مفهوم تكنولوجيا الاتصال ووسائله
شهد النصف الثاني من القرن العشرين ثورة الاتصال الخامسة حيث يمكن تمييز تطور الاتصال من
خلال خمس ثورات اساسية، تتمثل الثورة الاولى في تطور اللغة، والثورة الثانية في الكتابة، واقترنت
الثورة الثالثة باختراع الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر على يد العالم الالماني غوتنبرغ عام
1995م، وبدات معالم ثورة الاتصال الرابعة في القرن التاسع عشر من خلال اكتشاف الكهرباء والموجات
الكهرومغناطيسية والتلغراف والهاتف والتصوير الضوئي والسينمائي، ثم ظهور الراديو والتلفزيون في النصف الاول من القرن
العشرين، اما ثورة الاتصال الخامسة فقد اتاحتها التكنولوجيا في النصف الثاني من القرن العشرين من
خلال اندماج ظاهرة تفجر المعلومات وتطور وسائل الاتصال وتعدد اساليبه (الفيصل، 2007، 52).
لقد ساهمت التطورات التكنولوجية الحديثة بازالة الفوارق بين الادوات الاتصالية والحدود التي طالما فصلت بين
وسائل الاعلام المختلفة حتى اواخر السبعينيات (العلاويين، 1999، 133).
ويعتبر مجال الاتصالات اكثر المجالات التي تركت فيها الالكترونيات اثرا ملحوظا (كينج، 1992، 64)، حيث
اتاحت تكنولوجيا الاتصال الحديثة العديد من الوسائط والوسائل التي الغت الحدود الجغرافية، وقربت المسافات، وسهلت
امكانية الحصول على المعلومات من اي مكان، وتجميعها وتخزينها وبثها بشكل فوري متخطية قيود الوقت
والمساحة.
وقد تمثلت هذه المبتكرات في الاقمار الصناعية، والحاسبات الالكترونية، وخطوط الميكرويف، والالياف الضوئية والاتصالات الرقمية،
والكوابل المحورية، والوسائط المتعددة، والاتصال المباشر بقواعد وشبكات المعلومات مثل الانترنت والتليفونات المحمولة، والبريد الالكتروني
وعقد المؤتمرات عن بعد. (مراد، 2024، 435).
وللتعرف عن كثب عن تلك الوسائل التكنولوجية فلا بد من استعراض بعض المفاهيم الخاصة بالتكنولوجيا،
ومن ثم سنلقي الضوء على الوسائل التكنولوجية الحديثة فيما ياتي من مقالات.