فوائد الصدق ومفاسد الكذب
عبده قايد الذريبي
الحمد لله مستحق الحمد واهله، يجزي الصادقين بصدقهم من رحمته وفضله، ويجازي الكاذبين فيعاقبهم ان
شاء بحكمته وعدله، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في حكمه،
واشهد ان محمدا عبده ورسوله افضل خلقه، صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه.
اما بعد:
فان الصدق دليل الايمان ولباسه، ولبه وروحه؛ كما ان الكذب بريد الكفر ونبته وروحه، والسعادة
دائرة مع الصدق والتصديق، والشقاوة دائرة مع الكذب والتكذيب.
والصدق من الاخلاق التي اجمعت الامم على مر العصور والازمان، وفي كل مكان، وفي كل
الاديان، على الاشادة به، وعلى اعتباره فضله، وهو خلق من اخلاق الاسلام الرفيعة، وصفة من
صفات عباد الله المتقين؛ ولذلك فقد وصف الله نبيه محمدا – صلى الله عليه وسلم
– بانه جاء بالصدق، وان ابا بكر وغيره من المسلمين هم الصادقون، قال – تعالى
-: (والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون) [الزمر: 33].
كما ان التحلي بالصدق كان من اوليات دعوته – صلى الله عليه وسلم -، كما
جاء مصرحا بذلك في قصة ابي سفيان مع هرقل، وفيها: ان هرقل قال لابي سفيان:
((فماذا يامركم؟)) يعني: النبي – صلى الله عليه وسلم -، قال ابو سفيان: ((يقول: اعبدوا
الله وحده ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول اباؤكم، ويامرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة))[رواه
البخاري ومسلم].
كما ان الصدق سمة من سمات الانبياء والمرسلين، وجميع عباد الله الصالحين، قال -تعالى- عن
خليله ابراهيم على نبينا وعلى جميع الانبياء الصلاة والسلام: (واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان
صديقا نبيا) [مريم: 41].
وقال عن اسحاق ويعقوب: (ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا ) [مريم:
50].
وقال عن اسماعيل: (واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا )
[مريم: 54].
وقال عن ادريس: (واذكر في الكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا ) [مريم: 56].
وقال عن صحابة رسوله الاخيار: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من
قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) [الاحزاب: 23].
وقد انزل الله في شان الصادقين معه ايات تتلى الى ان يرث الله الارض ومن
عليها، فقد ثبت عن انس ان عمه انس بن النضر لم يشهد بدرا مع رسول
الله – صلى الله عليه وسلم -، فشق ذلك على قلبه، وقال: اول مشهد شهده
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غبت عنه، اما والله، لئن اراني الله
مشهدا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليرين الله ما اصنع! قال:
فشهد احدا في العام القابل، فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا ابا عمر، الى اين؟
فقال: واها لريح الجنة! اني اجد ريحها دون احد، فقاتل حتى قتل، فوجد في جسده
بضع وثمانون ما بين رمية وضربة وطعنة، فقالت اخته الربيع بنت النضر: ما عرفت اخي
الا ببنانه، فنزلت هذه الاية: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) [الاحزاب: 23][رواه
البخاري].
ويكفي الصدق شرفا وفضلا ان مرتبة الصديقية تاتي في المرتبة الثانية بعد مرتبة النبوة؛ قال
الله – تعالى -: (ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ) [النساء: 69].
وقد امرنا الله بان نتحلى بهذا الخلق العظيم، وان نكون مع الصادقين، فقال – تعالى
-: (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) [التوبة: 119].
وجاء في حديث ابن مسعود – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله
عليه وسلم – انه قال: ((عليكم بالصدق؛ فان الصدق يهدي الى البر، وان البر يهدي
الى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، واياكم والكذب؛
فان الكذب يهدي الى الفجور، وان الفجور يهدي الى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى
الكذب حتى يكتب عند الله كذابا))[رواه البخاري ومسلم].
