احلى مواضيع جديدة

قصة وفاة الرسول كاملة

قصة وفاة الرسول كاملة Phoca Thumb L 1433 Nabi 027

قصة وفاة الرسول كاملة 5214

وفاة الرسول
د. راغب السرجاني
17/04/2024
وفاة الرسول
الى الرفيق الاعلى:
يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول سنة 11ه، وهو اليوم الذي شهد اعظم
مصيبة في تاريخ البشرية، واشد كارثة تعرض لها المسلمون، هذا هو اليوم الذي شهد وفاة
الرسول .

يقول انس بن مالك ، كما روى احمد والدارمي: ما رايت يوما قط كان احسن،
ولا اضوا من يوم دخل علينا فيه رسول الله ، وما رايت يوما كان اقبح،
ولا اظلم من يوم مات فيه رسول الله .

وسبحان الذي ثبت الصحابة في ذلك اليوم، وشتان بين بداية هذا اليوم وبين نهايته، لقد
صلى ابو بكر صلاة الصبح بالناس، وكانت هذه هي الصلاة السابعة عشرة التي يصليها بالناس
في وجود الرسول ، وفي اثناء هذه الصلاة حدث امر اسعد المسلمين كثيرا، وعوضهم عن
الم الايام السابقة التي مرض فيها الرسول ، واترك انس بن مالك يصف لنا هذا
الامر كما رواه البخاري ومسلم، يقول انس : كان ابو بكر يصلي بنا في وجع
النبي الذي توفي فيه، حتى اذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة، فكشف النبي
ستر الحجرة -حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها- ينظر الينا، وهو قائم، كان وجهه ورقة
مصحف. عبارة عن الجمال البارع وحسن البشرة وصفاء الوجه واستنارته. ثم تبسم يضحك. سعيد برؤيتهم
يصلون مجتمعين وراء ابي بكر. فهممنا ان نفتن من الفرح برؤية النبي .

كادوا يخرجون من الصلاة عندما راوا النبي من شدة الفرح. فنكص ابو بكر على عقبيه
ليصل الصف، وظن ان النبي خارج الى الصلاة، فاشار الينا النبي ان اتموا صلاتكم، وارخى
الستر، ولم يات عليه في الدنيا صلاة اخرى.

ولما ارتقى الضحى من ذلك اليوم دعا رسول الله ابنته فاطمة رضي الله عنها، وتروي
السيدة عائشة رضي الله عنها كما جاء في البخاري ومسلم ان ازواج النبي كانوا عنده
حين اقبلت فاطمة رضي الله عنها، فلما راها رسول الله رحب قائلا: “مرحبا بابنتي”.

وهي ابنته الوحيدة المتبقية على قيد الحياة، فقد مات كل اولاده، وكل بناته في حياته
.

ثم اجلسها عن يمينه او عن شماله، ثم سارها، فبكت بكاء شديدا، فلما راى حزنها
سارها الثانية، فاذا هي تضحك، فقلت لها انا من بين نسائه: خصك رسول الله بالسر
من بيننا ثم انت تبكين؟!

فلما قام رسول الله سالتها: عم سارك؟

قالت: ما كنت لافشي على رسول الله سره.

فلما توفي، قلت لها: عزمت بما لي عليك من الحق لما اخبرتني.

قالت: اما الان، فنعم.

فاخبرتني، قالت: اما حين سارني في الامر الاول، فانه اخبرني ان جبريل كان يعارضه بالقران
كل سنة مرة، وانه قد عارضه به العام مرتين، “ولا ارى الاجل الا قد اقترب،
فاتقي الله واصبري، فاني نعم السلف انا لك”.

قالت: فبكيت بكائي الذي رايت، فلما راى جزعي سارني الثانية، قال: “يا فاطمة، الا ترضين
ان تكوني سيدة نساء المؤمنين، او سيدة نساء هذه الامة؟”.

