احلى مواضيع جديدة

كيف اخطط ليومي

كيف اخطط ليومي Imgres308

 

 

كيف اخطط ليومي 6170

 

 

بعد ما تعرفناعلى مفهوم التخطيط واهميته في الحياة وفوائده والعوائق التي تقف في طريقه، دعني
اسالك سؤالا مباشرا: هل تمارس التخطيط في حياتك؟ اذا كان جوابك بنعم فهذا امر جيد،
وقد تجد في استمرار قراءة الموضوع تعزيزا لمعلوماتك وصقلا لمواهبك ومهاراتك، اما اذا كان جوابك
بلا فلماذا لا تخطط؟ ما اسبابك في عدم التخطيط؟ خذ عدة دقائق وفكر في الاسباب
التي تحول بينك وبين التخطيط. الواقع ان التخطيط مهارة ثمينة وعندما يتمكن الانسان من هذه
المهارة ويمارسها في حياته ويرى فوائدها المباشرة،يجد نفسه وقد ارتبط بالتخيطيط وجعله جزءا لا تيجزا
من حياته. وهناك مستويات متدرجة من التخطيط مرتبطة مع بعضها بعضا. وسنتاول كل مستوى بطريقة
مبسطة.

المستوى الاول: خطة مدى الحياة.
المستوى الثاني: خطة من ثلاث الى خمس سنوات.
المستوى الثالث: خطة سنوية.
المستوى الرابع: خطة شهرية.
المستوى الخامس: خطة اسبوعية
المستوى السادس: خطة يومية.

  • خطة مدى الحياة :

ونقصد بذلك ان يضع الانسان لنفسه مجموعة من الاهداف يرغب في تحقيقها طوال عمره في
عمله وفي حياته الشخصية. وقد تناولنا الموضوع في العادة الاولى عندما تحدثنا عن تبني رؤية
واضحة ورسالة متميزة في الحياة. وغالبا ما تكون الاهداف في هذا السياق عامة وكبيرة وتستغرق
الحياة كلها:
ما مستوى الايمان الذي ترغب ان تعبد الله فيه، وتعيش فيه في المنزل والمجتمع والعمل؟

ما معاييرك الاخلاقية التي ترغب الحياة في ضوئها؟
ما نوع الوظيفة او المهنة التي ارتضيتها لنفسك او لا تزال تسعى من اجلها؟
ما الظروف المعيشية التي ترغبها وتعمل من اجلها؟ والدخل الذي تراه مناسبا او تعمل من
اجله وتتطلع اليه؟
والطريقة التي بها تعامل الناس وبها تحب ان يعاملوك؟
ما هي الاشياء التي ترغب في ملكيتها؟ والمكانة الاجتماعية التي تتطلع اليها؟

لاشك ان هذه امور كبيرة في حياتك والعمل من اجل تحقيقها قد يستغرق وقتا طويلا
ودون التخطيط والعمل الدؤوب تبقى هذه الامور مجرد احلام وامنيات. ولكن الاحلام والامنيات مع التخطيط
والمتابعة تجد طريقها الى التحقيق وتصبح حقائق معاشة.
وعندما تضع خطتك مدى الحياة لابد ان تدرك ان بعض الاهداف الكبيرة قد تتغير مع
الزمن وذلك لتغير الانسان نفسه وتبدل تطلعاته واهتماماته وزيادة خبراته، ومن ثم قد يكون من
الملائم ان تراجع خطتك مدى الحياة كل عدة سنوات. فقد تجد ان بعضالاهداف غير عملية،
وقد تجد بعضها تافها لا يستحق ما يبذل فيه من جهود، وقد تجد ان اهدافا
اخرى لها الاولوية والاهمية ومن ثم التركيز عليها.

المهم اجعل لنفسك خطة طويلة المدى وحافظ على تحقيقها ومتابعتها، ولكن كن مرنا ولا تتردد
في ترك او تعديل اي اهداف ترى عدم ملاءمتها، وتذكر ان اهدافك العامة في هذه
الخطة هي بمنزلة موجهات رئيسة تساعد في تحديد الاهداف الاصغر في المستوى التالي.

