والان مع هذه المنطلقات الايمانية المشوقة للنفس الخيرة لتحصيل الاجر :
الاولى : (( اهل الجنة يتحسرون )) :
علام يتحسر اهل الجنة يا ترى وهم في الجنة ؟ يقول الرسول -صلى الله عليه
وسلم- : (( ليس يتحسر اهل الجنة على شيء الا على ساعة مرت لم يذكروا
الله عز وجل فيها )) رواه الطبراني .
اذن يتحسرون على ما فاتهم من الثواب والاجر العظيم في جنات النعيم .
فعليك اخي المسلم بالحرص الاكيد على كسب اكبر قدر ممكن من الحسنات في هذه الحياة
حتى لا تتحسر في الجنة على فوات النعيم الذي اعده الله لاهل طاعته { وللاخرة
اكبر درجات واكبر تفضيلا } [ الاسراء : 21 ] .
الثانية : (( لماذا نعمل )) ؟ :
لا شك ان من مقاصد الشريعة من العمل الصالح تحقيق العبودية لله تعالى في هذه
الحياة التي من اجلها خلقنا الله ، وتحقيق السعادة للانسان ، ومن المقاصد كذلك تحصيل
الاجر والثواب في الاخرة قال تعالى : { واما الذين امنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم اجورهم
… } [ ال عمران : 75 ] فثمرة العمل الصالح الوفاء بالاجر عنده سبحانه
.
الثالثة : (( انواع الاجر والثواب عند الله )) :
نوعية الثواب عند الله كثيرة ومتنوعة ، ففي الجنة مالا عين رات ولا اذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر ، قال الله تعالى : { ان المتقين في مقام
امين* في جنات وعيون * يلبسون من سندس واستبرق متقابلين * كذلك وزوجناهم بحور عين
* يدعون فيها بكل فاكهة امنين * لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى ووقاهم
عذاب الجحيم * فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم } [ الدخان : 51
– 57 ] فاكثر من الطاعات ، يكثر الاجر والثواب عن الله .
الرابعة : مقدار الاجر عند الله )) :
لا يعلمه الا الله فهو جواد كريم ، عن ابي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( قال الله تعالى اعددت لعبادي
الصالحين مالا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، واقرؤوا ان
شئتم : { فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا
يعملون } [ السجدة : 17 ] .
الخامسة : (( متى يكون الاجر كاملا )) :
المؤمن حريص ان يكون اجره وثوابه كاملا عند الله ، ولا يتحقق هذا الا بشرطين:
ا) كمال الاخلاص لله تعالى . قال الله تعالى : { وما امروا الا ليعبدوا
الله مخلصين له الدين } [ البينة : 5 ] .
ب) حسن العمل ، قال الله تعالى : { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم
احسن عملا وهو العزيز الغفور } [ الملك : 2 ] .
وقد اوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل رضي الله عنه بقوله ((
لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )).
لذا قال العلماء : ركعتان بخشوع افضل من عدة ركعات دون طمانينة وخشوع . والافضلية
هنا في كثرة الاجر وليس في عدد الركعات .
السادسة : (( استشعار الاجر – دافع للعمل )) :
وهو من انجح الادوية لمعالجة الكسل والخمول عن العبادة فمثلا عندما تقرا قوله -صلى الله
عليه وسلم- : (( لقد رايت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر
الطريق كانت تؤذي الناس )) [ رواه مسلم ] . فان استشعار هذا الاجر على
اماطة الاذى عن الطريق يكون حافزا على ممارسة هذه العبادة .
السابعة : (( القران الكريم يؤكد ان المقصود من العمل الصالح كسب الاجر )):
قال الله تعالى : { ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين
والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد
الله لهم مغفرة واجرا عظيما } [ الاحزاب : 35] .
وقال تعالى : { ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا
وعلانية يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور شكور }
[ فاطر : 29 – 30 ] .
الثامنة : (( السلف الصالح والحرص على تحصيل الاجر )) :
كان احدهم اذا فاتته صلاة الجماعة بكى .
وكان عامر بن عبد القيس لما سئل عند احتضاره ما يبكيك ؟ قال : ما
ابكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ، ولكن ابكي على ظما الهواجر وعلى
قيام ليالي الشتاء . هكذا كان سلفنا الصالح حريصين على اكتساب الاجر .
التاسعة : (( احذر النسافات )) :
اي التي تنسف العمل وتبعثر الاجر ، والمحصلة عناء بغير جزاء وتعب بغير ثواب والنسافات
هي :
ذنوب الخلوات :
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (( لاعلمن اقواما من امتي ياتون يوم القيامة
بحسنات امثال جبال تهامة بيضاء ، فيجعلها الله هباء منثورا … ثم قال ولكنهم قوم
اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )) [ رواه ابن ماجة ] .
