احلى مواضيع جديدة

موضوع عن الكرم والجود

موضوع عن الكرم والجود Edce2765Bf6Db214A5E44241Dd39F863

موضوع عن الكرم والجود 487

بعث معاوية -رضي الله عنه- الى السيدة عائشة -رضي الله عنها- بمال قدره مائة وثمانون
الف درهم، فاخذت -رضي الله عنها- تقسم المال، وتوزعه على الناس حتى تصدقت به كله،
وكانت صائمة، فامرت جاريتها ان تحضر لها الطعام لتفطر، فاحضرت لها الجارية خبزا وزيتا، وقالت
لها: اما استطعت فيما قسمت اليوم ان تشتري لنا لحما بدرهم؛ لنفطر عليه، وهكذا تصدقت
بهذا المبلغ الكبير، ونسيت ان تبقي درهما تشتري به طعاما لافطارها.
***
ذات يوم، احضر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مالا كثيرا الى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فساله الرسول صلى الله عليه وسلم: (ماذا ابقيت لاهلك يا عمر؟)، فيقول:
ابقيت لهم نصف مالي.
وياتي ابو بكر الصديق -رضي الله عنه- فيحضر ماله كله الى رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وعندما ساله النبي صلى الله عليه وسلم: (ماذا تركت لاولادك يا ابا بكر؟)،
فيقول: تركت لهم الله ورسوله.
***
ما هو الكرم؟
الكرم يطلق على كل ما يحمد من انواع الخير والشرف والجود والعطاء والانفاق.
وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اكرم الناس؟ قال: (اتقاهم لله). قالوا:
ليس عن هذا نسالك. قال: (فاكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل
الله) [البخاري].
فالرسول صلى الله عليه وسلم وصف يوسف -عليه السلام- بالكرم لانه اجتمع له شرف النبوة
والعلم والجمال والعفة وكرم الاخلاق والعدل ورياسة الدنيا والدين، وهو نبي ابن نبي ابن نبي
ابن نبي.
كرم الله سبحانه:
من صفات الله -سبحانه- انه الكريم، وهو الكثير الخير، الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه.

كرم النبي صلى الله عليه وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم اكرم الناس شرفا ونسبا، واجود الناس واكرمهم في العطاء
والانفاق، فقد اتاه رجل يطلب منه مالا، فاعطاه النبي صلى الله عليه وسلم غنما بين
جبلين، فاخذها كلها، ورجع الى قومه، وقال لهم: اسلموا، فان محمدا صلى الله عليه وسلم
يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. [احمد].
كما تروي عنه السيدة عائشة -رضي الله عنها- انهم ذبحوا شاة، ثم وزعوها على الفقراء؛
فسال النبي صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة: (ما بقي منها؟) فقالت: ما بقي الا
كتفها؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بقي كلها غير كتفها) [الترمذي].
اي ان ما يتصدق به الانسان في سبيل الله هو الذي يبقي يوم القيامة، ولا
يفنى الا ما استعمله في هذه الدنيا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما نقص
مال عبد من صدقة) [الترمذي].
انواع الكرم:
بما ان الكرم يطلق على ما يحمد من الافعال؛ فان له انواعا كثيرة منها:
الكرم مع الله: المسلم يكون كريما مع الله بالاحسان في العبادة والطاعة، ومعرفة الله حق
المعرفة، وفعل كل ما امر به، والانتهاء عما نهى عنه.
الكرم مع النبي صلى الله عليه وسلم: ويكون بالاقتداء بسنته، والسير على منهجه، واتباع هديه،
وتوقيره.
الكرم مع النفس: فلا يهين الانسان نفسه، او يذلها او يعرضها لقول السوء او اللغو،
وقد وصف الله عباد الرحمن بانهم: {واذا مروا باللغو مروا كراما} [الفرقان: 72].
الكرم مع الاهل والاقارب: المسلم يكرم زوجه واولاده واقاربه، وذلك بمعاملتهم معاملة حسنة، والانفاق عليهم،
فخير الاكرام والانفاق ان يبدا المسلم باهله وزوجته. قال الله صلى الله عليه وسلم: (دينار
انفقته في سبيل الله، ودينار انفقته في رقبة (اعتاق عبد)، ودينار تصدقت به على مسكين،
ودينار انفقته على اهلك، اعظمها اجرا الذي انفقته على اهلك) [مسلم]. وقال الله صلى الله
عليه وسلم: (اذا انفق المسلم نفقة على اهله وهو يحتسبها (اي ينوي عند انفاقها انها
خالصة لوجه الله)، كانت له صدقة) [متفق عليه].
فالصدقة على القريب لها اجر مضاعف؛ لان المسلم ياخذ بها ثواب الصدقة وثواب صلة الرحم.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم (القريب)
ثنتان: صدقة، وصلة) [الترمذي والنسائي وابن ماجه]
اكرام الضيف: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا
يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم
الاخر فليقل خيرا او ليصمت) [متفق عليه].
الكرم مع الناس: طرق الكرم مع الناس كثيرة؛ فالتبسم في وجوههم صدقة، كما اخبر النبي
صلى الله عليه وسلم، فقال: (لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو ان تلقي اخاك بوجه
طلق) [مسلم].
وقد قال علي -رضي الله عنه- وهو يحث على العطاء وان قل: لا تستحي من
عطاء القليل؛ فالحرمان اقل منه، ولا تجبن عن الكثير؛ فانك اكثر منه.
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (كل سلامي من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع
فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته؛ فيحمل عليها او يرفع عليها
متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها الى الصلاة صدقة، ويميط الاذى عن الطريق
صدقة) [متفق عليه]. وقال الله صلى الله عليه وسلم: (كل معروف صدقة) [البخاري].
الكرم والانفاق في حوائج المسلمين: المسلم يجب عليه ان ينفق في حوائج المسلمين، فمثلا في
وقت الحروب يجب عليه ان يكثر من الانفاق لتجهيز جيش المسلمين، وفي ازمات التعليم ينفق
في تيسير التعليم، وان كان هناك وباء او مرض مثلا، فعليه ان يتبرع بالمال مساهمة
منه في القضاء على هذا المرض، ولو علم المسلم بحاجة اخيه المسلم في بلد اسلامي
معين الى دواء او غذاء، فعليه ان يسارع الى معاونته.
فضل الجود والكرم:
* ثواب الجود والانفاق عظيم، وقد رغبنا الله فيه في اكثر من موضع من القران
الكريم، قال الله -تعالى-: {مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع
سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} [البقرة: 261].