  • خطة من ثلاث الى خمس سنوات:

واهداف هذه الخطة مبنية على الاهداف الكبرى السابقة ومنبثقة عنها، فمثلا قد تكون المكانة الاجتماعية
التي تسعى من اجلها (هدف كبير من الخطة السابقة) تحتاج الى العمل على اهداف اصغر
مثل الحصول على الترقية في العمل، او الحصول على الشهادة او تغيير الوظيفة الى وظيفة
اخرى… الى غير ذلك من الاهداف الاصغر. وقد تجد انك ترغب في التركيز في خطتك
الخمسية او الثلاثية على هدفين او ثلاثة فقط من اهدافك الكبرى فتحولها الى مجموعة كبيرة
من الاهداف الاصغر وتباشر العمل على تحقيقها، ثم تعود مرة اخرى بعد تحقيق الاهداف المطلوبة
الى التركيز على هدف او هدفين كبيرين في الخطة الخمسية التالية.. وهكذا.
مع التاكد على اهمية تحقيق التوازن عند اخذ الاهداف جميعها بحيث لا يتضخم جانب على
الاخر الا في سياق مقصود. فمثلا قد تعمل خلال خمس سنوات على التركيز على طلب
العلم وتحصيله والبروز فيه وفي خطة تالية تركز على تحقيق التميز المهني في تخصصك. وهناك
اهداف في خطتك مدى الحياة وفي خطتك الخمسية تتعلق بعلاقتك مع ربك، ومستوى ايمانك يجب
ان تحافظ على العمل عليها والتركيز في تحقيقها مهما تغيرت اهتماماتك المهنية او الاجتماعية، ذلك
ان الزمن لا يغير من هذه الاهداف، بل يجب ان يزيد من قناعتنا بها ويجعلنا
دوما على صلة وثيقة بها. اي ان الاهداف التي لها صلة بالعبودية يجب ان يكون
لها الاولوية والديمومة، اما الاهداف المتعلقة بعمارة الارض فانها متغيرة وتخضع للاعتبارات الشخصية في ضوء
معطيات الزمان والمكان والظروف الاجتماعية.
واريد هنا ان اؤكد على ان الاهداف في هذا المستوى من الخطة لها علاقة مباشرة
بالادوار. ماذا تريد ان تحقق في خلال خمس سنوات في دورك كعابد لله وفي دورك
كاب وزوج وموظف وزميل وقريب ومواطن…الخ؟ ان الادوار تقدم مفاتيح ملائمة لنوعالاهداف التي نتحدث عنها
في هذا المستوى.

من اهدافك الكبرى التي تعتبر الموجهات الرئيسة تاخذ اهدافا اصغر في كل دور من ادوار
حياتك. ومرة اخرى اقول ان الاهداف في هذا المستوى مثلها مثل الاهداف في المستوى الاول
متغيرة وقابلة للتعديل والتبديل وللزيادة حسب الظروف الشخصية.

  • خطة سنوية:

وهذه الخطة مبنية على الخطة السابقة حيث تاخذ الاهداف التي وضعتها للسنوات الخمس، وتبدا في
وضعها في برنامج عملي على مستوى السنة. فمثلا قد يكون احد اهدافك للسنوات الخمس امتلاك
سكن مناسب لك، ولاسرتك فتقوم في السنة الاولى والثانية والثالثة بتوفير المبلغ اللازم. وقد لا
تكفي السنوات الثلاث لهذا الامر فتخطط لتوفير نصف المبلغ ثم تستدين النصف الاخر. وبعد ذلك
تقوم في السنة الرابعة والخامسة بشراء الارض ثم البناء. وقد يكون لديك خطة مختلفة فتقوم
بشراء شقة مبنية او تستعمل احد برامج التقسيط المريح لتحقيق ذلك.
المهم ان هدفك الكبير في توفير سكن وضعته في برنامج عملي مناسب لقدراتك وقمت بتحديد
الخطوات والاجراءات المطلوب تحقيقها في كل سنة من السنوات الخمس حتى تم لك ما تريد.
وقد يكون من اهدافك للسنوات الخمس حفظ القران الكريم. هذا يعني ان معدل حفظه سيكون
ستة اجزاء لكل سنة.. وهكذا في كل هدف كبير يتم توزيعه وتحديد خطواته بطريقة متتابعة
حتى يتم تحقيقه بالكامل.
ماذا فعلنا في الخطة السنوية؟ فعلنا التالي:
1- بدانا نفكر في برنامج عملي لتحقيق اهدافنا الكبيرة.
2- بدانا نفكك اهدافنا الكبيرة الى اهداف اصغر، الاخيرة تقود الى الاولى.
3- بدانا نفكر بالزمن وعلاقته بالخطة.
4- بدانا نفكر بالخطوات العملية والاجراءات التي تقود الى اهدافنا.
5- بدانا نهتم بتحديد مواعيد وتواريخ للانجاز.
6- اصبح لدينا احساس بان العمل للاهداف ليس امرا نظريا بل قضية مرتبطة بالواقع والامكانات
والقدرات والاهتمامات والقدرة على الصبر والتحمل والمتابعة.

7- بدانا نسال ثم نحاول الاجابة على الاسئلة الملحة التي تطرح نفسها علينا:من؟ من يساعدني
على تحقيق اهدافي؟ من احتاج رايه ونصيحته؟ كيف ؟ كيف اصل الى اهدافي؟ كيف اتخطى
العقبات والعوائق؟ كيف اباشر الخطوة التالية؟ كيف اغير الخطوات واحافظ على الهدف؟…الخ من الاسئلة الاخرى
مثل: اين، متى، لماذا. وحين ذاك نبدا في تحويل اهدافنا السنوية الى اجزاء اصغر.

  • الخطة الشهرية:

بعدما بدانا في وضع خطتنا على مستوى سنوي نحتاج مباشرة الى النزول الى المستوى الشهري،
وذلك بوضع الخطوات الاجرائية المطلوبة لتحقيق الهدف السنوي. في مثالنا السابق حددت خمس سنوات لتملك
مسكنا ثم في السنة الاولى حددت توفير مبلغ مالي. الان هذا المبلغ المالي يتم توفيره
على مستوى شهري، ولانك حددت ثلاث سنوات لتوفير المبلغ المطلوب فهذا يعني ان ثلث المبلغ
ستوفره سنويا، والخطة الشهرية تساعدك على توزيع هذا الثلث على اثني عشر شهرا.
معنى ذلك انك وزعت الهدف المطلوب تحقيقه خلال سنة على اثني عشر شهرا. وكذلك في
هدف حفظ القران تحتاج خمس سنوات لهذا الهدف العظيم، اي ستة اجزاء في السنة، اي
نصف جزء في الشهر وهكذا.

الخطة الشهرية هي تفكيك للاهداف السنوية والتي بدورها تفكيك لاهداف اكبر. والجانب القوي في الاهداف
الشهرية انها اقرب الى الخطوات المرحلية او الاجرائية التي تحقق اهدافنا الكبيرة. ومن السمات المطلوبة
في الاهداف في الخطة الشهرية ان تكون هذهالاهداف محددة وواضحة وقابلة للانجاز ولها تاريخ انجاز
محدد، الامر الذي يدخلنا في مستوى اصغر من التخطيط وهو المستوى الاسبوعي.

  • الخطة الاسبوعية:

وهذه الخطة مرتبطة ارتباطا وثيقا بسابقتها ولا يمكن فصلها بحال من الاحوال، وهي بمنزلة التفصيل
للخطة الشهرية وغوص في مستوى الاليات والاجراءات والخطوات التي تقود لتحقيق الاهداف الشهرية. ونحن في
مستوى الامور التي تفعل في ايام الاسبوع. والتحرك على هذا المستوى يتوافق مع نوع الهدف
وطبيعته. فقد تجد نفسك على مستوى الاسبوع في بعض الاهداف دون مهام او خطوات معينة
مثل توفير سكن، فالخطوة المطلوبة لهذا الهدف في هذه المرحلة شهرية، توفير المبلغ المحدد شهريا.
وفي بعض الاهداف تجد الكثير من العمل والمهام. فمثلا عند اخذ هدف حفظ القران بالاعتبار
فستجد بالتاكيد على مستوى الاسبوع انك امام مهمة حفظ ثمن جزء من ايات القران الكريم.

