موضوع عن اعمال القلوب

موضوع عن اعمال القلوب 623546




اهمية اعمال القلب


الحمد لله رب العالمين ،

وصلي الله و سلم و بارك على عبدة و رسولة الامين محمد و على الة و صحبة الطيبين الطاهرين و بعد:


فانها لفرصه عظيمه ان نلقى الضوء على جانب عظيم،
ومهم جدا جدا من جوانب الايمان،
وهو ما يتعلق باعمال القلوب التي غفل كثير من الناس عن اهميتها،
وحال هذي القلوب من التزكية،
فاذا صلحت هذي القلوب فان الحال يصبح كما فالحديث: [ان فالجسد مضغه اذا صلحت صلح الجسد كله و اذا فسدت فسد الجسد كله الا و هي القلب ] رواة البخارى و مسلم و ابن ما جة و الدارمى و احمد.
وهذا الدين انما نزل فحقيقتة لتزكيه القلوب،
ولهذا يقول صلى الله عليه و سلم انه: [ دعوه ابراهيم ] رواة احمد.
ودعوه ابراهيم هي قوله: {ربنا و ابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك و يعلمهم الكتاب و الحكمه و يزكيهم انك انت العزيز الحكيم} (129 ) سورة البقره ،

فابراهيم عليه السلام دعا الله: ان يبعث فهذه الامه ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم بهذه الاهداف.
وقد استجاب الله سبحانة و تعالى دعوه ابراهيم عليه السلام كما فقوله: }هو الذي بعث فالاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياتة و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمه ( 2 ) { سورة الجمعة ،

ونلحظ هنا ان التزكيه تقدمت على التعليم _ و لاشك ان الانسان لا ممكن ان يتزكي الا بان يتعلم الهدي الذي جاء فيه النبى صلى الله عليه و سلم _ و ذلك من باب تقديم الغايه على الوسيله التي تؤدى الى هذي الغاية،
فالاصل: هو تزكيه هذي القلوب التي هي موضع نظر الله من العبد كما فالحديث:[ ان الله لا ينظر الى صوركم و اموالكم و لكن ينظر الى قلوبكم و اعمالكم ] رواة مسلم.


حياة القلب و موته: فالحياة: حياة القلب،
والموت: موت القلب،
والمرض:مرض القلب،
و لذا نجد ايات كثيرة تتحدث عن اعمال القلوب و تبين لنا اهمية القلب فمثلا،
لما جاء الاعراب،
وقالوا: {قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا اسلمنا و لما يدخل الايمان فقلوبكم} (14) سورة الحجرات،
فالاعراب اسلموا بمعنى:حصل منهم الانقياد الظاهر،
واصل الاقرار،
والتصديق بالقلب،ولكن لم يصل القلب بعد الى ان يصبح ربما امن حقا،
فالايمان فالحقيقة هو ايمان القلب،ولهذا قال: {ولكن الله حبب اليكم الايمان و زينة فقلوبكم} سورة الحجرات ،

والتقوي كذلك هي تقوي القلب،
كما قال الله: {ذلك و من يعظم شعائر الله فانها من تقوي القلوب} (32) سورة الحج ،

ويقول صلى الله عليه و سلم:[التقوي هاهنا و يشير الى صدرة ثلاث مرات] رواة مسلم،
واحمد.والتقوي تشمل جميع اعمال الخير و البر و الصلاح،
ولاسيما اذا افردت.


اقسام القلوب: القلوب تسلم،
او تقسو،
او تمرض:


اما سلامة القلوب: فكما فقول الله: {يوم لا ينفع ما ل و لا بنون (88) الا من اتي الله بقلب سليم (89)} سورة الشعراء،
اي: خالص متجرد من الشرك،
او النفاق،
او الرياء.
ويقول الله عن سلامة القلب: {اذ جاء ربة بقلب سليم} (84) سورة الصافات،
فابراهيم عليه السلام حقق ذلك،
و لذا امر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالاقتداء به؛
لان قلبة عليه السلام سلم من الشرك،
ومن الولاء لغير الله،
ومن المداهنة،
او الرياء،
او النفاق،
فخلص،
وتجرد،
وتطهر لله و حدة لا شريك له.