فذنوب الخلوات لا تبقي طاعة للانسان ولا حسنة في الميزان الا نسفتها .
2- العجب والغرور :
قال تعالى : { ولا تمنن تستكثر } [ المدثر : 6 ] لذا قال
ابن مسعود النجاة في اثنين التقوى والنية ، والهلاك في اثنين : القنوط والاعجاب .
3- الاعتداء على حقوق الاخرين :
عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :
(( اتدرون من المفلس قالوا : المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له
ولا متاع . قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ان المفلس من امتي من
ياتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، وياتي وقد شتم هذا وقذف هذا واكل مال
هذا وسفك دم هذا وضرب هذا ، فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته ،
فان فنيت حسناته قبل ان يقضي ما عليه ، اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم
طرح في النار )) رواه مسلم .
4- السيئات الجارية :
قال -صلى الله عليه وسلم- : (( ومن سن في الاسلام سنة سيئة فعله وزرعها
ووزر من عمل بها من بعده … )) الحديث رواه مسلم .
فاحذر من السيئات الجارية الى ما بعد الممات .
العاشرة : (( هيئ الاسباب المعينة لتحصيل الاجر )) :
هذه مسالة ضرورية ودليل على حرص المسلم لكسب الثواب من الله : وهي ان تهيئ
السبب المعين على اكتسبا الدرجات ومثال ذلك ان تجعل في مجلسك او سيارتك من الكتب
والاشرطة النافعة ما يمكن ان تقدمه هدية للناس اذا سنحت الفرصة وهذا تفكير ايجابي لتحصد
الاجر ، والدال على الخير كفاعله .
فائدة : استمع الى شريط (( المحرومون )) للشيخ ابراهيم الدويش .
والان حان الوقت للتعرف على طرق عملية لكسب اكبر قدر ممكن من الاجور والحسنات .
ثلاثون طريقة لتحصيل الاجر والثواب من الله تعالى
الطريقة الاولى : ( الالتزام بالواجبات والفرائض ) :
ليس احب الى الله من ان يلتزم المؤمن بالفرائض والواجبات . فقد قال الرسول –
صلى الله عليه وسلم- : (( يقول الله تعالى : من عادى لي وليا فقد
اذنته بالحرب ، وما تقرب الي بشيء احب الي مما افترضته عليه )) رواه البخاري
.
فالاستقامة على الفرائض من افضل الطرق العملية لكسب الاجر ؛ لانها احب الى الله تعالى
وهي التي سيحاسب الانسان عليها امام الله يوم القيامة .
الطريقة الثانية : ( تكثير النيات الحسنة في الطاعة الواحدة ) :
ان الطاعة الواحدة يمكن ان ينوى بها خيرات كثيرة ، فيكون له بكل نية ثواب
.
* مثال على ذلك ( القعود في المسجد ) فانه طاعة ، ويمكن ان ينوي
بها نيات كثيرة منها : –
ا) ان ينوي بدخوله انتظار الصلاة .
ب) ومنها الاعتكاف وكف الجوارج.
ج) ومنها دفع الشواغل الصارفة عن طاعة الله تعالى بالانقطاع الى المسجد .
د) والى ذكر الله فيه ، ونحو ذلك .
فهذا طريق تكثير النيات في الطاعة الواحدة – وقس على ذلك سائر الطاعات ، اذ
ما من طاعة الا وتحتمل نيات كثيرة .
* وعلى هذا المثال – ايها الاخ الحبيب – ينبغي ان تقيس كافة الطاعات ،
فتحدث لكل طاعة عددا من النيات الحسنة الصالحة فتصبح الطاعة الواحدة طاعات متعددة يتضاعف بتعددها
الثواب .
فكثرة النيات للطاعة الواحدة يملا القلب بالخير ان شاء الله تعالى .
الطريقة الثالثة : ( المجتمع محراب للتعبد ) الجماعية )) :
ان الذي اعطاه الله تعالى فقها في الدين وهداه سبيل الرشاد يدرك ان المجتمع كله
يعتبر فرصة طيبة ومجالا واسعا لاعمال البر وميدانا رحبا لاكتساب الاجر والثواب .
ذلك ان المجتمع هو المجال للدعوة الى الله تعالى ، والى اعلاء كلمة لا اله
الا الله وغرسها في النفوس غرسا طيبا مثمرا .
ومن مجالات التعبد في هذا المجتمع الواسع ما يلي :
1- القاء السلام 2- النصيحة 3- الكلمة الطيبة
4- النهي عن المنكر 5- ازالة الاذى عن طريق الناس
6- عيادة المريض 7- تفقد الغائب 8- المشاركة في الافراح والاحزان
9- اغاثة الملهوف 10- اكرام اليتيم ….الخ .
