- الثعبان مثل سائر الزواحف جسمه مغطى بحراشف من مواد قرنية لكنه يختلف عنها بقدرته على
سلخ الغطاء القشري لجسمه بالكامل بين فترة واخرى، والهيكل العظمي لمعظم الثعابين يتركبب من الجمجمة
والعمود الفقري والاضلاع علما بان قلة من الثعابين لا تزال توجد بها بقايا الحوض والاطراف.
تكوين جمجمة الثعبان يجمع بين الصلابة والمرونة فدماغه محمي جيدا بغطاء عظمي قوي في حين
تتمتع فكوكها بمرونة عالية ويحتوي الفك السفلي على اربطة مرنة اذ انها تتمدد لتسمح له
بابتلاع فرائس من مختلف الاحجام.العمود الفقري للثعبان يتالف من فقرات كثيرة لكنها باي حال لا
تقل عن 200 فقرة ولا تزيد عن 400 فقرة تشكل منها عدد فقرات الذيل نسبة
ضئيلة باقل من 20% من العدد الاجمالي للفقرات.فقرات الثعبان مرتبطة ببعضها جيدا وكل فقرة بها
برز يسمح بزيادة قوة العضلات نظرا لانه يستخدم جسدة في الحركة بدل الاطراف اما فيما
يخص الذيل فذيله متماسك مع جسمه اذ ان الثعبان لا يتمتع بخاصية التخلي عن الذيل
حين الضرورة مثلما تفعل بعض السحالي ومنها البرص على سبيل المثال.
حواس الثعبان
- الرؤية: تتعدد درجات الرؤية لدى الثعابين بين من هو ضعيف الرؤية يكاد لا يرى ومن
هو متوسط الرؤية او حاد الرؤية والملاحظ ان الثعابين التي تعيش على الاشجار لديها رؤية
افضل من تلك التي تعيش في الجحور وجوف الارض وبعض الثعابين تستطيع الرؤية بشكل مركز
على نقطة واحدة مثل ثعبان اسيا السام genus Ahaetulla اجمالا يمكن القول ان الثعابين بشكل
عام لا تحسن الرؤية بشكل كاف لكنها ترى بما يكفي لادراك بيئتها القريبة او لمتابعة
الفريسة. - الشم:حاسة الشم هي الحاسة الرئيسية وهي دليل الثعبان الذي يعتمد عليها في التحرك واكتشاف بيئته
المحيطة لكنه لا يعول على الانف في اداء هذه المهمة وبدلا من ذلك يعتمد على
لسانه ذو الشعبة في التذوق والشم معا فعند خروجة للصيد يقوم باخراج لسانه من العظمة
اللسانية وتحريكه في الهواء فيلتقط لسانه ذرات الروائح من البيئة المحيطة ويحللها فيتعرف من خلال
الرائحة على البيئة المحيطة ويستطيع تحديد مكان الفريسة وهو يفعل ذلك بمساعدة عضو يسمى عضو
جاكبسون الذي يقوم بتحليل الروائح وارسالها للمخ هذا العضو يتموضع فوق لثة الثعبان - السمع :الثعبان لا يمتلك اذن خارجية وانما له اذن داخلية يسمع خلالها اصوات التصدعات الارضية كذلك
يستطيع الثعبان عند التصاق بطنه بالارض الاحساس بالاهتزازات التي تحدث على الارض وفي الهواء ومن
خلالها يستطيع معرفة اقتراب حيوان ما. ثمة انواع من الثعابين تستطيع الاحساس بالاشعة تحت الحمراء
وذلك بمساعدة اعضاء تحسس حرارية موجودة بين العينين والانف تستطيع الاحساس بحرارة البيئة وتمييز حرارة
فريستها عن حرارة البيئة.
