يحتاج هذا النوع من الموضوعات الى صفاء ذهني وروحي وربما يحتاج الى رشفة من فنجان
القهوة العربي او قليل من العصير، فربما تشعر بسعادة غريبة ان كنت مهتما بالحب وقصصه.
اذا كان الحب والارادة عنصر من عناصر قوة النفس وربما بفساد هذا العنصر يتبدل حال
الانسان ويخطى الطريق، فكان واجب علينا ان نتحدث عن هذا الامر حتى نقف على حقيقته.
فالحب موضوع يشغل بال الكثير منا وربما يمثل للكثير منا اهمية كبيرة في حياتنا وربما
يكون عند الكثير هو كل شىء فاذا فقده فقد كل شىء وخاصة صغار السن، وربما
يتبدل حال الانسان من المحب الى الباغض وهنا تحدث الكارثة والانتكاسة، وقد تحدثت في موضوع
سابق عن الحب وكان عنوان الموضوع “اوهام الحب” ويتعبر هذا المقال استكمالا لموضوع الحب.
العناصر:
v اسماء الحب.
v شعر في المحبوب.
v قصص عن الحب. (قصة رجل خرج من الاسلام بسبب العشق).
v الحب اصل الحركة.
v تعريف المحبة.
v مراتب الحب.
v العشق الممنوع 1
v العشق الممنوع 2
v انواع المحبة.
v محبة الرجل للمراة.
v الملخص والهدف. (جاري اعدادها).
من اسماء الحب
الهوى والصبابة والشغف والوجد والتتيم والعشق والشوق والخلابة والغمرات والشجن والسهد واللهف والحنين واللوعة والفتون
والجنون واللمم والخبل والهيام والتعبد.
ابيات شعر في المحبوب
قال الشاعر:
خيالك في عيني وذكرك في فمي … ومثواك في قلبي فاين تغيب
وقال اخر:
ومن عجب اني احن اليهم … فاسال عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها … ويشتاقهم قلبي وهم بين اضلعي
وقال اخر:
فما في الارض اشقى من محب … وان وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيا في كل حين … مخافة فرقة او لاشتياق
فيبكي ان ناوا شوقا اليهم … ويبكي ان دنوا خوف الفراق
فتسخن عينه عند الفراق … وتسخن عينه عند التلاقي
قصة جميلة نذكرها كمدخل لموضوع الحب:
يحكى ان احد الامراء اشترى جارية رومية، فكان يحبها حبا شديدا، فوقعت ذات يوم عن
بغلة له، فجعل يمسح التراب عن وجهها و يقبلها، وكانت تكثر من ان تقول: يا
بطرون انت قالون، تعني: يا مولاي انت جيد، ثم انها هربت منه، فوجد عليها وجدا
شديدا، وقال:
قد كنت احسبني قالون فانصرفت … فاليوم اعلم اني غير قالون
يا الله ما هذا الابداع…
الحب اصل الحركة
كل حركة في العالم العلوي والسفلي فاصلها المحبة، فهي عليها الفاعلية والغائية، فالحركة متى لازمت
الشعور والارادة فهى ارادية، فان كانت بقوة فى المتحرك فهى الطبعية، وان كانت من غير
قوة فى المحرك فهى القسرية.
فاصل كل فعل وحركة فى العالم: من الحب والارادة، فهما مبدا لجميع الافعال والحركات، كما
ان البغض والكراهية مبدا كل ترك وكف.
فالنفس لا تترك محبوبا الا لمحبوب، ولا تتحمل مكروها الا لتحصيل محبوب، او للتخلص من
مكروه اخر، وهذا التخلص لا تقصده الا لمنافاته لمحبوبها.
لذلك فان المحبة والارادة اصل للبغض والكراهة، وعلة لهما. ولهذا كان “اوثق عرى الايمان الحب
فى الله والبغض فى الله”، وكان “من احب لله، وابغض لله، واعطى لله، ومنع لله،
فقد استكمل الايمان”.
تعريف المحبة:
المحبة هى التى تحرك المحب فى طلب محبوبه الذى يكمل بحصوله له، فتحرك محب الرحمن،
ومحب القران، ومحب العلم والايمان، ومحب المتاع والاثمان، ومحب الاوثان والصلبان، ومحب النساء والمردان، ومحب
الاوطان، ومحب الخلان، ومحب المال فتثير من كل قلب حركة الى محبوبه من هذه الاشياء.
فيتحرك عند ذكر محبوبه منه دون غيره، ولهذا تجد محب النساء، لا يتحرك عند سماع
العلم وشواهد الايمان، ولا عند تلاوة القران، حتى اذا ذكر له محبوبه اهتز له وربا،
وتحرك باطنه وظاهره شوقا اليه وطربا لذكره.
ويجب ان تعلم ان كل هذه المحاب لا تدوم وهي مضمحلة سوى محبة الله ورسوله،
وكتابه، ودينه. فهذه المحبة تدوم وتدوم ثمرتها ونعيمها بدوام من تعلقت به.
وفي الحديث الصحيح قال: صلى الله عليه وسلم “ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان”
وذكر منهم: “من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما” “وان يحب المرء لا يحبه
الا لله”.