احلى مواضيع جديدة

كلمات عن رمضان

كلمات عن رمضان 4Db6F7Dd7E53F33Ac8C4D55938946B2B

كلمات عن رمضان 4Db6F7Dd7E53F33Ac8C4D55938946B2B

في اول لحظات مباركة من هذا الشهر الكريم يحتم علينا الكلام عن موضوع هام ،وضروري
جدا بغيره الطاعات لا تقبل بل ترد في وجه صاحبها ،انه الاخلاص روح الاعمال وجوهرها.

قال تعالى: (( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )) [الفرقان:23]، قال
الربيع بن خثيم: «كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل»، ووصى الامام احمد ابنه
قائلا: يا بني انو الخير فانك لا تزال بخير ما نويت الخير، وسئل حمدون القصار:
ما بال كلام السلف انفع من كلامنا؟ قال: «لانهم تكلموا لعز الاسلام ونجاة النفوس ورضا
الرحمن ونحن نتكلم لعز النفوس وطلب الدنيا ورضا الخلق».

الصيام عبادة تختلف عن سائر العبادات ورفع الاسلام منزلته وميزه على انواع العبادات بقوله في
الحديث القدسي: «يقول الله عز وجل: الصوم لي وانا اجزي به»[متفق عليه]، فهل الصلاة ليست
لله والعمرة ليست لله وسائر العبادات كلا بل هي كلها لله ،فلماذا الصيام بالذات؟ يقول
تعالى: «الصوم لي» لان الصيام فيه تجرد واخلاص تام ،يستطيع الصائم ان يبالغ في المضمضة
فيفطر ولا يشعر به من جواره ، يمسك عن الطعام والشراب ومواقعة النساء مع تذكره
وقدرته، لكن يترك كل ذلك لاجل الله، ويعلم ان الله يراقبه ويطلع عليه، فهي عبادة
بين العبد وبين ربه.

قد يدخل غرفة مظلمة او زاوية من زوايا بيته ياكل ولا يشعر به احد لكنه
يؤمن ان الله يراه حيث كان وهنا ياتي الاخلاص.

فالاخلاص هو التاج على الاعمال، ولكنه ليس ادعاء؛ فان الانسان وان ادعى الاخلاص وصدق الناس
بذلك؛ فالله لا تخفى عليه خافية والاخلاص ان يكون قصد الانسان في حركاته وسكناته وعباداته
الظاهرة والباطنة، خالصة لوجه الله تعالى، لا يريد بها شيئا من حطام الدنيا او ثناء
الناس.

قال الفضل بن زياد سالت ابا عبد الله يعني الامام احمد بن حنبل عن النية
في العمل، قلت كيف النية: «قال يعالج نفسه، اذا اراد عملا لا يريد به الناس».

قال احد العلماء: «نظر الاكياس في تفسير الاخلاص فلم يجدوا غير هذا. ان تكون حركته
وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى لا يمازجه نفس ولا هوى ولا دنيا».

«وانا اجزي به» الله عز وجل هو وحده يجزي على سائر العبادات فلماذا الصيام بالذات
يقول فيه :«وانا اجزي به» ؟

الحسنات تختلف فالحرف من كتاب الله بعشر حسنات، النفقة في سبيل الله بسبعمائة ،لكن الصيام
شيك مفتوح من الحسنات من رب العالمين ،لان الصيام حقيقته صبر عن كل ما يفسد
الصيام من المفطرات الحسية والمعنوية ،ولذلك قال تعالى عن جزاء الصبر : ((انما يوفى الصابرون
اجرهم بغير حساب )) [الزمر:10].

الله الله في الاخلاص في الصيام من اول يوم في هذا الشهر الكريم نجدد نياتنا
ونجعلها خالصة لله عزوجل ،فالاعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وانما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب،
فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما من التفاضل كما بين السماء والارض.

