ثمة مشهد عماني بات دارجا في الفترة الاخيرة، وتحديدا في شوارع المشاة وفي الطرق الفرعية
في مناطق عمانية راقية، وهو اصطحاب الحيوانات الاليفة من كلاب او قطط، غير ان ما
اعاد الظاهرة تحت المجهر هو اقتياد هذه الحيوانات من قبل مراهقين لا يفلحون كثيرا في
السيطرة عليها، ما يتسبب في مرات في حدوث ارتباك لدى المارة او “فوبيا” لبعضهم.
ما يزال الاكاديمي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، مندهشا امام ظاهرة اقتياد الكلاب الى شوارع
المشاة العمانية، وهو من خبر المجتمع الغربي لاعوام طويلة، بيد انه لم يشهد تفشي ظاهرة
الازعاج الانفة مثلما هي في الاردن الان. يقول “في الغرب، يصطحب المعظم حيواناته الاليفة الى
نزهة يومية، بيد ان السيطرة عليها تكون واضحة، كما يتم اختيار طرق معينة للناي بها
عن احراج البعض او التسبب في الازدحام”.
يستذكر موقفا ونقيضه، حين يقول “في مرة كنت امشي واذ بكلب تقتاده سيدة اميركية يركض
نحوي، غير انها بمجرد صراخها عليه من على بعد امتار توقف تماما عن الحراك، الا
ان النقيض يحدث هنا؛ اذ في شارع الرينبو على سبيل المثال تكرر الموقف مرار بان
يشد الكلب صاحبه في الوجهة التي يريدها وفي مرة كان ذلك بين الجالسين على احد
مقاهي الرصيف”.
تعلق على ما سبق دكتورة علم الاجتماع عصمت حوسو، قائلة “تندرج الظاهرة الانفة تحت مسمى
التقليد؛ اذ الثقافة العربية والاسلامية تحض على الرفق بالحيوان غير ان اقتناء الكلاب والقطط واصطحابها
للاماكن العامة من دون السيطرة الكلية عليها لم يكن يوما جزءا من الثقافة العربية والمحلية”.
تقول بان العرب قديما كانوا يحتفظون بالحيوانات التي تشكل مصدرا غذائيا داخل المنازل، غير ان
ذلك تطور حين انشئت الحظائر، اما الظواهر الاخيرة من اقتياد الكلاب والقطط فهو بحسبها “محض
تقليد للغرب، ورغبة في اظهار ان من يقتاد الحيوان الاليف هو من ضمن الطبقة البرجوازية
في المجتمع”.
تستدرك حوسو بان التعميم قد يكون جائر؛ معللة “ثمة من يقتنون هذه الحيوانات كي تؤنس
وحدتهم، بل انها تقوم لدى البعض مقام الابن او الشريك”، غير انها تصنف على اساس
الصرعة او الموضة الاجتماعية في الغالب، وتحديدا لدى اولئك الذين يقتنونها على الرغم من تكلفة
معيشتها العالية والتي قد توازي دخل اسرة في مرات.
هذا واحجمت المهندسة في امانة عمان الكبرى شتورة العدوان عن التعليق على المسالة عند سؤالها
عنها؛ اذ اجلت الاجابة مرارا، ومن ثم اغلقت هاتفها المحمول