قالت: فضحكت ضحكي الذي رايت.

وفي رواية اخرى للبخاري ومسلم ايضا انه اسر لها كذلك بانها اول اهل بيته موتا
بعده .

وقد اضحكها ذلك لانها ستلقى الاحبة، ستلقى اباها رسول الله ، وتلقى امها خديجة رضي
الله عنها، وتلقى المؤمنين الذين سبقوا، بل وتلقى رب العالمين {وجوه يومئذ ناضرة * الى
ربها ناظرة} [القيامة: 22، 23].

ومع ذلك ففاطمة -رضي الله عنها- كانت تشاهد الالم والمعاناة التي يشعر بها الحبيب ،
وذلك دفعها كما في رواية البخاري عن انس ، ان تقول: واكرب اباه. لكن الرسول
طمانها قائلا: “ليس على ابيك كرب بعد اليوم”.

وصدق رسول الله ، فكيف يشعر بالكرب من راى مقعده من الجنة، وهو حي على
وجه الارض، وعموم المؤمنين يرون مقاعدهم من الجنة بعد ان يموتوا، وذلك في قبورهم، ولكن
الانبياء يبشرون بذلك في دنياهم قبل موتهم، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله
عنها ان النبي كان يقول وهو صحيح -اي: وهو في صحته قبل ان يمرض-: “انه
لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يخير”.

اي يخير بين الموت وبين البقاء في الدنيا.

وقد راى رسول الله مقعده من الجنة، وخير بين الموت والحياة، فاختار لقاء الله ،
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: فلما نزل به، وراسه على فخذي، غشي عليه ساعة،
ثم افاق، فاشخص بصره الى السقف.

وكانه يرى مقعده من الجنة، ويعرض عليه التخيير.

ثم قال: “اللهم الرفيق الاعلى”.

فاختار لقاء الله ، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: اذن لا يختارنا، وعرفت انه
الحديث الذي كان يحدثنا به، وهو صحيح. اي في زمان صحته .

واخذ الالم يشتد برسول الله ، وقال رسول الله لعائشة رضي الله عنها كما روى
البخاري: “ما ازال اجد الم الطعام الذي اكلت بخيبر”.

ويقصد الشاة المسمومة التي اعدها له اليهود، واخذ منها لقمة ثم لفظها، ثم قال رسول
الله : “فهذا اوان وجدت انقطاع ابهري من ذلك السم”. والابهر هو عرق متصل بالقلب،
اذا انقطع مات الانسان.

والرسول يرجع مرضه وموته الى اثر السم على عرق الابهر، ولا يستبعد ان يبقي الله
الم السم واثره في جسمه ثلاث سنوات واكثر؛ حتى يعطي رسوله مع درجة النبوة درجة
الشهادة.

واقتربت اللحظات الاخيرة من حياته ، وهو يريد ان ينصح امته حتى اخر انفاسه، فيروي
احمد وابن ماجه عن انس قال: كانت عامة وصية رسول الله حين حضره الموت: “الصلاة
الصلاة، وما ملكت ايمانكم”.

حتى جعل رسول الله يغرغر بها صدره، وما يكاد يفيض بها لسانه. فهاتان وصيتان عظيمتان
منه في وقت حرج للغاية، فهو يوصي بالصلاة، وكذلك يوصي بالرقيق والعبيد، ويجمع بينهما لكي
يؤكد على وجوب الاحسان الى الرقيق.

وفي رواية ابي داود عن علي بن ابي طالب ، يقول علي: كان اخر كلام
رسول الله : “الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت ايمانكم”.

ثم كانت اخر دقائق في حياة الحبيب ، يروي البخاري ان السيدة عائشة -رضي الله
عنها- كانت تقول: “ان من نعم الله علي ان رسول الله توفي في بيتي، وفي
يومي، وبين سحري ونحري”.

