ورعاية، برغم انه يحاول
اثبات نفسه ويتمرد على من حوله، ويشعر بطاقة جسدية كبيرة يحتاج الى تفريغها بما يعود
عليه بالنفع.
والفتيات خاصة يعانين تغيرات جسدية تتضح في استدارة الاجزاء الخاصة بالانثى، وتلاحظ الانثى ذلك بنفسها
مما سيثير لديها العديد من الاسئلة التي تخافها وتحتاج لها لاجوبة واعية، وتغير في الصوت
يصاحبه نعومة، وزيادة في الوزن والطول نتيجة النمو السريع وحاجتها الى الغذاء المتواصل، وظهور الشعر
في المناطق الحساسة، بينما يزداد ذكاءها بدرجة ملحوظة في ردود افعالها وتصرفاتها.
ويجب على الام ان تكون صديقة لابنتها في هذه المرحلة، حتى تقوم بتوجيهها ولكن دون
ان تخترق خصوصياتها، فعليها ان ترشدها لطريق النظافة الشخصية الخاصة، وكيفية الاعتناء بمظهرها، وان تؤدي
واجباتها نحو الله، فتقيم الصلاة على اكمل وجه، وترتدي الحجاب، وتلبس ما يستر جسدها، لان
الفتاة في هذا السن في طريقها لان تصبح امراة كاملة النضج.
وفي اطار تفاهم تام ووعي وادراك، تترك الام لفتاتها مساحة خاصة بها، وعليها ان تشعرها
بانها تثق بها، حتى لا تنحرف الفتاة الى هاويات مجتمعية سحيقة، كان تصادق رفقاء السوء،
وتمارس عادات وسلوكيات شاذة كالتدخين؛ ان الام اذا منحت ثقتها بفتاتها وشعرت الفاة بذلك، سترى
ابنتها تتوجه نحوها عند اصغر مشكلة تواجهها، وتسرد لها همومها وطموحاتها والامها.
وفي هذا السن تسعى الفتاة لاثبات نفسها وتاكيد حضورها سواء بالفعل او بالمظهر، حيث يلاحظ
تغير لبسها واناقتها واهتمامها الزائد بنفسها، وتقليدها لافعال ممثلة مشهورة، او شخصية معروفة، وقد تاخذ
عادات جديدة كالاستماع المستمر للموسيقى، او الغناء والرقص باوقات فراغها.
كما تثبت نفسها اجتماعيا، بمحاولة تكوين علاقات صداقة جديدة مع اقرانها ومن يفوقونها سنا، وقد
تهتم بما يفعل الجنس الاخر من تصرفات وسلوكيات وتصبح مصابة بالهوس، وهذا يتضح في فتيات
اليوم اللواتي يتابعن مايكل جاكسون.
تقع على الام المسؤولية الكبرى بالتوجيه دون ان تشعر ابنتها، فكلام الام يغرس في القلب
مكانة، ولكن عليها ان تحرص باي نبرة توجه ابنتها، فكثيرا من الفتيات يكونوا في هذه
الفترة من العمر حساسات جدا لكل كلمة تقال، وقد يتهموا الاهل بعدم فهمهم واحتوائهم، حيث
تصبح الفتيات كثيرات المشاعر ويعانين من صراعات عاطفية دائمة.
وليعلم ذوو الاهتمام ان التوجيه السليم للفتاة يكون بنصحها بقضاء وقت فراغها بما يفيدها بالقراءة
او حفظ القران او التطوع في مؤسسات المجتمع المحلية او تعلم شيء جديد تستفيد منه،
ويكون بالنسبة لها بوابة للتعرف على عالم الكبار.
واخيرا العمر كالقارب ياخذ الانسان به فيركبه موجة موجة حتى يصل به الى الشاطئ، وطوال
الطريق يحتاج لمجاديف والوالدين هما مجاديفه، فمن خلالهما يصل امنا ومستقرا ومطمئنا.