احلى مواضيع جديدة

عبارة عن بر الوالدين

عبارة عن بر الوالدين 9Af5Ecc858Afabfeaacd4910Ed0D28Ae

عبير بر الوالدين
لقد اوصانا الله ورسوله الكريم على اطاعة والدينا والعطف عليهم لانهم عانوا معنا كثيرا حتى
اصبحنا بهذا العمر فلولا تربيتهم لنا وعطفهم علينا لما وصلنا لهذه المرحلة التي نحن بها
الان . فقد جاء دورنا الان لكي نجزيهم العرفان الذي قدموه لنا منذ صغرنا .
قال تعالى في كتابه: “وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا”
ان للوالدين مقاما وشانا يعجز الانسان عن دركه، ومهما جهد القلم في احصاء فضلهما فانه
يبقى قاصرا منحسرا عن تصوير جلالهما وحقهما على الابناء، وكيف لا يكون ذلك وهما سبب
وجودهم، وعماد حياتهم وركن البقاء لهم.
لقد بذل الوالدان كل ما امكنهما على المستويين المادي والمعنوي لرعاية ابنائهما وتربيتهم، وتحملا في
سبيل ذلك اشد المتاعب والصعاب والارهاق النفسي والجسدي وهذا البذل لا يمكن لشخص ان يعطيه
بالمستوى الذي يعطيه الوالدان.
ولهذا فقط اعتبر الاسلام عطاءهما عملا جليلا مقدسا استوجبا عليه الشكر وعرفان الجميل واوجب لهما
حقوقا على الابناء لم يوجبها لاحد على احد اطلاقا، حتى ان الله تعالى قرن طاعتهما
والاحسان اليهما بعبادته وتوحيده بشكل مباشر فقال: “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا”(2).

لان الفضل على الانسان بعد الله هو للوالدين، والشكر على الرعاية والعطاء يكون لهما بعد
شكر الله وحمده، “ووصينا الانسان بوالديه… ان اشكر لي ولوالديك الي المصير”(1).
وقد اعتبر القران العقوق للوالدين والخروج عن طاعتهما ومرضاتهما معصية وتجبرا حيث جاء ذكر يحيى
ابن زكريا بالقول: “وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا”(2).
وفي رسالة الحقوق المباركة نجد حق الام على لسان الامام علي بن الحسين (ع) بافضل
تعبير واكمل بيان، فيختصر عظمة الام وشموخ مقامها في كلمات، ويصور عطاها بادق تصوير وتفصيل
فيقول ?: “فحق امك ان تعلم انها حملتك حيث لا يحمل احد احدا، واطعمتك من
ثمرة قلبها ما لا يطعم احد احدا، وانها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها
وجميع جوارحها مستبشرة بذلك فرحة موبلة (كثيرة عطاياها )، محتملة لما فيه مكروهها والمها وثقلها
وغمها، حتى دفعتها عنك يد القدرة واخرجتك الى الارض فرضيت ان تشبع وتجوع هي، وتكسوك
وتعرى، وترويك وتظما، وتظللك وتضحى، وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بارقها، وكان بطنها لك وعاء، وحجرها
لك حواء، وثديها لك سقاءا، ونفسها لك وقاءا، تباشر حر الدنيا وبردها لك دونك، فتشكرها
على قدر ذلك ولا تقدر عليه الا بعون الله وتوفيقه”.
وتبرز هنا، اهمية حق الام من خلال التفصيل والبيان الذي تقدم به الامام ? بحيث
جعله اكبر الحقوق في رسالته المباركة، واكثر في بيانه، وحث على برها ووصى الولد بالشكر
لهما كما هي الوصية الالهية: “ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن… ان اشكر
لي ولوالديك الي المصير”(2).
وكذلك كانت وصية النبي(ص) لرجل اتاه فقال: يا رسول الله من ابر؟
قال (ص): “امك”.
قال: من؟ ثم من؟
قال (ص): “امك”.
قال: ثم من؟
قال (ص): “امك”.
قال: ثم من؟
قال (ص): “اباك”.
حق الاب:
ولا يقل حق الاب اهمية وجلالا عن حق الام، فهو يمثل الاصل والابن هو الفرع،
وقد امضى حياته وشبابه وافنى عمره بكد واجتهاد للحفاظ على اسرته وتامين الحياة الهانئة لاولاده،
فتعب وخاطر واقتحم المشقات والصعاب في هذا السبيل، وفي ذلك يقول الامام زين العابدين ?:
“واما حق ابيك فتعلم انه اصلك وانك فرعه، وانك لولاه لم تكن، فمهما رايت في
نفسك مما يعجبك فاعلم ان اباك اصل النعمة عليك فيه، واحمد الله واشكره على قدر
ذلك ولا قوة الا بالله”.
وعلى الانسان ان يدرك جيدا كيف يتعاطى مع والده كي لا يكون عاقا وهو غافل
عن ذلك، فعليه تعظيمه واحترامه واستشعار الخضوع والاستكانة في حضرته فقد جاء في حديث عن
الامام الباقر ?: “ان ابي نظر الى رجل ومعه ابنه يمشي، والابن متكيء على ذراع
الاب، قال: فما كلمه ابي حتى فارق الدنيا”.

