القران (ويلحق المسلمون اسمه بلفظ تبجيل مثل الكريم) هو الكتاب الرئيسي في الاسلام، الذي يقدسه
ويؤمن به المسلمون انه كلام الله[1][2] المنزل على نبيه محمد للبيان والاعجاز،[3] المنقول عنه بالتواتر
حيث يؤمن المسلمون انه محفوظ في الصدور والسطور[4][5][6] من كل مس او تحريف، وهو المتعبد
بتلاوته،[7] وهو اخر الكتب السماوية بعد صحف ابراهيم والزبور[8] والتوراة والانجيل.[9][10] كما يعد القران ارقى
الكتب العربية قيمة لغوية ودينية، لما يجمعه من البلاغة والبيان والفصاحة.[11][12][13][14][15][16][17] وللقران اثر فصل في
توحيد وتطوير اللغة العربیة وادابها وعلومها الصرفية والنحوية، ووضع وتوحيد وتثبيت اللبنات الاساس لقواعد اللغة
العربية،اذ يعتبر مرجع وقاعدة اساس لكل فطاحلة اللغة العربية كسيبويه والعلامة ابو الاسود الدؤلي والخليل
بن احمد الفراهيدي وغيرهم، حيث ترتكز عليه كل مساهمات الفطاحلة اللغويين في تطوير اللغة العربية،
سواء عند القدماء او المحدثين الى حقبة ادب المهجر في العصر الحديث، ابتداء من احمد
شوقي الى رشيد سليم الخوري[18] وجبران خليل جبران[19] وغيرهم الذين كان لهم دور كبير في
محاولة الدفع باحياء اللغة والتراث العربي في العصر الحديث.[20]
ويعود الفضل في توحيد اللغة العربیة الى نزول القران الكريم، حيث لم تکن موحدة قبل
هذا العهد رغم انها كانت ذات غنی ومرونة،الى ان نزل القران وتحدى الجموع ببیانه،[21] واعطی
اللغة العربية سیلا من حسن السبك وعذوبة السجع، ومن البلاغة والبيان ما عجز عنه بلغاء
العرب،[22] وقد وحد القران الكريم اللغة العربیة توحیدا کاملا وحفظها من التلاشي والانقراض،[23] كما حدث
مع العديد من اللغات السامية الاخرى، التي اضحت لغات بائدة[24][25] واندثرت مع الزمن او لغات
طالها الضعف والانحطاط، وبالتالي عدم القدرة على مسايرة التغييرات والتجاذبات التي تعرفها الحضارة وشعوب العالم
القديم والحديث.[26][27][28][29]
ويحتوي القران على 114 سورة تصنف الى مكية ومدنية وفقا لمكان وزمان نزول الوحي بها.[30]
ويؤمن المسلمون ان القران انزله الله على لسان الملاك جبريل الى النبي محمد على مدى
23 سنة تقريبا، بعد ان بلغ النبي محمد سن الاربعين، وحتى وفاته عام 11 ه/632م.
كما يؤمن المسلمون بان القران حفظ بدقة، على يد الصحابة، بعد ان نزل الوحي على
النبي محمد فحفظه وقراه على صحابته، وان اياته محكمات مفصلات[31][32] وانه يخاطب الاجيال كافة في
كل القرون، ويتضمن كل المناسبات ويحيط بكل الاحوال.[33]
بعد وفاة النبي محمد، جمع القران في مصحف واحد بامر من الخليفة الاول ابو بكر
الصديق وفقا لاقتراح من الصحابي عمر بن الخطاب. وبعد وفاة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب،
ظلت تلك النسخة محفوظة لدى ام المؤمنين حفصة بنت عمر، الى ان راى الخليفة الثالث
عثمان اختلاف المسلمين في القراءات لاختلاف لهجاتهم، فسال حفصة بان تسمح له باستخدام المصحف الذي
بحوزتها والمكتوب بلهجة قريش لتكون اللهجة القياسية، وامر عثمان بنسخ عدة نسخ من المصحف لتوحيد
القراءة، وامر باعدام ما يخالف ذلك المصحف، وامر بتوزيع تلك النسخ على الامصار واحتفظ لنفسه
بنسخة منه. تعرف هذه النسخ الى الان بالمصحف العثماني.[34] لذا فيؤكد معظم العلماء ان النسخ
الحالية للقران تحتوي على نفس النص المنسوخ من النسخة الاصلية التي جمعها ابو بكر.[34][35]
يؤمن المسلمون ان القران معجزة النبي محمد للعالمين، وان اياته تتحدى العالمين بان ياتوا بمثله
او بسورة مثله،[36] كما يعتبرونه دليلا على نبوته،[37] وتتويجا لسلسلة من الرسالات السماوية التي بدات،
وفقا لعقيدة المسلمين، مع صحف ادم مرورا بصحف ابراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وصولا الى
انجيل عيسى.[38]