احلى مواضيع جديدة

هل الحب من الله

هل الحب من الله 9F39D1505709A001A7441E812125Cceb

هل الحب من الله 9F39D1505709A001A7441E812125Cceb

الکاتب : اسرة البلاغ

– ما معنى الحب؟

اذ قلت اني احب الشيء او الشخص الفلاني، فماذا تعني بقولك (احبه)؛ تعني واحدا من
الامور التالية، او كلها:

1- جعلت قلبي معرضا لحبه.

2- اثرته على غيره.

3- ملت له ميلا شديدا.

4- طلبت القرب منه.

5- اطعته واتبعت اوامره.

وحب الشيء او الشخص يكون احد ثلاثة انواع:

1- (محبة لذة) كحب الرجل للمراة والمراة للرجل.

2- (محبة نفع) كحب المال، فنحن نحب المال لا لاوراقه النقدية او قطعه المعدنية، بل
لما يحقق لنا من منافع، ويلبي لنا من احتياجات.

3- (محبة فضل) كمحبة العلماء والادباء والمحسنين.

– ما معنى حب الله؟

كل المواصفات الخمس في تعريف الحب تنطبق على حبنا لله، ونوعان من انواعه تصح وتصدق
عليه، وهما: (محبة النفع) و(محبة الفضل)، فالله تعالى النفاع الذي بيده الخير وهو على كل
شيء قدير، والله ذو الفضل والانعام والمن والاحسان، والله تعالى يحب لذاته لانه مجمع الكمالات.

وحب الله ينقسم الى قسمين:

ا- (محبة الله تعالى للعبد): من خلال ايجاده وتربيته، وتغذيته، وحراسته، ولطفه به واحسانه، واكرامه
وانعامه عليه، وهدايته الى سبل الخير ومنحه السعادة في الدنيا والاخرة: وهذا (حب عام).

وهناك حب خاص للصالحين والمخلصين من عباده كالتوابين والمتطهرين.

ب- (محبة العبد لله تعالى): بطلب الزلفى (التقرب والتودد) اليه، وطاعته وعبادته، والاستجابة لاوامره، والانتهاء
عن نواهيه، وعمل ما يقرب منه ويزيد الحضوة عنده، وحب كل من يحبه الله عز
وجل. يقول النبي الاكرم (ص): “احبوا الله لما يغذوكم من نعمه، واحبوني لحب الله”!

وعرف بعضهم حب الله سبحانه بالقول: هو عاطفة ايمانية تتمثل في:

ا- الميل النفسي الى الله تعالى.

الاستعداد الدائم للانس والالتذاذ بلقائه.

ويرتكز هذا الحب – بحسب الدراسات النفسية التحليلية – على (حب الذات) الذي يمتد بها
الى حب خالقها، فاصدق حب الذات هو حبها لله، لانها بذلك تطلب لنفسها الخير والصلاح
والاستقامة والنجاة في القيامة، وبمعنى اخر فانك بحبك لله تعالى تحقق لذاتك ما يلي:

1- التمتع بفيض نعمه وبركاته وتوفيقاته.

2- السلامة من الاثام والشرور، لان منهجه يبعدك عن كل ذلك.

3- بلوغ اعلى درجات الكمال، فحبه تعالى متنامي، اي ينمو باستمرار، وياخذ دائما صيغة الاعلاء
والترقي والسمو.

4- الانس بالافاق المعنوية الرحبة التي تنتجها حالات التقرب منه والتودد اليه.

5- الفوز برضوانه وجنته في ختام الرحلة الحياتية.

– التعبير عن الحب:

الاعراب او الافصاح عن مشاعر الحب يتخذ ثلاثة اشكال متكاملة، وهي:

ا- التعبير اللفظي.

ب- التعبير القلبي.

ت- التعبير العملي.

في التعبير اللفظي تنطلق كلمات الحب – كماء النبع – متدفقة من (الجوف) الى (السطح)..
من قرارة النفس الى الشفتين، وفي حب الله والتعبير عنه من لدن المحب، ويتجلى ذلك
في (الدعاء) و(الذكر) و(الشكر) وفي (المناجاة) بصفة عامة.

وفي التعبير القلبي يتحرك الاحساس بعمق الحب وشدته ليبث لواعج الشوق، والشعور باللطف والامتنان، والادراك
الداخلي لقيمة المحبوب وقيمة كل ما يرتبط به.

في (الذكر) حتى لو لم تتلفظ لكلمات الذكر المعهودة، وخطر لك شيء من عظمة الله
وقدرته، فانت ذاكر.. والذكر (طاقة).

وفي (الشكر) حتى لو لم تنطق بكلمات الشكر المعروفة، وجال في ذهنك شيء من لطف
الله وفضله ونعمته، فانت شاكر.. والشكر (طاقة).