وهكذا نجد المجتمع محرابا واسعا لخير عبادة واحسن عمل يتقرب به المسلم الى الله تعالى
لا يجده المرء عندما يكون وحده منعزلا عن المجتمع .
الطريقة الرابعة : ( اغتنام الاوقات اليومية الفاضلة ) :
ان ايقاع العبادات في اوقاتها الفاضلة التي ندب الشارع الحكيم الى ايقاعها فيها يحصل به
المرء اجرا وثوابا عظيما – لا يحصله لو اوقع تلك العبادة في غير ذلك الزمن
الفاضل ، وهذا من فضل الله ورحمته – ومن الاوقات الفاضلة في هذا اليوم :
–
ا) ذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس قدر رمح .
ب) اجابة المؤذن للصلوات الخمس .
ج ) الدعاء بين الاذان والاقامة .
د) استغلال الثلث الاخير من الليل بالصلاة والدعاء والاستغفار .
ه ) التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير طوال اليوم .
* فالاهتمام بهذه الاوقات الفاضلة بفعل الطاعة فيها مكسب عظيم لتحصيل الاجر من الله تعالى
.
الطريقة الخامسة : ( الحرص على الاعمال التي يجري ثوابها الى ما بعد الممات )
:
ان من عظيم فضل الله تعالى على هذه الامة القصيرة اجالها ( ان دلها على
اعمال يستمر ثوابها الى ما بعد الممات ) قال -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه
ابن ماجه (( ان مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره
، وولدا صالحا تركه ، ومصحفا ورثه ، او مسجدا بناه ، او بيتا لابن
السبيل بناه ، او نهرا اجراه ، او صدقة اخرجها من ماله في صحته وحياته
تلحقه من بعد موته )) .
فاحرص اخي المسلم بالعمل باي هذه الاعمال التي يجري ثوابها بعد الممات حتى لا تنقطع
سنتك بانقطاع اجلك .
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى – بتصرف { ونكتب ما قدموا واثارهم } [
يس : 12 ] ( وهي اثار الخير واثار الشر التي كانوا هم السبب في
ايجادها في حال حياتهم وبعد مماتهم … ) .
فكل خير عمل به احد من الناس بسبب علم العبد او تعليمه او نصحه او
امره بالمعروف او نهيه عن المنكر او علم اودعه عند المسلمين في كتب ينتفع بها
في حياته وبعد موته ، او عمل خير من صلاة او زكاة او صدقة او
انسان اقتدى به غيره او عمل مسجدا او محلا من المحال التي يرتفق بها الناس
فانها من اثاره التي تكتب له وكذلك عمل الشر ) .
لعمري انها من افضل الطرق لكسب الحسنات وانت في قبرك ، والكيس من دان نفسه
وعمل لما بعد الموت .
* قم بزيارة احد مكاتب هيئة الاغاثة الاسلامية او الندوة العالمية للشباب الاسلامي او ما
شابهها من جمعيات خيرية موثوقة لتطلع عندهم على مختلف مشاريع الاعمال الجاري ثوابها الى ما
بعد الممات كالصدقات الجارية – فالهدف يا اخي كيف نكسب حسنات اكثر يوم القيامة .
الطريقة السادسة : ( الحرص على هداية الاخرين ) :
الدعوة الى الله من اجل العبادات التي تقرب الى الله فهي وظيفة الانبياء والمرسلين –
فالدعوة وهداية الناس طريق موصل لكسب الاجر وحظ وافر من الحسنات – مصداقا لقول الرسول
-صلى الله عليه وسلم- : ( من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل
اجور من تبعه ….) الحديث رواه مسلم .
فانك اذا دللت انسانا على الله ثم استقام فلك مثل صلاته وتسبيحه وجمع صالح اعماله
لا ينقص من اجره شيئا – واذا دعا بدوره اناسا فتابوا فلك مثل اجورهم ولو
كنت في قبرك وهكذا فانه يسجل لك اجور خلق كثير ، فكانك رزقت اعمارا كثيرة
، والدال على الخير كفاعله .
* اجعل نصب عينيك شخصا وادعه الى الله تعالى فان اخلصت في دعوتك له ورزقك
الله التوفيق فلك مثل اجر عمله الى يوم القيامة .
* الا تستنتج اخي المسلم ان مجال ( الدعوة الى الله وهداية الاخرين ) هو
اكبر واخصب مجال يمكن ان تكسب فيه اجرا وثوابا من الله تعالى .
