تحدث فى جميع الانسجة عمليات من الطاقة المستمرة والغدة هى المسيطر على كل هذه العمليات
وزيادة افرازاتها يشعل الجسم ويحرق الطاقة واذا خملت وفشلت فى وظائفها ضعفت الطاقة والقدرة وزاد
الوزن وضعفت كل الوظائف، وتفرز الغدة الدرقية هرمونين هما الثيروكسين T4 وهرمون ثلاثي يودوثيرونين T3
كاستجابة لتاثير هرمون تفرزه الغدة النخامية ويسمى الهرمون المحفز للدرقية.
والهرمون الدرقي الذي يسري في مجرى الدم بعد ذلك يقوم بخلق حالة التوازن فيقلل انطلاق
المزيد من الهرمون المحفز للدرقية من الغدة النخامية، وهنا تتم المحافظة على مستوى هرمون الثيروكسين
وهرمون يودوثيرونين في الدم، فتنخفض مستويات الهرمون المحفز للدرقية اذا قامت الغدة الدرقية بصنع كميات
كبيرة من T3 و T4 وذلك في حالة اصابة الغدد الدرقية بالخلل، وبالمثل فاذا اصيبت
الغدة الدرقية بحالة ما تجعلها تصنع كميات غير كافية من T3 و T4 فان مستوى
الهرمون المحفز للدرقية يرتفع بالتبعية، اي انها علاقة عكسية.
والتدني في نشاط الغدة الدرقية يقلل من مستويات T3 وT4 في حين تظل مستويات الهرمون
المنبه للدرقية عالية وهذا يؤدي الى ابطاء عملية الايض في الجسم (مجموعة من التفاعلات الكيميائية
التي تحدث في الكائنات الحية على المواد الغذائية المختلفة بواسطة العوامل الانزيمية بغرض الحصول على
الطاقة او بناء الانسجة)، مما قد تجعل الانسان يشعر بالاعياء والتبلد الذهني، وقصور النشاط الدرقي
هو اكثر انواع الاضطراب الدرقي شيوعا، وفيه يهاجم جهاز مناعة الجسم الغدة الدرقية ويدمرها والنساء
اكثر عرضة لذلك من الرجال، بل ان اضطرابات الغدة الدرقية تصيب النساء اكثر من الرجال
بخمس الى عشر مرات، ويزيد معدل حدوثه مع تقدم العمر.
فمرض الالتهاب الدرقي لهاشيموتو او الالتهاب الدرقي المناعي الذاتي وهو مرض تمانعي تهاجم فيه الاجسام
المضادة خلايا الغدة الدرقية مما يؤدي الى التهابها وتضخمها وتدميرها، ويحدث غالبا بعد ولادة الام
لطفلها او بعد العلاج بعقاقير قوية منشطة لجهاز المناعة مثل انترفيرون يعتبر هو اكثر شيوعا
في المصابين بامراض المناعة الذاتية الاخرى مثل النوع الاول لمرض السكري والانيميا الخبيثة ومرض اديسون.
واعراض خمول الغده الدرقية تختلف من حالة الى اخرى تبعا لشدة الحالة وعمر المريض ومن
الشائع جدا ان يكون بدون اعراض على الاطلاق ويسبب زيادة الكولسترول او السمنة بينما من
اعراض الحالات الشديدة، التعب والشعور بالخمول والاعياء، والتبلد العقلي، وعدم تحمل البرد، والشعور بالكابة او
خمول العواطف، والامساك، الالام العضلية، وجفاف الجلد او تقشرة او انتفاخه، والاحساس بوخز في اصابع
اليدين او القدمين، ونقص في تحمل المجهود الرياضي، الام المفاصل، وبحة الصوت وعدم انتظام الدورة
الشهرية، وزيادة الوزن رغم ضعف الشهية، وجفاف الشعر وتقصفه، ونبض ضعيف مع تورم في العنق،
وليس ضروريا ان تكون موجودة كلها فى كل حالة ولكن نذكر بانها اعراض الحالات الشديدة.
ويتم تشخيص خمول الغدة الدرقية عن طريق اختبارات الدم لهرموني الثيروكسين واليودوثورينين لمعرفة نسبة الهرمون
المحفز للغدة الدرقية، وينصح باضافة هذا التحليل للتحاليل الروتينية وذلك لاكتشاف حالات الخمول الساكنة، وكذلك
يتم التشخيص عن طريق الفحص بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية اذا كانت غير طبيعية في
حجمها او شكلها.
وهناك المسح الذري (ويسمى التصوير النووي) Thyroid Scan وهو فحص مكلف وغير متوافر الا فى
مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث ويحتاج استعمال مواد مشعة مثل اليود المشع131 او التكنيشيوم
لمعرفة استخلاص الغدة للمادة المشعة من الدم وهذا يعبر عن نشاطها وهو غير ضروري لكل
الحالات ولكنه مهم جدا فى بعض الحالات، ويظهر الغدة نفسها ووظيفتها عن طريق معدل امتصاصها
لليود المشع اي انه يمكن ان يحدد اذا ما كانت الغدة الدرقية نشطة ام خاملة
وفى وجود ورم ام نتوء وحيد، ويمكن ان يحدد اذا كان هذا النتوء نشطا ويعمل
مع بقية الغدة ام لا يعمل على الاطلاق (بارد) وفى هذه الحالة يكون احتمال الورم الخبيث
كبيرا الا اذا كان الورم حويصلة وهذا يظهر فقط فى الموجات الصوتية، والعقدة الباردة Cold Nodule
لها اهمية خاصة بالرغم من ان معظمها حميدة لكن اهميتها تكمن في ان الاورام الخبيثة
في الغالبية العظمى تكون باردة، اما العقدة الحارة Hot Nodule التي تفرز وتستخرج اليود المشع
اكثر من غيرها من الغدة فهي حميدة ولا تحتاج عينة.
لعلاج حالة قصور النشاط الدرقي من المرجح ان يصف الطبيب دواء تعويضا وهو عبارة عن
نسخة اصطناعية من الهرمونات الدرقية الطبيعية وهي T3 وT4 او الاثنان معا.
فالمسنون او الذين يعانون مرضا في القلب ستوصف لهم جرعة ابتدائية منخفضة جدا، اذ ان
المستويات الاعلى قد تشكل عبئا على القلب، ويراقب الطبيب مستويات الهرمونات الدرقية لتحديد الجرعة المثالية
عن طريق قياس مستوى الهرمون المحفز للدرقية في الدم خلال حوالي 6 اسابيع وبمجرد التوصل
الى الجرعة المناسبة فسيكتفي بقياس مستوى الهرمون بمعدل اقل.
بالنسبه للحوامل فيحتجن الى اجراء مزيد من الفحوص خلال الحمل فقد يحتجن جرعات اعلى من
هورمون خمول الغدة الدرقية في مرحلة الحمل والمعروف ان الهورمونات التي تفرزها الغدة الدرقية ضرورية
لتطور الدماغ في الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل، والجنين يحصل عليها من الام وحدها.