احلى مواضيع جديدة

أكثر الاشعار اثاره التي تعبر عن النساء , وصف جسد المراة

أكثر الاشعار اثاره التي تعبر عن النساء ، وصف جسد المراة 3097 1-Png

 

 

أكثر الاشعار اثاره التي تعبر عن النساء ، وصف جسد المراة

المراة- الجسد

ان التواصل مع العالم الخارجي بنجاح قد لا يحقق للرجل السعادة المثلى، ان احساسه بالغبطة
و الاستغناء و مواجهته للعالم بايجابية قد لا يتاتى الا اذا دخل هذا الرجل في
حالة تواصل مع المراة، لذلك يعد الدخول في حالة الحب، او الخطوبة حالات علاجية ناجعة
لبعض حالات الاكتئاب او بعض اصناف الامراض النفسية التي قد يعاني منها الرجال.هكذا يسعى الراوي
لعلاج ” احمد ” الذي عانى من سجن ابيه و قهره، فيتدرج به في الاخير
الى التواصل مع الجسد الانثوي / المراة النموذج.
و قد اعتنى العرب القدماء بنمذجة الجسد، فكتبوا في معاييرها و وضعوا لها صورة تقترب
من الخيال، حتى ليشكلوا صورة التمثال المتناسق الاجزاء المضبوط المقاييس.

تشكل ” رداح ” هذا الجسد / النموذج و تنافسها فيه ” جنات “، يسافر
احمد طلبا لرداح على وجه الخصوص، مستعينا بوصف العجوز لها. و كذلك فعل ” عبد
الله ” عندما وصفت له ” يمينة ” فسعى في طلبها و رمى بنفسه في
التهلكة. و الطريف ان الراوي في مستوى الجسد / النموذج، يفاجئنا و يكسر افق توقعاتنا
الذي اعتاد على كون البطلة هي المالك الشرعي للنموذج، يخبرنا صاحب الحكاية ان هذا المطلب
يظل عزيزا، بعيدا عن المنال، فثمة امراة اخرى مختفية، جسد اخر مخبوء، يعيش في خيال
البطل، لا يسعى الى اكتشافه ايمانا منه باستحالة هذا الاكتشاف، ان الجوهر – اذن –
غائب ابدا، الحقيقة مستورة عن الاعين لا ترى و لا تدرك، موجودة في التصور، قائمة
في الاحلام.

يخبر الراوي انه على الرغم من حدوث تحقق العلاقة الحسية بين الرجل و المراة التي
يحبها او يرغب بها، الا ان المثال الاعلى للمراة يبقى غير ذي طبيعة مادية، و
كانه كتب على الرجل ان يطارد تصورا يعرف انه لن يمسكه.

طبقية الحب / طبقية الجسد:

تتبدى هذه الطبقية لاول وهلة في النصين محل الدراسة، فاحمد ابن سلطان (نبيل) و ”
رداح” امراة من طبقة عليا مخدومة في قصر، و ” عبد الله ” فارس و
سيد ابن سيد، و ” يمينة ” امراة نبيلة تعيش في قصر والدها.

و ربما تجسدت الطبقية بشكل واضح، لان نصوصنا تنزع نزوعا واقعيا، بعكس الحكاية الخرافية التي
تلتقط العجائي و السحري… حيث يمكن لراعي، الغنم ان يتزوج الاميرة عبر المرور بسلسلة من
العوائق و الحواجز التي تتاسس على كل خيالي و عجائي، و قولنا هذا لا ينفي
عن نصينا المتخيل، لانه خاصية اصيلة في القصص الشعبي خاصة.

نستمع الى مجموع الحوارات التي انجزها ” احمد ” مع ” راعي غنم رداح ”
و مع ” جنات “، ثم مع حماتها، و مع ” خادمة رداح ” و
اخيرا مع ” رداح ” لنكتشف جزئية طبقية الجسد.
بين ” احمد ” و ” الراعي “:
الراعي يرعى غنم ” رداح ” التي غطت الارض.
احمد: لم لا تكلف راعيا ؟
الراعي: انا الراعي.
احمد: و كم تتقاضى ؟
الراعي: اجري السنوي ان ارى راس خنصر صاحبة الغنم عبر النافذة.
احمد: الراعي، راعي و لو كان راكبها زرقا و سبيبها (شعرها) محني.
ان راس خنصر ” رداح ” لا يعد اجرا بقدر ما يعد غنيمة و اذا
كان هذا الحال مع راس اصبعها، فكيف سيكون مع يدها و ذراعها، اما الوصول الى
رؤية جسدها فهذا ضرب من الوهم و المرض.

ان شهوة الاكتشاف قد تستنفذ عمر و كبرياء الرجل دون ان تتحقق، و ” رداح
” السيدة النبيلة يرضى عبدها بمشاهدة راس اصبعها اجرة سنوية على رعي الغنم التي تغطي
الارض، فللعبد راس الاصبع بينما سيكون للسيد الجسد كاملا.

بين “احمد” و ” جنات “:
جنات في منزلها الذي دل الراعي احمدا عليه ( و هي تطحن القمح).
احمد: ارحي قمحك و نقيه *** و ديري منو سميد الفطاير
شكيتك انت رداح *** و درقت مني زينك يا سميد الحراير
جنات: و الله ما نفخم بزيني
و ما نزيدو بزايد
الا جيت لجنات، انا هي جنات
و الا جيت لرداح، رداح حالها بعيد
و مكانش في بنات المضارب
مدايرة من القماش صارمية
و على راسها عبروق زايد

يجدر بنا التنبيه على ان ” الراعي ” زوج ” جنات ” هو من دل
” احمد ” عليها كي توصله الى ” رداح ” اذا شاءت، و اذ ذاك
فنحن امام كسر جديد لافق توقعاتنا، اذ نكتشف ان ” جنات ” المشهورة و المذكورة
مع ” رداح ” ليست سوى زوج الراعي، و على الرغم من انتساب هذا الراعي
الى واحدة من ربات الجمال ” جنات ” الا ان ذلك لم يحقق له كمالا
فهو كما قال ” احمد “: الراعي، راعي: فثمة حواجز كثيرة تقف عائقا ضد الراعي،
من اجل الاكتمال، اخطرها انتماؤه في طبقة اجتماعية دونية، و لذلك فان حصوله على الجسد
/ المثال لا يمكن ان يقفز به على هذا العيب المتاصل في سلالة الفقراء و
رعاة ” الاغنام “، ان هذه الجزئية، تضرب عرض الحائط بالحكاية الخرافية التي تسمح للطبقات
الدنيا من المجتمع بالانتساب في المستويات العليا خاصة عن طريق النسب و التصاهر، هذه الحكاية
تحفظ لمختلف طبقات المجتمع حدودها و حقوقها.

ما يلفت النظر هنا – على مستوى الحكي – هو ان ” جنات ” زوج
الراعي، تملك هي الاخرى ” مشروع الاكتمال “، فقد خيرت احمدا بينها و بين “رداح
“، قاذا كان قد جاء في طلبها فستلبي الدعوة، و اذا كان مقصده ” رداح
” فهي عزيزة منيعة، نلاحظ هذه الدعوة التي تكاد تكون مباشرة صريحة من المراة /
من ” جنات ” لاحمد، و دعوة كهذه لن يكون مبتغاها تجاذب اطراف الحديث؛ انما
هي دعوة لاحداث ما قد يحدث بين المراة بوصفها امراة و الرجل بوصفه رجلا؛ هي
في اختصار ” دعوة للمتعة “، ما يؤكد هذا الزعم هو تنبيه ” جنات ”
على جدار الحراسة القائم بين ” رداح ” و كل من يطلبها، و النفس تحب
الركون الى الراحة، ان جمال ” جنات ” ملاحظ، هو صادم و صارخ، و هي
– اسطوريا – تختلط ب ” رداح ” و تتماهى فيها، غير ان الفارق كبير؛
فجنات في متناول اليد، بسيطة زوج راع يعتقد انه يحقق مشروع اكتماله ” بالنظر الى
راس اصبع ” رداح ” مرة كل سنة “. و اذا كان الراعي على الرغم
من دونيته يصبو نحو الجسد / المثال، فكيف يقبل ” احمد ولد السلطان ” بزوج
الراعي، التي لم يستطع احدهما ان يحقق اكتمال الاخر. و تابى الطبقية الاجتماعية على المراة
الخارقة الجمال صاحبة الجسد المثال الدخول في الطبقات العليا، و تابى على هذا الجسد ان
يتمتع بمن يعادله وسامة و جمالا، فالدم النبيل و الاصل الشريف يتابيان على من دونهما
منزلة.

تؤشر الحكاية على انتماء ” رداح ” في طبقة ارستقراطية ف ” جنات ” تقر
بانها (مدايرة من القماش صارمية) و ( على راسها عبروق زايد). ان فخامة اللباس و
وجاهة القماش لدليل كاف على انتماء صاحبه في طبقة عليا، فالترف و الفخامة دليلان على
ان صاحبهما من ” الاسياد” و عليه، لا تجوز الطبقة الاجتماعية لصاحبها النظر الى ما
دون مستواه، حتى و ان كان هذا النظر الى جسد شهواني يكاد يحاكي النموذج.

 

السابق
رسائل عيد ميلاد حزينه , عيد ميلاد حزين
التالي
كيف اعرف انه معجب بي من بعيد