الطريقة السابعة : ( اغتنام الوقت الواحد في اكثر من عبادة ) :
فن تحصيل الاجر في الوقت الواحد في اكثر من عبادة لا يعرفه الا من يحملون
هم الاخرة وما اعده الله تعالى في الجنات من الخيرات وقدوتهم في هذا المجال هو
الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال : (0
ان كنا لنعد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المجلس يقول : (( رب
اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور مائة مرة )) رواه احمد والترمذي .
فتامل اخي كيف اغتنم المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الوقت الواحد في عبادتين هما :
–
* ذكر الله تعالى واستغفاره .
* الجلوس مع الصحابة وتعليمهم امر دينهم والاستماع الى مشاكلهم .
* مثال تطبيقي على الطريقة : اذا ذهب المرء الى المسجد ماشيا على قدميه ،
فان هذا الذهاب وتلك الخطوات عبادة في حد ذاتها يؤجر عليها العبد ، لكن يمكنه
استغلال هذا الوقت ايضا في الاكثار من ذكر الله او في قراءة القران عن ظهر
قلب ، وحينئذ يكون قد اغتنم الوقت الواحد في اكثر من عبادة .
الطريقة الثامنة : ( اشعار الناس المحيطين بك بحرصك على فعل الخير ) :
المقصود من هذه الطريقة : ان يحرص المرء على اشعار من حوله من الناس المحيطين
به بحرصه الشديد على كسب الحسنات وفعل الخيرات التي تقربه الى الله تعالى .
لماذا هذا الاشعار ؟
1- ليكون قدوة حسنة لغيره فيعمل بعمله فيكون له بذلك اجر ، ومن سن في
الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها بعده .
2- وتكون علامة خير يعرف بها – فان كان صاحب مال مثلا وكان معطاء في
وجوه الخير والاحسان يكون هذا علامة لكثير من الناس لاخباره بمشاريع الخير – فيكون مكسبا
له في تحصيل الاجر – ولكن كل هذا لابد فيه من الاخلاص لله تعالى وابتغاء
مرضاته .
الطريقة التاسعة : ( طريقة الاعمال ذات الاجور المضاعفة ) :
من الطرق لكسب اكبر قدر ممكن من الاجر في اقصر فترة زمنية ممكنة طريقة ((
الاعمال ذات الثواب المضاعف )) ومن هذه الاعمال ذات الاجور المضاعفة : –
1- الصلاة من الحرمين .
2- المحافظة على صلا الجماعة في المسجد .
3- التحلي ببعض اداب الجمعة مثل :
ا) الغسل . ب) التبكير ج) المشي الى المسجد
د) الدنو من الامام ه) الاستماع للخطيب وعدم اللغو .
– فمن عمل بهذه الاداب كان له بكل خطوة عمل سنة ، اجر صيامها وقيامها
كما ورد في لحديث الذي رواه الامام احمد رحمه الله تعالى وهو حديث صحيح .
4) حضور دروس العلم والمحاضرات في المسد .
ان حضورك لكل درس او محاضرة تقام في المسجد تنال به ثواب حجة كاملة ،
فعن ابي امامة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ((
من غدا الى المسجد لا يريد الا ان يتعلم خيرا او يعلمه كان له كاجر
حاج تاما حجته )) . خرجه الطبراني بسند لا باس به .
5) العمرة في رمضان . 6) الصلاة في مسجد قباء
7) تفطير الصائمين 8) قيام ليلة القدر
9) العمل الصالح في عشر ذي الحجة .
10) الذكر المضاعف ( سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة
عرشه ومداد كلماته ) .
11) الاستغفار للمؤمنين ، قال -صلى الله عليه وسلم- : (( من استغفر للمؤمنين والمؤمنات
، كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة )) [ رواه الطبراني وحسنه الالباني ]
.
الطريقة العاشرة : ( اغتنام المناسبات الاسبوعية الفاضلة ) :
من رحمة الله بعباده ان جعل لهم خلال الاسبوع اوقات فاضلة لها من المزايا ما
ليس لغيرها من بقية الاسبوع .
ومن اهم هذه المناسبات الاسبوعية الفاضلة :
ا) صوم يومي الاثنين والخميس .
ب) يوم الجمعة – ويستغل هذا اليوم بما يلي :
1- قراءة سورة الكهف
2- الاكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-
3- الاغتسال يوم الجمعة
4- التطيب والتسوك
5- الاجتهاد في الدعاء لاجل موافقة ساعة الاجابة
6- التبكير لصلاة الجمعة والمشي اليها .
الطريقة الحادية عشرة : ( طريقة التسخير ) :
نقصد بمصطلح التسخير ( توظيف المؤمن لطاقاته وامكاناته ، وما اتاه الله من النعم في
خدمة دينه واخوانه المؤمنين ) .