واما مرض القلب: فكما قال الله: {افى قلوبهم مرض ام ارتابوا ام يخافون ان يحيف الله عليهم و رسوله} (50) سورة النور،
وقال: {فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا} (10 ) سورة البقرة،
فالقلوب اذن هي التي تطمئن،
وتسلم من المرض،
فتكون كما قال الله: {الذين امنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب} (28 ) سورة الرعد.


واما موت القلب: فانه اذا اشتد فيه المرض؛
حصل الموت،
والموت:هو القسوه كما فقول الله: }ثم قست قلوبكم من بعد هذا (74) {سورة البقره ،

وفى قوله تعالى ايضا: }فويل للقاسيه قلوبهم ( 22) {سورة الزمر


اعمال القلوب: الاعمال القلبيه كثيرة جدا جدا منها:


الوجل: كما فقوله تعالى: {والذين يؤتون ما اتوا و قلوبهم و جله انهم الى ربهم راجعون (60) {سورة المؤمنون،وفى قوله تعالى: }الذين اذا ذكر الله و جلت قلوبهم و اذا تليت عليهم اياتة زادتهم ايمانا} (2) سورة الانفال.


وهي قطعا محلها القلب ؛

و لذا يقول الله: {ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا حبونهم كحب الله و الذين ءامنوا اشد حبا} (165) سورة البقره ،

ويقول: {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم} (31) سورة ال عمران.


الاخلاص: و بالاخلاص يصبح الفارق بين المؤمنين و بين المنافقين،
فاذا اردنا ان نفرق بين المؤمنين و المنافقين فالصدق و الاخلاص اساس هذا و هما اعظم اعمال القلوب و معهما المحبه و اليقين ،

قال تعالى: {وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاه و هذا دين القيمة} (5) سورة البينة.


الاخبات: و هو دليل على كمال الانقياد و الاذعان ،

و الاخبات هو: الخضوع الكامل المطلق،
فليس لدية اي اعتراض على ما ياتى من عند الله تبارك و تعالى ،

فهو مسلم كما قال الله عز و جل: {فلا و ربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم بعدها لا يجدوا فانفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما} (65) سورة النساء.


الانابة: {وانيبوا الى ربكم و اسلموا له} (54) سورة الزمر ،

الانابه و معناها قريب من معني الاخبات،
و اناب فاللغه معناه: عاد و رجع،
فالانابة: ان يعود الانسان و يرجع الى الله رجوعا كليا متجردا خالصا لله،
يرجع عن جميع ما لدية من اهواء،
و شهوات،
ونوازع و يجعل همة هو رضاء الله.


الخشية: العلماء بالله هم الذي يخشون الله،
كما قال تعالى:}انما يخشي الله من عبادة العلماء (28){سورة فاطر ،

ولا خير فعلم لا يؤدى الى خشيه الله.


الخشوع: {الم يان للذين ءامنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق} (16)سورة الحديد.


الفرح: {قل بفضل الله و برحمتة فبذلك فليفرحوا} ( 58)سورة يونس.


كيف ضلت الامه فاعمال القلوب ؟

الصحابه رضوان الله تعالى عليهم،
والسلف الصالح،
فهموا كتاب الله تبارك و تعالى،
واقاموة علما و عملا،
علموا اهمية الاخلاص و اليقين و الصدق و المحبه و غير هذا من اعمال القلوب،
فتحققت فيهم العبوديه الكاملة لله،
وعلموا ان لا الة الا الله ليست كلمه تقال باللسان،
وعلموا ان الانسان اذا انقاد بقلبة و خضع و خشع،
فلابد ان يعمل و ان تنقاد جوارحه؛
و لذا كانت حياتهم و اقعا و ترجمة و تجسيدا لهذه الحقائق الايمانيه التي تعيشها قلوبهم.
اما فالعصور المتاخره لاهل السنه و الجماعة فانه اعتراهم قدر من الضعف،
وانحسر مفهوم شهاده ان لا الة الا الله،
ولم تعد بتلك القوه و فتلك القمه العاليه التي كانت عليها القرون الثلاثة،
و لذا كم من المسلمين و من طلاب العلم من يدرك شروط لا الة الا الله؟
وما هي شروط لا الة الا الله؟
شروطها: العلم و الاخلاص و اليقين و الصدق و القبول و المحبه و الانقياد،
اذا رجعنا لاعمال القلب التي نتحدث عنها،
ف:”لا الة الا الله” تقتضى ذلك و هذي شروطها و اساسيات الايمان.


