انا ضعيف الشخصية ولا اعرف كيف ادير نفسي او ادير الاخرين!.. انا امارس سلوكا غير
مرغوب فيه منذ زمن ولست ادري كيف اغير ما بنفسي!.. انا اعاني من العصبية التي
جعلت الزبائن والناس والاصدقاء ينفرون مني، هل يمكن لي ان اتملك اعصابي واصبح امراة هادئة
الطبع.. فيحب الناس الحديث الي؟..
انا ادخن منذ خمس سنين واشعر بالندم من ممارستي التدخين واخاف كثيرا من ميتة صعبة،
فكيف استطيع تقوية ارادتي وترك عادة التدخين السيئة؟
هذا جزء من اسئلة وردت الي عبر الايميل اوفي الدورات التدريبية التي اعقدها باستمرار والتي
يظهر من خلالها اشخاص يعانون بعض التصرفات والسلوكيات التي يعدونها مشكلة بحد ذاتها, بسبب انها
تؤثر فيهم نفسيا،او تؤثر سلبا في صحتهم، او تنفر الناس من حولهم وتجعلهم غير مقبولين
اجتماعيا .. فكم من الافراد في العالم يعانون مثل هذه القضايا او غيرها؟
هل يمكن تغيير السلوك؟
مما احب ان الفت نظر القراء اليه ان الناس يكونون متفاوتين في الجاه اوفي الجمال
او في المال، ويكونون متفاوتين في القدرات، القيم ، العزائم ،السلوكيات ، الهوايات, لذلك هل
نستطيع ان نغير سلوكا اعتدناه منذ سنين؟ وهل يمكن ان نطور نقصا قد عشناه في
شخصيتنا منذ نعومة اظفارنا؟
اعزائي القراء.. اليكم هذه الطريقة الناجحة التي طبقتها على كثير من الاشخاص في استشاراتي ودوراتي
التدريبية والتي كانت لها نتائج ملموسة في الواقع:
* اسال نفسك: ما السلوك او المشكلة التي اعانيها في حياتي واتمنى ان تزول؟ ولنفرض
انها مشكلة (ضعف الشخصية).
* حدد البيئة التي تكون فيها ضعيف الشخصية: من الممكن ان تكون بيئة زملائي او
بيئة العمل او بيئة مديري، او بيئة الزبائن، او بيئة اصدقائي.. ولتوضيح الامر اكثر اسال
نفسك متى اكون ضعيف الشخصية؟ واين اشعر بانني ضعيف الشخصية؟ ومع من اكون ضعيف الشخصية؟
* حاور نفسك في السؤال التالي: كيف يكون سلوكي وتصرفي عندما اكون ضعيف الشخصية؟ كيف
ادير اعمالي ومهامي وانا اتصف بهذا السلوك؟
* حدد كيف تكون قدراتك عندما توكل اليك مهمة ما.. وتكون فيها ضعيف الشخصية (هل
تكون محدودة ام مطلقة).
* وجه السؤال التالي الى نفسك: ما هي نظرتي الى مشكلة ضعف الشخصية التي اعانيها
في الوقت الحالي؟
* قل في نفسك: هل انا راض عن نفسي الان وانا ضعيف الثقة بالنفس.. ضعيف
الشخصية؟
استبدال السلوك!!
بعد قيامك بالحوار والنقاش مع النفس كما اسلفت، افضل ان تسجل على ورقة كل الحوار
والاجابات السابقة، اعتقد بانك ستشعر بنوع من عدم الرضا عن وضعك الحالي وسيدفعك نحو التغيير،
وستشعر بتفتح افاقك قدما نحو التطور والابداع والتغيير، وستكون محتاجا الى الجولة الثانية التالية:
* الان حدد السلوك او الخلق اللذين ترغب في ان يكونا لديك وسيشعرك بالراحة والرضا
عن الذات؟ ولتكن (قوة الشخصية او الثقة بالنفس).
* اغمض عينيك وتخيل نفسك انك قوي الشخصية وانك تمارسها في عملك مع مديرك او
الموظفين او الزبائن او الاصدقاء، واسمع كل الاصوات التي تدور، وانظر الى كل الصور والاشخاص،
واخيرا استشعر شعورك وانت قوي الشخصية.. وبعد ان تشعر بالرضا عن النفس والراحة النفسية والاطمئنان
افتح عينيك.
* اسال نفسك: هل يكون الله راضيا عني عندما امارس هذا السلوك الجديد؟ (ان كان
الموضوع له ارتباط بمشكلتك) واجر حوارا مع نفسك بشكل ايجابي.
* وبعد هذه المسيرة يمكنك ان تقول لنفسك: بعد اكتسابي السلوك الجديد هل اكون راضيا
عن نفسي ومقتنعا بذاتي؟ لا تنس ان تسجل كل ما تقوله على ورقة.
* اسال نفسك السؤال التالي: بعد اكتسابي السلوك الجديد (قوة الشخصية) كيف ستكون قدراتي ومواهبي؟
(هل ستكون مطلقة ام مقيدة؟ هل ستكون مبدعة ام محبطة؟).
* قل لنفسك: بعد ذلك كيف ساتصرف في المواقف كما لو كنت قوي الشخصية؟ كيف
سيكون سلوكي وتصرفاتي وانا قوي الشخصية وواثق من نفسي؟
* وفي نهاية المطاف: اعمل اتفاقية مكتوبة بينك وبين نفسك وقل وخاطب نفسك بطريقة ايجابية
(انا قوي الشخصية منذ الان) وحدد اين ستتصرف وانت قوي الشخصية، ومتى ستكون قوي الشخصية،
ومع من ستمارس السلوك الجديد الذي اكتسبته.
* ولا تنس عزيزي القارئ في نهاية هذا المطاف ان تكتب جملا ايجابية على ورقة
بحيث تكون متعلقة بموضوعك ومشكلتك وسلوكك مثل:
– انا قوي الشخصية
– انا اثق بنفسي
– انا مبدع في حياتي
وقم بتعليقها في غرفة نومك، ليتبرمج عقلك اللاواعي عليها، ولتصبح جزءا لا يتجزا من شخصيتك،
ورددها كل يوم ولمدة اسبوع.
ستلاحظ عزيزي/عزيزتي القارئ بعد ممارستك هذه التقنية ان التغيير في سلوك الانسان يكون اكثر ديمومة
اذا ركزنا على القيم والاعتقادات، مع عدم اهمالنا للبيئة التي يظهر فيها السلوك ويتكرر.
وهذا يدعونا الى الاهتمام بالقيم والمعتقدات بداية عند التعامل مع الاخرين او حتى مع الزبائن،
لانك اذا استطعت ان تغير قيم الاخرين واعتقاداتهم ستغير سلوكهم تبعا لذلك.