شخصية الانسان تتشكل عندما يولد، وتؤثر فيها في ما بعد البيئة والوضع الاجتماعي، وبالتالي فان
تكوينها يتبع الظروف، التي تمر عليها، وهذا ما يحصل بالنسبة للمراة، فقد تشاء الظروف ان
تكون قوية الشخصية نتيجة الدراسة والعمل والتجارب الحياتية القاسية التي تمر بها، ورغم ان هذه
الصفات تعد، نظريا، من الميزات التي يمكن ان يفتخر بها اي انسان، وان وجدت في
المراة فهي لبنة اساسية لاسرة سليمة، فان الواقع يشير الى تجنب الكثير من الرجال الاقتران
بهذه النوعية من النساء، عندما يفكرون في الزواج؛ فغالبا ما تهاب هذه الشخصية
قوة المراة في ضعفها
“لا يبحث الرجل عن المراة، التي تكون ندا له، وتنافسه وتتحداه، وتستعرض بطولاتها امامه، وتعانده،
وتشعره بعدم حاجتها اليه، وانها تستطيع ان تكمل مسيرة حياتها من دونه».
يقول احمد الملك، موظف، ويضيف: «غير ان الوقت الحاضر شهد الكثير من الاختلاف في عقليات
الازواج، فقد بدانا نشاهد العديد منهم يريدونها مشاركة وفاعلة في الحياة الاسرية، وادارة المنزل، وتحمل
الاعباء في حالة سفر الزوج او مرضه، وهذا يتطلب قوة في الشخصية، واتخاذ القرارات”.
محمد بونواف، موظف، يرى ان معظم الرجال يحبون او يميلون للمراة، التي تجمع القوة والضعف
بالوقت نفسه، بحيث تكون قوية مع الاخرين وضعيفة امامه، اي القوة الايجابية لا القوة السلطوية
المزعجة، بمعنى ان الرجال يفضلون الزوجة العاقلة، التي تملك تجربة واعية وناضجة في الحياة، تزيد
من انوثتها ورجاحة عقلها، “حين يرفض الرجل الزواج من صاحبة الشخصية القوية، فهو لا يرفضها
بمعناها الحقيقي، وانما يرفض فيها اثارتها للمشكلات، وحبها السيطرة، واستعلاءها على زوجها وكونها سليطة اللسان”.
يوضح طيب احمد، موظف، ويضيف: «ان المفهوم الحقيقي للزوجة ذات الشخصية القوية، يكون في مشاركتها
لزوجها في مشاريعه وافكاره وقراراته، فالحياة اليوم اصبحت معقدة، وصعبة للغاية، لهذا اصبحت المسالة احتياج
اكثر من تفضيل، فهناك حاجة ملحة للرجل في ان يجد من تقف معه، ليستمد منها
القوة بصلابة رايها، وحين تكون صارمة في المواقف الجدية».
يفضل سعيد محمد الكتبي، موظف، المراة الضعيفة على المراة صاحبة الشخصية القوية، فهو يرى ان
الاخيرة تتسبب في خلق المشكلات ووقوع الصدام، ويصعب عليها تمرير اخطاء الزوج من دون نقاش
وجدال، بينما الشخصية الضعيفة لا تتدخل في حياة الزوج حتى لو اهانها او اهملها، ولا
تناقشه في ابسط امور حياتهما.
علي فالح الكندري، رجل اعمال، يقول: «لقد فر رجال من زوجاتهم ذوات المناصب العليا والمكانة
الاجتماعية المرموقة، والمؤهلات العلمية العالية، الى سيدات اقل منهن بكثير بدرجة التعليم والثقافة والمكانة والمنصب،
وسمعنا عن هروب السيد من زوجته البروفيسورة الى احضان الخادمة،عندما اشعرته باحتياجها له، وبرجولته وقوته
وضعفها امامه! لانه يبحث عن انثى، ولا يبحث عن رجل، ينافسه ويفرض سيطرته عليه بمسمى
قوة الشخصية” .
يتحدث حسام مصطفى، موظف، عن تجربته الشخصية ويقول: «زوجتي تمتلك شخصية قوية، لان والدها يعمل
ضابطا، ووالدتها تعمل بالتدريس، وكلاهما مهنتان تحتاجان الى شخصية قوية، كما انهما تحتاجان ايضا كثيرا
من الصرامة والانضباط» ويضيف: «زوجتي ورثت الشخصية القوية، وهذا ربما يكون سبب انبهاري بها، واعجابي
بشخصيتها، فيوما بعد اخر يزداد اعجابي، واسعد كلما انفعلت امامي، سواء كان انفعالها كان موجها
لي او لغيري. وقوتها لا تعني انني مطيع الى ابعد حد، وانما في بعض الاحيان،
فما اعظم ان تكون المراة قوية، تستطيع ان تتحمل الماسي، وظروف الحياة الصعبة، وبالتالي تحمل
عنك، ولا شك في ان ضعفها مهم ومطلوب في مواطن اخرى” .