والسحر هو الرئة او الصدر، والنحر هو الرقبة، وكان عند الوفاة مسندا راسه الى صدر
ورقبة عائشة رضي الله عنها، ثم تكمل عائشة وتقول: “وان الله جمع بين ريقي وريقه
عند موته”.

ثم تفسر ذلك الكلام وتقول: دخل عبد الرحمن (ابن ابي بكر، وهو اخوها)، وبيده السواك،
وانا مسندة رسول الله ، فرايته ينظر اليه، وعرفت انه يحب السواك، فقلت: اخذه لك؟
فاشار براسه ان نعم ( لا يقوى على الكلام )، فتناولته فاشتد عليه (لم يستطع
ان يستاك بالسواك الجاف)، وقلت: الينه لك؟ فاشار براسه ان نعم. فلينته، فامره ( وفي
رواية: انه استن بها كاحسن ما كان مستنا)، وبين يديه ركوة -اناء من جلد- فيها
ماء، فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بها وجهه يقول: “لا اله الا الله، ان
للموت سكرات”.

وفي رواية عن الترمذي، والنسائي، وابن ماجه: “اللهم اعني على سكرات الموت”.

سبحان الله! حتى على رسول الله ، حتى على احب خلق الله الى الله ،
ان للموت سكرات، وعندما فرغ من السواك ورفع يده او اصبعه، وشخص ببصره نحو السقف،
وتحركت شفتاه بكلمات يتمتم بها في صوت خفيض، اصغت عائشة الى اخر ما يقول من
كلمات في حياته، فسمعته يقول: “مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم
اغفر لي وارحمني، والحقني بالرفيق الاعلى، اللهم الرفيق الاعلى، اللهم الرفيق الاعلى، اللهم الرفيق الاعلى”.
ثم مالت يده، وقبضت روحه .

طبت حيا وميتا يا رسول الله !!:
مات رسول الله ، انا لله وانا اليه راجعون، حقيقة لا سبيل الى انكارها، كل
البشر يموتون، ورسول الله بشر، قال الله تعالى: {انك ميت وانهم ميتون} [الزمر: 30].

وها قد جاءت اللحظة الاليمة، لقد مات رسول الله ، واظلمت مدينة رسول الله ،
لقد نورها رسول الله يوم دخلها، فتحولت من يثرب الى المدينة المنورة، ولقد اظلمت المدينة
نفسها يوم مات الحبيب ، بل لقد اظلمت الدنيا باسرها، وليس هذا مبالغة فالرسول ليس
مجرد رجل عظيم، او قائد فذ، او مفكر عملاق فقدته البشرية، انما هو في حقيقته
الاصيلة اخر رسول من رب العالمين الى الناس.

لقد قضى الله ان يخاطب عباده ويامرهم وينهاهم ويوجههم ويهديهم عن طريق ارسال رسل منه
اليهم، وعاشت البشرية بهذه الطريقة فترة طويلة من الزمان، ثم شاء الله ان يختم رسالاته
الى الناس برسالة الاسلام، وشاء I ان يجعل اخر المبعوثين منه الى الخلق هو رسول
الله ، والان مات اخر رسول من رب العالمين، وليس هناك رسل او رسالات بعده،
فاي مصيبة! واي كارثة.

لا شك ان الفتن ستقبل وتقبل وتقبل بعد وفاته ، وعلى الناس ان يتوقعوا ظلاما
في فترات كثيرة مقبلة، والرسول اخبر عن فتنة من هذا النوع ستاتي على امته، روى
مسلم عن ابي هريرة: “بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي
كافرا، ويمسي الرجل فيها مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا”.

بل ان الرسول ربط اشتداد هذه الفتنة بموته ، فقد روى مسلم عن ابي بردة
ان رسول الله قال: “النجوم امنة للسماء، فاذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد، وانا
امنة لاصحابي، فاذا ذهبت اتى اصحابي ما يوعدون، واصحابي امنة لامتي، فاذا ذهب اصحابي اتى
امتي ما يوعدون”.

