احلى مواضيع جديدة

انيميا الفول

انيميا الفول 19219Dbd2Ce693468D1D1B54372Ea0F8

انيميا الفول 19219Dbd2Ce693468D1D1B54372Ea0F8

انيميا الفول


يعتبر مرض انيميا الفول مرضا شائعا ينتشر في كل انحاء العالم حيث تشير التقديرات الى
اصابة حوالي 200مليون شخص حول العالم.
ينجم المرض عن عوز وراثي في انزيم G6PD وهذا ما يجعل الكريات الحمراء قابلة للتكسر
والانحلال عند تعرضها لبعض المواد المؤكسدة ومنها الفول الاخضر لذلك يدعى المرض احيانا بانيميا الفول
او الفوال favism (وبالتحديد الحالات الشديدة من المرض).

ماهو انزيم G6PD؟
– يدعى هذا الانزيم غلوكوز – 6- فوسفات دي هيدروجيناز وهو انزيم ضروري لعمل الكريات
الحمراء وسلامتها حيث يساهم هذا الانزيم في سلسلة من التفاعلات التي تتم في الكرية الحمراء
والتي تؤدي في النهاية لانتاج مادة الغلوثاثيون المرجع reduced التي تحمي الكريات الحمراء من التكسر
عند تعرضها للمواد المؤكسدة وتمنع تخربها. لذلك يؤدي نقص انزيم G6PD الى نقص انتاج الغلوتاثيون
المرجع وبالتالي فقدان الحماية عن الكريات الحمراء التي تصبح معرضة للتكسر والانحلال عند تعرضها لمواد
مؤكسدة مثل الفول وبعض الادوية.

اين ينتشر؟
– ينتشر المرض في كل انحاء العالم لكنه يتركز في اليونان وايطاليا ودول حوض البحر
المتوسط والشرق الاوسط.

انتقاله
ان مرض نقص انزيم G6PD مرض وراثي متنح مرتبط بالصبغي الجنسي X حيث يشرف على
تركيب هذا الانزيم جين (مورثة) متوضع على الصبغي الجنسي X ويؤدي حدوث خلل في هذا
الجين (الطفرة) الى نقص تركيب هذا الانزيم وقد تم تحديد وجود اكثر من 400طفرة قد
تصيب جين الانزيم ويفسر اختلاف الطفرات وكثرتها اختلاف الاعراض وشدتها.
ان مرض انيميا الفول مرض متنح اي لا يظهر المرض الا اذا اصيبت كل نسخ
الصبغي الجنسي X.
توجد عند المراة نسختان من الصبغي الجنسي X لذلك تقوم احدى النسختين بالتعويض في حال
اصابة النسخة الاخرى وهذا يفسر قلة اصابة الاناث بالمرض، اما عند الرجل فلا توجد الا
نسخة واحدة من الصبغي الجنسي X لذلك تؤدي اصابة هذه النسخة الى الاصابة بالمرض وهذا
يفسر كثرة اصابة الذكور.
ينقل الذكور المصابون المرض الى بناتهم ولا ينقلونه ابدا الى اولادهم الذكور.
اما الام الحاملة للمرض فتنقله الى ابناءها الذكور والاناث، ولا تصاب المراة عادة بهذا المرض
الا نادرا.

الاعراض
يؤدي تناول الفول او بعض انواع الادوية عند الاشخاص المصابين بنقص انزيم G6PD الى حدوث
تكسر الكريات الحمراء (الانحلال الدموي) وبالتالي يحدث فقر الدم الذي قد يكون شديدا ومهددا للحياة.

واهم الاعراض السريرية هي الشحوب والصداع والدوار والغثيان والاقياء والم الظهر والوهن والالم البطني والحمى
الخفيفة ومن الاعراض الهامة اليرقان (الصفار) وهو تلون الجلد والاغشية المخاطية (ملتحمة العين) باللون الاصفر
الناجم عن زيادة انتاج مادة البيلروبين نتيجة للتخرب الشديد للكريات الحمراء، وهذه المادة قد تكون
ضارة جدا عند الاطفال حديثي الولادة حيث يمكن لها ان تترسب داخل الدماغ محدثة مشاكل
خطيرة.