ويمكن تخطيط الاسبوع بطريقتين.
الطريقة الاولى ان تجدول الاعمال لشهر كامل وتوضح ما يجب ان تقوم به في كل
اسبوع من اسابيع الشهر.
والطريقة الثانية ان تاخذ في بداية كل اسبوع مجموعة من اهدافك الشهرية وتضع لها الخطوات
والاليات التي يمكن بواسطتها تحقيقها.

وهذا الفعل بالتاكيد سيقودنا الى المستوى الاخير من التخطيط.

  • الخطة اليومية:

وهي امتداد طبيعي للخطة الاسبوعية، فما تريد ان تحققه في اسبوع لابد ان توجد له
وقتا محددا للانجاز على مستوى يومي. ويومك هو لحظتك الحاضرة وهي اهم لحظة في عمرك
على الاطلاق وهي ميدان الفعل وساحة العمل. ومهما تكن خططك مرتبة ومنظمة ودقيقة وعظيمة فان
اهم ما فيها يومك.
ماذا انت فاعل في هذا اليوم؟يقول الامام الحسن البصري رحمه الله «اياك والتسويف فانت بيومك،
ولست بغدك، فان يكن غدا لك فكن في غد كما كنت في اليوم، وان لم
يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم».
ويقول الامام ابو حامد الغزالي في كتابه علوم الدين «الساعات ثلاث: ساعة لا تعب فيها
على العبد (يقصد الساعة التي انتهت)، كيفما انقضت: في مشقة او رفاهية، وساعة مستقبلة لم
تات بعد لا يدري العبد ايعيش فيها ام لا؟ ولا يدري ما يقضي الله فيها،
وساعة راهنة ينبغي ان يجاهد فيها نفسه ويراقب فيها ربه. فان لم تات الساعة الثانية
لم يتحسر على فوات هذه الساعة، وان اتته الساعة الثانية استوفى حقه منها كما استوفى
من الاولى، ولا يطول امله، فيطول عليه العزم على المراقبة فيها، بل يكون ابن وقته،
كانه في اخر انفاسه وهو لا يدري..»
ومختصر القول في هذه العبارات ان اهم لحظة في عمر الانسان هي اللحظة الراهنة وعليها
مناط الحديث وتمثل جوهر التحدي في العمل من اجل الاهداف، واذا لم يباشر الانسان الفعل
في انجاز خطوات محددة تقود الى اهدافه المرسومة فلن يكون لديه فرصة اخرى واذا توفرت
الفرصة الاخرى فستكون متاخرة.

كيف تخطط اليوم؟
استعن بالله وواجه اليوم بحماس وتفاؤل وانظر الى مجمل خطتك الاسبوعية فقد يكون لديك مهام
محددة في تواريخ معينة تابعها بدقة. وقد تختار طريقة اخرى وهي النظر الى اهداف الاسبوع
ثم الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وكتابة المهام والخطوات والاجراءات المطلوب عملها في كل صباح (
او في نهاية يوم امس).
اكتب في البداية كل ما يخطر ببالك كالزيارات، والمكالمات التلفونية، ومواعيد الرد على الخطابات، ومواعيد
القراءة والكتابة وغير ذلك من الخطوات التي تقود الى الاهدافالاسبوعية التي سبق تحديدها.
وعند كتابة قائمة من عشرة بنود مثلا انظر فيها مرة اخرى. وحاول ان تختار اهمها،
اي الاولويات المهمة من القائمة، ثم ضع امام هذه الاولويات اشارة معينة مثل نجمة او
كلمة «مهم». ثم انظر مرة ثالثة واعط الامور المهمة ارقاما متسلسة حسب الاهمية.
وبعد ذلك توكل على الله وابدا باولوياتك من القائمة حسب الترتيب وحسب قدرتك على التنفيذ
والانجاز. وتذكر اذا انجزت بندين او ثلاثة بنود مهمة من قائمة من عشرة بنود فانك
بذلك تحقق انجازا عظيما.

