احلى مواضيع جديدة

هروب من الواقع

هروب من الواقع 0F985945F5E402Eaf23B4B78F12Bc562

هروب من الواقع 20476

انفصام الشخصية… هروب الانسان من الواقع  

: هناك حالتان متناقضتان تماما في شخصية المريض بالفصام: الاولى في حالة التخدر والجمود نضع له
يده على اذنه مثل المتحدث في الموبايل، او نوقفه على قدم واحدة مثل اللقلق، يبقى
في تلك الوضعية الصعبة لمدة طويلة جدا تتجاوز الساعات، والثانية فانه ينقلب من الجمود التام
الى وضع هجومي فيقتل دون تصميم او تنبيه، اذ قد يهجم على طبيبه او معالجه..
ومن هو امامه ليخنقه، او قد يكلم شخصا وهميا ويحادثه. هو في ذلك كله يظن
ان الشخص موجود بالفعل، او معالجه شيطان يسعى لقتله، لذلك فهو ينفذ كل ما يخطر
في باله وما يرد في فكره دون وعي ولا تحكيم ارادة وعقل.

اشد ما يميز المريض بالفصام هو فقدانه العلاقة مع عالم الواقع، اذ يصبح غريبا عن
واقعه ومحيطه وكانه يعيش في محيط خاص به لا يمت بصلة لعالم الناس الذين هم
حوله، هكذا فانه يعيش في عالمه بشكل لا مبال، فيبدو جامدا دون حراك، مطيعا، منقطعا
كالتمثال، او كالاصم الابكم.

يلاحظ عليه انه يعيش حلما داخليا، قل ان تجعله الحوادث المحيطة والوقائع الخارجية يعود للواقع
بل بالعكس يبقى بعيدا عما حوله ويزول وعيه بالحقيقة، بل ان وعيه بنفسه وشخصيته يصبحان
معدومين تماما.

يطلقون عليهم في مجتمعاتنا المحلية استخفافا، رعاية، يبدون فقراء حال، يجوبون الشوارع والطرقات، يتحدثون مع
انفسهم..

اذا شئنا وصف سلوكه الشخصي لوجدنا انه يقوم احيانا عديدة ببعض الحركات الغريبة او التشنجات
اللا طبيعية. فوق ذلك فالمريض بالفصام يهمل حاجياته الاساسية الغذائية منها والبيولوجية المختلفة فلا الطعام
ولا المحافظة على الحياة ولا غريزة البقاء تبقى ذات فعالية وتاثير في سلوكه ومتطلباته ودوافعه.

اسباب المرض

تظهر اعراضه على الشخص، يحصل هذا الجنون بين سني الثالثة عشرة والثلاثين. يكون الشخص ممتازا
او طبيعيا عاديا وفجاة تبدو عليه غرابة في السلوك فيضحك او يبكي بشكل لا سوي
وبدون سبب او يتوه في حالات جمود وانطواء او يقوم ببعض الحركات الغريبة اللا مالوفة…
شيئا فشيئا يفقد الاحاسيس والعواطف تجاه اهله وزملائه ومحيطه فيصبح كل شيء لديه جامدا، لا
يهمه ولا يثيره ولا ينتبه له، فلا عواطف ولا محبة ولا بغض ولا تفضيل. ينقطع
تماما عن الواقع والمحيط ثم تبدو عليه حالات الهلوسة ويهمل حاجياته ونفسه وبيته وذويه.

من اسباب هذا المرض ما هي عضوية كالهزال البدني والاضطرابات في الغدد الجنسية.   ان المراة
عندما تصاب به ينبت الشعر في وجهها، بعكس ما يحصل لدى الرجل عندما يقع فيه.

الا ان الاسباب النفسية عديدة في هذا المجال، قد تكون هي الاساسية، منها وضع الشخص
العادي في مواقف فوق طاقاته النفسية وقدراته او امكانياته: تكليف الانسان، مثلا، ان يقوم بعمل
شاق عليه او لا يحبه ولا يطيقه اولا يستطيع القيام به كالسجين والعاطل عن العمل
والمديون..بمعنى ثان، الانسان اذا وضع في حقل او مجال اقوى منه واصطدم به واحس بضعفه
تجاهه فان (الانا) هنا تقع في اضطراب انفعالي ومشاكل نفسية انفعالية. قد لا يجد هذا
الصراع حلوله الا في المرض النفسي العصبي اولا ثم العقلي فيما بعد. ان تكليف النفس
ما لا في وسعها قد يؤدي، مع وجود عوامل عديدة، الى الوقوع فيما يسميه علم
النفس بهذيان العظمة او جنون الاضطهاد حيث يقول الشخص عن نفسه انه احدى الشخصيات العظيمة
ولطالما نسمع من يقول انه الرئيس او الزعيم الفلاني او ما اشبه. اما في هذيان
الاضطهاد فيعتقد المريض انه ملاحق من قبل هذا او ذاك، يودون قتله او ازعاجه، ملاحقته
واضطهاده فيعيش تحت وطاة هذه الاعتقادات القسرية والموجهة بقوة لوعيه وسلوكه.

اذن، ان تكليف الشخص، ما لا طاقة ولا قدرة له عليه قد ينهي صراعه مع
وضعيته الاجتماعية النفسية هذه بان يقع في الفشل، وسقوطه في حل هو الهروب من الواقع
اي من وضعيته المذكورة الى عالم الخيال حيث يعيش كما يحلو له بلا متاعب ولا
مضاعفات، في الوهم، في الحالات اللاسوية والمرضية، في المرض العقلي.

العلاج الطبي والنفسي يوجد في المصحات العقلية

البدني: يقوم اولا على تقوية الصحة العامة داخل المستشفيات والصدمات الكهربائية او اجراء جراحة في
الدماغ او العلاج بالانسولين لكون دم المريض فيه نسبة السكر تزداد.

العلاج النفساني: هو ايضا نافع ولازم، يقوم على احياء الثقة بنفس المريض، وتوطيد العلاقة مع
المعالج النفسي، تعويده على ان يقوم بعمل سهل في حدود امكانياته ليلحظ نجاحه، لكي نضعه
في جو يشعر فيه انه ناجح وذو اهمية وتقدير، عمل له منافعه، تبرز فيه امكانياته
وشخصيته المحترمة، انه شخص قادر يؤدي دورا في بيئته.

ان اعادة تاهيل المريض يقوم هنا على اعادة تلاؤمه مع بيئته وخلق التوازن معها. بهذا
يتخلص من الاضطرابات ومن عالم الوهم والانزواء من عالم الهروب من الواقع. هذا في سبيل
ان ينتقل الى احساسه بالثقة بنفسه وبامكانياته ضمن بيئة تقدره، تحتاج اليه، حيث تتوفر الطمانينة
والراحة له.

اللجوء للطبيب النفسي او العقلي شيء يجب ان يكون مثل اللجوء للطبيب البدني: اي، بلا
توهم ولا خجل، لا عيب مطلقا من ذلك. ان تقدم علم النفس والطب العقلي والنفسي
لمن اهم العوامل المكونة لسعادة الانسان،سلامته العصبية، النفسية والعقلية.

 

السابق
تحميل اناشيد عماد رامي mp3
التالي
كاتو بالشوكولاته