جميع ما افترضه الله عز وجل على خلقه المكلفين وعلينا نحن البشر هو لحكمة نعلم
بعضها ويخفى علينا الكثير منها ، وطاعة الله واجبة في جميع ما امر ، واجتناب
نواهيه في جميع ما نهى وحذر ، وهذه الطاعة هي الاسلام ، فالاسلام هو الاستسلام
والانقياد لامر الله في امره ونهيه ، علمنا الحكمة ام جهلناها ، فهنا يتحقق مقام
العبودية ويرتقي المسلم في سلم اليقين الى اعلى الدرجات والمرتبات.
ومن اعظم ما فرضه الله علينا هو الصلاة ، والصلاة هي الركن الثاني من اركان
الاسلام بعد الشهادتين ، وقد كانت الصلاة على عهد الانبياء فقد كانوا مقيمي الصلاة ،
وامة الاسلام شرع الله لها الصلاة يوم الاسراء ، فهي العبادة التي فرضها الله عز
وجل في هذا اليوم للدلالة على عظيم قدرها ورفعة شانها وشان المحافظين عليها ، واداء
الصلاة له مصطلح جميل يعبر عنه بالاقامة ، فنقول اقامة الصلاة ، ولا تكون الاقامة
الا بحسن الاتيان على اكمل واجمل وجه ، وهذه هي الصلاة التي ينبغي علينا ان
نؤديها.
وكثير منا يتساءل لماذا فرض الله علينا الصلاة ، مع اننا نؤمن بالله ونشهد به
ربا واحدا لا شريك له وان محمدا هو رسوله الامين صلى الله عليه وسلم ،
فسنحاول باذن الله عز وجل ان نجمل هذه الاجابة في عدة نقاط .
لماذا فرض الله الصلاة علينا
- اظهار العبودية ومقام الذل والانكسار بين يدي الله عز وجل ، وهو مقام رفيع القدر
، فكلما طاطات راسك وذلك جبهتك للعزيز الجبار ارتفع قدرك في الدنيا والاخرة. - ان يكون حبلا موصولا بينك وبين خالقك ، فالصلاة من الصلة والعلاقة ، وهذه العلاقة
يومية متكررة تشحن بها همتك وتتصل فيها بخالقك ، وترتفع فيها الى منازل القربات. - ان يرتاح بها قلبك وتسكن بها جوارحك ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم
يدعو بلالا للصلاة حتى يرتاح بها وترتاح بها قلوب المسلمين الموحدين. - في الصلاة اسرار وخفايا ، فهي قوة للبدن وصحة للجسم والروح ، وهي نشاط ما
بعده نشاط ، وهي ان تمت تاديتها مع جماعة المسلمين فهي نوع من انواع التواصل
الاجتماعي في دور العبادة وحصول البركة والمحبة والتضامن بين المسلمين انفسهم. - في الصلاة قراءة للقران التي تطمئن بها القلوب ، فانت عندما تصلي تقرا كلام ربك
وتسمع ما يقوله لك جل جلاله ، وعندما تسجد بين يديه تدعوه وهذه مناجاة منك
اليه ، فما اطيبها من صلة وما اجملها من علاقة.