حواء: قوة الشخصية ميزة جيدة
لمى العالم، موظفة، تقول: «الزوجة الناجحة هي التي تستطيع ان تجعل زوجها يشعر بانه افضل
رجل على وجه الارض، كذلك يجب ان تستخدم ذكاءها، بعدم التحدث عن النجاحات التي تحققها
امام زوجها، خاصة اذا كان اقل منها، حتى لا يشعر بالغيرة، وتتحول حياتهما الى جحيم،
فمعشر الرجال غريبو الاطوار خاصة مع بنات حواء” .
نور طربوش، موظفة، تؤكد ان قوة الشخصية عند المراة ليست عيبا، فالزوجة مهما كانت محاسنها
لا بد ان تحظى بشخصية قوية امام زوجها والاخرين، ولكن عليها ان تكون ذكية في
تعاملها مع زوجها تحديدا، فتعرف متى تكون قوية معه، ومتى تكون ضعيفة، وبحاجة اليه، الا
انه وللاسف الشديد فان اغلبية الرجال يفضلون الارتباط بالمراة، التي تشعرهم برجولتهم، وبضعفها”.
” اغلبية الازواج يفضلون ان تجمع المراة بين الشخصيتين، بحيث تكون قوية مع الاخرين وضعيفة
امامه».
توضح علياء الطنيجي، ربة بيت، وتضيف: «زوجي يطلب مني ان اطيعه طاعة عمياء، وان اكون
خاضعة لقراراته من دون نقاش او جدال، كما يطلب مني ان اكون اما قوية، ومتشددة
في تربية ابنائي، ولكن من المهم ان اكون قوية في تاثيري في حياة زوجي من
الناحية الايجابية، واعني هنا رجاحة العقل والمشاركة الفعالة مع الزوج” .
شيخة السويدي، طالبة جامعية، تقول: «الوسطية شيء مهم في الحياة، فلا يمكن ان يتعامل احد
الزوجين بتسلط، فلو ان كلا منهما تعامل بالدور المنوط له، لسارت الحياة بشكل جيد، فقد
يتسلط الرجل على زوجته باعتباره رجلا، وهو من بيده الامر، ولكن من غير المقبول ان
تتسلط المراة على زوجها، والخضوع للمراة القوية نوع من الضعف، فهناك من الرجال من يريدون
ان يعوضوا اشياء حرموا منها في حياتهم، من خلال الزواج بامراة قوية، ويشعرون بمتعة في
الخضوع لها” .
” المراة قوية الشخصية مصدر اعجاب من كل الشباب، ولكن المؤسف انهم كثيرا ما يخلطون
ما بين القوية الشخصية والمتسلطة».
توضح لمياء عبيد طارش، موظفة، وتضيف: «عندما يصل الامر الى مرحلة الزواج، نجدهم يبحثون عن
الضعيفة، التي يطويها تحت جناحه، والتي تشعره دوما بضعفها، فاعتقادهم ان صاحبة الشخصية القوية متسلطة،
لذلك يخافون ويخشون الارتباط بها، فالرجل الشرقي معروف عنه ميله لحواء المستكينة والمطيعة”.
المعنى الصحيح لقوة الشخصية
الكثير من الرجال قد يجدون ان الزواج من المراة ذات الشخصية القوية نوع من التحدي
لرجولتهم، وسيطرتهم على المنزل، هذا ما يجزم به ابراهيم الخطيب، استشاري نفسي، بينما يعتبرون العمل
معها راحة، لانهم يستطيعون الاعتماد عليها، وتوجد مجموعة اخرى من الرجال يعتبرون الزواج من سيدة
قوية الشخصية عاملا مساعدا لهم في التقدم الى الامام في العمل والمنزل والحياة، فهي مكملة
لهم وليست ندا.
تشير بدرية الحوسني، استشارية اسرية، الى اهم عناصر قوة الشخصية عند الزوجات، التي يفضلها الازواج
بالاجماع، واهمها: ان تكون واثقة بنفسها، بحيث لا تفتح مجالا للمشكلات الزوجية الناتجة عن الغيرة،
او التي لا تلح على الزوج في طلب التاكيد على حبه لها، كذلك يفضلون الزوجة
المستقلة برايها وفكرها، فلا تسمح لاي احد بالتدخل في حياتهما بشكل سلبي او التاثير في
شخصيتها فتمنع بذلك التدخلات الهدامة. وتضيف: «من المهم عند الازواج ان تكون الزوجة ذكية في
تصرفاتها مع شريك حياتها، فتستطيع مخاطبة قلب الزوج في الوقت الذي يحتاج اليها بجانبه، فتشعره
بحبها من دون ان تتكلم، ولا ننسى ان الرجال يحبون الزوجة الصبورة والكتومة، فمن اهم
صفات القوة هي الصبر على الشدائد مع الزوج من دون كلل او افشاء لضيق وسوء
الحال، والاعظم من ذلك كله يحتاجون للزوجة الحنونة والرومانسية القريبة من القلب والجميلة في العين
دائما وابدا”.