جلد الثعبان
جلد الثعبان مغطي حراشف ملساء وجافة ومركبة بشكل يسمح له بالتحرك السهل سيما حراشف البطن
المتموضعة بشكل يساعده على البقاء قرب وجه الارض حين التنقل من مكان لاخر، كذلك تعتبر
حراشف الثعابين علامات فارقة تميزها عن بعضها لذلك يستعان بهذه العلامات في التصنيف الثعابين مثلا
يستطيع علماء معرفة عدد فقرات الثعبان بحسب عدد حراشف الظهر والبطن. وفيما يخص عيونه فهو
لا يمتلك جفون ولا يستطيع اغماض عينه ولذلك فهي مغطاة بطبقة قشرية مصقولة تحمي عينيه
بشكل دائم. يقوم الثعبان بين الحين والاخر بطرح كسائه القشري وهي عملية تسمى انسلاخ وهي
تحقق عدة فوائد للثعبان اولا ينمو الثعبان طبيعيا ويصبح ثوبه ضيق عليه فيصيبه التمزق والتلف
ثانيا يتخلص الثعبان من الطفيليات مثل القراد والعثوالثعبان ليس الحيوان الوحيد الذي يقوم بالنسلاخ وتبديل
ثوبه بغرض تجديد الجلد اذ تفعل ذلك بعض الحيوانات سيما الحشرات.حين قيام الثعبان بهذه العملية
يمتنع الثعبان عن الاكل وينتبذ له مكانا امنا للشروع في خلع ثوبه قبل الانسلاخ يتغير
لون جلده فيصبح باهتا وجاف وتصبح عيونه داكنة ومزرقة سطح جلده الداخلي يبدا في الذوبان
مما يجعل الثوب القديم ينفصل عن الثوب الجديد بعد عدة ايام يبدا الثعبان في الخروج
من الثوب القديم فياخذ في التلوي وفرك جسمه بالاسطح الخشنة حتى يتم طرح ثوبه القديم
قطعة واحدة كجورب قديم عادة يخلع الثعبان كسائه من جهة الراس لكن بعض الثعابين تخلع
كسائها من جهة الذيل والثعبان كبير السن يطرح كسائه مرة او مرتين في السنة اما
الثعابين الصغيرة فتطرح جلودها 4 مرات في السنة.
التكاثر
تعرف انثى الثعبان بالافعى، اما الذكر فيعرف بالافعوان. وتتكاثر الثعابين عموما في فصلي الربيع والصيف
فتقوم انثى الثعبان بافراز فيرومونات انثوية تجذب الذكور للتزاوج اذ لا يعرف على وجه الدقة
كيفية اختيار الانثى للذكر لكن الملاحظ ان الذكور تلتف على الانثى فيما يسمى كرة تزاوج
ثم تختار ذكرا من بينها فتنفض الكرة ويقوم هذا الذكر بالزحف تحتها وتخصيبها تخصيبا داخليا.
ولادة الثعابين تتم بطريقتين الاولى ان تضع الانثى بيوض تتراوح بين 2 الى 100 بيضة
حسب النوع في مكان امن فيفقص البيض بعد شهر او شهرين والثانية ان تحتفظ في
البيوض في جسمها وعند تفقسهما داخل الجسم تقوم بولادتهما اما من ناحية الرعاية الابوية فغالبية
الثعابين تترك بيوضها في مكان امن ولاتعني به اذ تخرج صغار الثعابين من البيض بواسطة
سن امامية، تكسر بها البيضة من الداخل ومن ثم تسقط هذه السن بعد الخروج من
البيضة، عند خروج الصغار للدنيا يتوجب عليه تدبر امورها بدون رعاية ابوية فتتفرق الصغار في
كل اتجاه معتمدا كل منها على الغريزة الداخلية الكامنة فيه. مع ذلك هناك قلة من
الثعابين تقوم ببناء عش للصغار وتقوم بحمايته حتى خروج الصغار.
التغذية
الثعابين من الحيوانات اللاحمة اذ تتغذى على مصادر متنوعة من الفرائس فصغارها تتغذى على الحشرات
اما الثعابين الكبيرة فتاكل الفرائس المتوفرة في بيئتها مثل الفئران والارانب وصغار الطيور في حين
تتغذى الثعابين الضخمة على بعض الحيوانات الكبيرة مثل الخنازير وحيوان الكابيبارا.الثعبان يقوم بابتلاع فريسته بالكامل
وما يسهل عله ذلك مرونة فمه وعدم وجود لثة او اسنان مضغ لديه. بعد تجاوز
الفريسة الفم يقوم بتحطيمها بعضلات بطنية قوية تعمل كبديل للاسنان وبسبب كونه من ذوات الدم
البارد عملية هضم الطعام لدى الثعابين بطيئة وهي تاكل على فترات متباعدة فالاناكوندا مثلا التي
تعيش في جنوب امريكا تاكل في المتوسط كل ستة اشهر وثمة ثعابين تخصصت في اكل
بيض الطيور فتقوم بابتلاع البيضة والاستعانة بفقراتها لتحطيمها ومن ثم تتقيا ما تبقى من قشور
كذلك تم توثيق ثعابين قامت بابتلاع تماسيح صغيرة
الصيد
يقوم الثعبان عادة بالاكمان لفريسته بين الاغصان والاوراق او في الاماكن التي يتوقع فيها مرور
فريسته وعند اقترابها منه ينثعب عليها بلمح البصر ويغرس انيابه السامة في جسدها فتبدا الضحية
في الترنح والخمود تاركة له المجال لابتلاعها اما الثعابين غير السامة فتستعيض هذه الثعابين عن
السم بالالتفاف على فريستها واحكام الخناق عليها بعضلاتها القوية فتختنق الفريسة وتموت كذلك تستطيع بعض
الثعابين تسلق الاشجار وتتغذى على البيض وفراخ الطير وبعض الهوام التي تدب على الاشجار.