وبعبارة اخرى ( ان يسخر المسلم كل شيء في سبيل الله تعالى ) .
* مجالات السخير :
ا) التسخير الخلقي : السمع – البصر – الفؤاد – العقل وغيرها من المسخرات الخلقية
ب) التسخير الاكتسابي : وهي التي يمكن ان يبتكرها الانسان ويسخرها في الغرض الذي جاء
به الاسلام – كتسخير الفرص والمناسبات والعلوم والابتكارات والاوقات في خدمة الاسلام واهله .
* وبهذا التسخير : يتحقق كمال الشكر ، وتمام الاجر ومناط التوفيق والنصر .
الطريقة الثانية عشر : ( تحويل العادات الى عبادات بالنية الصالحة ) :
جميع الاعمال المباحة التي يقوم بها المرء المسلم يمكن تحويلها الى طاعات وقربات يحصل المرء
بسببها الاف الحسنات بشرط ( ان ينوي المسلم عند قيامه بهذه الاعمال المباحة التقرب الى
الله والتعبد بذلك ) فما من شيء من المباحات والعادات الا ويحتمل نية او نيات
تصير بها قربات وينال بها معالي الدرجات من رب الارض والسماوات .
قال بعض السلف : ( اني لاستحب ان يكون لي في كل شيء نية ،
حتى في اكلي وشربي ونومي ودخولي الخلاء ) وكل ذلك مما يمكن ان يقصد به
التقرب الى الله تعالى .
مثال تطبيقي للطريقة :
1- ان ان يتطيب – وينوي بالطيب اتباع السنة ، واحترام المسجد ، ودفع الروائح
الكريهة التي تؤذي مخالطيه .
2- ان يقصد باكله وطعامه التقوي على طاعة الله تعالى فلا ينبغي ان يحتقر العبد
الخطوات واللحظات وفضل الله واسع .
* قال بعض السلف ( من سره ان يكمل له عمله فليحسن نيته ، فان
الله عز وجل ياجر العبد اذا حسنت نيته حتى باللقمة ) .
الطريقة الثالثة عشرة : ( اغتنام المناسبات السنوية الفاضلة ) :
هناك مناسبات فاضلة لا تتكرر في العام الا مرة واحدة فينبغي على المسلم الحريص على
تحصيل الاجر الا يدعها تفوته ، فلعله لا يدركها في العام القادم ، ومن هذه
المناسبات :
1- شهر رمضان . 2- العشر الاوائل من ذي الحجة.
3- شهر المحرم 4- يوم عرفة
5- يوم عاشوراء 6- شهر شعبان
7- العشر الاواخر من شهر رمضان 8- قيام ليلة القدر .
* فضع لك يا اخي برنامجا ذاتيا لكل مناسبة من هذه المناسبات واستغلها في طاعة
الله تعالى .
فالعبادة تفضل في الزمن الفاضل .
الطريقة الرابعة عشرة : ( عن طريق الاعانة والمساعدة ) :
مثل :
من اعان مسلما على الجهاد بان هيا له ما يحتاجه في سفره او قام بشؤون
عياله حالة غيابه كان له مثل اجره وجهاده ، ومثل من اعان على الجهاد كل
من اعان على خير.
* وكذلك من كان سببا في طاعة او اعان عليها حصل له من الاجر كما
لو باشرها .
ويشهد لذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- : (( من جهز غازيا في سبيل الله
فقد غزا ، ومن خلف غازيا في اهله بخير فقد غزا )) [ متفق عليه
] .
قال الامام النووي – رحمه الله – في قوله -صلى الله عليه وسلم- : فقد
غزا )) اي يصل له له اجر بسبب الغزو .
* صور للاعانة والمساعدة :
ا- بالمال كما فعل عثمان بن عفان رضي الله عنه حين جهز جيش العسرة .
ب- بالراي والمشورة كما فعل سلمان الفارسي رضي الله عنه يوم الخندق .
ج- بالدعوة ونشر العلم وتعليم الناس كما فعل مصعب بن عمير رضي الله عنه في
المدينة .
فكن اخي المسلم معينا ونصيرا لاخوانك المؤمنين فلك بذلك الاجر الكبير والثواب الجزيل .
الطريقة الخامسة عشرة : ( تنويع مجالات العبادة ) :
ان مجالات الخير وابواب الطاعة كثيرة متنوعة ، وحال المؤمن الصادق ، له من كل
غنيمة سهم من الخير ليكون من اهله يوم القيامة . يقول الامام النووي رحمه الله
تعالى : ( اعلم انه ينبغي لمن بلغه شيء من فضائل الاعمال ان يعمل به
ولو مرة واحدة ليكون من اهله ) ا ه .
