يضيف غانم ان اغلب الرجال الذين يعانون من وسواس صغرحجم القضيب، يكون لديهم في واقع
الامر عضوا ذكريا مقبولا ومتوسط الحجم.
تعود شكوى هذه الرجال الى حالة نفسية تسمى “اضطراب تشوه الانطباع الذاتي” (Body Dysmorphic Disorder)،
وهي عباره عن وسواس ان يكون للشخص صورة غير واقعية عن جسده الفعلي، وتخيله ان
شكل جسمه غير سليم او مشوه مقارنة مع الاخرين. ينطبق ذلك على نظرة الكثير من
الرجال فيما يتعلق بحجم قضيبهم.
الرجال خائفون
تشيع حاليا مخاوف صغر حجم العضو الذكري بشكل عام، وخاصة في الشرق الاوسط، وفقا للدكتور
غانم. يقول الدكتور غانم ان هناك الكثير من الرجال الذي يتوجهون الى عيادته في جامعة
القاهرة، ويشكون بانهم يشعرون منذ فترة المراهقة بتوتر شديد اثر صغر حجم القضيب لديهم.
اغلب هؤلاء الرجال الذين يزورون عيادة الدكتور غانم غير متزوجين او شباب صغار في السن،
ويراودهم قلق بشان ممارسة الجنس للمرة الاولى مع شريكاتهم، وتجدهم يتخوفون من هذه التجربة لانهم
يظنون ان لديهم عضو ذكري صغير الحجم.
تاثير على الحياة الجنسية
تراود بعض الرجال المتزوجين الاكبر سنا ايضا مخاوف مشابهة، وفقا للدكتور غانم.
“كثيرا ما يعترفون لي بان مشكلة صغر العضو الذكري قد لازمتهم طيلة حياتهم. وعند استفساري
حول ما اذا كان ذلك يؤثر على حياتهم الجنسية، يجيبونني عادة بالنفي. وعندما اتساءل حول
راي الزوجة بهذا الخصوص، يقولون بان الزوجة لا تعرف بان حجم العضو يعد صغيرا!”
الاغلبية لديها حجم متوسط
في غضون عامين، توجه الى عيادة الدكتور غانم 250 شخصا ممن كانوا مقتنعين بان لديهم
عضو صغير الحجم. وفي واقع الحال، تبين ان النسبة العليا منهم (98%) كانوا مخطئين في
تقدير حجم قضيبهم.
اذن ما هو الحجم الطبيعي؟ تتوافق استنتاجات الدكتور غانم مع المعايير العالمية في هذا الصدد.
“ان الحجم الطبيعي للعضو الذكري يتراوح انتصابه بين 7 و 17 سم. اما الحجم المتوسط
فيصل الى 12 سم. لقد اكتشفنا انه في اغلب الحالات التي يشكو فيها الرجال من
صغر حجم العضو الذكري، يتبين في الواقع ان حجمه يصل الى متوسط او اكثر قليلا!”.
هل من اذان صاغية؟
هنالك نسبة ضئيلة من الرجال الذين يعانون من صغر القضيب (2 سم) لكنها حالات نادرة
جدا كما يقول الدكتور غانم. وينطبق الحال على بعض الحالات مثل القضيب المحجوب او المخفي،
الناتج عن الختان الزائد عن حده، ويمكن علاج ذلك من خلال الجراحة.
وقد يتوقع المرء السعادة التي قد تغمر المتوجهين الى عيادة الدكتور غانم فور سماعهم ان
لديهم عضوا ذكريا طبيعي الحجم. “في واقع الامر يصعب اقناعهم بذلك”، “لذلك يسمى هذا الوسواس
ب “اضطراب التشوه الجسمي””.
جراحة
يقول الدكتور غانم “انه فعلا وسواس. فهؤلاء الرجال يستشيرون طبيب بعد الاخر حتى يقعوا ضحية
في ايدي مروجي عمليات تكبير القضيب عبر الانترنت، الذين يدعون بامور لن تتحقق، او يتوجهون
الى شخص ينسج لهم وعودا براقة حول جراحة تكبير القضيب”.
“حتى الان ليس لدينا دلائل مثبتة تشير الى امكانية تكبير القضيب اكثر من سنتمتر واحد
او اثنين. لعلهم يتوقعون بان يجدوا عضوهم اكبر بخمسة او عشرة سنتمرات!”.
المواد الاباحية
كيف توصل جميع هؤلاء الى حقائق مغلوطة فيما يتعلق بالوضع الطبيعي؟ “يعود ذلك الى الثقافة
الشائعة” وفقا للدكتور غانم. ان الرجال يشيرون دوما على صعيد الفكاهة الى حجم القضيب، ويتشكل
لديهم الانطباع بان الحجم هو في غاية الاهمية.
غانم: “عندما تسالهم ما هو الحجم الطبيعي، يخبرونك انه 20 سم او خرافات اخرة مضللة
لا اساس لها من الصحة. وقد اخبرني بعضهم انهم انتبهوا في غرف التغيير اثناء الرياضة
مثلا ان لاصدقائهم عضو اكبر حجما. مثل هذه التصورات لا اساس لها من الصحة”.
“احيانا يحدث ذلك لانهم يعتقدون ان ما يرونه في المواد الاباحية هو الامر الطبيعي. نحاول
ان نشرح لهم انه ربما يتم اختيار فناني الدعارة لان لديهم اعضاء تتجاوز الحد الطبيعي!”
معرفة اساسية
لحسن الحظ، تمكن الدكتور غانم من اقناع اغلب المتوجهين الى عيادته ممن يعانون من اضطراب
التشوه الجسمي ووسواس صغر حجم القضيب انهم طبيعيين. مفتاح الحل، بحسب تجربته، يكمن في جعلهم
يشعرون بانك تتفهم مشاعرهم بجدية.
وغالبا ما يبدا الدكتور غانم بقياس حجم القضيب للتاكد من مدى توافقه مع الحجم الطبيعي.
وبعد ذلك، يبدا بافادة معرفتهم الاساسية فيما يتعلق بالشؤون الجنسية.