مقدمة عن الموت
ياتي الموت فجاة من دون مقدمات؛ حيث يسرق منا الفرحة والسعادة، ويقلب حياتنا راسا على
عقب، فيخطف منا احبتنا، ويفرق جمعنا، ويخيم على قلوبنا الاحزان.
ياتي الموت فيصبح القمر بعد فقدان الاحبة معتما، والشمس مظلمة، وتصبح حياتنا صحراء قاحلة بلا
ازهار ولا ملامح ولا الوان، عندما يرحل الاحبة لانصدق انهم لن يعودوا موجودين في عالمنا،
لا نصدق ولا نريد ان نصدق انهم رحلوا وتركونا نعاني مرارة فقدانهم، فكم هي ظالمة
هذه الحياة، وكم يسخر منا هذا القدر عندما نفقد اعز الناس، وكم هي مريرة لوعة
الاشواق اليهم، وكم هي باردة وكئيبة ليالي العمر من دون دفئهم وحنانهم الذي كان يغمرنا.
الموت، تلك الكلمة التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني الحزينة، والالم على فراق الاحبة،
فان الموت لا يستاذن احدا، ولا يجامل احدا، وليس له انذار مبكر؛ فالعديد من الشعراء
لم يجدوا شيئا للتعبير عن فقدان احبتهم الا برثائهم عن طريق قول الشعر في ذكراهم.
شعر علي بن ابي طالب عن الموت
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
ان السعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
الا التي كان قبل الموت بانيها
فان بناها بخير طاب مسكنه
وان بناها بشر خاب بانيها
اموالنا لذوي الميراث نجمعها
ودورنا لخراب الدهر نبنيها
اين الملوك التي كانت مسلطنة
حتى سقاها بكاس الموت ساقيها
فكم مدائن في الافاق قد بنيت
امست خرابا وافنى الموت اهليها
لا تركنن الى الدنيا وما فيها
فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
لكل نفس وان كانت على وجل
من المنية امال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضها
والنفس تنشرها والموت يطويها
انما المكارماخلاقمطهرة
الدين اولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها
والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم اني لا اصادقها
ولست ارشد الا حين اعصيها
واعمل لدار غدا رضوان خازنها
والجار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها
والزعفران حشيش نابت فيها
انهارها لبن محمض ومن عسل
والخمر يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الاغصان عاكفة
تسبح الله جهرا في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها
بركعة في ظلام الليل يحييها
قصيدة نمر السحيمي
هذه القصيدة للشاعر نمر السحيمي الحربي – رحمه الله – كتبها عندما راى بمنامه مناديا
يناديه للموت :
جاني وانا في وسط ربعي وناسي
جاني نشلني مثل ما ينشل الناس
مني نشل روح تشيل الماسي
تشكي من ايام الشقى تشكي الياس
اثر الالم في سكرة الموت قاسي
ما هالني مثله وانا انسان حساس
جابوا كفن ابيض مقاسه مقاسي
ولفوا به الجسم المحنط مع الراس
وشالوني اربع بالنعش ومتواسي
عليه ومغطى على جسمي الباس
وصلوا علي وكلهم في ماسي
ربعي ومعهم ناس من كل الاجناس
يا كيف سوا عقبنا تاج راسي
وامي الحبيبة وش سوى بها الياس
اسمع صدى صوت يهز الرواسي
قولولها لا تلطم الخد يا ناس
قولولها حق وتجرعت كاسي
لا تحترق كل يبي يجرع الكاس
اصبحت في قبري ولا به مواسي
واسمع قريع نعولهم يوم تنداس
من يوم قفوا حل موثق لباسي
وعلى رد الروح صوت بالاجراس
هيكل غريب وقال ليه التناسي
صوته رهيب وخلفه اثنين حراس
وقف وقال ان كنت يا نمر ناسي
هاذي هي اعمالك تقدم بكراس
ومن هول ما شفته وقف شعر راسي
وانهارت اعصابي ولا ارد الانفاس
ابيات شعرية جميلة تتحدث عن الموت
ان الطبيب بطبه و دوائه
لا يستطيع دفاع نحب قد اتى
ما للطبيب يموت بالداء الذي
قد ابرا مثله فيما مضى
مات المداوي و المداوى والدي
جلب الدواء او باعه او اشترى
شعر في وصف الموت
اسلمني الاهل بطن الثرى
و انصرفوا عني فيا وحشتا
و غادروني معدوما بائسا
ما بيدي اليوم الا البكا
وكل ما كان كان لم يكن
و كل ما حذرته قد اتى
وذا كم الجموع والمقتنى
قد صار في كفي مثل الهبا
و لما جد لي مؤنسا ها هنا
غير مجور موبق او فاسق
فلو تراني و ترى حالتي
بكيت لي يا صاح مما ترى
ابيات شعرية تتحدث عن نهاية الانسان
عجبت للانسان في فخره
وهو غدا في قبره يقبر
ما بال من اوله نطفة
و جيفة اخره يفجر
اصبح لا يملك تقديم ما
يرجو ولا تاخير ما يحدر
و اصبح الامر الى غيره
فيكل ما يقضى و مايقدر