وقال تعالى: {وما تنفقوا من خير يوف اليكم وانتم لا تظلمون} [البقرة: 272].
وقال تعالى: {الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف
عليهم ولا هم يحزنون} [البقرة: 274].
* الكرم يقرب من الجنة ويبعد عن النار، قال الله صلى الله عليه وسلم: (السخي
قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد من النار. والبخيل بعيد من
الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار) [الترمذي].
* الكرم بركة للمال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح
العباد فيه الا ملكان ينزلان، فيقول احدهما: اللهم اعط منفقا خلفا، ويقول الاخر: اللهم اعط
ممسكا تلفا) [البخاري]. وقال الله في الحديث القدسي: (انفق يا بن ادم انفق عليك) [متفق
عليه].
* الكرم عز الدنيا، وشرف الاخرة، وحسن الصيت، وخلود جميل الذكر.
* الكرم يجعل الانسان محبوبا من اهله وجيرانه واقاربه والناس اجمعين.
لكل هذه الفضائل فان المسلم يحب ان يكون كريما، قال الله صلى الله عليه وسلم:
(لا حسد الا في اثنتين: رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل
اتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها) [البخاري].
وعلى المسلم ان يدرب نفسه على خلق الكرم، ويعودها عليه منذ صغره، وعليه ان يعلم
ان المال مال الله، وانه نفسه ملك لله، وان ثواب الله عظيم، وانه يثق في
الله، فلا يخشى الفقر اذا انفق، وان يتاسى بالنبي صلى الله عليه وسلم وبصحابته في
انفاقهم، وعليه ان يكثر من الجود والكرم في جميع اوقات العام، وخاصة في شهر رمضان،
وفي الاعياد والمناسبات التي تحتاج منه الى ذلك.
البخل:
المسلم لا يتصف بالبخل؛ لانه خلق ذميم يبغضه الله -سبحانه- والناس اجمعون، وقد روي ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خصلتان لا تجتمعان في مؤمن: البخل، وسوء الخلق) [الترمذي].

جزاء البخل:
وقد ذم الله البخل من خلال ايات القران، وحذرنا منه، فقال عز وجل: {ولا تحسبن
الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما
بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والارض والله بما تعملون خبير}.
[ال عمران: 180]. وقال تعالى: {والذين يبخلون ويامرون الناس بالبخل ويكتمون ما اتاهم الله من
فضله واعتدنا للكافرين عذابا مهينا} [النساء: 37].
وجعل الله عاقبة المنفقين الفوز والفلاح؛ حيث قال: {ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون}
[الحشر: 9].
والبخل يرتد على صاحبه، فلا يذوق راحة ابدا، يقول الله تعالى: {ومن يبخل فانما يبخل
عن نفسه والله الغني وانتم الفقراء} [محمد: 38].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من البخل في دعائه، فيقول: (اللهم اني اعوذ
بك من البخل، واعوذ بك من الجبن، واعوذ بك ان ارد الى ارذل العمر) [البخاري].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث مهلكات: هوى متبع، وشح (بخل) مطاع، واعجاب المرء
بنفسه) [الطبراني]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (واتقوا الشح؛ فان الشح اهلك من كان
قبلكم..حملهم على ان سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم) [مسلم].
وقال احد الحكماء: البخيل ليس له خليل. وقال اخر: الجود يوجب المدح، والبخل يوجب الذم.
وقال اخر: طعام الكريم دواء، وطعام البخيل داء. فعلى المسلم ان يجعل الجود والكرم صفة
لازمة له على الدوام، وان يبتعد عن البخل والشح؛ حتى يفوز برضوان الله وجنته.

  • موضوع تعبير عن الكرم والجود
  • موضوع عن الكرم والجود
  • كيف كان الرسول يكرم ضيفه
  • موضوع على الكرم والجود
السابق
كلام عن الشعور بالظلم
التالي
صالون تجميل