ولان الاسلام الحنيف يريد من المسلم ان يبلغ الكمال المقدور له بتناسق وفي جميع شؤونه
فلا يقبل على جانب واحد من العبادة ويترك الباقي ، وعلى هذا الاساس فهم الصحابة
الكرام مثالية الاسلام فلم تاسرهم عبادة ، وانما تقلبوا في جميع العبادات ، فعند الصلاة
كانوا في المسجد يصلون ، وفي حلقات العلم يجلسون معلمين او متعلمين ، وعند الجهاد
يقاتلون ، وعند الشدائد والمصائب يواسون ويساعدون .
وهكذا كان شانهم في جميع الاحوال فبقدر تنوع مجالات العبادة يكون الاجر والثواب من الله
تعالى .
الطريقة السادسة عشرة: (عن طريق استشعار نية الخير واشغال القلب بذلك)( ):
قال -صلى الله عليه وسلم- : فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال : ((
ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله
تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة … )) الحديث متفق عليه .
ففي الحديث ان من هم بحسنة كتبت له حسنة وان لم يعملها ، لان الهم
بالحسنة سبب الى عملها وسبب الخير خير .
فمن صدق في نيته واخلص فيها لله علت درجته وزاد ثوابه وعظم اجره وارتفعت منزلته
.
ويدل على ذلك ايضا قوله -صلى الله عليه وسلم- : (( … وعبد رزقه الله
علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية ، يقول لو ان لي مالا لعملت بعمل
فلان فهو بنيته فاجرهما سواء )) .
فاشغل قلبك بنية الخير فما دمت تنوي الخير فانت بخير .
الطريقة السابعة عشرة : ( اختيار افضل العبادة الى الله تعالى ) :
لا شك في تفاضل الاعمال الصالحة من حيث الاجر والثواب والقاعدة في افضل العبادة ما
قاله ابن القيم رحمه الله تعالى : ( ان افضل العبادة العمل على مرضاة الرب
في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته ) .
امثلة على القاعدة :
1- الافضل في اوقات الصلاة ايقاعها على اكمل الوجوه والمبادرة اليها في اول الوقت .
2- الافضل في وقت حضور الضيف : القيام بحقه والانشغال به .
3- الافضل في اوقات الاذان الاشتغال باجابة المؤذن .
4- الافضل في وقت مرض اخيك المسلم او موته عيادته وحضور جنازته وتشييعه .
5- الافضل في اوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقران والذكر والاستغفار .
* وعلى المسلم ان يتحرى ما هو الاحب لله تعالى في هذا الظرف القائم فيسرع
اليه ويفضله على ما سواه .
الطريقة الثامنة عشرة : ( عن طريق نفع الاقارب والارحام ) :
ان الصدقة على الاقارب افضل من الصدقة على الاجانب اذا كانوا محتاجين لان فيها اجرين
اجر الصدقة واجر القرابة . كما في قصة ميمونة حين اعتقت الجارية (( لو اعطيتها
اخوالك كان اعظم لاجرك )) رواه مسلم .
وقال -صلى الله عليه وسلم- : (( الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحمن اثنتان
صدق وصلة )) رواه الترمذي .
فعلى الانسان ان يختار من وجوه البر ما يكون اكثر ثوابا والصدقة على الارحام اجرها
مضاعف لان فيها اجر الصدقة واجر الصلة .
الطريقة التاسعة عشرة : ( عن طريق التحسر على فوات الاجر ) :
من علامات صحة قلب المؤمن انه اذا فاته ورده او طاعة من الطاعات وجد لذلك
حسرة على فوات الاجر ، كما في قصة ابن عمر رضي الله عنه : عندما
سمع ابا هريرة يحدث بحديث (( من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثم
تبعها حتى تدفن كان له قيراطان من الاجر كل قيراط مثل احد ، ومن صلى
عليها ثم رجع كان له من الاجر مثل احد )) ، فقال ابن عمر رضي
الله عنه تاسفا وحسرة على فوات الاجر (( لقد فرطنا في قراريط كثيرة )) رواه
مسلم .
قال النووي رحمه الله تعالى : (( وفيه ما كان الصحابة عليه من الرغبة في
الطاعات حين يبلغهم والتاسف على ما يفوتهم منها .
الطريقة العشرون : ( عن طريق التصنيف والتاليف ) :
قال -صلى الله عليه وسلم- : (( اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث
: صدقة جارية ، وعلم ينتفع به ، وولد صالح يدعو له )) رواه مسلم
.
ولهذا داب كثير من اهل العلم على تعليم الناس امر دينهم وتدوين ما تعلموه ليبقى
ذخرا للاجيال التي بعدهم مبتغين دوام الاجر من الله تعالى ، فاذا لم تستطع يا
اخي ان تؤلف بعض الرسائل او الكتب فادعمها ماديا وانشرها بين الناس بالاهداء لهم .
