احلى مواضيع جديدة

لماذا لا يستجاب الدعاء

لماذا لا يستجاب الدعاء Cf0B93Ae12Af444Cb913A6946050A973

لماذا لا يستجاب الدعاء Cf0B93Ae12Af444Cb913A6946050A973

 

قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى : ( والادعية والتعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح
بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا افة به ،
والساعد ساعد قوي ، والمانع مفقود ، حصلت به النكاية في العدو . ومتى تخلف
واحد من هذه الثلاثة تخلف التاثير ) الداء والدواء ص35 .
فيتبين من ذلك ان هناك احوالا و ادابا و احكاما يجب توفرها في الدعاء و
في الداعي ، و ان هناك موانع و حواجب تحجب وصول الدعاء و استجابته يجب
انتفاؤها عن الداعي و عن الدعاء ، فمتى تحقق ذلك تحققت الاجابة .

و من الاسباب المعينة للداعي على تحقيق الاجابة :

1 – الاخلاص في الدعاء ، وهو اهم الاداب واعظمها وامر الله عز و جل
بالاخلاص في الدعاء فقال سبحانه : ( وادعوه مخلصين له الدين ) ، والاخلاص في
الدعاء هو الاعتقاد الجازم بان المدعو وهو الله عز وجل هو القادر وحده على قضاء
حاجته و البعد عن مراءاة الخلق بذلك .

2 – التوبة والرجوع الى الله تعالى ، فان المعاصي من الاسباب الرئيسة لحجب الدعاء
فينبغي للداعي ان يبادر للتوبة والاستغفار قبل دعائه قال الله عز وجل على لسان نوح
عليه السلام : ( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم
باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ) .

3 – التضرع و الخشوع و التذلل و الرغبة و الرهبة ، و هذا هو
روح الدعاء و لبه و مقصوده ، قال الله عز وجل : ( ادعوا ربكم
تضرعا وخيفة انه لا يحب المعتدين ) .

4 – الالحاح والتكرار وعدم الضجر والملل : ويحصل الالحاح بتكرار الدعاء مرتين او ثلاث
و الاقتصار على الثلاث افضل اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى ابن
مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه ان يدعو ثلاثا
ويستغفر ثلاثا . رواه ابو داود و النسائي .

5 – الدعاء حال الرخاء والاكثار منه في وقت اليسر و السعة ، قال النبي
صلى الله عليه و سلم : ( تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة
) رواه احمد .

6 – التوسل الى الله باسمائه الحسنى و صفاته العليا في اول الدعاء او اخره
، قال تعالى : ( و لله الاسماء الحسنى فادعوه بها ) .

7 – اختيار جوامع الكلم و احسن الدعاء و اجمعه و ابينه ، و خير
الدعاء دعاء النبي صلى الله عليه و سلم ، و يجوز الدعاء بغيره مما يخص
الانسان به نفسه من حاجات .

و من الاداب كذلك و ليست واجبة : استقبال القبلة و الدعاء على حال طهارة
و افتتاح الدعاء بالثناء على الله عز و جل و حمده و الصلاة على النبي
صلى الله عليه و سلم ، و يشرع رفع اليدين حال الدعاء .

و من الامور المعينة على اجابة الدعاء تحري الاوقات و الاماكن الفاضلة .

فمن الاوقات الفاضلة : وقت السحر و هو ما قبل الفجر ، و منها الثلث
الاخر من الليل ، و منها اخر ساعة من يوم الجمعة ، و منها وقت
نزول المطر ، و منها بين الاذان و الاقامة .

و من الاماكن الفاضلة : المساجد عموما ، و المسجد الحرام خصوصا .

و من الاحوال التي يستجاب فيها الدعاء : دعوة المظلوم ، و دعوة المسافر ،
و دعوة الصائم ، و دعوة المضطر ، و دعاء المسلم لاخيه بظهر الغيب .

اما موانع اجابة الدعاء فمنها :

1- ان يكون الدعاء ضعيفا في نفسه ، لما فيه من الاعتداء او سوء الادب
مع الله عز و جل ، و الاعتداء هو سؤال الله عز وجل ما لا
يجوز سؤاله كان يدعو الانسان ان يخلده في الدنيا او ان يدعو باثم او محرم
او الدعاء على النفس بالموت و نحوه . فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا يزال يستجاب للعبد
ما لم يدع باثم او قطيعة رحم ) رواه مسلم .

2 – ان يكون الداعي ضعيفا في نفسه ، لضعف قلبه في اقباله على الله
تعالى . اما سوء الادب مع الله تعالى فمثاله رفع الصوت في الدعاء او دعاء
الله عز و جل دعاء المستغني المنصرف عنه او التكلف في اللفظ و الانشغال به
عن المعنى ، او تكلف البكاء و الصياح دون وجوده و المبالغة في ذلك .

3 – ان يكون المانع من حصول الاجابة : الوقوع في شيء من محارم الله
مثل المال الحرام ماكلا و مشربا و ملبسا و مسكنا و مركبا و دخل الوظائف
المحرمة ، و مثل رين المعاصي على القلوب ، و البدعة في الدين و استيلاء
الغفلة على القلب .

4 – اكل المال الحرام ، و هو من اكبر موانع استجابة الدعاء ، فعن
ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( يا ايها الناس ان الله طيب لا يقبل الا طيبا ، و ان
الله امر المتقين بما امر به المرسلين فقال : ( يا ايها الرسل كلوا من
الطيبات و اعملوا صالحا اني بما تعملون عليم ) و قال : ( يا ايها
الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر
يمد يديه الى السماء يا رب يا رب و مطعمه حرام و مشربه حرام و
غذي بالحرام فانى يستجاب لذلك !! ) رواه مسلم . فتوفر في الرجل الذي ذكره
النبي صلى الله عليه وسلم بعض الامور المعينة على الاجابة من كونه مسافرا مفتقرا الى
الله عز و جل لكن حجبت الاستجابة بسبب اكله للمال الحرام ، نسال الله السلامة
و العافية .

5 – استعجال الاجابة و الاستحسار بترك الدعاء ، فعن ابي هريرة رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يستجاب لاحدكم ما
لم يعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي ) رواه البخاري ومسلم .

6 – تعليق الدعاء ، مثل ان يقول اللهم اغفر لي ان شئت ، بل
على الداعي ان يعزم في دعائه و يجد ويجتهد ويلح في دعائه قال النبي صلى
الله عليه وسلم : ( لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني
ان شئت ، ليعزم المسالة فانه لا مستكره له ) رواه البخاري و مسلم .

ولا يلزم لحصول الاستجابة ان ياتي الداعي بكل هذه الاداب و ان تنتفي عنه كل
هذه الموانع فهذا امر عز حصوله ، و لكن ان يجتهد الانسان وسعه في الاتيان
بها .

ومن الامور المهمة ان يعلم العبد ان الاستجابة للدعاء تكون على انواع : فاما ان
يستجيب له الله عز وجل فيحقق مرغوبه من الدعاء ، او ان يدفع عنه به
شرا ، او ان ييسر له ما هو خير منه ، او ان يدخره له
عنده يوم القيامة حيث يكون العبد اليه احوج . والله تعالى اعلم .

 

السابق
رسائل عيد الاضحى 2024
التالي
عبارات تهنئة بالعام الجديد