لماذا؟ لان درجة انجازك قد تصل الى 80%.قاعدة 80/20عندما تبدا بوضع اهدافك على مستوى شهري
او اسبوعي او يومي فلن تواجه في الواقع مشكلة في تدوين كثير منها وذلك ان
الانسان يميل للمبالغة في وضع الاهداف وقد يضع احيانا اهدافا اكثر من طاقته والعمل لها
يحتاج وقتا طويلا. ولذلك لابد من وضع اولويات لهذا العدد الكبير منالاهداف حسب درجة اهميتها.

وتقدم لنا قاعدة 80/20 او ما يسمى مبدا باريتو تفسيرا شائقا لاهمية الاولويات وكيفية توفيرها
للفاعلية المطلوبة. وهذا المبدا نسبة الى العالم الايطالي باريتو الذي عاش في القرن التاسع عشر
الميلادي. وينص هذا المبدا على ان 80% من قيمة مجموعة من العناصر (الاهداف والمهام والانشطة)
تتركز في 20% منها فقط. ويعتبر هذا المفهوم على الرغم من بساطته على درجة كبيرة
من التشويق والاهمية لان كثيرا من الامثلة من واقع الحياة تؤيد هذه القاعدة. فعلى سبيل
المثال، نجد ان 80% من المكالمات الهاتفية تاتي من 20% من الاشخاص المتصلين، وكذلك 80%
من الطلبات في المطعم تاتي من 20% من الوجبات الموجودة في قائمة الطعام و80% من
مشاهدات التلفزيون تتركز في 20% من البرامج و80% من المشتريات من 20% من الزبائن…الخ.وعلى اية
حال، فان استخدامنا لقاعدة 80/20 ينطبق على الاهداف. وببساطة، فان هذا يعني انك يمكن ان
تكون فعالا بنسبة 80% اذا انجزت 20% منالاهداف التي ترسمها لنفسك.
فلو كانت لديك قائمة يومية بعشرة اهداف، فان هذا يعني ان من الممكن ان تكون
فعالا بنسبة 80% اذا انجزت اهم هدفين منها فقط. ان الفكرة الرئيسة هنا، ان الشخص
يكون فعالا وذا كفاءة عالية اذا ركز على الاهداف الاكثر اهمية اولا.

لقد تكونت لديك فكرة الان عن الطريقة التي يمكن اتباعها عند التخطيط، حيث شرحنا بطريقة
مبسطة المستويات المتعددة للتخطيط على المستوى العام (خطة للحياة) ثم تدرجنا لتنزيل هذه الخطة العامة
على مستويات متعددة. خطة ثلاثية، خطة شهرية، ثم اسبوعية ويومية. وقد يبدو الامر معقدا للوهلة
الاولى ولكنه في واقع الامر بسيط للغاية وكل ما يحتاجه شيء من المراس والتجربة والمحاولة
والخطا ثم التعود على هذه العادة الثمينة، عادة التخطيط.

واذا وجدت في البداية بعض الصعوبة في التخطيط على المستويات المذكورة فانصحك بالقيام بتمرين بسيط
وهو ان تاخذ اربعة اهداف رئيسة فقط وتجرب تحقيقها في خلال شهر كالاتي:
مخطط الاهداف الشخصية المختارة خلال شهر:
* الهدف الاول: ……………..
الخطوة الاولى ……….. الموعد النهائي ……….
الخطوة الثانية ……….. الموعد النهائي ……….
الخطوة الثالثة………… الموعد النهائي ……….
الخطوة الرابعة ………. الموعد النهائي ……….
الهدف ا لثاني :………..
الخطوة الاولى ……….. الموعد النهائي ……….
الخطوة الثانية ……….. الموعد النهائي ……….
الخطوة الثالثة………… الموعد النهائي ……….
الخطوة الرابعة ………. الموعد النهائي ……….

وهكذا بالنسبة للهدف الثالث والرابع مع الاخذ بعين الاعتبار ان الخطوات في كل هدف قد
تكون متغيرة وتحتاج لاكثر من اربع خطوات، ولكن حاول ان تحدد الخطوات الاربع الرئيسة، ثم
حدد الموعد النهائي المطلوب لانجاز كل خطوة. ابدا محاولات التخطيط بهذا التمرين ثم تامل النتائج.

