احلى مواضيع جديدة

كلمات دعاء يوم عرفة

كلمات دعاء يوم عرفة 594D8B28Afe61C033F3067Dd6Eef11D1

كلمات دعاء يوم عرفة 594D8B28Afe61C033F3067Dd6Eef11D1

 

افضل الدعاء دعاء يوم عرفة

ان الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على افضل الانبياء وسيد المرسلين.

وبعد:

الحج عرفة، ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من
يوم عرفة، وانه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما اراد هؤلاء؟

وافضل الدعاء يوم عرفة، وافضل ما قال صلى الله عليه وسلم والنبيون قبله: «لا اله
الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».

يوم عرفة، يوم الحج الاكبر، هو اعظم مجامع الدنيا، فهناك تسكب العبرات، وتقال العثرات، وترتجى
الطلبات، وتكفر السيئات.

تالله انه لمشهد عظيم يجل عن الصفة، وموقف كريم طوبى لمن وقفه، فيه توضع الاثقال،
وترفع الاعمال.

فينبغي للمسلم استغلال هذه اللحظات، بالاجتهاد في العبادات، والحرص على الطاعات، والاكثار من الدعاء والذكر
والتلبية والاستغفار والتضرع وقراءة القران والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهذه وظيفة هذا
اليوم، وهو معظم الحج ومطلوبه، فالحج عرفة.

وليحذر الحاج كل الحذر من التقصير في هذا اليوم العظيم، فما هو الا اوقات قصيرة،
وساعات يسيرة، ان وفق للعمل الصالح فيها افلح كل الفلاح، وفاز كل الفوز، فكم لله
في هذا اليوم من عتقاء.

ومن اعتق من النار فاي خير لم يحصل له بذلك، واي شر لم يندفع عنه؟
فيا حسرة الغافلين عن ربهم ماذا حرموا من خيره وفضله، ان فاتهم هذا اليوم فلم
يمكنهم تداركه.

وليكثر المسلم من ذكر الله تعالى لينال السبق، سبق المفردون {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات} [الاحزاب:35]
.

ويكثر من قول ((سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، والله اكبر))، فانهن خير
مما طلعت عليه الشمس، وانهن ينفضن الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها، وهن غراس الجنة، يغرس
لك بكل كلمة منهن شجرة في الجنة، وهن منجيات ومقدمات، وهن الباقيات الصالحات.

وليحذر من الحرام في طعامه وشرابه ولباسه ومركوبه وغير ذلك، وليحذر من المخاصمة والمشاتمة والمنافرة
والكلام القبيح، «انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا، وببيت
في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحا، وببيت في اعلى الجنة لمن حسن
خلقه».

ويحذر من احتقار من يراه مقصرا في شيء، او رث الهيئة، فرب اشعث اغبر ذي
طمرين لو اقسم على الله لابره، وليحترز من انتهار السائل ونحوه.

ويجتهد في الدعاء والرغبة الى الله عز وجل، ويكثر من الذكر قائما وقاعدا، ويكرره بخشوع
وحضور قلب، ويهتم به، ويستفرغ الوسع فيه، ويواظب عليه، فلا يزال لسانه رطبا من ذكر
الله تعالى، فما شيء انجى من عذاب الله من ذكر الله، فذكر الله تعالى خير
اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخيرلكم من انفاق الذهب والورق وخير لكم من
ان يلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم.

وليكثر من كلمة: ((لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،
وهو على كل شيء قدير)).

فانها الكلمة الطيبة، والقول الثابت والكلمة الباقية، والعروة الوثقى، وكلمة التقوى، وافضل الاعمال، وافضل ما
قاله النبيون، وافضل الذكر.

وليحرص الحاج على التضرع لله تعالى، والتذلل والخشوع، والضعف والخضوع، والافتقار والانكسار، وتفريغ الباطن والظاهر
من كل مذموم، ورؤية عيوب نفسه وجهلها وظلمها وعداونها، ومشاهدة فضل ربه واحسانه، ورحمته وجوده،
وبره وغناه وحمده.

وليكن في هذا الموقف حاضر الخشية، غزير الدمعة، فرقا من ربه جل وعلا، مخبتا اليه
سبحانه، متواضعا له، خاضعا لجنابه، منكسرا بين يديه، يرجو رحمته ومغفرته، ويخاف عذابه ومقته ويحاسب
نفسه، ويجدد توبة نصوحا، وليخلص التوبة من جميع المخالفات مع البكاء على سالف الزلات، خائفا
من ربه جل وعلا، مشفقا وجلا باكيا نادما مستحيا منه تعالى، ناكس الراس بين يديه،
منكسر القلب له.

يدخل على ربه جل جلاله من باب الافتقار الصرف، والافلاس المحض، دخول من قد كسر
الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة الى سويدائه فانصدع، وشملته الكسرة من كل جهاته،
وشهد ضرورته الى ربه عز وجل، وكمال فاقته وفقره اليه، وان في كل ذرة من
ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة، وضرورة كاملة الى به تبارك وتعالى.

وانه ان تخلى عنه طرفة عين هلك، وخسر خسارة لا تجبر، الا ان يعود الله
تعالى عليه ويتداركه برحمته.
فانه اذا فرغ القلب وطهر، وطهرت الجوارح، واجتمعت الهمم وتساعدت القلوب، وقوي الرجاء، وعظم الجمع،
كان جديرا بالقبول، فان تلك اسباب نصبها الله مقتضية لحصول الخير، ونزول الرحمة، وليجتهد ان
يقطر من عينه قطرات فانها دليل الاجابة، وعلامة السعادة، كما ان خلافه علامة الشقاوة، فان
لم يقدر على البكاء فليتباك بالتضرع والدعاء قال تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فانها من
تقوى القلوب} [الحج:32].

قال ابي بن كعب رضي الله عنه: “عليكم بالسبيل والسنة، فانه ما من عبد على
السبيل والسنة ذكر الله فاقشعر جلده من مخافة الله الا تحاتت عنه خطاياه، كما يتحات
الورق اليابس عن الشجرة”.

وما من عبد على السبيل والسنة ذكرالله خاليا ففاضت عيناه من خشية الله الا لم
تمسه النار ابدا.

وان اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة.

ويلح في الدعاء، لانه يوم ترجى فيه الاجابة، ويدعو ربه تضرعا وخفية، فالدعاء الخفي اعظم
في الادب والتعظيم للرب الكريم، وابلغ في الاخلاص، وفي التضرع والخشوع، ويجتهد في الذكر والدعاء
هذه العشية، فانه ما رؤي ابليس في يوم هو فيه اصغر ولا احقر و لا
اغيظ ولا ادحر من عشية عرفة، لما يرى من تنزيل الرحمة، وتجاوز الله عن الذنوب
العظام الا ما رؤي في يوم بدر.

فينبغي للمسلم ان يرى الله من نفسه خيرا، وان يهين عدوه الشيطان ويحزنه بكثرة الذكر
والدعاء، وملازمة التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والخطايا.

ثم ليحسن الظن بالله تعالى، وليقوى رجاء القبول والمغفرة، فان الله عز وجل ارحم الراحمين
واكرم الاكرمين، واجود الاجودين، واغنى العالمين، عفو يحب العفو، غفور رحيم.

وينبغي للانسان اذا لحقه ملل او سامة، ان ينوع في العبادة، وينتقل من حالة الى
حالة، فتارة يقرا القران، وتارة يهلل، وتارة يكبر، وتارة يسبح، وتارة يحمد، وتارة يستغفر، وتارة
يدعو، او يشتغل مع اخوانه بمدارسة القران، او بمذاكرة علم، او في احاديث تتعلق بالرحمة،
والرجاء، والعبث والنشور والاخرة، حتى يلين ويرق قلبه.

وله ان يستريح بنوم او نحوه، وربما يكون ذلك مطلوبا اذا كان وسيلة للنشاط، والانسان
طبيب نفسه في هذا المكان، لكن ينبغي ان يغتنم اخر النهار بالدعاء، ويتفرغ له تفرغا
كاملا.

قال عطاء بن ابي مسلم الخرساني: “ان استطعت ان تخلو بنفسك عشية عرفة فافعل”.

اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم، وتب علينا انك انت التواب الرحيم وصلى الله
وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
دار القاسم

  • كيف يعظم المسلم يوم عرفه
السابق
رسايل حزينة
التالي
تفسير رؤية الثلج في الحلم