موقف اهل البدع من اعمال القلوب


الطائفه الاولى: اهل الكلام،
فهذا هو الجوينى يقول: ان الايمان هو التصديق دون سائر اعمال القلب و الجوارح.
واذا تجرد التصديق عن العمل،
عن بقيه اعمال القلب و الجوارح؛
فانة يكون فالحقيقة علما مجردا او معرفه مجرده لا اكثر و لا اقل،
فترتب على ذلك الكلام خطر عظيم،
وهو الواقع فاحوال المسلمين اليوم،
فانهم اعتقدوا ان الكفر هو التكذيب،
ما دام ان الايمان هو التصديق،
او الصدق،
فان الكفر هو التكذيب،
فمن اعتقد ان الله حق،
وان الرسول صلى الله عليه و سلم صادق فقد صدق و هو مؤمن،
فاهملوا التوكل و الاستعانه و اليقين و الاخلاص… و غير ذلك؛
فاستعين بغير الله،
واستغيث بغير الله،
ودعى غير الله،
وعبد غير الله؛
فامتلات بلاد العالم الاسلامي بالقبور،
والاضرحة،
والمشاهد،
والمزارات،
واصبح الناس يتقربون و يطوفون و يدعون و يبتهلون و يتضرعون و يذبحون و يهدون،
وكل هذي الامور تقع،
واذا قلت: ذلك شرك،
وهؤلاء يقعون فالشرك،
قالوا: اين الشرك،
اين الكفر؟
لانهم تعلموا ان الكافر هو الذي كذب الرسول صلى الله عليه و سلم،
ولم يؤمن به،
وهذا يطوف… يدعو… يستغيث،
ويذبح لغير الله… للولي… للشيخ،
لكنة مصدق !
!!


الطائفه الثانية: و التي انحرفت انحرافا عظيما فاعمال القلوب: و هم الصوفيه و ما ادراك ما الصوفية؟
الصوفيه فالحقيقة لم يهملوا اعمال القلب،
بل انحرفوا بها انحرافا عظيما،
فهم من جنس الضالين.
فاكثر ما يدعون و يتكلمون عن اعمال القلوب،
ولكن كيف يفهمون اعمال القلوب؟
التوكل مثلا هل فهموة على حقيقته؟
ماذا يعتقد الصوفيه فالتوكل؟
هو التواكل،
التواكل،
وترك الاخذ بالاسباب: مثلا يريد ان يذهب من بغداد،
او من خراسان الى بيت =المقدس،
فيخرج فالبريه من غير زاد ،

وذلك ثقه فالله،
وتوكلا عليه،
ولا ياخذ اي شيء،
وهكذا يهيم فالصحراء… هذي الدرجه العليا من التوكل عند الصوفية،
فسبحان الله!
كيف حال الامه الاسلاميه لو كانت اخذت بذلك؟
لو اخذت بذلك؛
لتركت الاسباب،
ولتواكلت،
ولافنيت تماما،
فيفنيها التتار و الصليبيون و امثالهم،
والمقصود من ذلك النموذج بيان خلل الصوفيه ففهم اعمال القلوب كالتوكل.
ونسال الله سبحانة و تعالى ان ينفعنا و اياكم بما نسمع و نقول انه سميع مجيب.


من محاضره اهمية اعمال القلب


الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي

  • اعمال القلوب موضوع
  • ما هي اعمال القلوب
  • بحث عن اعمال القلوب
  • ماهي الأعمال القلبية
  • مشروع عن اعمال القلوب
  • من اعمال القلوب موضوع

موضوع عن اعمال القلوب