عذاب الضمير…..
جاءني زميل…غاب عني منذ زمن بعيد…في بداية الامر …لم اعرفه
ولكن…صوته …اعاد الى …الحنين
ونفض الغبار ….عن ذكريات …مضت منذ سنين…
حاله؟…. لا يسر …في عينيه ..انكسار…. وفي وجهه… شحوب واضح
سالته عن حاله… بشوق وحنين… فاجابت عيناه…ببريق الدموع
وقال: (في تنهيده عميقه) … الحمدلله على كل حال…
….انني مرهق وتعبان… واود ان استريح.. وانام..
اشفقت عليه… وادخلته في الحال… ليرتاح حتى يحضر الطعام..
ولكن!السؤال …مازال يحتاج للجواب… ماذا حدث لهذا الانسان؟
….لم اعهده …في هذا الانكسار ….
دخلت عليه …رايته نائم…. تعجبت ….. دموع على وجنتيه!
…….. لابد انه مريض…. ويحتاج لعلاج سريع……
ناديته …بصوت لا يكاد يسمع…. ففزع … ونظرة اليه بستغراب..
فقال: عذرا… غفوة من شدة الالام
اسنتجت اذن…. حقا… انه مريض… ويحتاج للعلاج…
حسنا … هيا لناكل الطعام…. ..
لا اريد … فلا رغبة لي في الاكل…
ماذا بك؟ احس بانك تريد الكلام….
اريد ان ارتاح….يقولها…. والدموع في عيناه…. والصوت ضاع …
في جحرشة البكاء…. قلت :له تكلم وقل مابك …لعلك ترتاح…
اخذ في البكاء ….بصمت ومااصعب…بكاء الصمت …..نابع من القلب والاعماق
دموعه كالمطر… ورجفة في الجسد….وكانه… ودع شخص عزيز عليه
…. منذ زمن… ويريد فيه العزاء….
اقتربت منه…. وعيناه الى الارض… بالدموع تمطر… وانفاسه تخترق
…..صدره الهزل…
قلت: هل مات شخص تعرفه؟….. صرخ … وقال نعم…
قلت: من……. قال انا…. فنظرت اليه في عجب….
قال :نعم انا…. مجرد جسد… والروح ماتت… منذ زمن…عندما .. عشقت الهوى
وضيعت العمر.. في الزلل… اقول خطيئه … صغيره تغتفر… ولا تؤدي
الى سقر…. فتوالت الصغائر…. حتى صارت ذنوبي…. كالجبل…جربت..
كل شي…. يشعرني … انني في رغد…. وان حياتي … في سعادة للابد…
فلم اجد الى الهوان…. واذل في كل لحظة سكر…. وذهاب للعقل….
واصبح الذنب عندي…اهون من لمح البصر… ولم اعد افكر… بوالد او ولد..
فضاع مستقبلي… وحلمي الذي منذ الصغر… فاصبحت في ظلمات … الدجى
اعيش … ولا اعرف الامل… خيم البؤس عالمي…. والضيق اصبح …دنيتي
لا حياة اعيشها…. ولا موت يريحني….
اليس هذا موت الايمان ؟…الذي نزع الروح مني… فيكف بالله عليك اعيش…
لذة الحياة والروح فقدت مني
