بعض الاطفال يتميزون بالعناد الشديد، ويعتبر العناد من خصائص الطفولة، فليست هناك مدعاة للانزعاج من
قبل الاب والام او اتهام الطفل بتعمد العناد، بل عليهما ان يشجعاه ويحفزاه على فعل
النقيض بذكر القصص والحكايات التي تجعله ينفر من العناد، فمثلا: يشبه له الذي يعاند بالشيطان
الذي عاند مع الله واستكبر عن السجود لسيدنا ادم عليه السلام ولم يطع امر الله
فغضب الله عليه وادخله النار، الامر الذي يجعل الطفل يبتعد عن هذه الصفة .
ومن المهم ان يتاكد الوالدان تمام التاكد ان الطفل العنيد غير مريض وغير عاق لوالديه،
وان هذا العناد راجع لطبيعة المرحلة العمرية، فمثلا اذا صعد على الفراش برجله المتسخة ورفض
النزول ورفض النوم او صمم على الرفض او عاند في اي شيء، فعلى الوالدين تحفيزه
وتشجيعه وعدم اهانته او عقابه.
* مظاهر العناد
من مظاهر العناد عند الطفل التصلب في الراي، والجمود في التفكير، مما يثير دهشتنا ويصيبنا
بالضيق والحرج لهذا العناد وصلابة الراي، فالطفل مثلا لا يريد ان يستمع لتوجيهات الكبار، ولا
يحب ان يفعل الا ما يريده هو، حتى لو كان ذلك الفعل غير سليم، او
لا يتماشى مع المنطق والعقل.
ومن الامور الاخرى رفض الطفل امورا مهمة مثل النظافة، وغسل الوجه، والاستحمام، وتناول كوب الحليب،
والنوم في الموعد المحدد، فيبدو مقاوما متشبثا برايه رافضا توجيهات الكبار، وقد يكون هذا الامر
مقبولا في مرحلة الحضانة، لكنه غير مقبول في مراحل العمر التالية للطفل، وقد يفسر بعض
الاباء والامهات هذا العناد على انه دليل قوة شخصية الطفل، والحقيقة ان هذا السلوك لا
يعبر عن هذا الفهم الخاطئ، لان اسلوب العناد غير السوي يعبر عن ممارسات سلبية تبعد
الطفل عن التفاعل الاجتماعي السليم، فليس العناد تعبيرا عن احترام الذات بقدر ما هو اسلوب
يعبر عن المشاكسة.
ويرتبط العناد بالقسوة والعدوانية، فنلاحظ ان بعض الاطفال الذين يتصفون بالعناد تبدو عليهم ميول عدوانية
وكذلك بعض القسوة، ويتجلى ذلك من خلال بعض تصرفاتهم، فنراهم يمزقون الملابس، ويحطمون التحف الغالية،
او يعتدون على الحيوانات، او يستخدمون الاقلام استخداما سيئا فيشوهون بها الجدران في المنزل او
المدرسة، وهذه التصرفات الغريبة قد تجعل الطفل يشعر بالقوة ويفخر بنفسه، فما الذي يجعل الصغير
يلجا الى مثل هذه التصرفات ؟ يحب ان يقلد الكبار في قسوتهم، او يميل الى
السيطرة او الاعلان العنيف عن ذاته.
ومن الاسباب التي تدفع الاطفال للعناد: العلاقات الاسرية المتوترة، والمعاملة الشديدة من قبل الوالدين مما
يزيد من محاولات التعويض عند الطفل والانتقام فيقابل ذلك بالمثل.
* علاج العناد
– ينبغي الا نقابل مقاومة الطفل بمقاومة مضادة، لكن علينا ان نتفاهم معه ونحرص على اقناعه،
ونشجعه حتى يتدبر الامر ويفهم كيف يتصرف في كل اموره بصورة سليمة ومنطقية.
– الابتعاد عن اساليب الحماية الزائدة والتدليل المفرط، فهذه الاساليب تعود الطفل على اسلوب المخالفة.
– عدم ارغام الطفل على القيام بسلوكيات معينة في الاكل او الملبس، او مراعاة اصول الذوق
واللياقة (الاتيكيت)، فهذا الخضوع المتكلف قد يدفع الطفل للخروج عليه ويقوده للتمرد على اصوله وحيثياته.
– عدم تفضيل الام او الاب لاحد الابناء او البنات، فان ذلك التفضيل يكون في غالب
الاحيان سببا في عناد الطفل.
– تنمية تبادل الاراء بين الاطفال حتى يشعر الطفل بالقيادة حينا والتبعية حينا اخر.