كيفية نسيان الحبيب
الحب
الحب من اسمى المشاعر الانسانية واصدقها، ومن اكثر المشاعر التي قد تقلب حياة الانسان وتغير
ملامحها، الحب هبة سمائية من الله عز وجل، قد تغمر قلب الانسان بالسعادة والرضى اذا
وجد من يستحق فيض الحب الذي يفيض في قلبه، وقد تقلب حياة الانسان الى جحيم
اسود، والام لا نهاية لها، وعذاب مرير اذا لاقى جفاء ممن يحب، او اذا قوبل
حبه بمشاعر سلبية، فيشعر الانسان بعدم العدل والتعرض للظلم، لانه من غير العدل ان يقابل
الحب والخير بالتجاهل والكره والشر.
عند ارتباط اثنيين ببعضهما وتتوط العلاقة وتصل الى مراحل بعيدة، ومتقدمة، يصبح من الصعب ان
يبتعد احدهما عن الاخر، خاصة انهما قد يكونان وصلا الى درجة عالية من التعلق ببعضهما،
وليس من السهل تجاهل التعلق الكبير، فالمحب يصبح كالطفل الصغير الذي تعود على امه وتعلق
بها، وكيف لهذا الطفل الصغير ان يبتعد عن حضن امه ودفئها؟!!.
النصيب
ولكن للواقع احكام كثيرة فقد يصعب على اثنان ان يتابعا مسيرة حياتهما معا رغم وجود
الحب والعشرة والتعلق والتعويد، وربما يكون اختلاف العادات، والفرق الهائل في الاراء والاذواق، ونمط التفكير
المختلف، وبعض الطباع المتوطدة في شخصية كل منهما، عائق في استمرارهما معا، ورغم ان المحبين
عادة يميلون للتنازل عن بعض ما اعتادوه في انفسهم من صفات وسلوك، وحتى انهم قد
يغيروا من طباعهم من اجل من يحبون، الا ان بعض الامور من الصعب ان تتغير
لانها فطرية، وجبلت في شخصية الفرد، وتحتاج لبرامج سلوكية مكثفة وعميقة للتخلص منها، وصبر من
الحبيب وقد لا تكون امر سيئا يجب التخلص منه ربما تكون ميزة الا ان رفيق
الحياة يصعب عليه التعامل معها.
وقد تكون احداث الحياة، وظروفها هي التي تحكم بالبعد على الطرفين رغم رغبة الطرفين بالتواجد
معا وتكملة حياتهم سويا، وهنا عليهم المحاولة وان لم ينجح الامر بعد المحاولة باستماتة، فعليهم
ان يتقبلا نصيبهما فبالنهاية النصيب هو الحكم في هذا الامر.
الاحترام
ويجب ان يقدر كل انسان القلب الذي يحبه، فلا يجرحه ويسيء اليه ويتركه مدميا، ومحطما،
فاذا حلت ساعة الفراق عليه ان يهون عليه، دون ان يجرحه، ويكون انسانا حضاريا في
لحظة الفراق ولا يستغلها ليعلن حربا يظهر فيها كل هفوات واخطاء من احبه، ويجعل هذا
الفراق نتيجة اخطائه، فبالنهاية هو ذلك القلب الذي احبه. وعلى كل انسان ان يؤمن بالنصيب
ويعرف ان ما قسمه الله له سيكون له اما ما هو من نصيب غيره وليس
من نصيبه هو كذلك بامر الله وليس باليد حيلة، فلا يلقي اللوم على حبيبه ويكره،
ويترك مشاعر الغضب والغيظ تسيطر عليه، ويدعو له بالتوفيق، ويلتفت لحياته فلعل الله قسم له
من هو افضل له.