فضل سورة الانبياء

فضل سورة الانبياء 42cd0480c867c7264daac620b84648a9

( اسرار استجابه الدعاء )


سؤال طالما تفكرت به :

لماذا لا يستجاب دعاؤنا !

مع ان الله تعالى ربما تعهد باستجابه الدعاء،

وبدات رحله من التدبر فايات القران الكريم،

وكانت هذي المقالة…


يقول تعالى فمحكم الذكر يخاطب حبيبة محمدا صلى الله عليه و سلم :


(واذا سالك عبادى عنى فانى قريب اجيب دعوه الداع اذا دعان فليستجيبوا لى و ليؤمنوا بى لعلهم يرشدون) [البقرة: 186].


وهذا يدل على ان الله قريب منا يسمع دعاءنا و يستجيب لنا.


ولكن الذي لفت انتباهى ان الله يجيب الدعاء


فكيف نستجيب له تعالى (فليستجيبوا لي)

وهل هو بحاجة لاستجابتنا؟!


من هنا نستطيع ان نستنبط ان الله يدعونا الى حاجات و يجب علينا ان نستجيب له،
وبالتالي اذا استجبنا لله سوف يستجيب لنا الله.

فما هي الحاجات التي يجب ان نعملها حتي يستجاب دعاؤنا؟


اذا تاملنا دعاء الانبياء و الصالحين فالقران نلاحظ ان الله ربما استجاب جميع الدعاء


ولم يخذل احدا من عباده،

فما هو السر؟


لنلجا الى سورة الانبياء و نتامل دعاء انبياء الله عليهم السلام،


وكيف استجاب لهم الله سبحانة و تعالى.

هذا هو سيدنا نوح عليه السلام يدعو ربة ان ينجية من ظلم قومه،


يقول تعالى : ( و نوحا اذ نادي من قبل فاستجبنا له فنجيناة و اهلة من الكرب العظيم ) [الانبياء: 76] .



وهنا نلاحظ ان الاستجابه تاتى مباشره بعد الدعاء.

وياتى من بعدة سيدنا ايوب عليه السلام بعد ان انهكة المرض


فيدعو الله ان يشفيه،
يقول تعالى:


(وايوب اذ نادي ربة انني مسنى الضر و انت ارحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما فيه من ضر و اتيناة اهلة و مثلهم معهم رحمه من عندنا و ذكري للعابدين) [الانبياء: 83-84].


وهنا نجد ان الاستجابه تاتى على الفور فيكشف الله المرض عن ايوب عليه السلام.

ثم ينتقل الدعاء الى مرحلة صعبة جدا جدا عندما كان سيدنا يونس فبطن الحوت!

فماذا فعل و كيف دعا الله و هل استجاب الله تعالى دعاءه؟


يقول تعالى: (وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادي فالظلمات ان لا الة الا انت سبحانك انني كنت من الظالمين (87) فاستجبنا له و نجيناة من الغم و ايضا ننجى المؤمنين) [الانبياء: 87-88].


اذن جاءت الاستجابه لتنقذ سيدنا يونس من ذلك الموقف الصعب


وهو فظلمات متعددة:


ظلام اعماق البحر و ظلام بطن الحوت و ظلام الليل.

اما سيدنا زكريا فقد كان دعاؤة مختلفا،
فلم يكن يعانى من مرض او شده او ظلم،


بل كان يريد و لدا تقر فيه عينه،
فدعا الله:


(وزكريا اذ نادي ربة رب لا تذرنى فردا و انت خير الوارثين * فاستجبنا له و وهبنا له يحيي و اصلحنا له زوجه) [الانبياء: 89-90].


وقد استجاب الله دعاءة مع العلم انه كان كبير السن و لا ينجب الاطفال،


وكانت زوجتة كذلك كبار السن.
ولكن الله قادر على جميع شيء.

والسؤال الذي طرحتة :


ما هو سر هذي الاستجابه السريعة لانبياء الله!

ونحن ندعو الله فعديد من الحاجات فلا يستجاب لنا؟


لقد اخذ منى ذلك السؤال تفكيرا طويلا،
وبعد بحث فسور القران و جدت الجواب الشافى فسورة الانبياء ذاتها .



فبعدما ذكر الله تعالى دعاء انبيائة و استجابتة لهم،


قال عنهم : (انهم كانوا يسارعون فالخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا و كانوا لنا خاشعين) [الانبياء: 90].


وسبحان الله!


ما اسهل الاجابه عن اي سؤال بشرط ان نتدبر القران،


وسوف نجد جوابا لكل ما نريد.

ومن هذي الايه الكريمه نستطيع ان نستنتج ان السر فاستجابه الدعاء


هو ان هؤلاء الانبياء ربما حققوا ثلاثه شروط و هي:


1- المسارعه فالخيرات :


الخطوه الاولى/ على طريق الدعاء المستجاب هي الاسراع للخير


(انهم كانوا يسارعون فالخيرات)


فهم لا ينتظرون احدا حتي يدعوهم لفعل الخير،
بل كانوا يذهبون بانفسهم لفعل الخير،
بل يسارعون،


وهذه صيغه مبالغه للدلاله على شده سرعتهم ففعل اي عمل يرضى الله تعالى .