اعداء الثعبان
ثمة اعداء في الطبيعة للثعبان لا تخاف من مواجهته والدخول معه في قتال بل وجعله
فريسة اولى هذه الاعداء هي الصقور سيما صقر العسل الحوام الذي يعرف كقاتل الثعابين كذلك
تعتبر كلا من الورل والقنافذ والنمس والقطط والكوبرا وبعض الاصلاتمن اعداء الثعابين في الطبيعة وهي
مخلوقات قد طورت مضادات لسموم الثعابين.وفي الهند البلد الذي يكثر فيه ضحايا لدغات الثعابين تعتبر
الدجاج احد اعداء صغار ثعابين الكوبرا اذ تقوم بالتهامها فور رؤيتها.
لدغة الثعبان
معظم الثعابين غير سامة ،وفقط ما يقارب 400 نوع تعتبر سامة ،وهي تلدغ فريستها بطريقتين:
تلدغ فريستها بانيابها السامة ،وهي انياب حاقنة يتواجد في كل منها ثقب صغير ،وعند انطباقها
على الفريسة، تعمل هذه الانياب كالابرة الطبية ،وتحرر المادة السامة ،الى دم الفريسة ،وثمة ثعابين
سامة اخرى، لها انياب ذات محور تنطبق للداخل ،عندما يكون فم الثعبان مغلق ،وعندما يفتح
فمه، تعتدل هذه الانياب متهيئة للدغ.الثعابين التي تمتلك انياب سامة ثابتة، لا تلدغ وانما تعض
،لا سيما تلك التي تملك انياب سامة ليست على شكل ابرة طبية وانما يتواجد في
انيابها الخلفية شقوق طولية ،يمر عن طريقها السم ،للضحية هذه النوعية من الثعابين ،تحتاج الى
مسك الفريسة بانيابها، فترة ،حتى تضمن مرور السم ،الى جسم الضحية، لذلك تعتبر مثل هذه
الثعابين ،نصف سامة ،وهي غير خطيرة على البشر بشكل عام ،اذ يستطيع الانسان التخلص من
انيابها السامة بسرعة. ينطلق سم الثعبان من الغدد السامة ،الموجودة في راس الثعبان، ومتصلة بالانياب
،وهو سم يتكون من مواد بروتينية ومواد معدنية، تؤدي الى شل الضحية ،او الفريسة ،وهو
يعتبر ايضا الخطوة الاولى من عملية الهضم للثعبان ،اذ ان السم يحدث صدمة للضحية ،ويبدا
في التغلغل عن طريق الاجهزة اللمفاوية ،وتدمير خلايا الدم ،والاجهزة الحيوية ،سيما الكلى وثمة ثعابين
تؤثر سمومها علىالجهاز العصبي او الدورة الدموية او الاضرار بخلايا التنفس والرئة وهي سموم تؤدي
بالمحصلة، لموت الضحية، بسبب الاختناق ،او النزيف الداخلي وغيره من الاضرار الناتجة عن هذه السموم.
ثمة ثعابين، تستخدم السموم بدون تماس مباشر مع الضحية ،مثل اللدغ والعض ،وخير مثال على
ذلك ،ثعبان الكوبرا التي تستطيع بخ السم الى عيون فريستها ،فتفقدها الرؤية على الفور ،وهو
سم قد يؤدي للعمى ،وهي تفعل ذلك ،بواسطة عضلة متقلصة ،تلتف حول الغدد السامة، فاذا
ما اراد الثعبان بخ سمه، تنقبض هذه العضلة بسرعة وبقوه ،تجعل السم بندفع عبر ثقوب
الانياب لعدة امتار.
وبعض العناكب الكبيرة تعتبر من اعداء الثعابين. لكي نفهم كيف يقتل سم الافعى علينا ان
نفهم لم زودت الافاعي به تستخدم الافعى سمها لشل ضحيتها من الحيوانات ولتفسيخه تتفاوت الافاعي
في درجة سميتها بعض عضات الافاعي غير مميتة ولكن اخرى قاتلة والثواني مصيرية فيها يقسم
الاثر القاتل لسم الافعى الى نوعين 1- السمية العصبية 2- السمية الدموية من بين بروتينات
سم الحية يكون البروتين الذي يؤثر على عملية النقل العصبي واحد من اهم اثنين من
المواد القاتلة سم الثعبان الذي يؤثر على الجهاز العصبي اما يمنع تحطيم مادة الاستيل كولين
التي تسبب تقلص العضلة وبذلك تطيل مدة تحفيزها للعضلة فتبقى العضلات متقلصة والضحية غير قادرة
على الحركة او انها تمنع سريان التيار العصبي فتصاب الضحية (انسان او حيوان بالشلل) او
انها تزاحم الاستيل كولين انف الذكر فتحل محله وتعمل عمله لكن من دون ان تترك
المكان فتمنع الضحية من الحراك اما الاثر الدموي لسم الافعى فيكون في تخثير الدم وتكسير
كريات الدم بواسطة انزيمات في سم الافعى[1].
