شجرة الغرقد: هي شجرة العوسج اذا عظمت، وهي كثيرة الشوك، قال النووي رحمه الله: الغرقد
نوع من شجر الشوك معروف ببيت المقدس . وقال القرطبي رحمه الله: والعوسج اذا عظم
يقال له الغرقد .
قال تعالى: “فلما اتاها نودي من شاطئ الوادي الايمن في البقعة المباركة من الشجرة ان
يا موسى اني انا الله رب العالمين ” سورة القصص الاية 30
جاء في جامع البيان عن التاويل بالقران للطبري:
حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني ابو سفيان، عن معمر، عن قتادة، في قوله
“البقعة المباركة من الشجرة” قال: الشجرة عوسج. قال معمر، عن قتادة: عصا موسى من العوسج؛
والشجرة من العوسج.
وورد في الجامع لاحكام القران للقرطبي:
قوله تعالى: “فلما اتاها” يعني الشجرة قدم ضميرها عليها “نودي من شاطئ الواد” “من” الاولى
والثانية لابتداء الغاية، اي اتاه النداء من شاطئ الوادي من قبل الشجرة و”من الشجرة” بدل
من قوله: “من شاطئ الواد” بدل الاشتمال، لان الشجرة كانت نابتة على الشاطئ، وشاطئ الوادي
وشطه جانبه، والجمع شطان وشواطئ، وذكره القشيري، وقال الجوهري: ويقال شاطئ الاودية ولا يجمع وشاطات
الرجل اذا مشيت علي شاطئ ومشى هو على شاطئ اخر “الايمن” اي عن يمين موسى
وقيل: عن يمين الجبل “في البقعة المباركة من الشجرة” وقرا الاشهب العقيلي: “في البقعة” بفتح
الباء وقولهم بقاع يدل علي بقعة، كما يقال جفنة وجفان ومن قال بقعة قال بقع
مثل غرفة وغرف “ومن الشجرة” اي من ناحية الشجرة قيل: كانت شجرة العليق وقيل: سمرة
وقيل: عوسج ومنها كانت عصاه، ذكره الزمخشري وقيل: عناب، والعوسج اذا عظم يقال له الغرقد
وفي الحديث: (انه من شجر اليهود فاذا نزل عيسى وقتل اليهود الذين مع الدجال فلا
يختفي احد منهم خلف شجرة الا نطقت وقالت يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله
الا الغرقد فانه من شجر اليهود فلا ينطق) خرجه مسلم