وسبحان الله،


اين نحن الان من هؤلاء؟


كم من المؤمنين يملكون الاموال و لكننا لا نجد احدا منهم يذهب الى فقير،


بل ينتظر حتي ياتى الفقير او المحتاج و ربما يعطية او لا يعطية – الا من رحم الله.


وكم من الدعاه الى الله يحتاجون الى قليل من المال للانفاق على دعوتهم لله،


ولا تكاد تجد من يدعمهم او يعطيهم القليل،
والله تعالى ينادينا جميعا


فيقول: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفة له اضعافا كثيرة و الله يقبض و يبسط و الية ترجعون) [البقرة: 245].


ليسال جميع واحد منا نفسه:


كم مره فحياتي ذهبت و اسرعت عندما علمت بان هناك من يحتاج لمساعدتى فساعدتة حسب ما استطيع؟


كم مره سارعت الى انسان ضال عن سبيل الله فنبهته،
ودعوتة للصلاه او ترك المنكرات؟


بل كم مره فحياتي تركت الدنيا و لهوها قليلا،
واسرعت فجلست مع كتاب الله


اتلوة و احاول ان احفظه؟؟


فاذا لم تقدم شيئا لله فكيف يقدم لك الله ما تريد؟


اذن فعل الخير اهم من الدعاء نفسه،
لان الله تعالى قدم ذكر المسارعه فالخير


علي ذكر الدعاء فقال : ( انهم كانوا يسارعون فالخيرات و يدعوننا ) .

2- الدعاء بطمع و خوف :


الخطوه الثانية/ هي الدعاء،
ولكن كيف ندعو: (ويدعوننا رغبا و رهبا).


الرغب اي الرغبه بما عند الله من النعيم،
والرهب هو الرهبه و الخوف من عذاب الله تعالى .



اذن ينبغى ان يصبح دعاؤنا موجها الى الله تعالى برغبه شديده و خوف شديد.


وهنا اسالك اختي القارئه :


عندما تدعو الله تعالى،
هل تلاحظ ان قلبك يتوجة الى الله


وانك حريص على رضا الله مهما كانت النتيجة،
ام ان قلبك متوجة نحو حاجتك


التى تطلبها؟!
وهذا سر من اسرار استجابه الدعاء.

عندما ندعو الله تعالى و نطلب منه شيئا فهل نتذكر الجنه و النار مثلا؟


هل نتذكر خلال الدعاء ان الله قادر على استجابه دعائنا


وانة لا يعجزة شيء فالارض و لا فالسماء؟


بل هل نتذكر و نحن نسال الله امرا،
ان الله اكبر من ذلك الامر،
ام اننا نركز


كل انتباهنا فالشيء الذي نريدة و نرجوة من الله؟


لذا لا نجد احدا من الانبياء يطلب شيئا من الله الا و يتذكر قدره الله و رحمتة و عظمتة فهذا الموقف.


فسيدنا ايوب بعدما سال الله الشفاء قال : (وانت ارحم الراحمين)،


وسيدنا يونس و الذي سماة القران (ذا النون) و النون هو الحوت،


الغريب فدعاء ذلك النبى الكريم عليه السلام انه لم يطلب من الله شيئا!!

بل جميع ما فعلة هو الاعتراف امام الله بشيئين :


الاول /انة اعترف بوحدانيه الله و عظمتة فقال: (لا الة الا انت سبحانك)،


والثاني /انة اعترف بانه ربما ظلم نفسة عندما ترك قومة و غضب منهم و توجة الى السفينه و لم يستاذن الله فهذا العمل،


فاعترف لله فقال : ( انني كنت من الظالمين ) .



وهذا هو شان كل الانبياء انهم يتوجهون بدعائهم الى الله


ويتذكرون عظمه الله و قدرتة و يتذكرون ذنوبهم و ضعفهم امام الله تبارك و تعالى.


3- الخشوع لله تعالى :


والامر الثالث /هو ان تكون ذليلا امام الله و خاشعا له خلال دعائك،
والخشوع هو الخوف: (وكانوا لنا خاشعين).


وهذا سر مهم من اسرار استجابه الدعاء،
فبقدر ما تكون خاشعا لله تكن دعوتك مستجابة.


والخشوع لا يقتصر على الدعاء،
بل يجب ان تسال نفسك:


هل انت تخشع لله فصلاتك ؟



وهل انت تخاف الله خلال كسب الرزق فلا تاكل حراما ؟



وهنا ندرك لماذا اكد النبى الكريم على ان يصبح المؤمن طيب المطعم و المشرب ليصبح مستجاب الدعوة.


هل فكرت ذات يوم ان تعفو عن انسان اساء اليك؟

هل فكرت ان تصبر على اذي احد ابتغاء و جة الله؟


هل فكرت ان تسال نفسك ما هي الحاجات التي يحبها الله حتي اعملها لاتقرب من الله و اكون من عبادة الخاشعين؟

هذه اسئله ينبغى ان نطرحها و نفكر فيها،
ونعمل على ان نكون قريبين من الله و ان تكون جميع اعمالنا و جميع حركاتنا بل و تفكيرنا و احاسيسنا ابتغاء و جة الله


لا نريد شيئا من الدنيا الا مرضاه الله سبحانه،


وهل يوجد شيء فهذه الدنيا احلى من ان يصبح الله ربما رضى عنك؟

نسال الله لنا و لكم الهدي و التوفيق و السداد

 

  • فضل سورة الانبياء
  • ما فضل سورة الانبياء


فضل سورة الانبياء