ولم يامر المولى -تبارك وتعالى- عباده بالتحلي بالصدق، الا لما في ذلك من الثمرات الفريدة،
والفوائد العديدة، التي تعود على الصادقين في الدنيا والاخرة، ومن ذلك:
اولا: الصدق اصل البر، والكذب اصل الفجور، كما في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه
وسلم- انه قال: ((عليكم بالصدق؛ فان الصدق يهدي الى البر، وان البر يهدي الى الجنة،
ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، واياكم والكذب؛ فان الكذب
يهدي الى الفجور، وان الفجور يهدي الى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى
يكتب عند الله كذابا))[رواه البخاري ومسلم].
ثانيا: انتفاء صفة النفاق عن الصادقين؛ ففي الصحيحين عن انس بن مالك قال: قال رسول
الله – صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث من كن فيه كان منافقا: اذا حدث
كذب، واذا وعد اخلف، واذا اؤتمن خان))[رواه البخاري ومسلم].
ثالثا: تفريج الكربات، واجابة الدعوات، والنجاة من المهلكات، كما يدل على ذلك قصة اصحاب الغار
التي اخرجها البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر عن النبي – صلى الله عليه وسلم
-، وفيها انه قال بعضهم لبعض: ((…انه والله يا هؤلاء، لا ينجيكم الا الصدق، فليدع
كل رجل منكم بما يعلم انه قد صدق فيه))، فدعا كل واحد منهم ربه بما
عمله من عمل صدق فيه لله، واخلص له فيه، فكان ان جاء الفرج، ففرج لهم
فرجة بعد اخرى، حتى خرجوا من تلك المحنة.
قال الربيع بن سليمان:
صبر جميل ما اسرع الفرجا *** من صدق الله في الامور نجا
من خشي الله لم ينله اذى *** ومن رجا الله كان حيث رجا
ويحكى ان هاربا لجا الى احد الصالحين، وقال له: اخفني عن طالبي، فقال له: نم
هنا، والقى عليه حزمة من خوص، فلما جاء طالبوه وسالوا عنه، قال لهم: ها هو
ذا تحت الخوص، فظنوا انه يسخر منهم فتركوه، ونجا ببركة صدق الرجل الصالح.
ويروى ان الحجاج بن يوسف خطب يوما فاطال الخطبة، فقال احد الحاضرين: الصلاة، فان الوقت
لا ينتظرك، والرب لا يعذرك، فامر بحبسه، فاتاه قومه وزعموا ان الرجل مجنون، فقال الحجاج:
ان اقر بالجنون خلصته من سجنه، فقال الرجل: لا يسوغ لي ان اجحد نعمة الله
التي انعم بها علي، واثبت لنفسي صفة الجنون التي نزهني الله عنها، فلما راى الحجاج
صدقه، خلى سبيله.
ونرى في سيرة السلف الصالح حرصهم الشديد على الصدق، فهذا الشيخ عبدالقادر الجيلاني يقول: عقدت
امري منذ طفولتي على الصدق، فخرجت من مكة الى بغداد لطلب العلم، فاعطتني امي اربعين
دينارا لاستعين بها على معيشتي، وعاهدتني على الصدق، فلما وصلنا ارض همدان، خرج علينا جماعة
من اللصوص، فاخذوا القافلة كلها، وقال لي واحد منهم: ما معك؟ قلت: اربعون دينارا، فظن
اني اهزا، فتركني وسالني اخر، فقلت: 40 دينارا، فاخذهم مني كبيرهم، فقال لي: ما حملك
على الصدق؟ فقلت: عاهدتني امي على الصدق، فاخاف ان اخون عهدها، فاخذت الخشية رئيس اللصوص،
فصاح وقال: انت تخاف ان تخون امك، وانا لا اخاف ان اخون عهد الله؟ ثم
امر برد ما اخذوه من القافلة، وقال: انا تائب على يدك، فقال من معه: انت
كبيرنا في قطع الطريق، وانت اليوم كبيرنا في التوبة، فتابوا جميعا بسبب الصدق.