تامل اخي الحبيب حديث الرجل الذي سقى الكلب، وفي رواية: بغي من بغايا بني اسرائيل.فعن
ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل
يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثم خرجه فاذا كلب يلهث
ياكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي قد
بلغ مني، فنزل البئر فملا خفه ماء ثم امسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب، فشكر
الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله ان لنا في البهائم اجرا؟ فقال: في
كل كبد رطبة اجر» [متفق عليه].

وفي رواية البخاري: «فشكر الله له فغفر له فادخله الجنة».

ومن هذا ايضا ما رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو ايضا عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: «لقد رايت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر
الطريق كانت تؤذي المسلمين» ، وفي رواية: «مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال:
والله لانحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فادخل الجنة».

قال شيخ الاسلام رحمه الله معلقا على حديث البغي التي سقت الكلب وحديث الرجل الذي
اماط الاذى عن الطريق قال رحمه الله: «فهذه سقت الكلب بايمان خالص كان في قلبها
فغفر لها، والا فليس كل بغي سقت كلبا يغفر لها».

فالاعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الايمان والاجلال.

تامل اخي الحبيب قول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم :
«من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) [رواه الشيخان]. ويقول صلى
الله عليه وسلم: «من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». [رواه
الشيخان]. ويقول ايضا صلى الله عليه وسلم : «من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر
له ما تقدم من ذنبه» [رواه الشيخان].

ما الحكمة من تكرارا «ايمانا واحتسابا»، انه الاخلاص وعظمته في قبول الاعمال، ومعنى قوله: «ايمانا
واحتسابا» اي مصدقا بوجوبه راغبا في ثوابه طيبة به نفسه غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل
لايامه.
ولا نعجب ممن يصوم ويصلي مع الناس ومع ذلك لا نجد اثرا للصيام في اعماله
وتصرفاته بل يوم صومه وفطره سواء، وسر ذلك ان كثيرا من الناس يصومون ويصلون التراويح
مع الناس، لكن فعلهم هذا قد غلبت فيه العادة نية العباد، ولذلك لا نجد للصيام
والقيام اثرا في حياتهم قال جابر رضي الله عنه : «اذا صمت فليصم سمعك وبصرك
ولسانك عن الكذب والماثم، ودع اذى الجار، وليكن عليكم وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل
يوم فطرك ويوم صومك سواء».

«ايمانا» : بان الذي فرض الصيام هو الله سبحانه.. ايمانا بان الله تعالى لا يفرض
شيئا على الناس يضرهم ويشق عليهم. ايمانا بان الخير كل الخير في صيام رمضان.. ايمانا
بوعد الله عز وجل.. ومن ثم فان المسلم الحق لا يتضايق عند قدوم رمضان. بل
يفرح فرحا شديدا.. ومن تضايق او كره ذلك فعليه ان يراجع نفسه فان في ايمانه
خلل.., هذا ينطبق على جميع ما شرع الله تعالى.. يدل على ذلك قوله سبحانه: ذلك
بانهم كرهوا ما انزل ?لله فاحبط اعم?لهم [محمد:9].

اما معنى «احتسابا» : فهو ان يؤمن الصائم بان جميع ما يقوم به من اعمال
واقوال ، او ما يلحقه من مشقة في الشهر الكريم مسجل في كتاب يقرؤه يوم
القيامة.

فاذا قوله في صيام رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر ايمانا واحتسابا هو سبب حصول ثمرة
الصيام، وهو غفران الذنوب وحصول الرضا من الله. واما من صام لان الناس يصومون وقام
لان الناس يقومون غافلا عن اصلاح النية واحتساب الاجر على الله، فهذا قد خسر الخسران
المبين.
اللهم ارزقنا الاخلاص في اقوالنا واعمالنا، واجعلها خالصة لك، صوابا على سنة رسولك ،امين.

السابق
كوني له انثى يكن لك رجلا
التالي
لا يوجد حب