والمقصود بالوعد هنا هو الفتنة والحروب، كما يقول النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم.

لقد كان موته فتنة حقيقية للامة الاسلامية، لكن لا شك ان الفتنة كانت اعظم ما
يكون عند اصحابه ، فليس من راى كمن سمع، وليس من عاش وخالط كمن قرا
كتابا، او سمع محاضرة، لا شك ان مصيبة الصحابة بفقد رسول الله كانت اعظم واجل
من مصيبة اي مسلم في الحبيب .

لقد اضطرب المسلمون اضطرابا شديدا، حتى ذهل بعضهم فلا يستطيع التفكير، وقعد بعضهم لا يستطيع
القيام، وسكت بعضهم لا يستطيع الكلام، وانكر بعضهم لا يستطيع التصديق، روى البخاري عن عائشة
رضي الله عنها ان رسول الله مات وابو بكر بالسنح (يعني بالعالية مسكن زوجته، ميل
الى المسجد النبوي)، فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله .

يقول ذلك وهو يعتقد بعدم موته تمام الاعتقاد، حتى انه يقول في رواية اخرى: والله
ما كان يقع في نفسي الا ذاك.

اي لا اعتقد الا انه لم يمت فعلا، ثم قال عمر: وليبعثنه الله فليقطعن ايدي
رجال وارجلهم يزعمون انه مات.

وفي رواية يقول: ان رجالا من المنافقين يزعمون ان رسول الله توفي، ان رسول الله
ما مات، لكن ذهب الى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه اربعين
ليلة، ثم رجع اليهم بعد ان قيل قد مات.

كان هذا موقف عمر ، وما ادراك من هو عمر! يقول رسول الله فيما رواه
الترمذي، وهو يتحدث عن اصحابه: “اشدهم في امر الله عمر”.

هذا هو اثر المصيبة على اشد الصحابة في امر الله .

ويقول فيما رواه البخاري عن ابي هريرة : “لقد كان فيما قبلكم من الامم محدثون،
فان يك في امتي احد فانه عمر”.

هذا هو اثر المصيبة على المحدث في امة الاسلام.

انظروا الى عمر لتعلموا عظم اثر المصيبة على الصحابة .

ظل المسلمون على هذه الحالة يتمنون صدق كلام عمر، حتى جاء الصديق ، ودخل مسرعا
الى بيت رسول الله ، وبيت ابنته عائشة رضي الله عنها، فوجد رسول الله نائما
على فراشه، وقد غطوا وجهه، فكشف عن وجهه، وفي لحظة ادرك الحقيقة المرة، لقد مات
رسول الله فعلا، بكى ابو بكر الصديق بكاء مرا، الرسول كان بالنسبة له كل شيء،
لم يكن رسولا بالنسبة لابي بكر فقط، ولكنه كان صاحبا، وموطن سر، ومبشرا، ومطمئنا، وزوجا
لابنته، ورئيسا للدولة، وهاديا لطريقه، ومع ذلك الا ان الله انزل على الصديق ثباتا عجيبا،
ولو لم يكن له من المواقف في الاسلام الا هذا الموقف لكفى دليلا على عظمته،
ولكن سبحان الله ما اكثر مواقفه العظيمة!!

لقد اكب ابو بكر الصديق على حبيبه ، فقبل جبهته، ثم قال -وهو يضع يديه
على صدغي الرسول -: وانبياه، واخليلاه، واصفياه!!

ثم تماسك قائلا: بابي انت وامي، طبت حيا وميتا، والذي نفسي بيده، لا يذيقك الله
الموتتين ابدا، اما الموتة التي كتبت عليك فقد متها.

ثم اسرع الصديق خارجا الى الناس ليسكن من روعهم، وليثبتهم في مصيبتهم، فوجد عمر يقول
ما يقول، ويقسم على ان رسول الله لم يمت، فقال: ايها الحالف على رسلك.

