لم تكن المراة الرومانية باحسن حالا من غيرها النساء، فقد كانت نظرة الاحتقار والتشاؤم، هي
الاساس في التعامل مع المراة الرومانية، ذلك التعالم الذي اهدر ادميتها و كرامتها وانسانيتها، فقد
كانت بمثابة العار، الذي يحاول صاحبه الخلاص منه بشتى السبل، فقد كانت المراة الرومانية حبيسة
القصور والدور، لا تعرف شئ عن المجتمع حولها، حيث تعيش في عزلة دائمة عن المجتمع،
لا علاقة لها الا مع الاباء او الازواج او الابناء، هذا وقد كان شعارهم في
التعامل مع النساء ابان حضارتهم: ان قيد المراة لا ينزع، ونيرها لا يخلع.
ومن ذلك قول كانوا المشهور:
NUNGUAM EXIVTUR SERVITMS NULIEBRIS(1)
فقد كانت السلطة في الاسرة الرومانية كلها للاب، فاذا مات انتقلت لابنه، اما المراة فهي
حبيسة هذا الظلم للابد، ويقتضي زواج المراة انتقالها من عائلتها الاصلية الى عائلة زوجها، وتعتبر
ميتة بالنسبة لعائلتها الاصلية، وكانت المراة تدخل عائلة زوجها بوصفها بنتا له، فتنقطع كل صلتها
برب اسرتها، وتنفصل عن ديانتها الاصلية، وتسقط جميع حقوقها من ارث ووصاية، وترث من زوجها
باعتبارها اختا لاولاده منها، وكان للزوج حق بيعها وطلاقها وعقابها. (2) الزواج والطلاق في جميع
الاديان: الشيخ/ عبد الله المراغي ص 616
فلقد كانت المراة في ظل عقيدة الرومان، كما كانت في ظل عقيدة اليونان، بل ربما
كانت في منزلة اقبح، وذلة اقدح، نظرا لان قدماء الرومان، كانوا يعتقدون ان المراة اداة
لاغواء، ووسيلة لخداع، وافساد قلوب الرجال، يستخدمها الشيطان لاغراضه الشيطانية، ومن هنا شاعة نظرة الاستذلال
والاستحقار للمراة، بل انهم كانوا يفرضون عليها عقوبات متنوعة شتى، ياباها الضمير الانساني، ويحرمها العقل
البشري.
هذا ويروي لنا التاريخ الروماني قصة المؤتمر الكبير، الذي انعقد في رومية- حيث تم بحث
شئون المراة – وانتهي الى اتخاذ القرارات التالية:
· ان المراة موجود ليس لها نفس ( شخصية انسانية ) ولهذا فانها لا تستطيع
ان تنال الحياة في الاخرة.
· يجب على المراة الا تاكل اللحم، وان لا تضحك، وحتى يجب عليها ان لا
تتكلم.
· ان المراة رجس من عمل الشيطان، ولهذا فانها تستحق الذل والهوان في المجتمع.
· على المراة ان تقضي كل حياتها في طاعة الاصنام وخدمة زوجها.