احلى مواضيع جديدة

اين اجد السعادة

اين اجد السعادة Imgres25

 

اين اجد السعادة Imgres25

 

ان السعادة الحقيقة هي شعور داخلي ناشئ عن رضا وكنات القلب وسكونه واطمئنانه، وهذا القلب
لا يمكن ان يستقر ويطمئن الا بطريقة واحدة، وهي اشباع الفطرة التي فطره الله سبحانه
وتعالى عليها، فاذا لم يهتد الانسان الى ذلك الطريق عاش في فراغ داخليين وعدم استقرار،
وشقاء دائم.

فقد يظن الانسان ان السعادة في مال يجمعه، اوفي شهوة ولذة ينالها، او في شهرة
ومكانة يحققها، ثم يكتشف بعد ذلك ان هذه الامور لم تحقق له الرضا والقناعة والاطمئنان
والاستقرار النفسي، ويعلم ان ذلك كله سراب، وينتقل من سراب الى سراب، ومن وهم الى
وهم، ومن غم الى غم؛ لانه لا يزال يشعر انه بحاجة الى شيء مفقود يحقق
له السعادة والاطمئنان.

وقد ينخدع الانسان بمظاهر الحضارة الغربية المادية، فيلهث وراءها ظنا منه ان في ذلك سعادته
وراحته، فينكشف زيف ذلك البريق الخادع، والمظاهر الجوفاء، فينتكس ويتعس ويشقى في الدنيا والاخرة، فما
هو السبب في ذلك؟

ان السبب الحقيقي في ذلك هو ان الحضارة الغربية المادية قد اشبعت الجانب الجسدي المادي
عند الانسان، فحققت له طموحاته ورغباته، واشبعت شهواته المادية اشباعا تاما في جميع شؤون الحياة،
الا انها اهملت جانبا مهما في الانسان، وهو جانب الروح، حيث ان الانسان مكون من
جسد وروح، ولكل منهما متطلباته وحاجاته.

وفي اهمال الجانب الروحي من الانسان وهو الجانب المهم لديه مناقضة لفطرته، مما سبب له
صراعا داخليا، وعدم سكون واستقرار يشعر معه الانسان بفراغ روحي، فيلجا الى اشباعه بطرق شتى،
وذلك للتعبير عما يعانيه في داخله، ولاشباع ذلك الفراغ، والقضاء على ذلك الصراع.

ومن مظاهر الشقاء في حياة الانسان في الغرب: 

1 هناك من رفض حضارة الغرب، واتجه الى الحياة البدائية على شكل مجموعات تعيش على
القذارة والبهيمية، مثل جماعات الخنافس (Beatles) والهيبز (Hippis) وعبدة الشيطان وغيرهم، وهؤلاء من الشباب الضالين
المنحرفين الذين لا يدرون ماذا يريدون، وليس لهم هدف في الحياة.

2 انتشار الامراض النفسية والقلق والاكتئاب والجنون، وكثرة المترددين على العيادات والمصحات النفسية، بل انتشرت
الشعوذة والسحر، وقراءة الكف، وذلك للخوف من المستقبل، ونتيجة للفراغ الروحي.

3 اتجه كثير من الشباب الى عالم المخدرات والمسكرات هروبا من واقعهم، فانتشرت عقارات الهلوسة
L.S.D والمارجوانا والحشيش والافيون والمروفيين والكوكايين وغيرها، وذلك لشعور الانسان بالضيق من الحياة، والهروب الى
عالم الخيال والمخدرات لينسى واقعه المزري.

4 الاستماع الى الموسيقى الصاخبة مثل الروك المدرول والجاز وغيرها، والاغاني الماجنة، وذلك للتعبير عما
يعانيه من فراغ، وظنا منهم ان في ذلك اشباعا للفراغ النفسي والروحي الذي يعيشونه.

5 انتشرت الجريمة والانحراف والعنف والفتن، لا لشيء الا للتعبير عن الصراع النفسي الداخلي، وكثير
ما سمعنا في وسائل الاعلام عن اشخاص يدخلون على الطلاب في المدارس فيقتلون مجموعة كبيرة
منهم بدون سبب، او من يقوم بقتل المارة في الشوارع والمطاعم والاسواق والمحلات التجارية دون
هدف، وانما للتعبير عما يعانيه بداخله من صراع.

6 الاغراق في الشهوات والملذات وخصوصا الجنسية، بل ان الفطر قد انقلبت، فاصبح الانسان يمارس
الشذوذ الجنسي كاللواط على ابشع الصور، وبشكل علني، بل اصبح لهذه الفئات الشاذة منظمات وجمعيات
ونقابات، واصبحت مالوفة لدى الغرب، بل ان عادة زواج الرجل بالرجل اصبحت شيئا قانونيا ومالوفا.

7 الخوف الملازم للانسان الغربي الذي يعيش وسط غابة بين بني جنسه، فتجده يضع الاقفال
على بابه،ولا يفتح الباب لاي طارق، بل ينظر اليه من الثقب السحري ويفزع من اي
حركة، ولا يامن جاره او اي قادم، وخصوصا في المدن الكبرى في اوروبا وامريكا.

8 تبلد الاحساس وجفاف العواطف، وطغيان المادة على حياة الكثير من الناس، حيث ان الانسان
في الغرب اصبح ماديا كالالة تثيره المادة، لا يعرف الرحمة او الشفقة او الاحسان او
المعروف، او صلة الرحم، او بر الوالدين، او اكرام الجار، او اطعام المسكين، او اكرام
الضيف، وغيرها من مكارم الاخلاق، بل ان علاقاته مادية بحتة حتى مع اقرب الناس اليه
كوالديه، فاذا لم يدفعا ايجار المنزل او قيمة الطعام اخرجهما من المنزل، بل ان ابناءه
اذا بلغوا السن القانوني اخرجهم من البيت، ولا يعرف الغيرة على العرض او المحافظة على
البنات والاولاد.

ونتيجة لتبلد الاحسان وجفاف الحياة فان الانسان الغربي لم يعد يثق في اخيه الانسان ولا
ينافس به، فاتجه الى مصاحبة الكلاب والقطط، وغيرها من الحيوانات اوقف حياته وماله عليها، يرعاها
ويبيت معها ويكرمها ويصاحبها، بل ويوقف كثيرا من امواله عليها بعد موته، ويحرم منها اولاده
ووالديه.

10 الانهيار العصبي عند مواجهة الاحداث وعدم الرضا والتسليم للقضاء والقدر، ونتيجة لذلك فان الانسان
الغربي يقد يبلغ به الياس من الحياة الى ان يقتل نفسه وينتحر هروبا من هذه
الحياة القاسية، مع توفر وسائل العيش والرفاهية، وذلك لشعوره بالصراع الداخلي، وتعبيرا عما يعانيه فيها،
ورغبة في التخلص منها والانتقال الى عالم اخر، وقد يكون الانتحار جماعيا ومنظما عن طريق
جمعيات وجماعات لها رئيس وتنظيم يعدهم باللقاء بعد التخلص من الحياة، بل ان هناك جمعيات
ومدراس تعلم الانتحار.

هذا وقد كانت السويد من اكثر البلاد ارتفاعا في نسبة الانتحار مع توفر الحياة المادية
لسكانها، وتوفر جميع الامكانات المادية، ورفاهية العيش.

وصدق الله سبحانه وتعالى حيث يقول: (ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره
يوم القيامة اعمى قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا
فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) [طه : 124 125].

لذا فان في اشباع فطرة الانسان بالايمان بخالقه سبحانه وتعالى، واتخاذ الدنيا وسيلة لا غاية،
واعتبارها فانية يكفي منها الشيء القليل والقناعة بما كتب الله سبحانه وتعالى للانسان فيها يجعله
راضيا مسلما لخالقه، يحتسب ما يصيبه فيها عند الله راجيا من الله سبحانه وتعالى ان
يعوضه ما فاته في الدنيا من نعيم الجنة وملذاتها، ولهذا نجد المؤمن يشعر بلذة الايمان
والسعادة الحقيقية في هذه الحياة الدنيا، وقد قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر او
انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون) [سورة النحل :
97]، وقال احد السلف الصالح رحمهم الله: اننا نجد سعادة لو يعلم عنها الملوك او
ابناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف.

  • اين تقع السعادة
السابق
صور معايدة عيد الميلاد
التالي
ايات قرانيه عن العلم