وفي رواية قال له: اجلس يا عمر.

لكن عمر لم يكن يسمع شيئا، فلقد فقد كل قدرة على التفكير، فتركه ابو بكر
، واتجه الى الناس يخاطبهم، فاقبل الناس عليه، وتركوا عمر، فخطب فيهم خطبته المشهورة الموفقة،
التي تعتبر -على قصرها- من اهم الخطب في تاريخ البشرية، فقد ثبت الله بها امة
كادت ان تضل، واوشكت ان تفتن، قال الصديق في حزم بعد ان حمد الله واثنى
عليه: الا من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فان
الله حي لا يموت.

ينبه الصديق بفقه عميق على حقيقة الامر، ويضعه في حجمه الطبيعي، فبرغم عظم المصيبة الا
انه يجب الا تخرجكم عن شعوركم وحكمتكم وايمانكم.

حقيقة الامر ان رسول الله بشر، وحقيقة الامر ان البشر جميعا يموتون، وحقيقة الامر اننا
ما عبدناه لحظة، ولكننا جميعا عبدنا رب العالمين I، والله حي لا يموت، فلا داعي
للاختلاط، ولا داعي للفتنة، ولا داعي للاضطراب، ما حدث كان امرا متوقعا، وربنا الذي يرى
رد فعلنا حي لا يموت، ويجزينا على صبرنا، ويعاقبنا على جزعنا.

ثم قرا الصديق في توفيق عجيب اية من ايات سورة ال عمران، تبصر المسلمين بالحقيقة
كاملة، وتعرفهم بما يجب عليهم فيها، قرا الصديق : {وما محمد الا رسول قد خلت
من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن
يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} [ال عمران: 144].

يقول ابن عباس رضي الله عنهما: والله لكان الناس لم يعلموا ان الله انزل هذه
الاية، حتى تلاها ابو بكر -مع انها نزلت منذ اكثر من سبع سنوات- فتلقاها منه
الناس كلهم، فما اسمع بشرا من الناس الا يتلوها.

لقد ادرك الناس ساعتها ان رسول الله قد مات، لقد اخرجت الاية الكريمة المسلمين من
اوهام الاحلام الى حقيقة الموت، يقول عمر بن الخطاب : والله ما هو الا ان
سمعت ابا بكر تلاها، فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى اهويت الى الارض حين سمعته
تلاها، علمت ان النبي قد مات.

ما تحمل عمر العملاق المصيبة، فسقط مغشيا عليه، وارتفع البكاء في كل انحاء المدينة المنورة.

يقول ابو ذؤيب الهذلي رحمه الله -من التابعين كان مسلما على عهد النبي ولم يره-:
قدمت المدينة ولاهلها ضجيج بالبكاء، كضجيج الحجيج اهلوا جميعا بالاحرام، فقلت: مه؟

فقالوا: قبض رسول الله .

وقامت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله كما روى البخاري عن انس : يا
ابتاه، اجاب ربا دعاه، يا ابتاه من جنة الفردوس ماوه، يا ابتاه الى جبريل ننعاه.

واثرت المصيبة تاثيرا شديدا على ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فكانت تقول كما جاء
في مسند الامام احمد بسند صحيح: “مات رسول الله بين سحري ونحري، وفي دولتي (اي:
يومي) لم اظلم فيه احدا، فمن سفهي وحداثة سني -كانت في التاسعة عشرة من عمرها-
ان رسول الله قبض وهو في حجري، ثم وضعت راسه على وسادة، وقمت التدم (اضرب
صدري) مع النساء، واضرب وجهي”.

لقد كانت مصيبة اخرجت معظم الحكماء عن حكمتهم، لكن الحمد لله الذي من على الامة
بابي بكر الصديق ، فقد ثبت الله الامة بكاملها بثباته هو.

السابق
رسائل صباح الفل
التالي
حمزة نمرة mp3 download