قال امير المؤمنين علي ابن ابي طالب “عليه السﻼم”
(صديقك من صدقك ﻻ من صدقك)
الصداقة من الصدق والتصديق، وهي المحبة بالصدق فيما يرتبط بالتعامل مع الناس -بشكل عام-، وفيما
يرتبط بالمصادقة -بشكل خاص- باعتبار ان الصداقة وجه واسع من اوجه التعامل مع الناس.
اقسام الصداقة:
الصداقة العامة: وهي صداقة اﻹنسان مع كل من هو اهل للمصادقة من بني البشر باعتبار
انه مثلهم ويشترك معهم في الهيئة والخلقة وفي عمارة اﻷرض.
الصداقة الخاصة:
اﻷخوة او الصداقة في الدين: وهو الرباط الذي يربط كل شخص بمن يشاركه في الدين
والعقائد واﻷهداف، قال تعالى: (انما المؤمنون اخوة).
الصداقة الحميمة: وتتمثل في اﻷصدقاء المقربين الحميمين، وهؤﻻء اﻷصدقاء هم اقرب الناس الى قلب ذلك
اﻹنسان واكثر التصاقا به.
اختيار اﻷصدقاء:
قال تعالى: (ويوم يعض الظالم على يديه ويقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيﻼ يا
ويلتي ليتني لم اتخذ فﻼنا خليﻼ)، في هذه اﻵيات المباركة يعبر لنا الله -سبحانه وتعالى-
عن حسرة الظالم يوم القيامة بسبب اختياره السيئ ﻷخﻼئه الذين ابعدوه عن طريق الحق، وتمنيه
انه يتخذ الرسول (ص) خليﻼ ولكن بعد فوات اﻷوان، والنتيجة هي النار والسبب هو سوء
اﻹختيار، اذن علينا ان ندقق في اختيار اصدقاءنا ونختار من يكون اهﻼ لتلك الصداقة، بعضا
من صفات هؤﻻء هي كالتالي:
الجديرون بالمصادقة:
اﻷخﻼقيون.
من اذا قلت حقا صدق قولك.
من اذا خدمته صانك.
من اذا راى منك حسنة عدها.
من قل شقاقه.
من يرغب فيك واليك.
من ﻻ تجدر مصادقتهم:
من اذا حدثته ملك.
من اذا مانعته تهتك وافترى.
من اذا فارقته ساءك مغيبة بذكر سوءاتك.
متتبعو عيوب الناس.
الغضبون وشديدو الغيظ..
* اما بالنسبة لموقفنا اتجاه من ﻻ تجدر مصادقتهم ان ﻻ نترك هؤﻻء الناس فاذا
ابتعدنا عن مسؤلية المصادقة بهؤﻻء اﻷشخاص فان ذلك يدعوهم لمصادقة من هم على شاكلتهم واكثر،
لكن صداقتهم ربما من خﻼلهااستطعنا تغييرهم الى اﻷفضل واستنقاذهم من جحيم الرذيلة الى جنة الفضيلة.
قال الشاعر في اختيار اﻷصدقاء:
عن المرء ﻻتسال عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يفتدي
اذا كنت في قوم مصاحب خيارهم
وﻻ تصحب اﻷردى تترى مع الردي
اختبار اﻷصدقاء:
قال اﻹمام علي (ع): (الطمانينة الى كل احد قبل اﻹختبار عجز)
الحكمة من اختبار اﻷصدقاء:
ان الزمن زمن جور فيجب على اﻹنسان الحذر، ﻷنك ستعطي صديقك الثقة وتبوح له بكل
اسرارك وتكون مكشوفا امامه.
قد يخطئ اﻹنسان في اختيار صديقه وﻻ يعرف حقيقته، وباﻹختبار يعرف اﻹنسان عيوب صديقه فاما
ان يحاول ان يصلحه او ان يبتعد عنه اذا دعت الحاجة والموقف لذلك.
اذا طرات تغيرات معينة في الصداقة، فيكون اﻻختبار هو الكاشف لتلك المتغيرات.
بماذا تختبر اﻷصدقاء؟:
اختبار الميل النفسي والروحي “حب التقرب”.
اﻹختبار عند الحاجة.
اختبار المواساة بالمال.
اﻻختبار في الضراء والشدائد والنكبات.
قال الشاعر:
جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي
وقال اﻹمام علي (ع): (عند زوال القدرة يتبين الصديق من العدو).
اﻻختبار في الصدق.
اختبار الحلم والغضب.
اختبار اﻹخﻼص والثبات في الصداقة.
قال الشاعر:
وﻻ خير في ود امرئ متلون اذا الريح مالت مال حيث تميل
ما اكثر اﻷخوان حين تعدهم لكنهم في النائبات قليل
حقوق اﻷصدقاء:
الحفظ في الغيبة.
ان ﻻ يترك الصديق صديقه وقت النكبات.
الود في الصدر، ونبع الصداقة من القلب.
المواسات في المال واﻹيثار على النفس.
العيادة في المرض.
تشييع جنازته وحفظه بعد الوفاة.
غفران خطاه وزلته وقبول معذرته.
رد الغيبة عنه.
ادامة النصيحة له.
حب الخير للصديق كما للنفس، وان يرى زينه زين صديقه شينه شين صديقه.
نصرة الصديق ظالما وذلك بنهيه عن الظلم والعدوان، او مظلوما وذلك بالوقوف الى جانبه حتى
يرجع حقه.
تشميت عطسته.
اﻹعانة عل البر واﻹحسان.
قال اﻹمام علي (ع): (ﻻ يكون الصديق صديقا حتى يحفظ اخاه في ثﻼث: في نكبته
وغيبته ووفاته).
قال اﻹمام على (ع): (الصديق الصدوق من نصحك في عيبك، وحفظك في غيبك، واثرك على
نفسه).
وقال الشاعر:وﻻ تقطع اخا من اجل ذنب فان الذنب يغفره الكريم
وقال شاعر اخر:اذا اعتذر الصديق اليك يوما من التقصير عذر اخ مقر
فصنه عن جفائك واعف عنه فان الصفح شيمة كل حر
اجواء الصداقة اﻹيجابية:
الثقة المتبادلة بين اﻷصدقاء.
الورع
استخدام الحلم والرفق واللين.
الكرم.
ترك المناقشة السلبية.
القبول بالصديق “تجنب الخيانة في المصادقة”.
قال الشاعر:
اتطلب صاحبا ﻻ عيب فيه؟! واي الناس ليس له عيوب؟!
- من صدقك لا من صدقك