مؤشرات مهمة لبناء عادة التخطيط:
هناك بعض المؤشرات المهمة التي يجب اخذها بعين الاعتبار عند تعلم التخطيطوالمران عليه ومن اهم
هذه المؤشرات التالي:

1- تجنب غلبة الافراط او التفريط في التخطيط. الافراط في التخطيط هو المبالغة، فقد يقود
الحماس احيانا وخصوصا في بداية بناء هذه العادة الى رغبة الانسان في تحقيق الكثير من
الاهداف مرة واحدة وفي وقت قصير. وقد يؤدي ذلك الى التخبط والفشل وربما ترك التخطيط
جملة وتفصيلا وتكوين مشاعر سلبية تجاهه. اما التفريط فيالتخطيط فهو اختيار اهداف قليلة جدا، اقل
من اللازم، ووضعها في برنامج عمل طويل المدى بحيث يصبح تحقيقها امرا لا قيمة له
من ناحية الوقت المصروف والجهد المبذول. بل عليك بتحقيق التوازن في هذه المعادلة، وهو ان
تاخذ اهدافا قليلة وتضعها في برنامج عمل ملائم. وهذا امر على غاية كبيرة من الاهمية
ولا يفيد فيه اطنان من المعرفة النظرية فلا احد يمكن ان يحدد لك هذا التوازن.
الشخص الذي يستطيع ذلك هو انت وتتعلم ذلك بالخبرة والمران والمحاولة والخطا. ولا تستغرب ان
ياخذ هذا الامر منك الكثير من الوقت والجهد ففي سعيك لبناء عادة التخطيط تتعرف رويدا
رويدا على شخصيتك: نواحي القوة ونواحي الضعف ويقودك ذلك مع الزمن الى اختيار الاهدافالمعقولة واختيار
الخطوات العملية الملائمة. وتذكر ان التوازن له جانبان الكم والنوع، الكم عدد الاهداف المطلوب تحقيقها،
والنوع اهمية تغطيتها لكافة ادوارك في الحياة. لقد اخذت مني هذه المرحلة: تحقيق التوازن في
بناء اهدافي عدة سنوات وقد تاخذ منك، ان شاء الله، وقتا اقصر.

2- تذكر ما قلناه في العادة الثانية: ان الهدف يجب ان يكون واضحا ومحددا وعمليا
يمكن قياسه وله تاريخ لانجازه. ذلك ان الفشل في التفكير بهذه الطريقة يقود للتعامل مع
اهداف لا يمكن تحقيقها في ارض الواقع. هذا لا يعني بالطبع ان كل الاهداف لابد
ان تتصف بهذه الصفات فنحن نعرف ان هناك بعضا من اهدافنا في الحياة عامة وغير
واضحة وقد يشوبها الغموض في بعض الاحايين ولكن التحدي المستمر الذي يواجهنا هو كيف نعمل
من اجل توضيح وتحديد بعض اهدافنا العامة الكبيرة وكيف نوجد لها الخطوات والاجراءات الملائمة.

3- تذكر ان التخطيط طويل المدى (التخطيط للحياة على مستوى عام وكل عدة سنوات والخطة
السنوية) فيه بعض الصعوبة لانك تمارس نوعا من التخيل والتجريد وتتعامل مع افكار التفكير فيها
وكتابتها سهل، ولكن تحقيقها في ارض الواقع قد يواجهه الكثير من العقبات والاخفاقات. والفترة بين
تحديد الهدف وتحقيقه قد تمتد لفترات طويلة لم تكن في الحسبان وقد يشوبها مشاعر مختلطة
من الحماس والفتور، ووضوح الرؤية وغبشها، والانجاز والفشل، والروح المعنوية العالية ومشاعر الاحباط والياس… الخ،
لا تتنازل عن اهدافك المهمة مهما كانت الظروف ومهما كانت درجة الرؤية، ولكن يمكنك التغيير
في الطرق والاساليب وترك اسلوب الى اخر، وتجاوز اجراء الى غيره. المهم الا تاسرك الطرق
والاجراءات عن التفكير في هدفك النهائي، فالوسائل متغيرة ولكنالاهداف المهمة يجب الا تتغير.