رابعا: التوفيق لكل خير، كما يدل عليه قصة كعب بن مالك في تخلفه عن تبوك،
كما في البخاري ومسلم، وفيها ان النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لكعب:
((ما خلفك؟ الم تكن قد ابتعت ظهرك؟))، قال: قلت: يا رسول الله، اني والله، لو
جلست عند غيرك من اهل الدنيا، لرايت اني ساخرج من سخطه بعذر، ولقد اعطيت جدلا
– اي: فصاحة وقوة في الاقناع – ولكني والله، لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث
كذب ترضى به عني، ليوشكن الله ان يسخطك علي، ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي
فيه – اي: تغضب علي فيه – اني لارجو فيه عفو الله، والله ما كان
لي عذر، والله ما كنت قط اقوى ولا ايسر في حين تخلفت عنك، قال رسول
الله – صلى الله عليه وسلم -: ((اما هذا، فقد صدق))، فلما صدق مع الله
ومع رسوله، تاب الله عليه، وانزل فيه وفي صاحبيه ايات تتلى الى قيام الساعة، فقال
– تعالى -: (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة
من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم
) [التوبة: 117] الى قوله: (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )
[التوبة: 119][رواه البخاري ومسلم].
خامسا: حسن العاقبة لاهله في الدنيا والاخرة؛ قال – صلى الله عليه وسلم -: ((ان
الصدق يهدي الى البر، وان البر يهدي الى الجنة))[رواه البخاري ومسلم].
سادسا: ان الصادق يرزق صدق الفراسة، فمن صدقت لهجته، ظهرت حجته، وهذا من سنة الجزاء
من جنس العمل؛ فان الله يثبت الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والاخرة، فيلهم
الصادق حجته، ويسدد منطقه، حتى انه لا يكاد ينطق بشيء يظنه الا جاء على ما
ظنه، كما قال عامر العدواني: \”اني وجدت صدق الحديث طرفا من الغيب، فاصدقوا\”.
سابعا: ثقة الناس بالصادقين، وثناؤهم الحسن عليهم، كما ذكر الله – عز وجل – ذلك
عن انبيائه الكرام: (وجعلنا لهم لسان صدق عليا ) [مريم: 50].
والمراد باللسان الصدق: الثناء الحسن؛ كما فسره ابن عباس.
ثامنا: البركة في الكسب، والزيادة في الخير، فعن حكيم بن حزام – رضي الله عنه
– قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((البيعان بالخيار ما لم
يتفرقا – او قال: حتى يتفرقا – فان صدقا وبينا، بورك لهما في بيعهما، وان
كتما وكذبا، محقت بركة بيعهما))[رواه البخاري ومسلم].
تاسعا: استجلاب مصالح الدنيا والاخرة؛ قال – تعالى -: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم )
[المائدة: 119].
عاشرا: راحة الضمير وطمانينة النفس؛ قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((الصدق
طمانينة، والكذب ريبة))[رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح].
الحادي عشر: التوفيق للخاتمة الحسنة؛ لما ثبت في الحديث الذي اخرجه النسائي وغيره عن شداد
بن الهاد – رضي الله عنه – ان رجلا من الاعراب جاء الى النبي –
صلى الله عليه وسلم – فامن به واتبعه، ثم قال: اهاجر معك؟ فاوصى به النبي
– صلى الله عليه وسلم – بعض اصحابه، فلما كانت غزاته، غنم النبي – صلى
الله عليه وسلم -، فقسم وقسم له، فاعطى اصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم،
فلما جاء دفعوه اليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النبي – صلى الله
عليه وسلم -، فاخذه فجاء به الى النبي – صلى الله عليه وسلم -، فقال:
ما هذا؟ قال: ((قسمته لك))، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على ان ارمى
الى هاهنا – واشار الى حلقه بسهم – فاموت فادخل الجنة، فقال: ((ان تصدق الله
يصدقك))، فلبثوا قليلا، ثم نهضوا الى قتال العدو، فاتي به الى النبي – صلى الله
عليه وسلم – يحمل، قد اصابه سهم حيث اشار، فقال النبي – صلى الله عليه
وسلم -: ((اهو هو؟))، قالوا: نعم، قال: ((صدق الله فصدقه))، ثم كفنه النبي – صلى
الله عليه وسلم – في جبته التي عليه، ثم قدمه فصلى عليه، وكان مما ظهر
من صلاته: ((اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك فقتل شهيدا، انا شهيد على ذلك)).
