كثرة ظاهرة السرقات وما اسبابها ؟؟
انتشرت في الاونة الاخيرة ظاهرة السرقة سواء من المنازل او المحلات التجارية او من السيارات
وبشكل ملفت للنظر , وباسلوب لم نكن نعرفه من قبل , حيث كانت السرقة في
الزمن الماضي عادة تكون في اخر الليل والناس نيام , كما ان من اعتاد على
السرقة يكون خائفا يترقب , كما كانت من ابرز حيله التخفف من ملابسه ودهن جسمه
بالزيت حتى لا يتم القبض عليه بسهولة حينما كان المجتمع لحمة واحدة يطارده اهل الحي
من شارع الى شارع ومن بيت الى بيت , في وقت كان الجار له قيمة
ويعتمد عليه , كما كان التواصل موجودا في السراء والضراء , فاصحاب الحي كالجسد الواحد
, يعرفون المحتاج والمريض والمسافر , بل ان الطعام الزائد عن حاجة احدهم يصل الى
كثير منهم وياخذه بنفس مرتاحة دون ان يقول ( حنا ما لسنا شحاذين او مرميين
لكم بالشارع !) .
اقول : هذا الاسلوب الجديد هو اسلوب السرقة في وضح النهار ودون خوف او وجل,
بل ان من الطرائف التي تساق, يقال : ان سارقا دخل بيتا ولما لم يجد
شيئا , مر على اهل البيت وضربهم واحدا واحدا لانهم لم يوجدوا له شيئا يسرقه
, بل ان من العبارات التي يرددها الكثير من الناس لا يكاد يصدقها العقل ,
كما نتمنى ان تكون اضغاث احلام لا صحة لها , حيث يتكرر على السنة الناس
قصص مثل :
( وقف صاحب السيارة على الحرامي وهو يفك اطار سيارته فقال له ما ذا تفعل
قال: اسرق الاطار قال : انا صاحب السيارة قال : عارف قال : طيب ماتخاف
اشتكي على الشرطة , قال : لا قال : ليش قال : اعرف انه فيه
سجن شهرين ومائة جلدة وبعدين ! , قال : طيب اذا سرقت الاطار ما ذا
ستفعل به قال ابيعه قال : بكم قال : بمبلغ كذا قال : خذ المبلغ
ورد صواميله فاخذ المبلغ وردها بكل هدوء ! )
( وقف حرامي على صاحب البيت وهو في سرير النوم , قال له صاحب البيت
: ما تستحي قال : لا !)
( عرض على صاحب البيت المسروق مجموعة فوجد من يعرضهم عليه هو السارق )
المهم الحديث ذو شجون وصحيح ان مدينة كمدينة بريدة ( نموذجا ) يسكنها اكثر من
نصف مليون نسمة تحتاج الى ستة مراكز شرطة بدلا من المركزين الموجودين فيها , لا
سيما ,اننا نسمع انه اعتمد لها قبل فترة مركز في غربها وغادر الى مكان اخر,
كما انشئ مبنى في حي الضاحي لمركز جديد فنقلت اليه ادارة امنية اخرى , ونعلم
ان الدوريات الامنية الموجودة الان لا تغطي نصف حاجة بريدة والواقع يشهد بذلك .
لكن الاهم من ذلك هو ان القضاء على ظاهرة السرقات لا يتم عبر السجن والشدة
والحرص الزائد, لان اولادك لا تستطيع احيانا السيطرة عليهم بقوة شخصيتك ورفع صوتك بل ببث
الوعي والتهذيب والتثقيف واعطاء الثقة لمن يستحقها .
ومن هنا فان هذه الظواهر لكي يتم القضاء عليها لا بد من دراسة اسبابها وكثرتها
من خلال تحديد الفئة العمرية التي تقوم بها , وما الذي اضطرها لذلك , هل
هي الحاجة ؟ هل هو مرض نفسي ؟ هل هي اسباب اسرية ؟ وغيرها ,
ويتم ذلك من خلال الاستفادة من محاضر التحقيق التي تتم معهم من عدة جهات .