عدنهي مدينة يمنية تقع على ساحل خليج عدن و بحر العرب في جنوب البلاد، وهي
العاصمة الاقتصادية لليمن، شهدت عدن احداثا تاريخية هامة، وعرفت بانها عين اليمن،[3]يبلغ عدد سكانها نحو 589,419 نسمة حسب تعداد اليمن في 2004 ومن المتوقع ان عدد
سكانها في 2024 بلغ حوالي 865,000 الف نسمة حسب الاسقاطات السكانية، وتبعد عن العاصمة صنعاء
بمسافة تصل الى حوالي 363 كيلو مترا، ويمثل سكان محافظة عدن ما نسبته 3% من
اجمالي سكان اليمن تقريبا،[4]تعتبر اهم منفذ طبيعي على بحر العرب والمحيط الهندي فضلا عن تحكمها بطريق البحر الاحمر،
وتشكل عدن انموذجا متميزا لتكامل النشاط الاقتصادي وتنوع البنيان الانتاجي، اذ جمعت بين الانشطة الصناعية
والسمكية والتجارية والسياحية والخدمية، وتنبع اهميتها من كونها ميناءا تجاريا من اهم الموانئ في المنطقة،
ومنطقة تجارة حرة اقليمية ودولية.[5]تكتسب الصناعة مقوماتها من مجموعة مصانع ووحدات انتاجية اهمها “مصفاة عدن”. تتكون عدن من عدة
مناطق هي كريتر، المعلا، التواهي، خور مكسر، الشيخ عثمان، المنصورة، دار سعد، البريقة. وتكتسب المدينة
اهميتها السياحية من شواطئها الدافئة ومنتجعاتها الجميلة.
ورد ذكرها في “سفر حزقيال” في العهد القديم كاحد المدن ذات العلاقة التجارية مع صور
اللبنانية كون عدن كانت احد المحطات المهمة لتجارة التوابل الذي كان منتعشا لمدة الفية كاملة
[6]سيطرت عليها دولة بني زياد في 819م والصليحيون،[7]وعقب سقوط الدولة الصليحية استقل بنو زريع بعدن لحوالي 40 عاما،[8]تمكنت القبائل الزيدية من هزيمة الايوبيين عام 1226، الا ان عمر بن رسول مؤسس الدولة
الرسولية تمكن من صدهم فاحكم سيطرته على عدن، واستعادت المدينة مكانتها خلال ايام الرسوليين فحفروا
الابار وبنوا المدارس وانتعشت عدن تجاريا،[9]وسنوا عددا من القوانين والانظمة لتقنين التجارة في المدينة.[10]وتمكن بنو طاهر من السيطرة على عدن بعد بني رسول ويصفها الرحالة الايطالي لودوفيكو دي
فيرثاما بانها من اقوى المدن المشاهدة على مستوى الارض خلال ايام الطاهريين.[11]وتمكن الملك الظافر عامر بن عبدالوهاب من صد البرتغاليين عن عدن.[12]ومن ثم سقطت الدولة الطاهرية وبقيت سيطرتهم على عدن.[13]وبعد ذلك سيطرت الامبراطورية العثمانية على المدينة عام 1538. كان هدف الاتراك منصبا على منع
البرتغاليين من السيطرة على عدن فشهدت المدينة اياما عصيبة بالاضافة لحقيقة ان ميناء المخا اكتسب
اهمية اكبر على حساب عدن خلال القرن السادس عشر.[14]فانخفض تعداد المدينة وتحولت الى قرية صغيرة بتعداد لا يتجاوز 600 نسمة.[15]بينما كان تعدادها يقارب الثمانين الف نسمة ايام الدولة الرسولية.[16]
احتلت بريطانيا مدينة عدن في يناير 1839،[17]وانتعشت عدن من جديد بعد ثلاثمائة سنة من الركود واستوطنها تجار يهود وفرس وهنود واعتمد
الانجليز على تقسيم صارم بين المدينة والريف.[18]وخلال اربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، اصبحت عدن احد اكثر موانئ العالم نشاطا، بل كانت الثانية
في الترتيب بعد نيويورك.[19]وبقيام ثورة 14 اكتوبر عام 1963،[20]اعلنت بريطانيا انها ستخرج من عدن عام 1968 وهو ما فجر اعمال العنف بين فصائل
ما سمي بال”مقاومة” لاحتكار تقرير المصير عقب خروج الانجليز.[21][22]وكان للجبهة القومية للتحرير بقيادة قحطان الشعبي اليد العليا قبل خروج الانجليز من عدن عام
1967.[23]وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية برئاسة قحطان الشعبي واتخذت عدن عاصمة للدولة.
قامت الحركة التصحيحية باعتقال الرئيس قحطان الشعبي وادخلت العامل الايديولوجي الماركسي في جمهورية اليمن الجنوبية
الشعبية وغيرت اسمها الى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبداوا بتاميم قطاعات واسعة من الاقتصاد وبحلول
عام 1974 وضع القادة الشباب الجدد اول خطة خمسية لجميع المحافظات الجنوبية.[24]كان ميناء عدن مصدر الدخل القومي الاكبر لجمهورية اليمن الجنوبي، في يناير 1986 تمزقت عدن
بسبب تناحر فصيلين في الحزب الاشتراكي اليمني التي ادت لاندلاع الحرب الاهلية في 1986.[25]وقصفت مدينة عدن خلال الحرب من البر والجو، في 1990 قامت الوحدة اليمنية واعتبر علي
سالم البيض نائبا لعلي عبد الله صالح. بعد اربعة سنوات، قامت حرب صيف 1994 واستعادت
القوات الحكومية السيطرة على المدينة، اعقب ذلك عمليات نهب منظمة.[26]وظلت عدن في حالة ركود سياسي ل25 عاما حتى لجوء الرئيس عبد ربه منصور هادي
اليها، ومباشرة اعماله منها، ونقلت بعض السفارات العربية والاجنبية الى عدن،[27][28]التي اعلن الرئيس هادي انها عاصمة مؤقتة لليمن في 7 مارس 2024،[29]بدلا من صنعاء التي وصفها بالمحتلة من الحوثيين.[30]الا ان هذا القرار لم يكن سوى اعلانا رمزيا حيث ان تغيير العاصمة في اليمن
يتطلب تعديل الدستور، والذي ما يزال ينص على ان الاخيرة لاتزال هي العاصمة.[