تاريخ تطور الثعابين
ابحاث علم السلالات المختصة بالثعابين لم تسفر الا عن معلومات قليلة نظرا لصعوبة تتبع التاريخ
الاحفوري للثعابين بسبب ضئالة وهشاشة هياكلها وعلى اي حال تم تحديد عينات احفورية تعود لمئة
وخمسين مليون سنة لثعابين هياكلها شبيهة بهياكل السحالي في مناطق من جنوب امريكا وافريقيا وهي
اكتشافات تتوافق من ناحية الشكل مع فرضية علماء الاحافير القائلة بان الثعابين تحورت من السحالي
خصوصا تلك التي تحفر جحورها مثل الورل وما يشبهه من السحالي وفي احفورة لثعبان حديث
بدعى Najash rionegrina كان له قائمتين تدلان على حيوان يحفر جحره وعجز عظمي والظاهر ان
هذا الحيوان يعيش على اليابسة وثمة ما يشبه هذه الاسلاف المعروفة هو ورل بورنيو من
عائلة Lanthanotus على الرغم من كونها سحالي شبه مائية في حين ان تلك الاسلاف القديمة
اصبحت اجسامها اكثر ملائمة للعيش في جوف الارض ففقدت اطرافها لتصبح اكثر ملائمة للعيش في
الجحور وفقدت اذانها الخارجية تجنبا لالتقاط التراب والغبار وجفونها التصقت مع العيون واصبحت شفافة كي
لا تخدش القرنيات
تعتبر الاصلة وثعبان البوا من بين الثعابين الحديثة البدائية اذ انها تمتلك بقايا اطراف خلفية
صغيرة وهي بمثابة اظافر تمزيق تعرف باسم مهماز خلفي تستخدم للمسك اثناء عملية التزاوج. والثعابين
من عائلة Leptotyphlopidae وعائلة Typhlopidae هي امثلة حاضرة تمتلك طوق حوضي باررز وظاهر للعيان اما
من ناحية القوائم الامامية فالثعابين لا تمتلك قوائم اما مية على الاطلاق بسبب التسلسل التطوري
للعلبة المثلية
الثعبان كطعام
معظم الثقافات لا تضع الثعابين ضمن قائمة اطعمتها ولكن بعض الثقافات تعتبر لحم الثعابين من
الاطعمة المشهية والفاخرة والتي لها تاثيرات دوائية وشوربة الثعابين في المطبخ الكنتوني (قوانغدونغ)يتناولها المحليين في
اوقات الصقيع لتدفئة اجسادهم وفي الثقافة الغربية تم توثيق اكل الثعابين المجلجلة كحالة شاذة في
الغرب الاوسط من الولايات المتحدة في ظروف متطرفة وقت المجاعات.وفي بلدان الاسيوية مثل الصين وتايوان
وتايلندا واندونيسيا وفيتنام وكمبوديا يسود الاعتقاد بان شرب دم الثعابين سيما ثعبان الكوبرا يزيد من
القدرة الجنسية وهم لهذا الغرض يفضلون سحب دم الكوبرا وهي لا زالت على قيد الحياة
ويقومون بمزجه بقليل من النبيذ لتحسين الطعم كذلك في بعض البلدان الاسيوية يستخدمون الثعابين في
صناعة الكحول اذ يعتقدون ان القاءجثة ثعبان او عدة ثعابين في مستوعب الخمر يزيد من
قوة الخمرة
الثعابين كحيوانات اليفة
تربى في الغرب بعض الثعابين كحيوانات بيتية اليفة خصوصا الاصلات وثعبان الذرة الامريكي وقد ظهرت
مقابل هذه الهواية تجارة التربية في الاسر Herpetoculture. اذ يفضل البعض تربية ثعبان على تربية
حيوان بري اخر نظرا لانها لا تشغل حيز ولا تاكل الا على فترات متباعدة نسبيا
كما ان بعضها يمتد به العمر ليصل الى اربعين عاما خصوصا اذا ما لاقت العناية
الجيدة