بر الوالدين بعد الموت:
لا يقتصر بر الوالدين على حياتهما بحيث اذا انقطعا من الدنيا انقطع ذكرهما، بل ان
من واجبات الابناء احياء امرهما وذكرهما من خلال زيارة قبريهما وقراءة الفاتحة لروحيهما والتصدق عنهما،
واقامة مجالس العزاء لهما على الدوام.
كما ان عليهم حق البر لهما في جملة امور ذكرها رسول الله (ص) لرجل من
اصحابه فقال: يا رسول الله هل بقي لابوي شي‏ء من البر ابرهما به بعد وفاتهما؟

قال رسول (ص) : “نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وانقاذ عهدهما، واكرام صديقهما، وصلة الرحم
التي لا توصل الا بهما”.
وفي حديث للامام الصادق ?: “يصلي عنهما، ويتصدق عنهما، ويحج‏ عنهما، ويصوم عنهما، فيكون الذي
صنع لهما وله مثل ذلك فيزيده الله ببره وصلاته خيرا كثيرا”.

حد العقوق:
ان نكران الجميل، وعدم مكافاة الاحسان ليعتبران من قبائح الاخلاق، وكلما عظم الجميل والاحسان كان
جحودهما اكثر جرما وافظع اثما، ومن هذا المقياس نقف على خطر الجريمة التي يرتكبها العاق
لوالديه، حتى عد العقوق من الكبائر الموجبة لدخول النار لان العاق حيث ضميره مضحمل فلا
ايمان له ولا خير في قلبه ولا انسانية لديه.
ولذلك حذر الاسلام من عقوق الوالدين لما له من دلالات ونتائج كما عبر النبي الاكرم
(ص): “كن بارا واقتصر على الجنة، وان كنت عاقا فاقتصر على النار”.
وقد حدد تعالى المستوى الادنى لعقوق الوالدين في كتابه المجيد حيث يقول جل وعلا: “اما
يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا
كريما”(1).
وعن هذا الحد يقول رسول الله (ص): “لو علم الله شيئا هو ادنى من اف
لنهى عنه، وهو من ادنى العقوق”.
اذن فلا رخصة لولد ان يقول هذه الكلمة من اقوال وافعال كمن ينظر اليهما بحدة
مثلا والى ذلك يشير الامام الصادق ? في قوله: “من ينظر الى ابويه نظر ماقت
وهما ظالمان له لم يقبل الله تعالى له صلاة”.

حد الطاعة:
لقد رسم الله تعالى للانسان حدود الطاعة لوالديه عندما قرن عبادته وتوحيده وتنزيهه عن الشرك
بالاحسان اليهما والطاعة لهما، وقد جعل رضاه من رضاهما، ووصل طاعته بطاعتهما فقال عز من
قائل: “واخفض لهما جناح الذل من الرحمة”(2).
والى ذلك اشار النبي (ص) عندما قال: “بر الوالدين افضل من الصلاة والصوم والحج والعمرة
والجهاد في سبيل الله”.
وفي تفسير الاية: “واخفض لهما جناح الذل من الرحمة”(3).
يقول الامام الصادق ?: “لا تمل عينيك من النظر اليهما الا برحمة ورقة، ولا ترفع
صوتك فوق اصواتهما، ولا يدك فوق ايديهما، ولا تقدم قدامهما”.
وفي المقابل بين الله تعالى الحد الذي تقف عنده طاعة الوالدين في اياته الكريمة: “وان
جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا
معروفا”(4).
فعندما يصل الامر الى معصية الله والشرك به يتوقف الانسان عند هذا الحد فلا يطيعهما
فيما امرا لانه بحسب الحديث المعصوم: “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”.
ولكن هذا الامر متوقف فقط على ما يشكل معصية الله دون باقي الامور لان سياق
الاية يستمر بالتوضيح: “وصاحبهما في الدنيا معروفا”(1).
فلا يعصيهما في باقي الامور.
وفي كلام لجابر قال: سمعت رجلا يقول لابي عبد الله ?: “ان لي ابوين مخالفين
فقال: برهما كما تبر المسلمين ممن يتولانا”.
فطاعة الوالدين وبرهما واجب سواء كانا مؤمنين ام لا، فان من الامور التي لم يجعل
الله فيها رخصة: “بر الوالدين برين كانا او فاجرين”.

حقوق اخرى:
الدعاء والوصية:
لقد ورد في القران الكريم حقين من حقوق الوالدين:
الاول: هو الدعاء لهما ويبدو ذلك على لسان اكثر من نبي يدعو لوالديه كما هو
من وصايا الله تعالى للانسان حيث قال تعالى على لسان نبي الله نوح ?: “رب
اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا”(2).
وعلى لسان ابراهيم ?: “ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين”(3).
الثاني: هو الوصية حيث يقول تعالى: “كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا
الوصية للوالدين وللاقربين بالمعروف حقا على المتقين”(4).
فالوصية حق على المؤمن واول ما تؤدى للوالدين بحسب البيان القراني، وذلك للدلالة على اهمية
بر الوالدين ووصلهما على الانسان في حال حياته وبعد مماته من خلال التركة المادية من
اموال وارزاق، كما لا يبخل عليهما بالنصيحة والارشاد الى ما فيه صلاحهما، ولا ينسى طلب
السماح منهما لتقصيره تجاههما في الحياة الدنيا.

عبارة عن بر الوالدين 9Af5Ecc858Afabfeaacd4910Ed0D28Ae

السابق
كلمات اغاني رومانسية
التالي
مهلبية منال العالم