الاسباب
1- تناول بعض انواع الاطعمة وعلى راسها البقوليات بانواعها خاصة الفول الاخضر والعدس والفاصوليا والبازلاء،
ويمكن ايضا لغبار طلع الفول ان يؤدي الى نفس النتيجة.
2- بعض انواع الادوية (انظر الجدول التالي).
3- التعرض للالتهابات الفيروسية والجرثومية (مثل التهاب الكبد).
4- قد يحدث تكسر الكريات تلقائيا دون سبب واضح في بعض الحالات.

جدول يبين اهم الادوية التي قد تؤدي الى تكسر الكريات الحمراء عند مرضى عوزG6PD*
* المضادات الحيوية
– السلفوناميدات
– الكلورامفينكول
– النتروفورانتوئين
– TMP-SMX
* مضادات الملاريا
– الكلوروكين، الكيناكرين.
* فيتامين C.
* المسكنات (مثل الاسبرين)
* مضادات الاقياء (مشتقات الفينوتيازين)
* ادوية السل (مثل الايزونيازيد)
* ادوية القلب (مثل الهيدرالازين)

التشخيص
يتم التشخيص اعتمادا على القصة المرضية وفحص المريض اضافة الى اجراء بعض الفحوص المخبرية حيث
يكون هيموغلوبين الدم منخفضا والبيلروبين مرتفعا وتبدو الكريات الحمراء تحت المجهر متكسرة ومتجزاة. اما فحص
البول فيظهر وجود البيلة الخضابية. ويتم اثبات التشخيص بمعايرة فعالية انزيم G6PD في الكريات الحمراء
حيث تكون هذه الفعالية منخفضة.

المعالجة
ذا كان تكسر الكريات الحمراء شديدا ادى ذلك لحدوث فقر دم حاد وشديد عند المريض
وهذه الحالة اسعافية تستلزم نقل الدم الاسعافي تحت اشراف طبي مع مراقبة المريض عن كثب
وقد نضطر لنقل الدم اكثر من مرة، ويتم مراقبة وظائف الكلية خوفا من حدوث الفشل
الكلوي الحاد الناجم عن انحلال الدم الشديد.

الوقاية
ان الوقاية هي اساس تدبير هذا المرض الوراثي، فطالما كان المريض بعيدا عن الاطعمة والادوية
المسببة لتكسر الدم كانت اموره سوية تماما لذلك فان تثقيف المريض واهله (ان كان المريض
صغيرا) من الامور الاساسية حيث لابد من التاكيد على طبيعة المرض الوراثية وانه ليس مرضا
معديا، كما يتم تزويد المريض واهله بقائمة الاطعمة والادوية والمواد الاخرى التي يجب ان يتجنبها
لمنع حدوث تكسر الدم، ومن الامور الهامة ايضا ضرورة تذكير الطبيب دوما بوجود نقص انزيم
G6PD عند المريض حتى يراعي ذلك عند وصف الدواء.

كلمة اخيرة:
مرض نقص انزيم G6PDمرض شائع في منطقتنا العربية وهو مرض وراثي ينقل عن طريق الوراثة
المرتبطة بالصبغي الجنسي X، يؤدي المرض لحدوث الخلال دموي عند تناول بعض انواع الاطعمة (الفول،
الفاصوليا) والادوية، ويتظاهر ذلك بالشحوب واليرقان والبيلة الدموية.
يجب تثقيف المريض واهله حول طبيعة هذا المرض ولابد من الابتعاد عن كل الاطعمة والادوية
والمواد الاخرى التي قد تسبب تكسر الدم لان ذلك هو السبيل الوحيد للوقاية من هذا
المرض.

السابق
هل الجنين ينام في بطن امه
التالي
بنات عالم حواء