الثاني عشر: الثناء في الملا الاعلى؛ لقوله – صلى الله عليه وسلم -: ((حتى يكتب
عند الله صديقا))[رواه البخاري ومسلم].
الثالث عشر: الفوز بالجنة والنجاة من النار، قال – تعالى -: (هذا يوم ينفع الصادقين
صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا – رضي الله عنهم –
ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم )[المائدة: 119].
وقد سئل النبي – صلى الله عليه وسلم -: ما عمل الجنة؟ فقال: ((الصدق))[رواه احمد].
الرابع عشر: الفوز بمنزلة الشهداء، قال – عليه الصلاة والسلام -: ((من سال الله الشهادة
بصدق، بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه))[رواه مسلم].
وغير ذلك من فوائد وثمرات الصدق مع الخالق، ومع الخلق، ومع النفس.
وفي المقابل: امر الله بتجنب الكذب، وحذر منه؛ لما فيه من المفاسد، ومن ذلك:
اولا: الكذب من خصال المنافقين، ففي الحديث عن ابي هريرة عن النبي – صلى الله
عليه وسلم – قال: ((اية المنافق ثلاث: اذا حدث كذب، واذا وعد اخلف، واذا اؤتمن
خان))[رواه البخاري ومسلم].
ثانيا: من تكرر منه الكذب حتى صار عادة، يكتب عند الله في صحائف الكذابين، وهذا
من اقبح واشنع ما يكون، كما في الحديث: ((وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله
كذابا))[رواه البخاري ومسلم].
فالمرء لا يرضى ان يصنف من قبل اهله واصحابه في قائمة الكذابين، فكيف يرضى ان
يكون عند خالقه كذلك؟
ثالثا: الكاذب قد يرد صدقه؛ لان الناس لا يثقون بكلامه، قال ابن المبارك – رحمه
الله تعالى -: \”اول عقوبة الكاذب من كذبه انه يرد عليه صدقه\”[رواه ابن ابي الدنيا].
خامسا: جملة من مفاسد الكذب، ذكرها ابن القيم – رحمه الله – فقال: \”وكم قد
ازيلت بالكذب من دول وممالك، وخربت به من بلاد، واستلبت به من نعم، وتعطلت به
من معايش، وفسدت به مصالح، وغرست به عداوات، وقطعت به مودات، وافتقر به غني، وذل
به عزيز، وهتكت به مصونة، ورميت به محصنة، وخلت به دور وقصور، وعمرت به قبور،
وازيل به انس، واستجلبت به وحشة، وافسد به بين الابن وابيه، وغاض بين الاخ واخيه،
واحال الصديق عدوا مبينا، ورد الغني العزيز مسكينا، وكم فرق بين الحبيب وحبيبه، فافسد عليه
عيشته، ونغص عليه حياته، وكم جلا عن الاوطان، وكم سود من وجوه، وطمس من نور،
واعمى من بصيرة، وافسد من عقل، وغير من فطرة، وجلب من معرة، وقطعت به السبل،
وعفت به معالم الهداية، ودرست به من اثار النبوة، وخفيت به من مصالح العباد في
المعاش والمعاد، وهذا واضعافه ذرة من مفاسده، وجناح بعوضة من مضاره ومصالحه، الا فما يجلبه
من غضب الرحمن، وحرمان الجنان، وحلول دار الهوان، اعظم من ذلك، وهل ملئت الجحيم الا
باهل الكذب الكاذبين على الله وعلى رسوله وعلى دينه، وعلى اوليائه، المكذبين بالحق حمية وعصبية
جاهلية؟ وهل عمرت الجنان الا باهل الصدق الصادقين المصدقين بالحق؟ قال – تعالى -: (فمن
اظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق اذ جاءه اليس في جهنم مثوى للكافرين *
والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون * لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك
جزاء المحسنين) [الزمر: 32 – 34]\”[مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والارادة (2/74)].
اسال الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا من الصادقين مع الخالق ومع الخلق، ومع
النفس، في جميع احوالنا واقوالنا وافعالنا، وان يصرف عنا الكذب انه ولي ذلك والقادر عليه،
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى اله وصحبه اجمعين.