الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى اله واصحابه اجمعين .
اما بعد، فهذه فتاوى للعلماء الربانيين تتعلق بامور الجماع واستمتاع الزوجين ببعضهما البعض، اضعها بين
يدي الاخوة المتزوجين في ( ملتقى اهل الحديث ) من باب التفقه في الدين، وقد
قال نبينا صلى الله عليه وسلم : ( من اماثل اعمالكم اتيان الحلال )،
ولا اضعها من باب مقولة ( لا حياء في الدين) – قال ابو معاوية البيروتي
: ورايت احد الكتاب يذكر المقولة في كتاب مطبوع في دار طويق / الرياض منسوبة
للنبي صلى الله عليه وسلم !! والله المستعان !! -، بل من باب قول النبي
صلى الله عليه وسلم : ( ان الله لا يستحيي من الحق )، ومقولة (
لا حياء في الدين ) ليست على اطلاقها، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
( الحياء لا ياتي الا بخير )، وقالت امنا عائشة : (نعم النساء نساء الانصار،
لم يكن يمنعهن الحياء ان يتفقهن في الدين) .
وسئل ***** : محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( في محاضرة اللقاء الشهري) عن
هذه المقولة فقال :
اما قوله “لا حياء في الدين” فالاحسن ان يقول: ان الله لا يستحيي من الحق،
كما قالت ام سليم رضي الله عنها:
(يا رسول الله! ان الله لا يستحيي من الحق، فهل على المراة من غسل اذا
هي احتلمت؟)
اما “لا حياء في الدين”
فهذه توهم معنى فاسدا؛
لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال: (الحياء من الايمان) فالحياء في الدين
من الايمان، لكن غرض القائل: “لا حياء في الدين” يقصد انه لا حياء في مسالة
الدين، اي: في ان تسال عن امر يستحيا منه، فيقال: اذا كان هذا هو المقصود
فخير منه ان يقول: ان الله لا يستحيي من الحق. اه .
وسئل ***** محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله ( نشرت في مجلة الاصالة ) :
السؤال:ما مدى صحة القول{ لا حياء في الدين }؟
الجواب:
نجد دليل مثل هذا القول في –ان فهم صوابا- كلمة ماثورة في (صحيح مسلم) وهو
قول السيدة عائشة رضي الله عنها:” رحم الله نساء الانصار، لم يمنعهن حياؤهن ان يتفقهن
في الدين”، ولكن هذا القول يحتاج الى التقييد، لان الاقوال الماثورة يفسر بعضها بعضا، فنقول:
اذا قيلت هذه الكلمة بمناسبة بحث علمي، سؤال او في سياق التفقه في الدين، او
وضعت في مكان مناسب فهي صحيحة، اما ان يقال: “لا حياء في الدين “من غير
تقييد،فلا؛ لان “الحياء من الايمان” كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم .