احلى مواضيع جديدة

امة محمد يوم القيامة

امة محمد يوم القيامة Imgres319
امة محمد يوم القيامة 6173
هنا سؤال يرد على الاذهان: لماذا امة محمد محمد صلى الله عليه وسلم اكثر الامم
يوم القيامة، واكثر من يدخل الجنة، ففي الحديث: «ولما عرضت الاممعلى النبي محمد صلى الله
عليه وسلم قال: رايت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه احد،
اذ رفع لي سواد عظيم فظننت انهم امتي، فقيل: هذا موسى وقومه، ولكن انظر الى
الافق، فنظرت فاذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر الى الافق الاخر، فاذا سواد عظيم، فقيل:
هذه امتك» [رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس].
الشاهد من هذا الحديث ان سبب كثرة امتنا يوم القيامة بمعجزة القران، فلماذا لا ندعو
الناس اليه، وان اكثر الناس ما ضل الا لما اعرض عن القران، فقد رغب الله
في كتابه فقال: }فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى{ [طه: 123]، وفي الحديث: «ما
من الانبياء نبي الا كان له من المعجزات ما امن عليه البشر، وانما كان الذي
اتيته وحيا اوحاه الله الي، فارجو ان اكون اكثرهم تبعا يوم القيامة».
وقد يتساءل سائل فيقول: نحن نقرا القران وحلقات القران موجودة ومدارس تحفيظ القران موجودة ولم
ينتفعوا به؟
والجواب: قد ورد هذا السؤال على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فماذا كانت
الاجابة: اخرج الامام الترمذي عن ابي الدرداء قال: كنا مع النبي محمد صلى الله عليه
وسلم فقال: «هذا اوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء»، فقال
زياد بن لبيد: كيف يختلس منا العلم وقد قرانا القران، فوالله لنقرانه ولنقرانه نساءنا وابناءنا،
فقال: «ثكلتك امك يا زياد، ان كنتلاعدك من فقهاء المدينة، هذه التوراة والانجيل عند اليهود،
فماذا تغني عنهم»، وعند احمد: «لا يعملون بشيء مما فيهما»فنحن بحاجة الى امرين:
الامر الاول: ان الكثير يقرا القران ولكنه لا يتدبره، وقلبه غائب ساه لاه، فحاله كحال
الارض التي تحيا بالمطر ولم ينزل عليها المطر، فلو كان في السماء سحب ورعد وبرق
ولم ينزل المطر فهل تحيا الارض؟
الاجابة واضحة، وكذلك من يقرا القران بفمه ولا يتدبره قلبه فهو كالسحب التي لم تمطر؛
لان القران لم يتجاوز الحناجر، كيف وقد قال محمد صلى الله عليهوسلم «اللهم اجعل القران
ربيع قلوبنا»؛ وعليه، فالمطلوب اولا حضور القلب، والفهم، ولا يحصل الا بالتدبر والرجوع الى التفاسير،
فمن تامل القران وفتح قلبه انتفع، والا لا.
الامر الثاني: الحرص على العمل به، لانه اذا حفظ القران – وهذا امر مطلوب استحبابا،
وطيب – ولكن هل عمل بما حفظ؟! فان حفظ ولم يعمل كان له خصما يوم
القيامة «رب حملته اياي فبئس الحامل، تعدى حدودي وضيع فرائضي، وركب معصيتي، وترك طاعتي، فلا
يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال: شانك به»، وفي الحديث «القران حجة لك او عليك»
[رواه مسلم].
لكن لماذا المسلمون اليوم يقرؤون القران ولم ينتفعوا به؟ لانهم لم ياتوا بالشروط، فقد اهتموا
بالترتيل والتجويد والحفظ وتركوا العمل به.
لكن كيف كان اخذ الصحابة للقران؟ كانوا ياخذون القرانمرتبا، واخذوه اخذا كاملا لا ناقصا، فلا
يتجاوز الواحد منهم عشر ايات حتى يتعلم تلاوتها وعلمها والعمل بها، فتعلموا العلم والعمل معا.
فما من عبد يقرا القران بتدبر وعلم الا ويذهب الله عنه الشبهات والشهوات ويثبت قلبه
على الحق والهداية.
الثالث: حب السنة وكثرة قراءة السيرة؛ لان الله قال: }وكلا نقص عليك من انباء الرسل
ما نثبت به فؤادك{ [هود: 120]، فثبت الله بقصص الانبياء فؤاد رسوله، فكيف بقصة خيرهم
وسيدهم؟! فاقرا سيرته العطرة، ومواقفه الجلية، فما من حادثة تمر بك الا وتجد لك اسوة
في سيرة رسول الله محمد صلى اللهعليه وسلم
فهذه السيرة تغنيك عن الترهات والاوهام، وهذه المصائب التي تعيشها الامة، فان الله ابتلاها ولا
يرفع عنها الذلة والبلاء حتى ترجع الى دينها، كما في حديث التبايع بالعينة «اذا تبايعتم
بالعينة ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا الى
دينكم» [رواه مسلم].
وخصوصا في هذه الازمنة التي اشتدت فيها الغربة، فاعتز يا هذا بدينك واثبت على سبيله،
قال الامام الشاطبي: «هذا زمان الصبر، من لك بالتي كالقبض على الجمر، فتنجو من البلاء؟».