4- تذكر ان هناك اهدافا تحددها في بعض اوقاتك او ظروفك او فترات عمرك تكتشف
مع الزمن انها اهداف غير مهمة وغير ضرورية. اذا وصلت الى هذه القناعة يوما من
الايام فلا تتردد في التضحية بهذه الاهداف، وكن مرنا في هذه المسالة فالعمر والتجارب المتزايدة
والخبرات المكتسبة لها اثرها العميق في تغيير اهدافنا وتجديدها. حافظ دائما على ربط اهدافك برسالتك
في الحياة فعند ما يكون الربط قويا يقل تسلل الاهداف غير الضرورية وغير المهمة الى
حياتنا.

5- تذكر دائما ان تحقيق اهدافك الشخصية في الحياة مرتبط بالناس الذين تعيش معهم في
محيط الاسرة والقرابة والزمالة والمجتمع بصفة عامة، لذلك لابد ان تستفيد من امكانات الاخرين ويكون
لديك الاتجاهات والمواقف النفسية اللازمة للتعامل البناء مع الاخرين وطلب مساعدتهم وتقديم العون لهم بقدر
المستطاع وعدم فصل اهدافك الشخصية عن مصلحة الجميع، بل العمل في سياقات اجتماعية وعملية يسودها
التعاون والوفاق وتحقيق المصالح والمكاسب لك وللاخرين.

6- تذكر ان الاخطاء التي ترتكبها في مسارك لتحقيق اهدافك امر طبيعي لذلك لا تخف
من ارتكاب الاخطاء، ولكن حاول بقدر المستطاع ان تقلل منها وتخفف اثارها على حياتك وعلى
الاخرين. الذي لا يخطئ هو الانسان الذي لا يباشر الفعل ولا يبادر بالعمل. والحساسية المفرطة
تجاه الاخطاء مرض عضال يشل الفاعلية ويفرغ حياة الانسان من روح المخاطرة والاقدام.

7- تذكر بان تحديدك لاهدافك يعني، ان شاء الله، نصف الطريق الى تحقيقها، الانسان الذي
يعرف ما يريد تراه يبحث عن كل الطرق والوسائل للوصول، اما الشخص الذي لا يعرف
ما يريد فلو قدم له الناس كل انواع المساعدة فقد لا تفيده على الاطلاق. ستعجب
وانت تسير حثيثا لتحقيق اهدافك كيف يساعدك الاخرون وكيف تشعر بان الظروف تخدمك بشكل غريب،
حتى انك تظن ان هناك مؤامرة قد حيكت لمساعدتك. وقد تصبح واحدا من اصحاب الحظوظ
العظيمة. نعم واحدا من اصحاب الحظوظ العظيمة. كيف؟ لان الحظ كما يقول الحكماء هو فرصة
جاءت في الوقت المناسب. كم من الفرص تمر علينا ولكن لا نستفيد منها؟ لاننا لسنا
مستعدين او مهيئين لها. وكما يقول احد الحماء انني مؤمن اشد الايمان بالحظ ولكنني ادرك
انه لا ياتي بدون عمل.

8- تذكر وانت تعمل لاهدافك مؤشرا مهما في تقدمك نحو الانجاز. وهذا المؤشر بسيط للغاية
وهو الاجابة على السؤال التالي: هل فعلت شيئا اليوم او خطوة خطوة او قمت باجراء
ما يسير بي في اتجاه تحقيق اهدافي او يقربني اليها؟

9- تذكر ما اوردناه عن الاولويات وعلاقتها بمبدا باريتو. ركز على اهم 20% من اهدافك
فستجد ان فيها 80% من انجاز. واذا استطعت ان تتحدى باريتو ومبداه فافعل فقد تكون
فاعلا ومنتجا ومنظما بحيث تتمكن من تحقيق 30% او 40% من اهدافك.

10- واخيرا عليك بالتحلي بخلق القران الكريم، عليك بالصبر والكفاح وتذكر هذه الاية الكريمة {يا
ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} لتكن هذه الاية العظيمة شعارا
لك في سعيك نحو تحقيق اهدافك في الدنيا والاخرة.

  • طفلي عمره خمس سنوات كيف أنظم وقته
  • كيف اخطط ليومي
  • كيف اخطط ليومي صور
السابق
فن الاشغال اليدوية
التالي
انشودة حروف الشوق