* لفتة :
تفكر اخي الحريص على تحصيل الاجر بالصحابي ابي هريرة رضي الله عنه الذي روى لنا
اكثر من خمسة الاف حديث يقراها معظم المسلمين اليوم في معظم كتب الحديث تفكر في
ثوابه وتامل وسوف تجد النتيجة !!
الطريقة الحادية والعشرون : ( عن طريق استثمار الفرص ) :
قال وهيب بن الورد : (( ان استطعت الا يسبقك الى الله احد فافعل ))
.
ايها الاخ الكريم كن قناصا للخير تبحث عن الفرصة تلو الفرصة لتعمل وتزيد الرصيد من
الاجر ولا تحقرن من المعروف شيئا ، والموفق السعيد من وفقه الله لكلمة الخير التي
تنتشر فيكتب الله له اجرها واجر من يعمل بها الى ما شاء الله .
لذا يا اخي يجب ان ينحصر تفكيرك فيما يجلب لك الاجر ويقربك الى الطاعة .
(( فكن مفتاحا للخير مغلاقا للشر )) .
الطريقة الثانية والعشرون : ( تحصيل الاجر بالاخلاق الفاضلة ) :
ان من اسباب تحصيل الاجر وكسبه وتثقيل الميزان بالحسنات ( حسن الخلق ) فعن ابي
الدرداء رضي الله عنه ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (( ما
شيء اثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وان الله ليبغض الفاحش البذي
)) رواه الترمذي .
وان التحلي بالخلق الحسن باسم يجدد حياتك ، ويطيل بقاءك ويثقل حسناتك فالبدار البدار اليه
في تحصيل الاجر .
الطريقة الثالثة والعشرون : ( المداومة على العمل الصالح وان قل ) :
ان من الطرق المفيدة لتحصيل الاجر المواظبة على فعل الخير الذي اعتاده الانسان وان كان
هذا العمل قليلا – لان الخير الذي اعتاده الانسان وان كان هذا العمل قليلا –
لان بدوام القليل تدوم الطاعة – فقد قال -صلى الله عليه وسلم- : (( وان
احب الاعمال الى الله ما داوم عليه وان قل )) رواه مسلم .
وكان ال محمد ( اهل بيته من ازواجه وقرابته ) اذا عملوا عملا اثبتوه (
اي لازموه وداوموا عليه ) وكانت عائشة رضي الله عنها اذا عملت العمل لزمته (
اي داومت عليه ) .
فمن ثمرة المداومة على العمل الصالح ان من كان يقوم بعمل بر وخير في الاحوال
العادية ثم قصر عن القيام به لعذر طارئ كسفر او مرض ، فانه يكتب له
مثل ذاك العمل ويثاب عليه كما لو كان يفعله .
كما قال -صلى الله عليه وسلم- : (( اذا مرض العبد او سافر كتب له
مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا )) رواه البخاري .
فيستحب للمسلم المداومة على ما اعتاده من عمل الخير .
الطريقة الرابعة والعشرون : ( الاجتناب والكف عن الشر والمعاصي لله تعالى ) :
من طرق كسف الثواب قصد الامتثال لامر الله تعالى في ترك المحرمات .
فمن ترك الغيبة مثلا امتثالا لامر الله تعالى ورسوله اثيب على ذلك ، ومن تركها
لغير الامتثال – لم يعاقب – ولا ثواب حينئذ حتى ينوي امتثال امر الله تعالى
.
ويشهد لذلك الحديث الذي رواه مسلم (( 000 قال ارايت ان لم يفعل ؟ قال
: يمسك عن الشر فانها صدقة )) .
قال النووي رحمه الله تعالى : ( قوله -صلى الله عليه وسلم-: (( تمسك عن
الشر فانها صدقة )) معناه صدقة على نفسه والمراد انه اذا امسك عن الشر لله
تعالى كان له اجر على ذلك كما ان للمتصدق بالمال اجرا ) .
مثال : لو ان واحدا محتسبا طوال الوقت انه الان مبتعد عن الحرام وكاف عن
الاثم فانه يؤجر على ذلك .
وخصوصا : اذا وجد الداعي لعمل الحرام – من دعته امراة فامتنع ؛ فانه يؤجر
اجرا عظيما – كما في الحديث (( … ورجل دعته امراة ذات منصب وجمال فقال
اني اخاف الله … )) فكان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله .
الطريقة الخامسة والعشرون : ( الصبر والاحتساب عند المصائب والشدائد ) :
يثاب المسلم ويؤجر عند المصائب اذا صبر واحتسب ذلك عند الله تعالى لانها علامة من
علامات كمال الايمان .
