لا شك ان الذنوب تمحق البركة من الرزق، فكلما زادت وطاة الذنب وكان الانسان على
اصراره في ارتكاب الخطايا والاثام ، كان ابعد عن ربه عز وجل ، والبعد عن
الله اساس كل مصيبة ؛ لان المعين والناصر والرازق هو الله سبحانه وتعالى.
وحتى يتخلص المرء من اثقال الذنوب واوساخ المعاصي ، فان الله سبحانه وتعالى سخر له
امرا عظيما وفتح له بابا واسعا من ابواب الرحمة ، وهو باب التوبة والاستغفار واللجوء
الى الله سبحانه وتعالى.
فعلى كل مسلم ان يغتنم هذه الفرصة قبل ان تنقطع اسبابها ، لانها تسحب منه
اذا ادركته سكرات الموت وبلغت الروح الحلقوم ، او اذا خرجت الشمس من مغربها ،
او حين يخرج المسيخ الدجال او الدابة ، وذلك من قول النبي صلى الله عليه
وسلم الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (( ثلاث اذا خرجن لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل
او كسبت في ايمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الارض))- صحيح رواه مسلم
، وكذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ((ان الله يقبل
توبة العبد ما لم يغرغر )).
وتكون التوبة بالانقطاع عن الذنوب ، والاقلاع عنها الى غير رجوع ، وان لا تكون
لوقت محدد ، بل ينوي المؤمن ان تكون باقية حتى يقبضه الله اليه. والاستغفار يمحو
الذنوب وترفع به الدرجات وتنفتح به ابواب الرزق ، وقد ذكر الله عز وجل نصيحة
نوح عليه السلام لقومه حين نصحهم بالاستغفار، كما في الاية القرانية الكريمة : ((فقلت استغفروا
ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل
لكم انهارا)). فالذنوب هي باب محق الرزق ، وكثرتها تكون سدا منيعا امام الرزق واسبابه
، وكذلك لا تنسى ان الله سبحانه وتعالى هو الرزاق ذو القوة المتين ، وانه
سبحانه وتعالى بيده مفاتيح الرزق .
كما ان الاستغفار يفتح الابواب المغلقة ، ويفرج الله به الهم ، كما قال النبي
صلى الله عليه وسلم بان من لزم الاستغفار ، جعل الله له من كل هم
فرجا ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه الله من حيث لا يحتسب ،فعلى المسلم ان
يلتزم الاستغفار ، وتكون الملازمة لهذا الذكر ان يردده دائما بلسانه وبقلبه ، وان يلتزم
ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بسيد الاستغفار والذي رواه الامام البخاري في صحيحه
ما هو نصه : ((سيد الاستغفار: اللهم انت ربي لا اله الا انت، خلقتني وانا
عبدك، وانا على عهدك ووعدك ما استطعت، ابوء لك بنعمتك علي، وابوء لك بذنبي فاغفر
لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت، اعوذ بك من شر ما صنعت. اذا قال
حين يمسي فمات دخل الجنة او كان من اهل الجنة، واذا قال حين يصبح فمات
من يومه مثله)).