وفي (النية) حتى ولو لم تتفوه بما تنوي عمله، وكنت قصدت عمل شيء واستحضرت ذلك
في نفسك، وعقدت العزم على تنفيذه، فانت قد نويت، والنية (طاقة).

هذا هو التعبير التقريبي للحب القلبي او التعبير عن الحب القلبي.

واما التعبير العملي عن الحب، فهو ارقى درجات التعبير عن الحب، لانه يجمع التعبيرين السابقين.
وزيادة: هو لفظي، قلبي، ومتحرك في الخارج ايضا.. هو (بلورة) و(تجسيد) لتلك المشاعر المتراكمة في
ينبوع القلب، والسائلة على اللسان والشفتين، والمعبر عنها بافعال حية توصل الى المحبوب رسائل الحب
حارة، دفاقة، مشعرة بمدى ما ينطوي عليه ضمير المحب او داخله من اشواق ومودة وعرفان.

في الحب الالهي العملي:

تمسيدة راس اليتيم.. حب.

ايصال الصدقة (الاحسان) الى مستحقه من غير ان يعلم من تصدق عليه، وحتى مع علمه..
حب.

التحية على كل من تلقاه لمن تعرف من الناس وممن لا تعرف.. حب.

قضاء حاجة محتاج، حتى ولو بان تدله على من يقضيها له.. حب.

الاستماع الى شكوى مشتك، حتى ولو لم تحل له مشكلته.. حب.. وان كنت قادرا على
حلها، فذلك حب اكبر.

توجهك للعمل في سبيل الله – ايا كان حجمه – حب.

استجابتك لاوامر القيادة الصالحة.. حب.

وقوفك بين يدي الله – في اية ساعة من ساعات نهارك او ليلك، داعيا، ومصليا،
وذاكرا، ومتضرعا.. حب.

خدمتك لاهل بيتك.. لجيرانك.. لزملائك.. للمسنين.. للضعفاء من الاطفال والنساء.. حب في حب.. مساحة الحب
اوسع من ان تحدد.

– الحبيب المثالي:

لو سالنا انفسنا السؤال البديهي التالي:

نحن نحب من؟

– مهما تعددت الاجابات عن السؤال، واختلفت زوايا النظر اليه، فانها لا تتعدى الاجابات التالية:

نحن نحب من؟

1- من يحسن الينا ابتداء، وله الفضل علينا في اكثر من مجال.

2- من يسامحنا ويصفح عنا اذا اخطانا بحقه، ويرحم نقاط ضعفنا.

3- من يتفقدنا في جميع الاحوال: في الصحة والمرض، في الفقر والغنى، في الغياب والسفر…
الخ.

4- من يعلمنا ما لا نعلم، ويرشدنا الى ما يصلحنا، ويهدينا الى ما خير لنا.

5- من يقابل اساءتنا بالاحسان.

6- من يعطينا اكثر من استحقاقنا، واحيانا بدون استحقاق، ويضاعف لنا العطاء على العمل الصغير.

7- من يمتلك صفات ومواصفات جديرة بالحب والانجذاب والتعلق.. صفات كمال نفتقر اليها، ويمكن ان
نستكمل بها نقصنا من خلال الاقتداء بها.

8- من لا يقطع الصلة معنا حتى ولو قطعناها معه.

9- الصادق معنا دائما في اقواله وافعاله ووعوده.

10- الذي لا يتخلى عنا في الشدائد والمازق والمواقف الحرجة.. لا يخذلنا ولا يسلمنا الى
الاعداء، وينصرنا اذا احتجنا الى النصر، ويغيثنا اذا استغثناه.

11- الذي يكون معنا اينما كنا: في اليقظة والنوم، والانكسار والانتصار، والوحدة والجمع.. في السجن،
وفي الحرية.. حيثما نكون.

12- من يؤنسنا ويسعدنا بصحبته.. لا يملنا ولا يعرض بوجهه عنا، متى اتيناه راينا بابه
مفتوحا ويديه مفتوحتين.. لا يتعذر عن مقابلة، ولا يقصر في الاستجابة لطلب.

ان حبيبا بهذه المواصفات العالية لا يوجد في دنيا الحب الا في نموذجين اثنين فقط
لا غير:

الاول: الله تبارك وتعالى بما يحمل من اسماء حسنى وصفات جلال وكمال وجمال هي عين
ذاته، اي انها (مطلقة).. كل منها مكتنز بمعناه حد الامتلاء.

الثاني: من تحول من الناس الى حقيقة هذه الاسماء والصفات، متخلقا بها، ومتوسلا بها للوصول
الى الغاية القصوى للكمال، ليكون من اهل الله، واحبائه، واصفيائه، وعماله وجنوده وحزبه، اي ان
غاية الحب بالنسبة لغير الحبيب المثالي هي بلوغ درجة (التخلق باخلاقه)

  • هل الحب من طرفواحدإبتلاء
السابق
نكت تموت
التالي
ماسك الحلبه لنفخ الخدود