فعن ابي سعيد وابي هريرة رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال
: (( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى
ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه )) متفق عليه .
والمؤمن امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وان اصابته
ضراء صبر فكان خيرا له .
الطريقة السادسة والعشرون 🙁 عن طريق الاستعداد للطاعة ) :
ان الانسان يؤجر على فعله حسب قصده ونيته .
كمن اعد سحوره ليصوم فطرا عليه طارئ فله اجر قصده واستعداده .
كما في قصة انس رضي الله عنه ان فتى من اسلم قال : يا رسول
الله اني اريد الغزو وليس معي ما اتجهز به قال : (( ائت فلانا قد
كان تجهز فمرض )) فاتاه فقال : ان رسول الله يقرئك السلام ويقول : ((
اعطني الذي تجهزت به )) فقال : يا فلانة اعطيه الذي تجهزت به ، ولا
تحبسي منه شيئا فوالله لا تحبسين منه شيئا فيبارك لنا فيه )) رواه مسلم .
فالمسلم يؤجر على حسب نيته ومقصده .
الطريقة السابعة والعشرون : ( عن طريق استغلال الوقت ) :
من طرق كسب الثواب استغلال الزمن في الطاعات . فحاول اخي ان تصرف جل وقتك
في المسارعة للخيرات لكسب مزيد من الحسنات ، من ذكر الله عز وجل ، وقراءة
القران ، وصلة الارحام ، والدعوة الى الله تعالى ، فكن مثاليا يا اخي في
استثمار وقتك .
الطريقة الثامنة والعشرون : ( عن طريق العمل اذا اقترن به مشقة ) :
اذا اقترن العمل الصالح بمشقة فله اجران ؛ اجر العمل واجر المشقة ، كما في
حديث (( الذي يقرا القران وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرا
القران وهو عليه شاق له اجران )) متفق عليه .
ويشهد لذلك حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
قال : (( الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟
قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : اسباغ الوضوء على المكاره …)) الخ
الحديث رواه مسلم .
افاد الحديث : الحث على اسباغ الوضوء وتحسينه ولو كان في شدة كبرد شديد او
احتياجه الى الماء او السعي في تحصيله وغير ذلك .
تنبيه :
ليس معنى ذلك ان المسلم يبحث عن المشقة في اداء العبادات – ليس ذاك مقصود
الشارع الحكيم – وانما معنى ذلك ان العبادة اذا لم تيسر حصولها الا بمشقة عظم
اجرها على نظيرها مما هو اقل مشقة ، مثل الصوم في اليوم الطويل الحار هو
اعظم اجرا من الصوم في اليوم القصير ، وكذلك الوضوء في الشتاء لمن لا يقدر
على تسخين الماء ، اكثر اجرا من الوضوء في الصيف لان الاول هو فعلا من
الوضوء على المكاره . فتامل .
الطريقة التاسعة والعشرون : ( عن طريق الاشتراك في الاجر ) :
قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث : (( ان الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة
نفر الجنة صانعة يحتسب في صنعه الخير ، والرامي به ، ومنبله )) .
فهناك اعمال لا يستطيع الفرد ان يقيمها وحده فيتعاون مع اخوانه فيكون الاجر بينهم .
مثل :
ا) ازالة منكر ب) كفالة يتيم
ج ) بناء مسجد د) حفر بئر
ه ) تفريج كربة و) اعداد محاضرة او درس .
ز) اعانة متزوج ، وغيرها من ابواب الخير
الطريقة الثلاثون : ( عن طريق ايجابية المسلم ) :
المسلم الايجابي حريص على اغتنام الفرص – بل يصنع الفرص بنفسه فلا تراه الا عاملا
في طاعة الله مسارعا اليها لهذا تكاثر اجره – فكن ايها المسلم :
1- دلالا على :
ا ) محاضرة في مسجد ب) درس يومي او اسبوعي
ج) حلقة قران د) مشروع خير
ه ) كتاب مفيد وشريط قيم . ز) مجلة مفيدة
قال -صلى الله عليه وسلم- : (( من دل على خير فله مثل اجر فاعله
)) رواه مسلم.
2- حث المحسنين واهل الخير على نشر الكتاب الاسلامي وطباعته ليعم نفعه .
3- تشجيع كافة اعمال الخير والبر ولا سيما في مجال نشر العلم وتقديم الخدمات.
4- الصلة الشخصية بالاصحاب والاصدقاء والجيران وزملاء العمل لدعوتهم الى الله تعالى .
5- تقديم الخدمات المتنوعة للناس من اهتمام باوضاعهم والشفاعة لهم وقضاء مصالحهم واعانتهم فيما يحتاجون
اليه من عون مادي ومعنوي .