الرفق بالحيوان هذا الكائن الجميل في تعدد مناظره واشكاله والوانه واغراضه ، وما يعبر عنه
من دروس للانسان ، وما فيه من راحة فيما يساعد به الانسان من نقله هو
او نقل اثقاله ، له حق الرحمة ايضا .
فالاسلام لا يرتضي لك ان تجيع الحيوان او تعطشه ، ولا ان تثقل كاهله فوق
ما يطيق ، ولا ان تضربه ضربا مبرحا ، وان تتيح له المجال في ان
تستريح من تعب وعناء النهار فلا تجور عليه بالعمل ليلا ونهارا .
الرفق بالحيوان فريضة اسلامية دعا اليها الاسلام منذ اربعة عشر قرنا، وقبل ان تعرف اوربا
هذا الموضوع بقرون طويلة. اذ يعتمد الاسلام مبدا الرفق في جميع شؤون الحياة، فيجعل منه
سمة للمؤمن، وعنصرا يقوي الايمان، وفضيلة تزين العمل. وفي ذلك، تروي السيدة عائشة رضي الله
عنها ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قال: «ان الله رفيق يحب الرفق في
الامر كله» (رواه البخاري مسلم). وروى مسلم بسنده عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
«ان الرفق لا يكون في شيء الا زانه، ولا ينزع من شيء الا شانه». وعن
ابي الدرداء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اعطي حظه من الرفق
فقد اعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير»
(رواه الترمذي).
وقد اكد الاسلام على الرفق بالحيوان ، وعد ذلك من ابواب الرحمة والمغفرة ، ويقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عذبت امراة في هرة لم تطعمها ولم تسقها، ولم
تتركها تاكل من خشاش الارض» (اخرجه البخاري ومسلم) فلم يجز الاسلام تعذيب الحيوان او التمثيل
به
ان دعوة الاسلام للرفق والرحمة بالحيوان هي من باب اولى دعوة لاحترام الانسان والرحمة به