واعلم اننا في زمان الغربة فطوبى للغرباء، فمن تامل احوالنا فقد اصبحنا في زمن اتباع
الهوى، وفقد المعين، وعز من تلوذ به من الموحدين. بيعت فيه الذمم ودارت فيه رحى
الفتن والحروب، وانتشر المنافقون، وترادفت الضلالات؛ فالموحد الصادق اليوم اعز من الكبريت الاحمر. وليس للمؤمن
فيه مجيب ولا قابل لما يقول، بل بلي المؤمنون بكل منافق مفتون، واستحكمت الغربة.
ولكن انك ان كنت غريبا فان الله يرحم الغرباء، ما عمل فيه عامل الا ضاعف
الله له اجر عمله، ففي الحديث: «للعامل فيه اجر خمسين» قالوا: منا او منهم؟ قال:
«بل منكم؛ لانكم تجدون اعوانا على الخير ولا يجدون»، فطوبى للغرباء.
وان سالت عن الغرباء من هم؟ فقد اجاب عن ذلك الصادق المصدوق، ففي مسند احمد
والطبراني عن ابن عمرو قال: قال رسول الله محمد صلى الله عليهوسلم: «طوبى للغرباء» قلنا:
ومن الغرباء؟ قال: «قوم صالحون قليل في قوم سوء كثير، من يعصيهم اكثر ممن يطيعهم»،
وفي لفظ: «الفرارون بدينهم يبعثهم الله مع عيسى ابن مريم».
وورد في بعض طرق الحديث عن ابن مسعود: سمعت رسول الله محمد صلى الله عليه
وسلم يقول: «سياتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه الا من فر بدينه
من قرية الى قرية، ومن شاهق الى شاهق، ومن جحر الى جحر، كالثعلب»، قيل: متى
ذلك يا رسول الله؟ قال: «اذا لم تنل المعيشة الا بمعاصي الله».
واعلموا ان اطيب الغربة غربة الدين لا غربة الدنيا، فبمجرد ما تلتزم بدين الله تجد
من اهلك واخوانك وقرابتك من يلمزك ويستهزئ بك، وهكذا كانت الرسل واتباعهم، كانت تضيق عليهم
الارض بما رحبت، ولكن لا تضيق عليهم انفسهم، فانت ان كنت غريبا بين الناس فلست
بغريب على رب الناس، فاعتز بدينك واثبت على سبيله، فوالله ما وقفت لحظة يلمزك الناس
بالاحتقار وبالكلمات الجارحات، الا كان لك عند الله مكان، وان الله سيبوؤك مبوا صدق فاصبر؛
فهذا موسى عليه السلام بعد الاذية والاحتقار واللمز كان عند الله وجيها، كم من ملتزم
كان حقيرا عند اهله وعشيرته فما مضت الايام حتى بواه الله مبوا صدق، فاصبح امرا
وناهيا.
كل شيء اليوم غربة في طاعة الله، حتى ولو كان في صلاته، او امام حي
يجد الغربة؛ وكله امتحان، ولكن البشارة عظم الاجر عند الله تعالى.
يا هذا اصبر لعل الله يثبت القلب على طاعته، فيمتحنك ثم يمتحنك، ثم يؤذى المؤمن،
ثم يؤذى المؤمن، ثم يؤذى؛ حتى يكون من السابقين السابقين، فيكون من الثلة الاخرين، الذين
جاء ذكرهم في سورة الواقعة.

 

  • صور عن أمة محمد
  • يوم القيامة عند اليهود
السابق
انشودة حروف الشوق
التالي
طريقة تحضير مربى السفرجل